أنا و أنت لا نعرف بعضنا و ليس لدينا صورة مسبقة عن أحدنا الآخر. لا يمكنك أبداً أن تكرهني لأنّك لا تعرفني و أنا لا يمكنني أن أحبّك و كأنّني أعرفك مسبقاً. هذا الوضوح الذي نمتلكه الآن قبل أن يعترينا الفضول و نبدأ الخوض في الأعماق، لنبدأ في اكتشاف نقاط تشابهنا و المساحات التي نراها كالبقع، تلك التي تجعلنا مختلفين عن بعضنا البعض. ستبدأ أنت في عرض وجهة نظرك محاولاً اقناعي و أبدأ أنا في الدفاع عن آرائي. و قبل أن يتغيّر أحدنا كنّا نُعزّز من مناعتنا للتغيير و نقويّ تعصّبنا ضدّ الاختلاف، بالرغم من طبيعته. نحن نعيش لندافع بعصبيّة عن الأشياء التي نُحبّها و لا نُصدّق أن الشخص الآخر لا يمكنه أن يقع في حبّ الأشياء التي نحبّها و كأننا حين التقينا كان هدفنا الباطن تحويل الشخص الذي أمامنا إلى نسخة أخرى منّا، لا نُعطي أنفسنا مساحة للتعرّف على الوجه الآخر من الأشياء التي نكرهها. هناك أناس جمعتهم اختلافاتهم، هل هم فضائيون، كلّا، هم أناس تعرّفوا و اعترفوا بجماليّة الإختلاف. لذا و قبل كلّ شيء لنستمتع بجهلنا بعضنا الآخر و لتكن المسافة التي تفصلنا مساحة كاملة لأنّ نفرد عليها تجاربنا السابقة الفاشلة، و لنمحوها للأبد.