روضة الأنس


Гео и язык канала: не указан, не указан
Категория: не указана


قناة ثقافية تختص بتلخيص الكتب

Связанные каналы

Гео и язык канала
не указан, не указан
Категория
не указана
Статистика
Фильтр публикаций


لا شيء أغيظ للقارئ وطالب المعرفة من وجود من يتجاذب بقربه الحديث عن موضوع ثقافي، ويتناقشون في أفكاره ومسائله، ويمدحون وينتقدون كتبه ومقالاته، وهو خلوٌ من هذا كلّه.. كأنه ملحد عربي مع العلوم التجربية أو مثقف عربي مع الفلسفة والفكر.. مع فارق أنّه لا يملك صفاقة وجوههما وقدرتهما على إدعاء المعرفة.

فتجده في كثير من الأحيان تجده يحملق في شاشة هاتفه، وأذنه وقلبه وعقله مع النقاش، حتى يكاد إذا انحنى النقاش نحو أشياء يعرفها، يفضحه إندماجه ف(يخش قرنه) متطفلاً.


حتى أنت يا حجاج!...أفا بس

"وكان الحجاج مع عتوه وطغيانه، وتمرده وشدة سلطانه، يمازح أزواجه ويرقص صبيانه. وقال له قائل: أيمازح الأمير أهله؟ قال: " والله إن تروني إلا شيطاناً؟ والله لربما رأيتني وإني لأقبل رجل إحداهن! "
رسائل الجاحظ 97/3


قلتُ: يبدو الرجال يتساوون في سلطان النساء عليهم، من طغاتهم وجبابرتهم إلى ضعافهم ومساكينهم


الكتاب: هبة الألم
الكاتب: بول براند وفيليب يانسي
الصفحات: 486
الطبعة: الثانية - مركز تكوين
.
.
التلخيص:
"إني أعاني في ذهني لأني لا أستطيع أن أعاني بجسدي"205
نامو أحد مرضى الجذام

بول براند الطبيب الانجليزي يعتبر أهم متخصص في العالم في مرض الجذام -وهو مرض مزمن يحدث بسبب بكتيريا عضوية مما يؤثر على على الجلد والأعصاب وغيرها، حيث إذا لم يتم علاجه مُبكرّاً سيؤدي إلى خسارة الأطراف والعيون وتشوهات خَلقية- وفي هذا الكتاب في مزاوجة رائعة بين أشبه ما يكون لسيرة ذاتية له وكذلك بيانه لفكرة أهمية الألم للإنسان!

وتحدث عن بداياته في الحياة حيث وُلد في الهند لأبويين مسيحيين تبشيريين ل 9 سنوات وعودته إلى انجلترا واستكمال دراسته ومن ثم التحاقه بكلية النجارة ومن ثم الانتقال للطب وتدرجه فيه ومعايشته للحرب العالمية الثانية ومشاركته في معالجة المصابين، ومن ثم عودته للهند لمعالجة المصابين بالجذام وكيف طوّر نظرياته فيها باستفادة بسيطة من الأدوات التي كانت متوفرة وحتى نجح في إحداث ثورة في معالجة الجذام بعد أن كان أحد الأمراض التي كانت مستعصية العلاج وله مفاهيم خاطئة،وأنشأ مركزاً متخصصاً لذلك، حيث توصّل بأن أحد أهم خِلال هذا المرض هو أنّه يصيب الأعصاب فتتلف ومن ثم لا يشعر صاحبها بالألم فيؤذي نفسه من دون أن يشعر.
حيث أنّ الألم يُعتبر من أهم خطوط الدفاع للإنسان
و"يكمن جمال الألم في أنّه يُعلّمك فوراً إذا ما كنت تؤذي نفسك" 262
فمجرد من أن يلتوي كاحلك قليلا تبدأ تشعر بألم تمزق بسيط يجعلك لا تضغط عليها وتحاول تخفيف المشي عليه، فلو أنّك لم تشعر بذلك -كما يحدث لمرضى الجذام- فإنك ستضغط عليه مما يجعلك تؤذي كاحلك وتتلف الأعصاب وتكسر رجلك ومن ثم تفقدها!

