الشيخ عبدالله عزّام وكأنّه يتحدث عن أحداث الشّام اليوم!
.
📝
مقالة:
[ لن تغلبوا القدر ]
📝
.
فقد دخل الروس أفغانستان يحادون الله ورسوله ﷺ بصلفهم وكبريائهم وغرورهم وغطرستهم، ﴿ وظنُّوا أنَّهُم مانِعتُهُمْ حُصُونهُمْ منَ اللهِ فأَتَاهُمُ اللهُ منْ حيثُ لمْ يَحْتسِبُوا وقَذَفَ في قلوبهِمُ الرُّعْبَ ﴾.
واستمرت روسيا تدفع بجندها وتقذف بأساطيلها الجوية والبرية، ونفد مخزون الذخائر المُكدَّس في مستودعاتها حتى صارت تستعمل قذائف مصنوعة في نفس العام، وما ادْخرت من وسعِها شيئًا، وما وفّرت من أسلحتها نوعًا، فقد استعملت كل الأسلحة التي تملكها عدا الأسلحة الذرية، ومع ذلك عادت تجني المرارة وتحصد الذل وتتجرع غصص الهزيمة والهوان.
لقد كانت الحرب في أفغانستان عالمية من جهة تدور رحاها فوق رأس شعب مسلم واحد، وتتلقى أهوالها قطعة أرض واحدة -أفغانستان-، ولك أن تتصور معي المصائب التي صبت فوق أفغانستان وشعبها المسلم من مثال واحد:
أنه مرَّت على "بنجشير" أيام تغيرُ عليها الطائرات ستمائة غارة في اليوم الواحد، وقد يصل تعداد الطائرات في كل غارة ثلاثين طائرة، كل طائرة تحمل ثماني قذائف، وزن كل قذيفة نصف طن، فإذا أخذنا معدل الطائرات التي تغير في الغارة الواحدة فلن يقل عن عشر طائرات، فهذا يعني أن ستة آلاف طائرة تغيرُ في يومٍ واحد، وبالتالي يكون معدل ما يلقى على "بنجشير" من المتفجرات يوميًا أربعة وعشرين ألف طن، وهذا رقمٌ هائلٌ يأخذ رأسك الدوار وأنت تريد أن تتملى الحقيقة وتتصور الواقع.
والآن: وبعد أن بدأ الروس بالإنسحاب شعروا أن "دولة نجيب" الشيوعية لا تستطيع أن تقف على قدميها حتى يتـم انسحابها، فهي تطلق التصريحات السياسية إرهابًا للمُجاهدين، وإعطاءً الدفع للإنتخابات الباكستانية التي تعتبر بعض الجهات حصانها الرابح فيها، والتي يعقد الغرب وروسيا والهند على فوزها آمالاً عِراضًا وآماني كثيرة.
فروسيا تدلي بتصريح تلو التصريح أننا أدخلنا صواريخ:
SCUD B SS1
BACK FIRE BOMBARDING
وطائرات ميج 27
ولكن هذه كلها لن تصنع شيئًا، ولن تستمسك روسيا نفسها، ولن تستطيع -إن شاء الله- أن تواصل في أفغانستان إلا إذا ركّبت لكلِّ جنديٍ أرجُلاً من حديد، وأدخلت في كلِّ قلبٍ واحدٍ أسدًا لترتفع معنوياته المتحطمة.
إنهم لا يعلمون أنهم يواجهون القدر، ويحاربون الله، والله -سبحانه- لا يُقهر، ومشيئته لا تُرد، وإرادته لا تُهزم: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ﴾
كَنَاطِحٍ صَخرَةً يَوْماً ليوهنها
فَلَمْ يَضِرْها وَأوْهَى قَرْنَهُ الوَعِلُ
لقد كدَّست روسيا ذخائر للحكومة الشيوعية تكفيها خمس سنوات، وهذه كلها -بإذن الله- غنائم المجاهدين التي ساقها رب العالمين لهم،﴿ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾.
.
📝
.
المصدر:
مجلة "لهيب المعركة" العدد 25 التاريخ 2 ربيع الثاني 1409هـ ، الموافق 12/11/1988م.
