من السنة أن يهتم المجاهد بحراسة نفسه وغيره عند خوف الغدر والاغتيال، فقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة، أَرِقَ ليلة فقال: ﴿لَيتَ رَجُلَاً مِنْ أَصحَابِي صَالِحَاً يَحرُسُنِي اللَّيلَةَ﴾، فقام على حراسته سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، كما عَمِلَ بعض الصحابة رضي الله عنهم في حراسته، ومنهم سعد بن معاذ، ومحمد بن مسلمة، والزبير، وأبو أيوب، وعباد بن بشر، وغيرهم، كما ذكر ابن حجر رحمه الله في فتح الباري، وقال: (وفي الحديث الأخذ بالحذر والاحتراس من العدو).
وبالنظر إلى المقاصد، فإن بقاء المجاهد حياً فيه مصلحة للإسلام، من قتاله للأعداء وإثخانه فيهم وتقديمه النفع لأمته وغير ذلك، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضاً دعا له بقوله: ﴿اللَّهُمَّ اشفِ عَبدَكَ يَنكَأُ لَكَ عَدُوَّاً﴾، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم علة شفائه إثخانه في أعداء الله، وهي عينها علة حياة المجاهد وبقائه في هذه الدنيا.
ولهذا وجب على كل مجاهد أن يهتم بحراسة نفسه، كما وجب كذلك على عموم الجماعة المجاهدة أن تهتم بحماية جنودها وقادتها وطلبة العلم فيها، ويُخَصُّ بذلك من يُظَنّ أن العدو يترصد قتله واغتياله.
أنس خطَّاب
https://telegram.me/an_kh39