وفي طيّات الكتاب الكثير من التحليلات الطبية والأمثلة والحكايات والقصص التي ستغير قناعتك في هذا الشعور الذي لا يأتينا إلا ويكون أكبر همّنا كيفية التخلص منه، بل أنّ هناك فلسفات قائمة على أنّ السعادة ليست إلا كيفية السعي إلى زيادة اللذة وإخفاء الألم، فمثلاً المجتمع الغربي أصبح من أقل الناس تحملاً للألم، مما يجعلهم أكثر نفوراً منه ويتضجرّون من أدنى عارض ألم، بينما في المجتمعات الشرقية - الهند مثلاً والتي عاش فيها كثيراً- يكون الناس أكثر تقبلا للألم وبالتالي مشاق الحياة ويعتبرونه جزء أساسي من الحياة. كما إنك ستكتشف وستستشعر أنّه من أكبر النِعم على الإنسان بل إنك ستصبح تقدّر كل تلك الآلام التي كنت تعاني منها والتي ستأتيك ولن تكون منزعجاً منها مثل السابق. وإذا أدركت أنّ نظام الألم يُعتبر نظام مُعقّد ويصعب محاكاته كما ذكر:
"في الواقع، فريق أدرته من العلماء أنفق أكثر من مليون دولار في محاولة تنظيم صناعي للألم. توقفنا عن العمل على المشروع لما ظهر جليّاً أنّه يستحيل علينا إعادة النظام الهندسي المُعقّد الذي يحمي جسد الإنسان السليم" 37
فهنا ستقف كل مشاعرك تعظيما لعظمة خالق هذا الإنسان، وإن كنت لا أظنك ستقف عن التسبيح لله وأنت تمرر عينيك متصفحاً باقي الكتاب ومتجولاً في عجائب جسم الإنسان ومحاسن الألم.


والكتاب رائع في سرده ومزجه بين حياة الطبيب الشخصية وتأملاته في الألم والأمراض وتعامل الإنسان معهما.




وما العيدُ إلا تعبّد الله بالفرح، ونشره، ورسمه على وجوه من نحب❤

فكل عام وأنتم بخير 🌷




"يعرف الإنسان أكثر مما يفهم"
آدلر | معنى الحياة 7
ككل شيءٍ نحكم عليه بالسوء في هذه الحياة فلابد من أشياء جميلة يحملها في طيّاته،فإن هذا الكتاب لا أدري أبسبب رداءة الترجمة أم لقلّة إطلاعي لموضوع الكتاب وهو علم النفس، والكاتب عالم نفس نمساوي وهو من طبقة فرويد ويبدو وله نظرية في النفس وأنّ القوّة الدافعة في حياة الإنسان هي عقدة الشعور بالدونية، على أنني لم أفهم تفاصيل النظرية ولم أكمل الكتاب الذي انتصفت في قراءته وبعد صراع طويل مع النفس وهل أكمله أم أخذ بمذهب الشيخ الموسوعي العجيري، وأنّه لا يترك كتاب حتي يُنهيه مهما بلغ من الصعوبة أو من السوء، فقررت أخيراً أن أتركه -وربما إلى حين- ومالي ولمذهب شيخنا أبي صالح ولستُ من طبقته.
"يعرف الإنسان أكثر مما يفهم" هي أول جملة تصادفك في الكتاب، وقد راعتني وهزتني بالفعل، وخصوصاً في زمن أصبحت المعرفة متشظية وهائلة جداً، بل إن الإنسان في 15 دقيقة على موقع تويتر قد تنهال عليه عشرات المعارف والمعلومات ،ولكن عندما ترى وتحادث من تصفحت عيناه تلك المعارف، تعلم البون الشاسع بين الفهم وتجميع المعرفة والمعلومات.
فالفهم تلك الرابطة التي يستطيع الإنسان أن يكونها بين الأشياء والأفكار بحيث تنتظم وتصبح صالحة للاستقبال أي معارف جديدة فتعيد تشكيلها وترتيبها وصياغتها وإنتاجها على شكل معارف جديدة.
وإن كانت هذه الفائدة الوحيدة، فلقد كشف لي عن شيء لما طالما حيرني عندما قال "يتمتع جمال الفرد بقيمة لا يمكن أن ننكرها، ولكننا مع ذلك نجد أنّ الكثير من الذين لا يتزوجون هم من أولئك الوسيمين" 89، وإن كنت لم أفهم كيف يتناسق مع نظريته، ولكن المهم أنّه جعلني أشعر بالتماهي مع الحياة وأنّ هذا قدري الذي يجب أن أقبله.
لذا في كثير من الأحيان لا تغتر بالاقتباسات الجميلة التي يضعها بعض القرّاء فقد لا يكون هناك ما يصلح للقراءة غيره.

