الظواهر الاجتماعية لا تنشأ من فراغ، بل تنشأ بأسباب وعوامل مختلفة ومتشابكة، كما أنها لا تبرز دفعة واحدة، بل تبرز عبر مددة زمنية ممتدة. وأيضاً لا تستمر قائمة بنفسها، بل تكون هناك روافد تغذّيها وتمدها بأسباب البقاء. ولهذا، فإن معالجة أية ظاهرة (كقلة الزواج، الإلحاد، الرشوة، الزنا..) لن تكون ناجعة ما لم تُحدد أسبابها وعوامل نشأتها بشكل شمولي، وما لم تُحدد روافد استمراريّتها. فهذان هما الشرطان الأساسيان في عملية المعالجة، ثم يأتي الشرط الثالث وهو المعالجة الشمولية. بدون هذا، فإن الأمر لا يعدو أن يكون مراهم لتهدئة الألم مع الإبقاء على المرض حياً نشطاً.