- ياولدي.. هذه قصتي، لكي تعلم حين تكبر كيف بحث أباك عن السعادة
مرت عليّ ٣ سنوات في كندا ، إشتغلت فيها كل حاجه ممكن الواحد يتخيلها : عامل نضافة، مساح أطباق، شيال ..أي شغلانة كانت ممكن تجيب فلوس إشتغلتها حتى أستطيع أن أوفي متطلباتي أنا و زوجتي الحبيبه. ماذا أفعل ؟ شعرت إنني أعيش في دوامه وما عارف أطلع منها، نسيت وقتها من أنا وأنني قد درست الطب قبل أن أهاجر إلى كندا. إنتهى بي الحال إنني إشتغلت فرد أمن "سكيورتي قد الدنيا". لم يكن لدي الكثير من الإختيارات...
في شركة السكيورتي الناس قدرت شغلي حيث عملت بتفاني، فشغلوني باليل في أحسن موقع عندهم . كنت شغال ٥ أيام معاهم والسبت والأحد في شركه سكيورتي تانيه، لمده سنتين شغل متواصل. تعبت.. شغل الليل مرهق .. من أنا ؟ نظرتي لنفسي إني قليل و حفضل طول عمري قليل خلاص.
زاد من الضغط النفسي إن مراتي حامل. طب أعمل إيه يا رب. هل معقوله أبني أو بنتي يتولدوا و نعيش كلنا في الشقه الصغيره دي إللي شيلاني أنا و مراتي بالعافيه؟
لم يكن لدي أي وقت كي أفكر في بديل تاني .أديت شغلي بكل ضمير في الموقع الجديد وإستعنت بالله..الدور التاني و الثالت من العمارة التي كنت أعمل بها كان فيها أحد أكبر شركات التأمين وإدارة المخاطر في العالم. يومياً كنت أرى الموظفين مرتديين بدلهم الجميلة و طالعين علي مكاتبهم. كنت محبط للغاية لدرجة إنني شعارت إنني حشرة لا تملك إلا أن تنظر إليهم بحسرة على وضعها
وفي يوم من الأيام، كنت طالع أجري ألحق الأتوبيس في يوم ممطر فإتزحلقت. رجلي ما اتكسرتش بس حصل جزع قوي جداً. فضلت مكاني و إبتديت أبكي بحرقه.. مش من الألم لا أبداً ولكن لإنني ممكن أقعد في البيت يوم ولا يومين دون دخل. بكيت كتير جداً. إرتحت يومين ونزلت الشغل تقريباً بحجل علي رجل واحدة. كل من رآني كان يهز رأسه بأسى. كنت أتألم من نظراتهم فقررت إنني لازم أعمل حاجة؛ مش ممكن أعيش و أموت كدة، أنا أقدر أعمل أكتر من كدة.
علي نهاية الشيفت و الناس إبتدوا يدخلوا البلدينج عشان بداية اليوم، جريت ورا واحد منهم وسألته: إنت إزاي اشتغلت في الشركة الكبيرة دي؟ إنت أكيد معاك شهادة كبيرة.. قالي لا أبداً، أنا درست دبلومة بزنس سنتين و ذاكرت عشان فيه رخصة مطلوبة للعمل في هذه الشركات. فطلبت منه أن يدلني على هذه الكتب، وفعلاً ساعدني أجيب الكتب منين وتمنى لي حظ سعيد .
رحت جبت الكتب و ابتديت أذاكر بدون ضمان واحد إني أصلاً ممكن أشتغل في مكان مماثل. لكن عزيمتي كانت أكبر من إحساسي بالإحباط الذي تملكني سنين طويلة. كنت أذاكر ليل نهار في مجال أنا لا أفهم فيه شيء. ذاكرت ٣ أشهر. دخلت الإمتحان مرة و سقطت. ثم ذاكرت ودخلت الامتحان مرة أخرى و نجحت!!
لم أنم من الفرحة وجريت من أول الصبح علي الشركة أنتظر مديرة ال HR .. من فرحتي كنت فاكر إنها حتعينى في نفس أليوم ...لقيتها داخله مكتبها جريت عليها و طلبت منها ٥ دقائق بس. حكيتلها أنا عملت إيه عشان أشتغل معاهم، السيدة نظرتلي نظرة مزيج من إستغراب علي إشفاق و قالتلي ابعتيلي ال Resume بتاعك وأنا حكلمك لما يكون فيه وظيفة مناسبة..
