إن الشريعة قد جاءت على مراتب في الأخبار وفي الأمر والنهي، فليست كل الأمور في الشريعة في المرتبة سواء _وإن كانت كلها معظمة_. ومما جاءت الشريعة ببيان مركزيته وعظمت من شأنه وأكدت؛ مركزية التآلف والأخوة والولاء بين المؤمنين، وقد تدبرت هذا المعنى كثيرًا وسبب مركزيته واهتمام الشريعة به إلى هذا الحد خاصةً أننا في عالم تسوده الفردانية وحب الذات وتمجدها وتقدمها على أي علاقات وروابط، فلا نكاد نرى أثرًا لهذه المركزية في حياة المسلمين، بل صرنا نحس أنها عبئًا و ثقلًا يكبلنا، فما سرُ اهتمام الشريعة بالروابط الأخوية بين المسلمين وتعزيز مكانتها؟
لم يكن الأمر بهذا الوضوح لدي كما هو اليوم بعد أحداث غزة، فقد جاءت هذه الأحداث بعد مرور طويل على نصوص من الكتاب والسنة في أهمية التآلف والموالاة بين المسلمين، وبيان أن من أعظم صور هذه المولاة؛ هي نصرتهم ومؤازرتهم والوقوف معهم في المصيبة، وبيان أن المسلم فرد متصل بأمة، ينتمي لهم برابط الإيمان والعقيدة، يؤلمه ما يؤلمها، ويسعده ما يسعدها، ويفزع لما يصيبها، وهي في المقابل مصدر أمان له، ومصدر يستمد منه القوة في أوقات ضعفه، لأنه يعلم أنه ليس وحيدًا، فهناك من يشاركه همومه ويشعر به ويهب لنجدته إن احتاج لذلك، فتأملت هذه الحال وقارنتها بما نجحت الثقافة الغالبة اليوم في غرسه فينا من الفردانية المقيتة، ونزع الفرد من الجماعة، وإيهامه أن أي روابط بينه وبين مجتمعه/أمته إنما هي قيود تكبله وتعيق حركته، فنجحت بذلك في تفكيك أكبر عوامل قوتنا وهو؛ النصرة والموالاة.
فتبين لي بعد هذه المقارنة شيءٌ من أهمية هذه المركزية، حيث أن هذه الرابطة هي من أعظم عوامل القوة للفرد و للمجتمع المسلم، فإن وجدت وجد أحد أكبر عوامل القوة للمسلمين، وإن عُدمت عدم أحد أكبر عوامل هذه القوة.
#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل
لم يكن الأمر بهذا الوضوح لدي كما هو اليوم بعد أحداث غزة، فقد جاءت هذه الأحداث بعد مرور طويل على نصوص من الكتاب والسنة في أهمية التآلف والموالاة بين المسلمين، وبيان أن من أعظم صور هذه المولاة؛ هي نصرتهم ومؤازرتهم والوقوف معهم في المصيبة، وبيان أن المسلم فرد متصل بأمة، ينتمي لهم برابط الإيمان والعقيدة، يؤلمه ما يؤلمها، ويسعده ما يسعدها، ويفزع لما يصيبها، وهي في المقابل مصدر أمان له، ومصدر يستمد منه القوة في أوقات ضعفه، لأنه يعلم أنه ليس وحيدًا، فهناك من يشاركه همومه ويشعر به ويهب لنجدته إن احتاج لذلك، فتأملت هذه الحال وقارنتها بما نجحت الثقافة الغالبة اليوم في غرسه فينا من الفردانية المقيتة، ونزع الفرد من الجماعة، وإيهامه أن أي روابط بينه وبين مجتمعه/أمته إنما هي قيود تكبله وتعيق حركته، فنجحت بذلك في تفكيك أكبر عوامل قوتنا وهو؛ النصرة والموالاة.
فتبين لي بعد هذه المقارنة شيءٌ من أهمية هذه المركزية، حيث أن هذه الرابطة هي من أعظم عوامل القوة للفرد و للمجتمع المسلم، فإن وجدت وجد أحد أكبر عوامل القوة للمسلمين، وإن عُدمت عدم أحد أكبر عوامل هذه القوة.
#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل