شِيَمُ النُبَلاَء

‏﴿وَمِنَ النّاسِ مَن يَشري نَفسَهُ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءوفٌ بِالعِبادِ﴾

(يشري) نفسه أي يبيع نفسه، بخلاف كلمة (يشتري)، كما أن (يبتاع) تعني يشتري بخلاف كلمة (يبيع).

‏تسمعوا عن أبو بكر الباقلاني؟ أرسله الخليفة عام ٣٧١ لمناظرة النصارى في القسطنطينية.. فعندما دخل على ملك الروم إلتفت إلى كبير الرهبان.. قال: كيف حالكم وحال أولادكم؟
فقال الملك: ألا تعلم ان رهباننا لا يتزوجون ولا ينجبون الأطفال!
قال: تنزهون رهبانكم عن الزواج والإنجاب ثم تتهمون ربكم أنه تزوج مريم وأنجب عيسى

فغضب الملك فأراد أن يطعن فقال: فما قولك فيما فعلت عائشة؟
٢‏قال: إن كانت عائشة قد أتهمت، فإن مريم قد أتهمت، وكلاهما طاهرة، ولكن عائشة تزوجت ولم تنجب، أمّا مريم فقد أنجبت بلا زواج! فأيهما تكون أولى بالتهمة الباطلة وحاشاهما رضي الله عنهما؟" فبهت الذي كفر

فقال: أنتم المسلمون عندكم عنصرية
قال الباقلاني: وما ذاك؟
قال النصراني: تبيحون لأنفسكم زواج الكتابية - اليهودية أو النصرانية- ولا تبيحون لغيركم الزواج ببناتكم.
قال له الإمام: نحن نتزوج اليهودية لأننا آمنا بموسى، ونتزوج النصرانية لأننا آمنا بعيسى، وأنتم متى ما آمنتم بمحمد زوجناكم بناتنا.

قال الملك:هل كان نبيكم يغزو؟!
قال أبو بكر: نعم
قال الملك:فهل كان يقاتل في المقدمة؟!
قال أبو بكر: نعم
قال الملك: فهل كان ينتصر؟!
قال أبو بكر: نعم
قال الملك: فهل كان يُهزَم؟
قال أبو بكر: نعم
قال الملك: عجيب! نبيٌّ ويُهزّم؟
فقال أبو بكر: "أإله ويُصلَب؟"

ذاك أبو بكر الباقلاني

قد استرد السبايا كل منهزم * لم يبق في أسرها الا سبايانا
ولا رأيت سياط الظلم دامية * إلا رأيت عليها لحم أسرانا
ولا نموت على حد الظبى أنفًا * حتى لقد خجلت منّا منايانا

‏ذُكر في بعض الحِكَم أن رجلاً كان يسوق دابته فعثرت، فقال :تعست الدابة
فقال ملك اليمين لملك الشمال: ليست بحسنة فاكتبها! فأوحى الله لملك الشمال: ما تركه ملك اليمين فاكتبه أنت،
فكتب صاحب الشمال قول الرجل "تعست الدابة"‏

ومثلها، قال الإمام السبكي " كنت جالساً بدهليز دارنا فأقبل كلب فقلت: اخسأ كلب ابن كلب" فزجرني والدي من داخل البيت،قلت: سبحان الله أليس هو كلباً ابن كلب! فقال: شرط الجواز عدم قصد التحقير، قلت: وهذه فائدة "

‏"اذا فتح اللهُ عليكم مصر فاتخذوا منها جُنداً كثيفا، فذلك الجند خير اجناد الأرض " -باطل

"نحن قومٌ لا نأكل حتي نجوع، واذا اكلنا لانشبع" -باطل

ان الله لا ينظر الي الصف الأعوج " -باطل
"خير الاسماء ما عُبِّد وحُمِّد" -باطل
"الجنه تحت اقدام الامهات" -موضوع
‏"إن اعظم الصدقه، لقمه يضعها الرجل في فم زوجته" -كذب
"الدين المعامله" -باطل
"اسروا الخطبه وأعلنوا النكاح" -ضعيف
"اذا ماتت الأم نزل ملك من السماء يقول: ماتت التي كنا نكرمك لأجلها، فاعمل لنفسك" -باطل
-"النظافه من الايمان" -ليس بحديث‏
"الساكت عن الحق شيطان اخرس" -ليس بحديث
-"أول شهر رمضان رحمه، وأوسطه مغفره، واخره عتق من النار" -ضعيف جداً -مُنكر

"أِنفق ما في الجيب يآتيك ما في الغيب" -ليس بحديث
"أبغض الحلال الي الله الطلاق" -ضعيف

"...احبابي فقوما يأتون بعدي يؤمنون بي ولم يروني " -لايصح بهذا اللفظ

‏الشكوى إلى الله والإلحاح عليه بالدعاء في أمر ليس معناه رفض الواقع الذي هو مُقدّر

