قصص من الأثر📚
قصة موسى مع الخضر
حديثنا اليوم عن قصة وموقف ذكره الله في سورة الكهف؛ إنها قصة موسى مع الخضر عليهما السلام.
قام موسى عليه السلام خطيباً في بني إسرائيل فكانت خطبته جامعة رائعة أدهشت الحاضرين وتعجب منها الناس فقام رجل من بني إسرائيل فقال يا نبي الله هل يوجد على وجه الأرض رجل أعلم منك فقال موسى لا فأوحى الله إلى موسى وقال له يا موسى وما يدريك أين يضع الله علمه إن لله عبداً بمجمع البحرين هو أعلم منك.
عباد الله لقد عاتب الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم في القصة الماضية عندما سأله أهل مكة الأسئلة الثلاثة فقال لهم أجيبكم عنها غداً ولم يقل إن شاء الله وهنا يعاتب الله جل جلاله نبيه موسى عليه السلام فيقول له وما يدريك أين يضع الله علمه إن لله عبداً بمجمع البحرين هو أعلم منك وهذا يعلمنا درساً في أن نفوض أمورنا كلها لله وأن نعلم علم اليقين أن لله غيب السموات والأرض وبيده مقاليد السموات والأرض.
وهنا عندما قال الله لموسى إن لله عبداً بمجمع البحرين هو أعلم منك تاقت نفس موسى عليه السلام لطلب العلم والاستفادة من علوم الآخرين فأعلن لفتاه يوشع بن نون عن عزمه وتصميمه أن يبلغ مجمع البحرين مهما كلفه الأمر ومهما يكن الزمن الذي سيقضيه في هذه الرحلة قال تعالى ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ﴾.
انظروا ياعباد الله، نبيٌّ من أنبياء الله من أولي العزم من الرسل كلمهُ الله تكليماً يرحل ويهاجر من أجل أن يتعلم من رجل أقل منه منزلة وفضلاً يريد أن يستفيد من رجل وصفه الله بقوله ﴿ عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ﴾ وهو الخضر عليه السلام هذا هو التواضع العظيم وهذه هي الأخلاق الرفيعة أن يتحول النبي العظيم إلى طالب علم متواضع لمعلمه وشيخه.
سأل موسى ربه عن كيفية الوصول إلى هذا العالم الرباني وكيف يرحل إليه وأين سيجده فأوحى الله إلى موسى أن يحمل معه حوتاً في مكتل وفي المكان الذي ترجع الحياة فيه إلى الحوت ويتسرب إلى البحر فإن الخضر عليه السلام موجود في ذلك المكان.
انطلق موسى ومعه فتاه يوشع بن نون ومعهم الحوت في المكتل وليس معهم دال يدلهم على الطريق إلا المعجزة الربانية وهي ارتداد الحياة للحوت وتسربه إلى البحر.
وصل موسى عليه السلام ومعه فتاه إلى صخرة على شاطئ البحر وهنا رقد موسى واستسلم للنعاس ولكن فتاه بقي ساهراً لم ينم فجاءت الأمواج إلى الشاطئ ووصلت إلى المكتل الذي فيه الحوت فلامست الأمواج الحوت ووصل الماء للحوت فدبت الحياة فيه وقفز إلى البحر قال تعالى ﴿ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ﴾.
استيقظ موسى من نومه ونسي الفتى أن يخبره بما وقع للحوت فواصلا المسير وأكملا المشي حتى أعياهما التعب وحل بهم النصب فقال موسى لفتاه ﴿ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ﴾ وهنا تذكر الفتى ما وقع للحوت فقال لموسى ﴿ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ﴾ فإياك إياك والشيطان قال تعالى ﴿ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ ﴿ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾.
فرح موسى عليه السلام فرحاً عظيماً بهذا الخبر فقال ﴿ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ﴾ أي هذا الذي نريد وهذا الذي نتمنى أن يقع لأن الله أخبره أنه في المكان الذي يهرب فيه الحوت يوجد الخضر عليه السلام.
فرجع موسى وفتاه يقصان ويتتبعان أثرهما حتى وصلا إلى الصخرة التي نام عندها وهرب عندها الحوت قال تعالى ﴿ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا ﴾ أي رجعا في طريقهما يقصان أثرهما فلما وصل موسى إلى الصخرة وجد رجلاً متغطياً بثوب فسلم عليه فكشف عن وجهه وقال " أنى بأرضك السلام من أنت " فقال أنا موسى قال موسى بني إسرائيل قال نعم وما أدراك بي قال الذي أدراك بي ودلك علي ! ماذا تريد ياموسى فقال موسى بأدب كبير وتواضع عظيم ﴿ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴾ فقال له ياموسى إنني على علم من علم الله لا تعلمه أنت وأنت على علم من علم الله لا أعلمه أنا ياموسى أما يكفيك أن التوراة بيديك وأن الوحي يأتي إليك اذهب فإنك ﴿ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴾ فقال موسى مصراً على التعلم عنده ﴿ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴾ فلما رآه مصراً على طلب العلم منه اشترط عليه شرطاً مقابل أن يصاحبه ويتعلم منه فما هو الشرط قال الشرط ألا تسألني عن شيء حتى أحدثك عنه أنا قال تعالى
قصة موسى مع الخضر
حديثنا اليوم عن قصة وموقف ذكره الله في سورة الكهف؛ إنها قصة موسى مع الخضر عليهما السلام.
