- ما قِصة بَيت الأحزان .
وأخذت فاطمة (عليها السلام) بالبكاء والعويل ليلها ونهارها ، ولم ترقأ لها دمعة حتى جزع لذلك جيرانها ، فاجتمع شيوخ أهل المدينة وأقبلوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقالوا : يا أبا الحسن! إنّ فاطمة تبكي الليل والنهار فلا أحد منّا يتهنّأ بالنوم في الليل على فراشنا ولا بالنهار لنا قرار على أشغالنا وطلب معايشنا ، وإنّا نخبرك أن تسألها إمّا أن تبكي ليلاً أو نهاراً .
فأقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) حتّى دخل على فاطمة (عليها السلام) فقال لها : « يا بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنّ شيوخ المدينة يسألونني أن أسألك إمّا أن تبكي أباكِ ليلاً أو نهاراً »، فقالت : « يا أبا الحسن ، ما أقلّ مكثي بينهم ، وما أقرب مغيبي من بين أظهرهم » ، فاضطرّ أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى بناء بيت خلف البقيع خارج المدينة وسمّاه « بيت الأحزان » وكانت إذا أصبحت قدّمت الحسن والحسين(عليهما السلام) أمامها وخرجت إليه وهي تمرّ على البقيع باكية، فإذا جاء الليل أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) اليها ورافقها إلى منزلها .