قَيْد الأَوابِد

= لاحظت شيئا يتكرر في مقدمات كتاب الإعجاز البلاغي [الأول] للشيخ أبي موسى -رضي الله عنه- على تباعد الزمن بين أولاها وأخراها، وهذا الاصل مضمونه: «أن العلم يبدأ حين تنتهي من تحصيله» كما ذكر الشيخ في كتاب "مراجعات في أصول الدرس البلاغي".

= وقد حاولت تعليلا لذلك، فقلت: كأن الشيخ يريد أن يقول: لا يجوز لنا أن نُسَوِّدَ صفحاتٍ في الكلام عن الإعجاز البلاغي من غير أن نكون حصلنا كل ما كُتِبَ في البلاغة؛ وإنما الواجب أن نعمل عقولنا في استخراج فكر جديد واستنباته من رَحِمِ أفكار علماءنا الأوائل.

= دونك هذه النقول مرتبة ترتيبا تاريخيا بحسب الأقدم فالأحدث، متبوعةً بتوثيقاتها في الهامش:

(١) قال سنة [١٤٠٤هـ = ١٩٨٤م] في مقدمة الطبعة الأولى يذكر أنَّ من الواجب في قراءة علم العلماء: «أن نقرأ هذه العلوم، لا لِنُحَصِّلَ معارفها فحسب كما يفعل التلاميذ، وإنما لنستخرج منها معرفة أخرى، وهذا جزءٌ من حقيقة القراءة عند علماءنا»

(٢) ثم قال سنة [١٤٢٧هـ = ٢٠٠٦م] في مقدمة الطبعة الثالثة: «وَفرقٌ بين أن نقرأ تراث أوائلنا ونحفظَه متونا وسطورا في عقولنا، وبين أن نفعل ذلك ثم نضيف إليه ما يثيره في نفوسنا وعقولنا، ونصير كأننا نَستَنبِتُهُ مرة ثانية فنُخرِجُهُ وهو ينبض بحاجاتنا، كما أخرجه أوائلنا وهو ينبض بحاجاتهم»

(٣) ثم قال سنة [١٤٣٣هـ = ٢٠١٢م] في مقدمة الطبعة الرابعة: «ومهما بدأتَ وأعَدتَ وراجعت في فنون البلاغة فإنَّ الذي له كانت هذه الفنون هو رياضة النفس على استخراج الأسرار الكامنة وراءها، وَمَن غابَ عنه هذا فقد غاب عنه: علم البلاغة، وعلم النقد، وعلم الشعر»

(٤) ثم قال سنة [١٤٤١هـ = ٢٠٢٠م] في مقدمة الطبعة الخامسة: «ولو حفظت طرائق العربية في الإبانة عن المعاني في كتب البلاغة، وأَسكَنتَ كُلَّ ما فيها في عقلك وقلبك، ولم تنتقل بها إلى الكلام العالي = تكون قد صَيَّرتَ عقلك وقلبك مقبرةً لهذا العلم... ومرة ثانية: إذا أبقينا علم البلاغة محصورا في كتب البلاغة ولم نتولج في البحث عن أسرار البيان العالي = فقد صار علما لا ينفع»

_______
(١) الإعجاز البلاغي دراسة في تراث أهل العلم | ط٥ | ص٨٥

(٢) الإعجاز البلاغي دراسة في تراث أهل العلم | ط٥ | ص٥١

(٣) الإعجاز البلاغي دراسة في تراث أهل العلم | ط٥ | ص٣٨

(٤) الإعجاز البلاغي دراسة في تراث أهل العلم | ط٥ | ص١٤-١٥

أسألكم الدعاء
أخوكم في قَبْضَةِ المرض🥺

• منذ أنْ علَّقَ الناسُ أفراحَهم بالبهارِج الكاذبة والمناظر الخادِعة، انقلَبَتْ أفراحُهم غُرْمًا وَهَمًّا.

- (الشبكة) $ عربيات + أهل العريس + أهل العروسة + أصحاب العريس + أصحاب العروسة + ٦٠ جرام دهب أقل حاجة = عملناها ع الضيق.😁

- (بعد الشبكة) $ واجب كل شهر ب ١٠٠٠ جنيه + واجب كل موسم + واجب كل عيد ميلاد + واجب كل واجب + واجب كل جائز + واجب كل مستحيل (اه والله) هتشوف العجب😁

- (الزواج) $ كوافير + فستان + عربيات + قاعة + فرهدة كدابة + فرهدة مش كدابة بس خباصة (وعجبي)😄

- (بعد الزواج بشوية صغيرين) & محكمة الأسرة + بوست ع الفيس بك "مفيش شغل يا جماعة" - - - واضحك من هنا للصبح.