وأخيراً أخذت أقرأ في كتاب عبدالوهاب مطاوع وهو أول كتاب أقرأه له، فكان كتاباً لذيذاً لطيفاً خفيفاً، يستحق القراءة بعد الغداء وقبل النوم ، وجبّ عسر القراءة الذي سببه الكتاب أعلاه.


باء والمربون، حتى يستطيعوا أن يخرجوا جيلاً قادر على مواجهة مصاعب الحياة، ومكابدة متاعبها، ولا جرم في إننا نعيش في جزء مشتعل من العالم تكتنفه الكثير من المشاكل التي قد يعاني منها القوي السوي، فكيف بالهش الضعيف!


الكتاب: الهشاشة النفسية
الكاتب: إسماعيل عرفة
الصفحات: 194
الطبعة: مركز دلائل - الأولى
.
.
تلخيصات:
"مؤخراً بدأ جيل المراهقين والشباب المسمى بجيل زي Generation Z، الذي يُطلق على مواليد 1997م نزولاً إلى مواليد الألفينات، بدخول الجامعات أو الاحتكاك بسوق العمل والمجتمع بشكل أوسع. لاحظت الأجيال الأكبر أنّ هذا الجيل يعاني من هشاشة واضحة استدعت انتباهاً من المختصين، ووصل أحياناً إلى سخرية منهم ومن دلالهم المفرط" 17
في هذا الكتاب يعرض إسماعيل عرفة عن ظاهرة تجلّت في الأجيال الجديدة ألا وهي الهشاشة النفسية والتي تعني عدم قدرة هذا الجيل للصمود أمام الضغوطات والظروف الصعبة، والتي تدخلهم في حالة اكتئاب وانكسار نفسي، حتى سُمّوا ب"رقائق الثلج" لهشاشتهم وسرعة إنكسارهم. وهذا الكتاب وإن لم يكن صاحبه أكاديمي متخصص ولكن "مجرد محاولة اجتهادية لتسليط الضوء على لا يتم الإشارة إليها إلا نادراً في عالمنا العربي"20
بل يُعتبر أول كتاب عربي يعالج هذه الظاهرة.
أمّا عن أهم الأسباب بشكل عام ذكر
"عدم تحمل هذا الجيل للمسؤوليات منذ صغره، حتى في أبسط الأمور، وتعوده الدائم على الاعتماد على غيره في إنجاز أهدافه، أو مذاكرة دروسه، أو إنهاء مشاغله." 41
بل إن في دراسات حديثة بسبب هذا الدلال والدلع امتدت فترة المراهقة إلى سن 25!

والكتاب فيه فصول متعددة عن مختلف الأفكار التي تعزز هذه الفكرة فذكر في الفصل الثالث عن هوس الطب النفسي، والذي أصبح يتم الإحالة إليه لأدنى عارض ويتم تشخيص هذه العوارض الطفيفة على أنّهه مرض نفسي ويحتاج علاج بل أنّ أحيانا يتم توسيع التشخيص بحيث يشمل فئة واسعة وتستفيد شركات الأدوية من هذه العلاجات بفكر تجاري.
مع إنّ أحيانا قد يكون تحديد المرض صعب فيقول ألن فرانسيس البروفيسور النفسي المسؤول عن الدليل التشخيصي والإخصائي للاضطرابات النفسية DSM يقول عن الاكتئاب أنه "كثيراً ما نعتقد أنه اضطراب الاكتئاب الحاد هو ليس حادّاً في الحقيقة، ولا اكتئاباً، ولا اضطراباً من الأساس"! 64

