غزوة الخندق:
ثم كانت غزوة الخندق في شوال من السنة الرابعة من الهجرة.
وسببها: أن نفرا من اليهود، منهم سلام بن أبي الحقيق، وكنانة ابن الربيع بن أبي الحقيق، وسلام بن مشكم- النضريون، وهوذة بن قيس، وأبو عمار- الوائليان. وهم حزبوا الأحزاب: خرجوا فأتوا مكة داعين إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وواعدين من أنفسهم بعون من انتدب إلى ذلك، فأجابهم أهل مكة إلى ذلك؛ ثم خرج اليهود المذكورون إلى غطفان، فدعوهم إلى مثل ذلك، فأجابوهم.
فخرجت قريش وقائدها أبو سفيان بن حرب، وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري على بني فزارة، والحارث ابن عوف بن أبي حارثة المري فى بني مرة، ومسعر بن رخيلة بن نويرة فيمن تابعه من أشجع.
فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بحفر الخندق على المدينة، فعمل فيه صلى الله عليه وسلم بيده، فتم الخندق؛ وكانت فيه معجزات، منها: أن كدية صخر عرضت في الخندق كلت المعاول عنها، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا ونضح عليها ماء، فانهالت كالكثيب؛ وأطعم النفر العظيم من تمر يسير، إلى غير ذلك.
وأقبلت الأحزاب حتى نزلت بمجتمع السيول من رومة، بين الجرف وزغابة، في عشرة آلاف من أحابيشهم ومن تبعهم من كنانة وغيرهم.
ونزلت غطفان ومن تبعهم من أهل نجد، حتى نزلوا بذنب نقمى، إلى جانب أحد.
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
في تسعمائة فقط، حتى جعلوا ظهورهم إلى سلع، فنزلوا هنالك والخندق بينهم. واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم، وأمر بالنساء والذراري فجعلوا في الآطام.
وكان كعب بن أسد رئيس بني قريظة موادعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاه حيي بن أخطب، فلم يزل به، وكعب يأبى عليه، حتى أثر فيه، ونقض كعب عهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومال مع حيى.
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم- إذ بلغه الأمر- سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة، وهما سيدا الأوس والخزرج، وخوات بن جبير أخا بني عمرو بن عوف، وعبد الله بن رواحة أخا بني الحارث بن الخزرج، ليعرفوا الأمر، فلما بلغوا بني قريظة وجدوهم مكاشفين بالغدر، ونالوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فشاتمهم سعد بن معاذ، وانصرفوا.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرهم إن وجدوا غدر بني قريظة حقا أن يعرضوا له الخبر ولا يصرحوا، فأتوا فقالوا: عضل والقارة؛ تذكيرا بغدر القارة بأصحاب الرجيع. فعظم الأمر، وأحيط بالمسلمين من كل جهة؛ واستأذن بعض بني حارثة فقالوا: يا رسول الله، إن بيوتنا عورة وخارجة عن المدينة، فأذن لنا نرجع إلى ديارنا. وهم أيضا بالفشل بنو سلمة، ثم ثبت الله كلتا الطائفتين، ورحم القبيلتين؛ وبقي المشركون محاصرين للمسلمين نحو شهر، ولم يكن بينهم حرب، إلى أن أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عيينة بن حصن بن حذيفة، والحارث بن عوف بن أبي حارثة، رئيسي عطفان، فأعطاهما ثلث ثمار المدينة، وجرت المراوضة في ذلك، ولم يتم الأمر، فذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن معاذ وسعد بن عبادة، فقالا: يا رسول الله، أشىء أمرك الله به فلا بد لنا منه؟ أم شىء تحبه فنصنعه، أم شىء تصنعه لنا؟ قال: بل شىء أصنعه لكم، والله ما أصنع ذلك إلا أني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة. فقال سعد بن معاذ: يا رسول الله، قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان، وهم لا يطيقون أن يأكلوا منها تمرة إلا قرى أو بيعا، فحين أكرمنا الله تعالى بالإسلام، وهدانا له، وأعزنا بك وبه- نعطيهم أموالنا؟ والله لا نعطيهم إلا السيف.
فصوب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيه، وتمادوا على حالهم.