= تيجي تتكلم - يقولوا: احنا مش أقل من الناس.. عزيزي الغبي، حابب أقولك: انت والناس في داهية تاخدكم.😄👌

• والعجيب الذي يدعو إلى الضحك أن هذه البهارج تكون دَيْنا عليه لا يقضيه ساعة يأتي بها.😄

اتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه

قال البحتري:
إذا محــــــــاسِنيَ اللاَّتي أتَيْتُ بِها
عُدَّتْ ذُنُوبَا، فَقُلْ لي: كَيْفَ أعْتَذِرُ؟!

= مسكين البحتري والله 😄

وأدنُو، فَتُقصِيني، فَأَبْعُـــدُ طالِبًا
رِضَاهَا، فَتَعتَدُّ التَّبَاعُدَ من ذَنبِي

أنشده المُبَرِّدُ لأعرابي

= نعوذ بالله من هذه (الفاءات)😄

= ولكثرة مخالطة السيدة عائشة -رضي الله عنها وعن أبيها- لرسول الله ﷺ، أخذت هذه الطريقة في كلامها، فقد قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أَرَأَيْتَ لَوْ نَزَلْتَ وَادِيًا وَفِيهِ شَجَرَةٌ قَدْ أُكِلَ مِنْهَا، وَوَجَدْتَ شَجَرًا لَمْ يُؤْكَلْ مِنْهَا، فِي أَيِّهَا كُنْتَ تُرْتِعُ بَعِيرَكَ؟. قَالَ: «فِي الَّذِي لَمْ يُرْتَعْ مِنْهَا». تَعْنِي أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ لَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْرًا غَيْرَهَا.

• قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟
= فَقَالَ: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي الْحَرَامِ، أَلَيْسَ كَانَ يَكُونُ عَلَيْهِ وِزْرٌ؟».
• قَالُوا: بَلَى.
= قَالَ: «فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ يَكُونُ لَهُ الْأَجْرُ».

/ طريقة إقناعية تكثُر في كلامه ﷺ، وفيها تهيئة لقبول الشيء المستغرب بقياسه على المناسب له بوجه من وجوه التناسب، انظر كيفَ يسألهم عن الشيء المعلوم غير المستغرب، ثم يقيس عليه المجهول الذي استغربوه أولا.

قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ».

(أنا زعيم) أي: ضامن وكفيل.

(في ربض الجنة) أي: ما حولها خارجا عنها تشبيها بالأبنية التي تكون حول المدن وتحت القلاع.

(المراء) أي: الجدال كسرا لنفسه كيلا يرفع نفسه على خصمه بظهور فضله.

• من الكلمات التي يغفُل عنها الناظر في الشعر كلمة (كُلَّما)، والتي تدل على أن الشيء يتكرر إذ يتعلق بشيء آخر، وبيان ذلك في قول أبي الطيب مثلا:
كُلَّما قيل: قد تَنَــاهى، أرانا
كَرَمًا ما اهتَدَتْ إلَيهِ الكِرَامُ

= فالمعنى أن كرمه لا يتناهى، وإذ يَتَكَرَّرُ قولهم بأنه قد تناهى، أراهم كرما..، فبتكرار القول يزداد الكرم، وإذا زاد كرمه زاد قولهم بالتناهي، وهكذا دَوَالَيكَ.. وهذا من المعاني التي لا تُدرَكُ غايتُها حتى بالوهم.

وأبين من ذلك قول عمر بن أبي ربيعة:
كُلَّما قلتُ: متى ميعــــــــادُنا؟
ضَحِكَت هند، وقالت: بعد غد

= فهي تُماطِله دائما، ولا تفي؛ وذلك لأنه إذ يُكَرِّرُ سؤالَه لها عن موعد اللقاء، تُكَرِّرُ عليه المُمَاطَلَة..فلا يلتقيها أبدا، ولن يلتقيها..

• وهذا الشيء ليس في الشعر وحده، بل هو كذلك في كلام الله وكلام رسول الله ﷺ وكلام العلماء وكلام الناس، فاعرفه.