وذكر كذلك الفراغ العاطفي كأحد أهم المسببات ويقصد به "فجوة داخل النفس يمثلها احتياج لوجود أحدهم بالجوار"
وفي العادة تُسد من خلال مشاركة الأهل والزواج ووجود معنى في الحياة، ولكن في واقعنا مع هشاشة الروابط الأسرية وتأخر الزواج، وغياب المعنى الإيماني مع وجود مغذيات لهذه الاحتياج من خلال الأفلام والروايات وأحاديث الأصدقاء أصبح الفراغ العاطفي ظاهرة شائعة لدى الشباب.
وذكرة فكرة "الكراش" ويقصد بها الإعجاب بشخص تتمنى صفاته، وتكثر عند الشباب حيث يتم ملء الفراغ بأي نوع من الاهتمام من الطرف الأخر وما إن تتوثق العلاقة قليلاً، حتى يبدأ يتسرب الملل لطرفين وتكون حالة الفراق وتتولد بعدها حالة حزن وبؤس!

وذكر فصل في أن السوشيال ميديا هي أصل كل الشرور!
وذكر أبرز 5 إشكاليات وسلبيات لها:
- تعزيز النرجسية: بمعنى تعزيز فكرة الإعجاب بالذات والدوران حوله وأن الرضا والمهانة تكون من خلال زر الإعجاب وعدد المتابعين
- التغيير من أجل التغيير: حيث أصبح الثبات والاستقرار والروتين أمر ممل، مما يجعل دائما نحاول الانتهاء من مشكلاتنا بسرعة ونمل من الحياة
- ضياع التركيز: وذلك بسبب كثرة المشتتات في هذه البرامج، مع إن الأفكار العميقة لا تأتي إلا من خلال التركيز،فأصبحنا أكثر سطحية ويوجد لدينا معلومات وليس أفكار
- وهم معايير النجاح: فأصبح الإعجابات وعدد المتابعين وأن يصبح الإنسان مشهوراً هي أهم معايير النجاح بغض النظر عن ماذا يُقدّم أو لماذا يجب الإنسان أن يصبح مشهوراً أصلاً
- أفكار من ورق: حيث الأفكار في مواقع التواصل هشة ودائما قابلة للتعديل بحسب رغبة المتابعين

ثم ذكر فصلاً عن عدم الحكم على الأخرين وأن الإنسان أصبح لا يستطيع أن يحكم على أحد ويأمر بمعروف أو ينهى عن منكر، فأصبحت كل الأمور نسبية وكل إنسان حر فيما يفعل، حتى أصبحنا نخاف من النقد والذي هو أمر أساسي من أجل التغيير للأفضل ، فأصبحت "النتيجة أننا كيّفنا حياة المراهقين وفقا لرغباتهم واهتماماتهم لا وفقا وفقاً لما ينبغي أن يكون" كما تقول كلير فوكس 139

وذكر فصلا عن المشاعر الداخلية وأنها أسوأ حَكم بحيث أنّنا لا نتزوج إلا من نحب ولا نعمل إلا ما نريد، بالرغم من أن الحياة أصعب من ذلك ولا تعطينا ما نرد
وانتقد فكرة اتبع شغفك فقط، حيث إن الإنسان في العادة يجب أن يعيش وفق توازنات في الحياة، وأن يعيش حياته وفق ظروفه وليس فقط وفق شغفه

وأنهى بفصل أخير عن فكرة تبرير الشرير بدعوى المرض النفسي، وذكر أمثلة على الأعمال القتل في أوروبا التي أصبحت تبرر بأن صاحبها ليس إلا مريض نفسي، وكذلك الكثير من الأعمال العدوانية يكون المبرر هو البيئة والتنشئة الاجتماعية من غير تحميل المجرم نفسه المسؤولية بسبب ما يحمله من حرية إرادة يستطيع من خلالها التحكم بسلوكياته وأخذ قراراته.


والكتاب بشكل عام مميز وخصوصاً أنّه يعالج فكرة تنتشر الآن بكثرة ويجب أن يتنبه لها الآ




" قال العلماء : ولا يشترط في الآمر والناهي أن يكون كامل الحال ممتثلا ما يأمر به مجتنبا ما ينهى عنه ، بل عليه الأمر وإن كان مخلا بما يأمر به ، والنهي وإن كان متلبسا بما ينهى عنه ؛ فإنه يجب عليه شيئان أن يأمر نفسه وينهاها ، ويأمر غيره وينهاه ، فإذا أخل بأحدهما كيف يباح له الإخلال بالآخر ؟ قال العلماء : ولا يختص الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأصحاب الولايات ، بل ذلك جائز لآحاد المسلمين "

المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج
من برنامج جامع الكتب التسعة


من أطرب ما قرأت مؤخراً

"وفي الحقيقة، فأنا لو كنت سأكتب كتاباً حول هذا الموضوع، فما أظنه سيكون مختلفاً عن هذا الكتاب إلا من حيث الأمثلة، ولكن ليس من حيث القناعات والنتائج... ومع ذلك حسناً فعلتُ إذ ترجمت في الموضوع ولم أؤلف فيه، إذ ربما كان الأمر يتطلب عيناً أجنبية كي "يرى" الناس في هذه المنطقة من العالم ما ينبغي أن يرى"
من مقدمة د.مشاعل الهاجري لكتاب
نظام التفاهة | آلان دونو 15


"ولكلٍ نصيب من النقص، ومقدار من الذنوب، وإنما يتفاضل الناس بكثرة المحاسن وقلّة المساوئ"
رسائل الجاحظ 37/1


"ويقال إن المشرعين في أمريكا يصدرون ما يقرب من ستة عشر ألف قانون كل سنة، وهذا إن صح كان دليلاً على أننا أمّة من اللصوص لا نحتاج إلى القوانين بل إلى التربية"
مباهج الفلسفة| ديورانت 129/2


العهود لغير السيف مجرد كلمات" هوبز
صنع الدولة الحديثة| بريان نيلسون 148


قراءة الشعر العربي وإتقانه.. كأداة يراد بها تفسير القرآن والوقوف على عجائبه

في ترجمة عبدالله بن عطية أبو محمد المفسر المقرئ
"قيل إنّه يحفظ خمسين ألف بيت من الشعر للاستشهاد عن معاني القرآن"
معجم الأدباء | ياقوت الحموي 1538/4

وفي ترجمة الواحدي ..صاحب تفسير الوجيز والوسيط والبسيط وكلها في القرآن.. وهو شارح ديوان المتنبي

"وقرأت عليه الكثير من الدواوين الشعر حتى عاتبني شيخي رحمه الله وقال: إنك تكثر لم تبقِ ديوانا من الشعر إلا قضيت حقه، أما آن لك أن تتفرغ لتفسير كتاب الله العزيز تقرأه على هذا الرجل الذي يأتيه البعداء من أقصى البلاد وتتركه أنت على قرب ما بيننا من الجوار - يعني الاستاذ الامام أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، فقلت: يا أبت إنما أتدرج بهذا إلى ذلك الذي تريد، وإذا لم أُحكم الأدب وبجد وتعب، لم أرم التفسير عن كثب، ثم لم أغبّ زيارته يوماً من الأيام، حتى حال بيننا قدر الحمام"
معجم الأدباء | ياقوت الحموي 1662/4




الكتاب: قلق السعي إلى المكانة
الكاتب: آلان دو بوتون
الصفحات:: 312
الطبعة: الأولى - تنوير
.
.
التلخيص:
"تشير الكلمة إلى موقع المرء قانونياً ومهنياً داخل المجتمع (متزوج، مُلازم في الجيش..إلخ). ولكن بالمعنى الأشمل، وهو الأوثق صلةً بموضوعنا هنا، تشير إلى قيمة المرء وأهميته في أعين الناس"5
هكذا عرّف بوتون "المكانة" والتي هي موضوع هذا الكتاب، وكيف أثّر التحول إلى مجتمع حديث، إلى التغير في نظرتنا لأنفسنا واهتمامنا الكبير لنظرة الأخرين لنا.حتى أصبح الجري خلف مفهوم المكانة يسبب قلقاً كبيراً ويمنع الإنسان من العيش ببساطة والاستمتاع بها، والمشكلة الكبرى أن الوصول لمكانة عالية صعب جدّاً، وعند الإخفاق سيتسبب هذا بنظرة أكثر امتهاناً لأنفسنا.