ثم كانت غزوة الخندق في شوال من السنة الرابعة من الهجرة.
وسببها: أن نفرا من اليهود، منهم سلام بن أبي الحقيق، وكنانة ابن الربيع بن أبي الحقيق، وسلام بن مشكم- النضريون، وهوذة بن قيس، وأبو عمار- الوائليان. وهم حزبوا الأحزاب: خرجوا فأتوا مكة داعين إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وواعدين من أنفسهم بعون من انتدب إلى ذلك، فأجابهم أهل مكة إلى ذلك؛ ثم خرج اليهود المذكورون إلى غطفان، فدعوهم إلى مثل ذلك، فأجابوهم.
فخرجت قريش وقائدها أبو سفيان بن حرب، وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري على بني فزارة، والحارث ابن عوف بن أبي حارثة المري فى بني مرة، ومسعر بن رخيلة بن نويرة فيمن تابعه من أشجع.
فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بحفر الخندق على المدينة، فعمل فيه صلى الله عليه وسلم بيده، فتم الخندق؛ وكانت فيه معجزات، منها: أن كدية صخر عرضت في الخندق كلت المعاول عنها، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا ونضح عليها ماء، فانهالت كالكثيب؛ وأطعم النفر العظيم من تمر يسير، إلى غير ذلك.
وأقبلت الأحزاب حتى نزلت بمجتمع السيول من رومة، بين الجرف وزغابة، في عشرة آلاف من أحابيشهم ومن تبعهم من كنانة وغيرهم.
ونزلت غطفان ومن تبعهم من أهل نجد، حتى نزلوا بذنب نقمى، إلى جانب أحد.
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
في تسعمائة فقط، حتى جعلوا ظهورهم إلى سلع، فنزلوا هنالك والخندق بينهم. واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم، وأمر بالنساء والذراري فجعلوا في الآطام.
وكان كعب بن أسد رئيس بني قريظة موادعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاه حيي بن أخطب، فلم يزل به، وكعب يأبى عليه، حتى أثر فيه، ونقض كعب عهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومال مع حيى.
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم- إذ بلغه الأمر- سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة، وهما سيدا الأوس والخزرج، وخوات بن جبير أخا بني عمرو بن عوف، وعبد الله بن رواحة أخا بني الحارث بن الخزرج، ليعرفوا الأمر، فلما بلغوا بني قريظة وجدوهم مكاشفين بالغدر، ونالوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فشاتمهم سعد بن معاذ، وانصرفوا.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرهم إن وجدوا غدر بني قريظة حقا أن يعرضوا له الخبر ولا يصرحوا، فأتوا فقالوا: عضل والقارة؛ تذكيرا بغدر القارة بأصحاب الرجيع. فعظم الأمر، وأحيط بالمسلمين من كل جهة؛ واستأذن بعض بني حارثة فقالوا: يا رسول الله، إن بيوتنا عورة وخارجة عن المدينة، فأذن لنا نرجع إلى ديارنا. وهم أيضا بالفشل بنو سلمة، ثم ثبت الله كلتا الطائفتين، ورحم القبيلتين؛ وبقي المشركون محاصرين للمسلمين نحو شهر، ولم يكن بينهم حرب، إلى أن أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عيينة بن حصن بن حذيفة، والحارث بن عوف بن أبي حارثة، رئيسي عطفان، فأعطاهما ثلث ثمار المدينة، وجرت المراوضة في ذلك، ولم يتم الأمر، فذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن معاذ وسعد بن عبادة، فقالا: يا رسول الله، أشىء أمرك الله به فلا بد لنا منه؟ أم شىء تحبه فنصنعه، أم شىء تصنعه لنا؟ قال: بل شىء أصنعه لكم، والله ما أصنع ذلك إلا أني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة. فقال سعد بن معاذ: يا رسول الله، قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان، وهم لا يطيقون أن يأكلوا منها تمرة إلا قرى أو بيعا، فحين أكرمنا الله تعالى بالإسلام، وهدانا له، وأعزنا بك وبه- نعطيهم أموالنا؟ والله لا نعطيهم إلا السيف.
فصوب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيه، وتمادوا على حالهم.