مَرَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى نَفَرٍ مِن أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارْمُوا بَنِي إسْمَاعِيلَ، فإنَّ أَبَاكُمْ كانَ رَامِيًا ارْمُوا، وأَنَا مع بَنِي فُلَانٍ قالَ: فأمْسَكَ أَحَدُ الفَرِيقَيْنِ بأَيْدِيهِمْ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما لَكُمْ لا تَرْمُونَ. فَقالوا: يا رَسولَ اللَّهِ نَرْمِي وأَنْتَ معهُمْ، قالَ: ارْمُوا وأَنَا معكُمْ كُلِّكُمْ. صحيح البُخاري.
يَحكي سلَمةُ بنُ الأكوعِ رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم خرَج على قومٍ مِن أسلَم، وهي القبيلةُ المشهورةُ؛ كونهم يتناضَلون، أي: يترامَوْن، بالسِّهامِ بالسُّوقِ، فقال عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: ارمُوا بني إسماعيلَ، أي: يا بني إسماعيلَ ابنِ الخليلِ؛ فإنَّ أباكم إسماعيلَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ كان راميًا، وأنا مع بني فلانٍ، لأحدِ الفريقينِ، وكان يقصِدُ صلَّى الله عليه وسلَّم بني الأَدرَع، فأمسَكوا، أي الفريقُ الآخَر، بأيديهم عن الرَّميِ، أي: امتنَعوا عن الرَّميِ؛ فقال عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: ما لهم أمسَكوا عن الرَّميِ؟ فأجابوه: وكيف نرمي وأنتَ مع بني فلانٍ؟! قال عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: ارمُوا وأنا معكم كلِّكم.
في الحديثِ: حُسنُ أدبِ الصَّحابةِ مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلم.
وفيه: تواضُعُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
وفيه: نسبةُ قبيلةِ أسلَمَ اليمَنيَّةِ إلى إسماعيلَ صلَّى الله عليه وسلَّم.
https://t.me/Ma2sadh