*هدي النبي ﷺ في الجهاد:*
قال ابن القيم رحمه الله:
*كان ﷺ يلبس للحرب عُدَّتَه،* وربما ظاهَرَ بين دِرعَيْن، وكان له الألْوِية والرايات.
وكان إذا ظهر على قومٍ أقام بعَرْصَتِهم ثلاثًا ثم قَفَل [يعني رَجَع].
*وكان إذا أراد أن يُغِير انتظر، فإنْ سمع في الحيِّ مُؤَذِّنًا لم يُغِرْ، وإلا أغارَ،* وكان ربما بَيَّتَ عدوَّه، وربما فاجأهم نهارًا، وكان يحب الخروج يوم الخميس بكرة النهار.
وكان العسكر إذا نزل انضمَّ بعضُهم إلى بعضٍ حتى لو بُسِطَ عليهم كساءٌ لعَمَّهُمْ.
*وكان يُرتِّب الصفوفَ ويُعَبِّيهم عند القتال بيده ويقول: «تقدَّمْ يا فلان، تأخَّرْ يا فلان»،* وكان يستحب للرجل منهم أن يُقاتِل تحت راية قومه.
وكان إذا لقِي العدوَّ يقول: *«اللهم مُنزِلَ الكتابِ، ومُجْرِيَ السحابِ، وهازِمَ الأحزابِ: اهزمهم وانصرنا عليهم»،* وربما قال: *﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ. بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ﴾* [القمر: ٤٥-٤٦]، وكان يقول: *«اللهم أنزِلْ نصْرَك»،* وكان يقول: *«اللهم أنت عَضُدي وأنت نصيري، وبك أُقاتِل»*...
*وكان ينهى عن قتل النساء والوِلْدانِ،* وكان ينظر في المُقاتِلة، فمَن رآه أنبَتَ قَتَلَه، ومَن لم يُنبِتْ اسْتَحْياهُ.
وكان إذا بعث سَرِيَّةً يُوصيهم بتقوى الله ويقول: *«سِيرُوا بسم الله وفي سبيل الله، قاتِلوا مَن كفر بالله، ولا تُمَثِّلوا، ولا تَغْدِروا، ولا تقتلوا وَلِيدًا».*
*وكان ينهى عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو.*
*وكان يأمر أمير سَرِيَّتِه أن يدعو عدوَّه قبلَ القتال:*
*إما إلى الإسلام والهجرة،*
*أو للإسلام دون الهجرة ويكونوا كأعراب المسلمين ليس لهم في الفيء نصيبٌ،*
*أو بذْل الجزية.*
فأيُّها أجابوا إليه قُبِلَ منهم، وإلا استعان بالله وقاتَلَهم.
زاد المعاد (٣ / ١١٦ - ١٢٠).
#ابن_القيم
قال ابن القيم رحمه الله:
*كان ﷺ يلبس للحرب عُدَّتَه،* وربما ظاهَرَ بين دِرعَيْن، وكان له الألْوِية والرايات.
وكان إذا ظهر على قومٍ أقام بعَرْصَتِهم ثلاثًا ثم قَفَل [يعني رَجَع].
*وكان إذا أراد أن يُغِير انتظر، فإنْ سمع في الحيِّ مُؤَذِّنًا لم يُغِرْ، وإلا أغارَ،* وكان ربما بَيَّتَ عدوَّه، وربما فاجأهم نهارًا، وكان يحب الخروج يوم الخميس بكرة النهار.
وكان العسكر إذا نزل انضمَّ بعضُهم إلى بعضٍ حتى لو بُسِطَ عليهم كساءٌ لعَمَّهُمْ.
*وكان يُرتِّب الصفوفَ ويُعَبِّيهم عند القتال بيده ويقول: «تقدَّمْ يا فلان، تأخَّرْ يا فلان»،* وكان يستحب للرجل منهم أن يُقاتِل تحت راية قومه.
وكان إذا لقِي العدوَّ يقول: *«اللهم مُنزِلَ الكتابِ، ومُجْرِيَ السحابِ، وهازِمَ الأحزابِ: اهزمهم وانصرنا عليهم»،* وربما قال: *﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ. بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ﴾* [القمر: ٤٥-٤٦]، وكان يقول: *«اللهم أنزِلْ نصْرَك»،* وكان يقول: *«اللهم أنت عَضُدي وأنت نصيري، وبك أُقاتِل»*...
*وكان ينهى عن قتل النساء والوِلْدانِ،* وكان ينظر في المُقاتِلة، فمَن رآه أنبَتَ قَتَلَه، ومَن لم يُنبِتْ اسْتَحْياهُ.
وكان إذا بعث سَرِيَّةً يُوصيهم بتقوى الله ويقول: *«سِيرُوا بسم الله وفي سبيل الله، قاتِلوا مَن كفر بالله، ولا تُمَثِّلوا، ولا تَغْدِروا، ولا تقتلوا وَلِيدًا».*
*وكان ينهى عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو.*
*وكان يأمر أمير سَرِيَّتِه أن يدعو عدوَّه قبلَ القتال:*
*إما إلى الإسلام والهجرة،*
*أو للإسلام دون الهجرة ويكونوا كأعراب المسلمين ليس لهم في الفيء نصيبٌ،*
*أو بذْل الجزية.*
فأيُّها أجابوا إليه قُبِلَ منهم، وإلا استعان بالله وقاتَلَهم.
زاد المعاد (٣ / ١١٦ - ١٢٠).
#ابن_القيم