قال ابن تيمية: وأما الشكوى إلى الخالق فلا تنافي الصبر الجميل فإن يعقوب قال"فصبر جميل" وقال :"إنما أشكو بثي وحزني إلى الله"

‏إختلف جعفر وعلى وزيد وفاطمة فى حضانة إبنة سيدنا حمزة رضي الله عنهم، جميعهم أقاربها، فقضى رسول الله بها الى خالتها وقال (الخالة بمنزلة الأم)
وقال لعلى أنت منى وأنا منك، وقال لجعفر أشبهت خَلقى و خُلقى، وقال لزيد أنت أخونا ومولانا.
هكذا كان.. هيّن ليّن سهل قريب من الناس

‏قال رسول الله "أقلهن مهراً أكثرهن بركةً" "خيرُ النكاحِ بركةً أيسرهُ مؤنةً" "يُمن المرأة خفة مهرها و تيسير نكاحها و حسن أخلاقها، و شُؤم المرأة غلو مهرها و تعسير نكاحها و سوء أخلاقها"
و قال الإمام ابن القيم (المغالاة في المهر مكروهة في النكاح و أنها من قلة بركته وعسره)

و تزوج سيدنا علي من السيدة فاطمة -رضي اللَّه عنهما- و المهر كان مجرد درع! و تزوج عبد الرحمن بن عوف -رضي اللَّه عنه- بمهر 5 دراهم فضة

وكان أعظم مهر في تاريخ البشرية هو مهر السيدة أم سليم من أبي طلحة -رضي اللَّه عنهما- و كان مهرها إسلامه.

في أحوال خلفاء المسلمين مع أهل الذمة

الخليفة عمر بن عبد العزيز ، فإنه كتب الى جميع عماله في الآفاق : أما بعد ، فإن عمر بن عبد العزيز يقرأ عليكم من كتاب الله (يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس) ، جعلهم الله (حزب الشيطان) ، واعلموا انه لم يهلك من هلك قبلكم الا بمنعه الحق وبسطه يد الظلم ، وقد بلغني عن قوم من المسلمين انهم اذا قدموا بلداً اتاهم اهل الشرك فاستعانوا بهم في اعمالهم وكتابتهم ، لعلمهم بالكتابة والجباية و التدبير ، ولا خيرة ، ولا تدبير فيما يغضب الله ورسوله ، فلا أعلمن أن احداً من العمال أبقى في عماله رجلاً متصرفاً على غير دين الإسلام آلا نكلت به ، فإن محو اعمالهم كمحو دينهم وأنزلوهم منزلتهم التي خصهم الله بها من الذل و الصغار .
وعندما وصل الخطاب الى عامله بمصر كتب اليه : اما بعد يا امير المؤمنين فإنه ان دام هذا الأمر في مصر أسلمت الذمة ولبطل ما يؤخذ منهم ! (هيسلموا ومش هنلاقي جزية ناخدها)
فأرسل اليه رسولاً وقال اضرب حيان على رأسه ثلاثين سوطا ادبا على قوله ، وقل له من دخل في دين الاسلام فضع عنه الجزية ، فوددت لو اسلموا كلهم فان الله بعث محمدا داعياً لا جابياً

الخليفة المهدي ، فإن اهل الذمة في زمانه قويت شوكتهم ، فكتب الى جميع العمال بالأنبار ، إن علم أن احدا من المسلمين استكتب احدا من النصارى قطعت بده ، فقطعت يد شاهونة وجماعة من الكتاب ، وقال : أعز أمر الله يعزك الله

الخليفة ابو جعفر المنصور ، اخذ يعزل كل يوم ذمياً من عمله ويولي على العمل مسلم

الخليفة هارون الرشيد ، فإنه لما ولى الفضل بن يحيى أعمال خرسان ، وجعفر اخاه ديون الخراج ، امرهما بالنظر في مصالح المسلمين ، فعمرت المساجد و الحوامع ، وصرف الذمة عن أعمالهم ، واستعمل المسلمين عوضا عنهم ، وخرب الكنائس ، وأفتاه بذلك علماء الاسلام

الخليفة المأمون ، فانه استحضر عمرو بن عبد الله الشيباني وهم بمصر ، فقال له : قد كثرت سعايات النصارى وتظلم المسلمون منهم وخانوا السلطان في ماله ، تعرف من اين هؤلاء القبط ؟ ، قال : هم بقية الفراعنة الذين كانوا بمصر ، وقد نهى امير المؤمنين عمر بن الخطاب عن استخدامهم ، وفيهم قال خالد بن صفوان لعمرو بن العاص يحثه على قتلهم :
يا عمرو قد ملكت يمينُك مصرنا ، وبسطت فيها العدل و الإقساطا
فاقتل بسيفك من تعدى طوره ، واجعل فتوح سيفك الأقباطا
فيهم أقيم الجور في جنباتها ، ورأى الأنام البغي والإفراطا
عبدوا الصليب وثلثوا معبودهم ، وتوازروا وتعدوا الأشراطا .