شعرت بإحباط كبير وإستنيت إسبوع.. إسبوعين.. شهر.. شهرين. كل ما أبعتلها تقولي ما فيش حاجه. صحيح حسيت بإحباط بس مش ممكن أستسلم بعض ما وصلت للمرحله دي. رحت صاحب الشركة الأمن وطلبت منه جواب توصية.. الراجل وهو عارف إني ماشي إداني جواب توصيه جميل جداً.
إستعنت بالله وأخذت شهادات تانية في نفس المجال و إبتديت أقدم علي شركات تانية مستعينا بجواب التزكية من صاحب الشركة. لقيت لأول مرة عندي إنترفيو وإتنين و تلاتة. و عندي عرض و إتنين و تلاته. إستخرت الله و قبلت عرض من شركة محلية صغيرة قلت أخذ خبرة. ولكن بدون ترتيب طلع أن مرتبها ضعفين الشركة العالمية إللي كنت بجري وراها. كان توفيق من الله وحده..
إبتديت شغل في الشركة الناشئة.. كنت مصّر إصرار غير طبيعي علي النجاح. الموظفين كانوا شغالين ٨ ساعات أنا كنت بشتغل ١٠ ساعات. مش عشان الشركة، عشان أتعلم و أتقدم. بعض مرور ٣ سنوات من الشغل في الشركة الناشئة دي حققت معاهم ملايين الدولارات من الارباح. فأختيرت شركتنا كأفضل شركة ناشئة في مجالها في كندا عام ٢٠١٥. ومن كام يوم بفتح موقع. وجدت عرض وظيفي من الشركة العالمية اللي كنت بجري ورآها سابقاً.
صحيح أنا شفت كتير مثل هذه القصص في كندا و يمكن ناس عانت أكتر ألف مرة و ووصلت؛ مهندسين، دكاتره، محسابين، كل المهن. لكن أنا مش حقدر أحكي أكتر من قصتي إللي عشت تفاصيلها.. وتعلمت هذه الدروس:
١. إن المبالغة في الأحلام مع البعد عن الواقع خطر لا محالة ولكنني وجدت أن التشاؤم واليأس من أي أمل أخطر بكثير; الإحباط يشل العقل والتفكير. لازم يكون فيه توازن بين الإثنين.
٢. السعي ده نفسه لازم يكون بذكاء. لا يوجد مانع أن يكون خارج نطاق المألوف و المتعارف عليه. لا تأخذ أي "رفض" أو "لا" كإجابة.. تحرك.. إسأل.. سعيك حيفتح لك الأبواب المغلقة.
٣. هناك
مرت عليّ ٣ سنوات في كندا ، إشتغلت فيها كل حاجه ممكن الواحد يتخيلها : عامل نضافة، مساح أطباق، شيال ..أي شغلانة كانت ممكن تجيب فلوس إشتغلتها حتى أستطيع أن أوفي متطلباتي أنا و زوجتي الحبيبه. ماذا أفعل ؟ شعرت إنني أعيش في دوامه وما عارف أطلع منها، نسيت وقتها من أنا وأنني قد درست الطب قبل أن أهاجر إلى كندا. إنتهى بي الحال إنني إشتغلت فرد أمن "سكيورتي قد الدنيا". لم يكن لدي الكثير من الإختيارات...
في شركة السكيورتي الناس قدرت شغلي حيث عملت بتفاني، فشغلوني باليل في أحسن موقع عندهم . كنت شغال ٥ أيام معاهم والسبت والأحد في شركه سكيورتي تانيه، لمده سنتين شغل متواصل. تعبت.. شغل الليل مرهق .. من أنا ؟ نظرتي لنفسي إني قليل و حفضل طول عمري قليل خلاص.
زاد من الضغط النفسي إن مراتي حامل. طب أعمل إيه يا رب. هل معقوله أبني أو بنتي يتولدوا و نعيش كلنا في الشقه الصغيره دي إللي شيلاني أنا و مراتي بالعافيه؟
لم يكن لدي أي وقت كي أفكر في بديل تاني .أديت شغلي بكل ضمير في الموقع الجديد وإستعنت بالله..الدور التاني و الثالت من العمارة التي كنت أعمل بها كان فيها أحد أكبر شركات التأمين وإدارة المخاطر في العالم. يومياً كنت أرى الموظفين مرتديين بدلهم الجميلة و طالعين علي مكاتبهم. كنت محبط للغاية لدرجة إنني شعارت إنني حشرة لا تملك إلا أن تنظر إليهم بحسرة على وضعها
وفي يوم من الأيام، كنت طالع أجري ألحق الأتوبيس في يوم ممطر فإتزحلقت. رجلي ما اتكسرتش بس حصل جزع قوي جداً. فضلت مكاني و إبتديت أبكي بحرقه.. مش من الألم لا أبداً ولكن لإنني ممكن أقعد في البيت يوم ولا يومين دون دخل. بكيت كتير جداً. إرتحت يومين ونزلت الشغل تقريباً بحجل علي رجل واحدة. كل من رآني كان يهز رأسه بأسى. كنت أتألم من نظراتهم فقررت إنني لازم أعمل حاجة؛ مش ممكن أعيش و أموت كدة، أنا أقدر أعمل أكتر من كدة.