وأرجع بوتون أسباب هذا الأمر إلى خمسة أسباب:
1- الحب: أو فقدانه بالأصح ،ولا يقصد الحب بين الرجل والمرأة فقط ولكن أيضا الذي يُعبّر عنه "كنوع من الاحترام، حساسية من جانب شخص نحو وجود شخص آخر. معنى إبداء الحب لنا أن نشعر أننا محط انشغال وعناية: حضورنا ملاحظ، اسمنا مُسجّل آراؤنا يُنصت إليها، وعيوبنا تُقابل بالتساهل وحاجاتنا ملباة" ،فصاحب المكانة يتم الاهتمام به أكثر من غيره، لكن سيفتقد هذا الاهتمام إذا لم نحصل عليها.

2- الغطرسة: وهو شعور أصحاب المكانة تجاه الناس العاديين، حيث يؤدي تغطرس الأخرين علينا بسبب مكانتهم إلى أن نشعر بالخزي ونوع من الضِعة والذلة، ونود لو أننا نكون منهم حتى نُعامل بشكل أفضل.

3- التطلّع: وهو نتيجة التقدم التقني والتكنلوجي والتطور في حياة الناس، حيث يُصبح تمني الأفضل دائما والطموح لما هو جديد ومتطور حتى تحوّلنا إلى أناس استهلاكيين، كما يعتبر الإعلام من أهم في تعزيز الاستهلاك، وكذلك تعزيز فكرة التطلع من خلال إبراز حياة النجوم والمشاهير وأهمية الربح والكسب وأن تكون صاحب دخل عالي لتتمتع بالحياة.
"أشعلت وسائل الإعلام الجديدة أشواقاً في النفوس، ليس فقط عبر محتواها ولكن عبر الإعلانات التجارية التي فرضت نفسها على جماهيرها" 62

4- الكفاءة
"بفضل المثال المعتمد على الكفاءة، نال عددٌ من الناس فرصة تحقيق أنفسهم...غير أنّ هذه القصة كان لها جانب مظلم لا مهرب منه، بالنسبة لذوي المكانة الدنيا. فإذا كان الناجحون يستحق نجاحهم عن جدارة، يتبع هذا بالضرورة أن الفاشلين يستحقون فشلهم عن جدارة أيضا.في عصر الاحتكام إلى الكفاءة، حضر عامل العدالة في توزيع الفقر بنفس قدر حضوره في توزيع الثروة. لم تعد المكانة الدنيا شيئا مؤسفاً وحسب، بل بدت الآن جزاءً عادلاً" 90

5- الاعتماد
وهو يتحدث عن أريحية صاحب المكانة قديماً وأنّها صاحبها لا يفقدها بسهولة مما يجعل هناك أمان أكثر في الحياة، بينما الحياة الحديثة يحتاج الإنسان على الجهد والمكابدة ليحتفظ بمكانته إن حصل عليها حيث يعتمد للحفاظ على المكانة على (الموهبة المتقلبة، الحظ، صاحب العمل، ربحية صاحب العمل، الاقتصاد العالمي) ، يعني أنّ العالم الحديث أصبح أبعد ما يمكن من الاستقرار الوظيفي والأمان الاقتصادي.

ثم ذكر خمسة حلول لمحاولة معالجة هذه الفكرة وإن كان هو يقول أنّ أفضل حل لمعالجة هذه المسألة هو "محاولة استعيابها والتحديث عنها" 7
1- الفلسفة والتي يمكن من خلالها تغيير الأفكار والمفاهيم ونقد هذا الواقع ومحاولة إعادة الأفكار وتحويل الاهتمام إلى أولويات أفضل

2- الفن من خلال النقد الساخر لهذه الأوضاع فالكوميديا هي "الأشد تخريباً على الإطلاق" 177 مما يجعل نقد فكرة المكانة هذه تتبدل وتتغير إلى مفاهيم أرقى

3- السياسة من خلال محاولة إضافة قسمة سياسية وخيرية للأعمال الخيّرة وليس على مجرد الكفاءة والاستهلاك، بحيث تكون فكرة المساواة أكثر تحقيقاً

4- الدين:
"قد يمنحنا تأمل الموت شجاعة انتزاع حياتنا من فخ توقعات المجتمع التي لا مسوّغ لها" لأن الموت يُطلعنا على حقيقة هذه الحياة ويرتب أولوياتنا،
"وكلما تآكل وتفتت الإيمان بوجود عالم آخر بعد الموت، فإن مخاطر التطلعات المحبطة لا بد أن ترتفع أكثر وأكثر." 57
فيمنحنا الدين تلك القوة الكافية لمواجهة مصاعب الحياة