فلما عاد المأمون الى بغداد وكان لنصارى بغداد بغي وفساد ، فسجن منهم ألفين وثمان مائة
ودخل بعض الشعراء على المأمون وفي مجلسه يهودي فأنشد :
يا بن الذي طاعته في الورى ، وحكمه مفترض واجب
إن الذي عُظمت من أجله ، يزعم هذا أنه كاذب
فقال له المأمون : أصحيح ما تقول ؟! قال نعم ، فأمر بقتله .

الخليفة المتوكل ، أمر ان يكون لبس اليهود و النصارى الثياب العسلية ، والا يلبسوا غيرها لكي لا يتشبهوا بالمسلمين ، ولتكن ركبهم خشباً ، وان تهدم بيعتهم المستجدة ، ولا يفسح لهم في دخول حمامات المسلمين ، وأن يكون عملهم في الحمامات ذمة ، ولا يستخدموا مسلما في حوائجهم وكتب (فإن الله اصطفى الاسلام دينا ، فشرفه وكرمه ، فهو الدين الذي لا يقبل غيره ، وانزل كتابا عزيزا ، اسعد به امته وجعلهم خير أمة اخرجت للناس ، وأهان الشرك وأهله ووضعهم وصغرهم وقمعهم وخذلهم وتبرأ منهم وضرب عليهم الذلة و المسكنة ، وطبع على قلوبهم وخبث سرائرهم وضمائرهم ، فنهى عن إئتمانهم و الثقة بهم ، قد بدت البغضاء عن أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر ، وقد انتهى امير المؤمنين الى اناسا لا رأي لهم ولا رؤية يستعينون باهل الذمة في افعالهم ، ويسلطونهم على الرعبة فيعسفونهم ، وأحب التقرب الى الله تعالى بحسم ذلك و النهي عنه .

الخليفة المقتدر بالله ، فإنه من خطابه ان قال : وقد امر امير المؤمنين بترك الاستعانة باحد من اهل الذمة في عمل من الاعمال ، فليحذر العمال تجاوز امير المؤمنين ونواهيه .

المصدر : أحكام أهل الذمة للإمام ابن القيم جوزيه ج1 ص156- 176

‏الرياء من باب الإشراك بالخلق والإعجاب من باب الإشراك بالنفس فمن حقق (اياك نعبد) خرج عن الرياء ومن حقق (اياك نستعين) خرج عن الإعجاب -ابن القيم

‏كل الانبياء المذكورين في القرآن مقرونين بقومهم (ارسلنا نوحا الى قومه) (يا قوم اعبدوا الله) كدة، كل الانبياء كدة ماعدا سيدنا عيسى

لن تجد عيسى أو المسيح مقرون ب "يا قوم" ابدا، حتى لما بيدع الناس كان بيقول (يا بني اسرائيل) فعيسى في القرآن ليس له قوم
ايضاً سيدنا آدم، هناك بني آدم، لكنك لن تجد قوم آدم؛
لأن نسبة الانسان تكون دائما الى ابيه وقوم ابيه، و سيدنا عيسى وُلد بدون اب، فلن تجد له قوم في القرآن..

الاية الوحيدة التي تجمع بين أدم وعيسى فسرت هذا السر (ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون).

‏طوبي لمن أنصف ربه فأقر له بالجهل في علمه، والآفات في عمله، و العيوب في نفسه، و التفريط في حقه، فإن أخذه الله بذنوبه رأى عدله فعفى عنه.

‏يقول ابن القيم رحمه الله:
"ما دام الأجل باقياً كان الرزق آتياً، وإذا سد عليك بحكمته طريقاً من طرقه، فتح لك برحمته طريقاً أنفع لك منه؛
فتأمل حال الجنين يأتيه غذاؤه وهو الدم، من طريق واحدة وهو السرة، فلما خرج من بطن الأم وانقطعت تلك الطريق فتح الله له طريقين اثنين
وأجرى له فيهما رزقاً أطيب وألذ من الأول، لبناً خالصاً سائغاً، فإذا تمت مدة الرضاع وانقطعت الطريقان بالفطام فتح طرقاً أربعة أكمل منها طعامان وشرابان، فالطعامان من الحيوان و النبات، و الشرابان من المياه و الألبان وما يضاف إليهما من المنافع و الملاذ

فإذا مات انقطعت عنه هذه الطرق الأربعة، لكنه سبحانه فتح له
-ان كان سعيداً- طرقاً ثمانية، وهي أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء

هكذا الرب سبحانه لا يمنع عبده المؤمن شيئاً إلا ويؤتيه أفضل منه وأنفع له"
فتأمل.

‏قيل لفقيه: هل يختصم الرجل مع والديه؟
فقال: ولا مع احذيتهم.