علي نهاية الشيفت و الناس إبتدوا يدخلوا البلدينج عشان بداية اليوم، جريت ورا واحد منهم وسألته: إنت إزاي اشتغلت في الشركة الكبيرة دي؟ إنت أكيد معاك شهادة كبيرة.. قالي لا أبداً، أنا درست دبلومة بزنس سنتين و ذاكرت عشان فيه رخصة مطلوبة للعمل في هذه الشركات. فطلبت منه أن يدلني على هذه الكتب، وفعلاً ساعدني أجيب الكتب منين وتمنى لي حظ سعيد .
رحت جبت الكتب و ابتديت أذاكر بدون ضمان واحد إني أصلاً ممكن أشتغل في مكان مماثل. لكن عزيمتي كانت أكبر من إحساسي بالإحباط الذي تملكني سنين طويلة. كنت أذاكر ليل نهار في مجال أنا لا أفهم فيه شيء. ذاكرت ٣ أشهر. دخلت الإمتحان مرة و سقطت. ثم ذاكرت ودخلت الامتحان مرة أخرى و نجحت!!
لم أنم من الفرحة وجريت من أول الصبح علي الشركة أنتظر مديرة ال HR .. من فرحتي كنت فاكر إنها حتعينى في نفس أليوم ...لقيتها داخله مكتبها جريت عليها و طلبت منها ٥ دقائق بس. حكيتلها أنا عملت إيه عشان أشتغل معاهم، السيدة نظرتلي نظرة مزيج من إستغراب علي إشفاق و قالتلي ابعتيلي ال Resume بتاعك وأنا حكلمك لما يكون فيه وظيفة مناسبة..
شعرت بإحباط كبير وإستنيت إسبوع.. إسبوعين.. شهر.. شهرين. كل ما أبعتلها تقولي ما فيش حاجه. صحيح حسيت بإحباط بس مش ممكن أستسلم بعض ما وصلت للمرحله دي. رحت صاحب الشركة الأمن وطلبت منه جواب توصية.. الراجل وهو عارف إني ماشي إداني جواب توصيه جميل جداً.
إستعنت بالله وأخذت شهادات تانية في نفس المجال و إبتديت أقدم علي شركات تانية مستعينا بجواب التزكية من صاحب الشركة. لقيت لأول مرة عندي إنترفيو وإتنين و تلاتة. و عندي عرض و إتنين و تلاته. إستخرت الله و قبلت عرض من شركة محلية صغيرة قلت أخذ خبرة. ولكن بدون ترتيب طلع أن مرتبها ضعفين الشركة العالمية إللي كنت بجري وراها. كان توفيق من الله وحده..
إبتديت شغل في الشركة الناشئة.. كنت مصّر إصرار غير طبيعي علي النجاح. الموظفين كانوا شغالين ٨ ساعات أنا كنت بشتغل ١٠ ساعات. مش عشان الشركة، عشان أتعلم و أتقدم. بعض مرور ٣ سنوات من الشغل في الشركة الناشئة دي حققت معاهم ملايين الدولارات من الارباح. فأختيرت شركتنا كأفضل شركة ناشئة في مجالها في كندا عام ٢٠١٥. ومن كام يوم بفتح موقع. وجدت عرض وظيفي من الشركة العالمية اللي كنت بجري ورآها سابقاً.
صحيح أنا شفت كتير مثل هذه القصص في كندا و يمكن ناس عانت أكتر ألف مرة و ووصلت؛ مهندسين، دكاتره، محسابين، كل المهن. لكن أنا مش حقدر أحكي أكتر من قصتي إللي عشت تفاصيلها.. وتعلمت هذه الدروس:
١. إن المبالغة في الأحلام مع البعد عن الواقع خطر لا محالة ولكنني وجدت أن التشاؤم واليأس من أي أمل أخطر بكثير; الإحباط يشل العقل والتفكير. لازم يكون فيه توازن بين الإثنين.
٢. السعي ده نفسه لازم يكون بذكاء. لا يوجد مانع أن يكون خارج نطاق المألوف و المتعارف عليه. لا تأخذ أي "رفض" أو "لا" كإجابة.. تحرك.. إسأل.. سعيك حيفتح لك الأبواب المغلقة.
٣. هناك