قام موسى عليه السلام خطيباً في بني إسرائيل فكانت خطبته جامعة رائعة أدهشت الحاضرين وتعجب منها الناس فقام رجل من بني إسرائيل فقال يا نبي الله هل يوجد على وجه الأرض رجل أعلم منك فقال موسى لا فأوحى الله إلى موسى وقال له يا موسى وما يدريك أين يضع الله علمه إن لله عبداً بمجمع البحرين هو أعلم منك.
عباد الله لقد عاتب الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم في القصة الماضية عندما سأله أهل مكة الأسئلة الثلاثة فقال لهم أجيبكم عنها غداً ولم يقل إن شاء الله وهنا يعاتب الله جل جلاله نبيه موسى عليه السلام فيقول له وما يدريك أين يضع الله علمه إن لله عبداً بمجمع البحرين هو أعلم منك وهذا يعلمنا درساً في أن نفوض أمورنا كلها لله وأن نعلم علم اليقين أن لله غيب السموات والأرض وبيده مقاليد السموات والأرض.
وهنا عندما قال الله لموسى إن لله عبداً بمجمع البحرين هو أعلم منك تاقت نفس موسى عليه السلام لطلب العلم والاستفادة من علوم الآخرين فأعلن لفتاه يوشع بن نون عن عزمه وتصميمه أن يبلغ مجمع البحرين مهما كلفه الأمر ومهما يكن الزمن الذي سيقضيه في هذه الرحلة قال تعالى ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ﴾.
انظروا ياعباد الله، نبيٌّ من أنبياء الله من أولي العزم من الرسل كلمهُ الله تكليماً يرحل ويهاجر من أجل أن يتعلم من رجل أقل منه منزلة وفضلاً يريد أن يستفيد من رجل وصفه الله بقوله ﴿ عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ﴾ وهو الخضر عليه السلام هذا هو التواضع العظيم وهذه هي الأخلاق الرفيعة أن يتحول النبي العظيم إلى طالب علم متواضع لمعلمه وشيخه.
سأل موسى ربه عن كيفية الوصول إلى هذا العالم الرباني وكيف يرحل إليه وأين سيجده فأوحى الله إلى موسى أن يحمل معه حوتاً في مكتل وفي المكان الذي ترجع الحياة فيه إلى الحوت ويتسرب إلى البحر فإن الخضر عليه السلام موجود في ذلك المكان.
انطلق موسى ومعه فتاه يوشع بن نون ومعهم الحوت في المكتل وليس معهم دال يدلهم على الطريق إلا المعجزة الربانية وهي ارتداد الحياة للحوت وتسربه إلى البحر.
وصل موسى عليه السلام ومعه فتاه إلى صخرة على شاطئ البحر وهنا رقد موسى واستسلم للنعاس ولكن فتاه بقي ساهراً لم ينم فجاءت الأمواج إلى الشاطئ ووصلت إلى المكتل الذي فيه الحوت فلامست الأمواج الحوت ووصل الماء للحوت فدبت الحياة فيه وقفز إلى البحر قال تعالى ﴿ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ﴾.
استيقظ موسى من نومه ونسي الفتى أن يخبره بما وقع للحوت فواصلا المسير وأكملا المشي حتى أعياهما التعب وحل بهم النصب فقال موسى لفتاه ﴿ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ﴾ وهنا تذكر الفتى ما وقع للحوت فقال لموسى ﴿ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ﴾ فإياك إياك والشيطان قال تعالى ﴿ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ ﴿ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾.
فرح موسى عليه السلام فرحاً عظيماً بهذا الخبر فقال ﴿ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ﴾ أي هذا الذي نريد وهذا الذي نتمنى أن يقع لأن الله أخبره أنه في المكان الذي يهرب فيه الحوت يوجد الخضر عليه السلام.
فرجع موسى وفتاه يقصان ويتتبعان أثرهما حتى وصلا إلى الصخرة التي نام عندها وهرب عندها الحوت قال تعالى ﴿ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا ﴾ أي رجعا في طريقهما يقصان أثرهما فلما وصل موسى إلى الصخرة وجد رجلاً متغطياً بثوب فسلم عليه فكشف عن وجهه وقال " أنى بأرضك السلام من أنت " فقال أنا موسى قال موسى بني إسرائيل قال نعم وما أدراك بي قال الذي أدراك بي ودلك علي ! ماذا تريد ياموسى فقال موسى بأدب كبير وتواضع عظيم ﴿ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴾ فقال له ياموسى إنني على علم من علم الله لا تعلمه أنت وأنت على علم من علم الله لا أعلمه أنا ياموسى أما يكفيك أن التوراة بيديك وأن الوحي يأتي إليك اذهب فإنك ﴿ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴾ فقال موسى مصراً على التعلم عنده ﴿ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴾ فلما رآه مصراً على طلب العلم منه اشترط عليه شرطاً مقابل أن يصاحبه ويتعلم منه فما هو الشرط قال الشرط ألا تسألني عن شيء حتى أحدثك عنه أنا قال تعالى