.
قناة مهتم
@MuHttM
.
📝
مقالة:
[ لن تغلبوا القدر ]
📝
.
فقد دخل الروس أفغانستان يحادون الله ورسوله ﷺ بصلفهم وكبريائهم وغرورهم وغطرستهم، ﴿ وظنُّوا أنَّهُم مانِعتُهُمْ حُصُونهُمْ منَ اللهِ فأَتَاهُمُ اللهُ منْ حيثُ لمْ يَحْتسِبُوا وقَذَفَ في قلوبهِمُ الرُّعْبَ ﴾.
واستمرت روسيا تدفع بجندها وتقذف بأساطيلها الجوية والبرية، ونفد مخزون الذخائر المُكدَّس في مستودعاتها حتى صارت تستعمل قذائف مصنوعة في نفس العام، وما ادْخرت من وسعِها شيئًا، وما وفّرت من أسلحتها نوعًا، فقد استعملت كل الأسلحة التي تملكها عدا الأسلحة الذرية، ومع ذلك عادت تجني المرارة وتحصد الذل وتتجرع غصص الهزيمة والهوان.
لقد كانت الحرب في أفغانستان عالمية من جهة تدور رحاها فوق رأس شعب مسلم واحد، وتتلقى أهوالها قطعة أرض واحدة -أفغانستان-، ولك أن تتصور معي المصائب التي صبت فوق أفغانستان وشعبها المسلم من مثال واحد:
أنه مرَّت على "بنجشير" أيام تغيرُ عليها الطائرات ستمائة غارة في اليوم الواحد، وقد يصل تعداد الطائرات في كل غارة ثلاثين طائرة، كل طائرة تحمل ثماني قذائف، وزن كل قذيفة نصف طن، فإذا أخذنا معدل الطائرات التي تغير في الغارة الواحدة فلن يقل عن عشر طائرات، فهذا يعني أن ستة آلاف طائرة تغيرُ في يومٍ واحد، وبالتالي يكون معدل ما يلقى على "بنجشير" من المتفجرات يوميًا أربعة وعشرين ألف طن، وهذا رقمٌ هائلٌ يأخذ رأسك الدوار وأنت تريد أن تتملى الحقيقة وتتصور الواقع.
والآن: وبعد أن بدأ الروس بالإنسحاب شعروا أن "دولة نجيب" الشيوعية لا تستطيع أن تقف على قدميها حتى يتـم انسحابها، فهي تطلق التصريحات السياسية إرهابًا للمُجاهدين، وإعطاءً الدفع للإنتخابات الباكستانية التي تعتبر بعض الجهات حصانها الرابح فيها، والتي يعقد الغرب وروسيا والهند على فوزها آمالاً عِراضًا وآماني كثيرة.
فروسيا تدلي بتصريح تلو التصريح أننا أدخلنا صواريخ:
SCUD B SS1
BACK FIRE BOMBARDING
وطائرات ميج 27
ولكن هذه كلها لن تصنع شيئًا، ولن تستمسك روسيا نفسها، ولن تستطيع -إن شاء الله- أن تواصل في أفغانستان إلا إذا ركّبت لكلِّ جنديٍ أرجُلاً من حديد، وأدخلت في كلِّ قلبٍ واحدٍ أسدًا لترتفع معنوياته المتحطمة.
إنهم لا يعلمون أنهم يواجهون القدر، ويحاربون الله، والله -سبحانه- لا يُقهر، ومشيئته لا تُرد، وإرادته لا تُهزم: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ﴾
كَنَاطِحٍ صَخرَةً يَوْماً ليوهنها
فَلَمْ يَضِرْها وَأوْهَى قَرْنَهُ الوَعِلُ
لقد كدَّست روسيا ذخائر للحكومة الشيوعية تكفيها خمس سنوات، وهذه كلها -بإذن الله- غنائم المجاهدين التي ساقها رب العالمين لهم،﴿ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾.
.
📝
.
المصدر:
مجلة "لهيب المعركة" العدد 25 التاريخ 2 ربيع الثاني 1409هـ ، الموافق 12/11/1988م.
.
قناة مهتم
@MuHttM