محاولة الانتحار التي آلت إلى الوفاة
أبرزت إلى السطح ثلاث مشكلات عويصة:
الأولى:
تضخم العناية بالجهاد والسياسة والأمن على حساب أحوال الناس، فالله مدح الصحابة بأنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم، ولن تفلح أمة أبدعت في الملحمة وأخفقت في المرحمة، فكيف لو كان الناس أنفسهم هم المصدر الأقوى الذي سنقاتل به عدونا، وهو الذي يصبر على لأواء الحروب وشدائد الحصار.
وكما أن جمع المعلومات الأمنية من أهم عوامل تأمين الجبهة الداخلية ورد العدوان فلن تعجز العيون الأمنية أن تعرف أصحاب شدة الحاجة الذين طحنتهم الأوضاع لإنقاذهم، فهذا أفضل من كفالة أهلهم بعد موتهم.
بل إنَّ المأثور عن جملة من الخلفاء أنهم كانوا يتعسسون أحوال الناس بأنفسهم ولا يكتفون بما ترفعه عيونهم من الأخبار؛ مبالغةً في رعاية الناس وصيانة حقوقهم، ولئلا يُحجبوا عن أحوال الناس بفعل البطانة الفاسدة أو ضعيفة الصلاح.
الثانية:
ضعف استشعار أهوال الآخرة ممن يقدم على الانتحار، فأين تذهب شدائد الدنيا حتى لو قُطِّعنَا إِربًا إربًا مع مشاهد القيامة وعرصاتها وأهوالها وعذاب أهل النار، حتى إن أنعم أهل الدنيا يقول حينها: ما رأيت نعيمًا قط!.
وفي الحديث الصحيح: "إن أهون أهل النار عذابا من له نعلان وشراكان من نار يغلى منهما دماغه كما يغلى المرجل ما يرى أن أحدًا أشد منه عذابًا وإنه لأهونهم عذابًا" روه مسلم وللبخاري نحوه.
كيف يفرط الشباب بمستقبلهم يوم القيامة بسبب الظلم الواقع عليهم والذين ترتفع درجاتهم مقابل كل عناء تعنوه في الدنيا حتى إن ثوابهم لا ينتهي إلى حد؛ لأن ألمهم لا ينتهي إلى حد كما قال الله: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}!، بل {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ، سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 23، 24]
الثالثة:
تقصير الدعاة والخطباء في الحديث عن توحيد الربوبية، فالمدرسة الحجازية ملأت الكتب بتوحيد الألوهية، وبالخلاف في الأسماء والصفات، لكن لم نستطع أن نحبب الناس في الله عبر التوسع في معاني الأسماء والصفات، وطريقة معاملة الله للبشر، وبيان رحمته وحكمته وألطاف قدره وغير ذلك.
وهذا النوع من الخطاب هو الذي يتولى علاج اليأس والقنوط ومشاعر الإحباط واليأس والملل التي توجد في الناس، ومن أمهر الدعاة في هذا النوع الشيخ محمد راتب النابلسي في شرحه للأسماء الحسنى.
بينما نركز في الخطاب المنبري على التكاليف والأمر والنهي، فتصبح التكاليف شاقة لأن النفس مريضة لا تحمل الجوارح، فكيف لو كان الداعية أو الخطيب يعرض ذلك بتنفير وتشديد ويتهم الناس في دينهم!.
هذا فضلًا عن نقص مادة الترغيب والترهيب المتعلقة بما بعد الموت من أحوال البرزخ والقيامة والجنة والنار، مما يجعل العَالِمُ به تطيش عنده شدائد الحياة ويندفع للأخذ بالأسباب ويقاوم الظلم والظلمة والفجور والفجرة وينتزع حقه بجهده وجهاده، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
أبرزت إلى السطح ثلاث مشكلات عويصة:
الأولى:
تضخم العناية بالجهاد والسياسة والأمن على حساب أحوال الناس، فالله مدح الصحابة بأنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم، ولن تفلح أمة أبدعت في الملحمة وأخفقت في المرحمة، فكيف لو كان الناس أنفسهم هم المصدر الأقوى الذي سنقاتل به عدونا، وهو الذي يصبر على لأواء الحروب وشدائد الحصار.
وكما أن جمع المعلومات الأمنية من أهم عوامل تأمين الجبهة الداخلية ورد العدوان فلن تعجز العيون الأمنية أن تعرف أصحاب شدة الحاجة الذين طحنتهم الأوضاع لإنقاذهم، فهذا أفضل من كفالة أهلهم بعد موتهم.
بل إنَّ المأثور عن جملة من الخلفاء أنهم كانوا يتعسسون أحوال الناس بأنفسهم ولا يكتفون بما ترفعه عيونهم من الأخبار؛ مبالغةً في رعاية الناس وصيانة حقوقهم، ولئلا يُحجبوا عن أحوال الناس بفعل البطانة الفاسدة أو ضعيفة الصلاح.
الثانية:
ضعف استشعار أهوال الآخرة ممن يقدم على الانتحار، فأين تذهب شدائد الدنيا حتى لو قُطِّعنَا إِربًا إربًا مع مشاهد القيامة وعرصاتها وأهوالها وعذاب أهل النار، حتى إن أنعم أهل الدنيا يقول حينها: ما رأيت نعيمًا قط!.
وفي الحديث الصحيح: "إن أهون أهل النار عذابا من له نعلان وشراكان من نار يغلى منهما دماغه كما يغلى المرجل ما يرى أن أحدًا أشد منه عذابًا وإنه لأهونهم عذابًا" روه مسلم وللبخاري نحوه.
كيف يفرط الشباب بمستقبلهم يوم القيامة بسبب الظلم الواقع عليهم والذين ترتفع درجاتهم مقابل كل عناء تعنوه في الدنيا حتى إن ثوابهم لا ينتهي إلى حد؛ لأن ألمهم لا ينتهي إلى حد كما قال الله: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}!، بل {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ، سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 23، 24]
الثالثة:
تقصير الدعاة والخطباء في الحديث عن توحيد الربوبية، فالمدرسة الحجازية ملأت الكتب بتوحيد الألوهية، وبالخلاف في الأسماء والصفات، لكن لم نستطع أن نحبب الناس في الله عبر التوسع في معاني الأسماء والصفات، وطريقة معاملة الله للبشر، وبيان رحمته وحكمته وألطاف قدره وغير ذلك.
وهذا النوع من الخطاب هو الذي يتولى علاج اليأس والقنوط ومشاعر الإحباط واليأس والملل التي توجد في الناس، ومن أمهر الدعاة في هذا النوع الشيخ محمد راتب النابلسي في شرحه للأسماء الحسنى.
بينما نركز في الخطاب المنبري على التكاليف والأمر والنهي، فتصبح التكاليف شاقة لأن النفس مريضة لا تحمل الجوارح، فكيف لو كان الداعية أو الخطيب يعرض ذلك بتنفير وتشديد ويتهم الناس في دينهم!.
هذا فضلًا عن نقص مادة الترغيب والترهيب المتعلقة بما بعد الموت من أحوال البرزخ والقيامة والجنة والنار، مما يجعل العَالِمُ به تطيش عنده شدائد الحياة ويندفع للأخذ بالأسباب ويقاوم الظلم والظلمة والفجور والفجرة وينتزع حقه بجهده وجهاده، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.