5- البوهيمية
وهي جماعة ظهرت في بداية القرن التاسع عشر، الذي اتخذوا موقف اللامبالاة بالمجتمع ولم يهتموا بأشكالهم ومظاهرهم وأين يسكنون وأصبحوا يعيشون عيشة بسيطة جداً ويهربون من المجتمع الذي أخذته فكرة الترف، مما يجعل تأثير المكانة تقل تماماً.
(وهذا المذهب في تطرف في التبذل واللامبالاة حتى تصل لدرجة الحيوانية التي لا تبالي ما فعلت أمام الناس)


وفي العموم الكتاب ممتع ومفيد لفهم التغيرات التي حدثت في العصر الحديث وكيف أصبحت نظرة الناس للأشياء ولأنفسهم وكيف أصبحت فكرة المكانة طاغية ومستهلكة لصحة الإنسان النفسية. ولعلّ أسهل كلمة ممكن أن تعبّر عن فكرة الكتاب هي "القناعة" التي فُقدت في هذا العصر.


، وصاروا أقل يقينية بأن العلم التجريبي ممكن أن يوصل للحقيقة
ف"العالم الذي بات الآن أكثر من أي وقتٍ مضى يبدو خارج نطاق معرفة الإنسان" 427
"ومرّة أخرى، يقف الغرب على عتبة الكفر لا بالدين هذه المرّة بل بالعلم وبعقل الإنسان المستقل" 435

مما أوصل العقل الغربي في نهاية المطاف إلى الفكر المابعد حداثي وهو فكر عدمي، لا يؤمن بأي ثوابت وسرديات كبرى ويرى "جملة الحقائق المعتمدة ذات العلاقة ب"الإنسان"،العقل، الحضارة والتقدم، متهمة بالإفلاس على الصعيدين الفكري والأخلاقي.." 478
وأن تاريخ الغرب مملوء باستغلال الأخرين وكلها عمليات استعمارية واضطهاد لمختلف الأغيار، وأننا اليوم يجب أن لا يكون لنا أي توجه لأي سردية كبرى أو حكم أخلاقي عام أو أي فكرة للإنسانية بأكملها ويجب أن نعيش في ظل تعددية مطلقة (يعني نسبية مطلقة وعدمية)

وفي النهاية يرى الكاتب (وبشكل عجيب) أن المشكلة الأساسية في أنّ العقل الغربي عقل ذكوري وللإصلاح لابد أن نعيد التاريخ وقراءته ونسمح بقراءة أنثوية للكون!
(فالكاتب يتبنى الرؤية النسوية والتي ظهرت في بعض مواضع الكتاب)، بدون ذكر كيف سيتم إصلاح الفكر الغربي بهذه القراءة الجديدة

والكتاب بشكل عام مميز جداً في محاولة دمج العوامل المختلفة فلسفية وسياسية واجتماعية وشرحها لتظهر صورة أكثر تكاملا لتشكل العقل الغربي في كل فترة، ويبقى الكتاب مستواه متوسط ويحتاج القارئ لقراءة مُسبقة يكون على دِراية بالفكر الغربي وأهم رموزه وأفكاره حتى يستطيع أن يستفيد من تركيبية الأفكار التي يقدمها تارناس


الكتاب:آلام العقل الغربي
الكاتب: ريتشارد تارناس
الصفحات: 530
الطبعة: الأولى - كلمة (العبيكان)
.
.
التلخيص:
"يقدّم هذا الكتاب سيرة موجزة لتاريخ نظرة الغرب إلى العالم، من صيغتها الإغريقية القديمة إلى صيغتها فيما بعد الحداثة، وقد بقي هدفي متركزّاً على توفير رواية متماسكة لقصة تطوّر الغربي وإدراكه المتغير للواقع، في حدود مجلّد واحد" 17
يسعى تارناس في هذا الكتاب، لرسم صورة لتغيرات التي أصابت العقل الغربي منذ نشأته في العصر الإغريقي اليوناني والذي يعتبر أحد أهم الروافد الأساسية للفكر الغربي حتى العصر الآن
"ونمط تفكيرنا نحن ما زال إغريقياً حتى النخاغ من حيث المنطق الذي يقوم عليه" 24
وذلك من خلال عمالقة الفلسفة اليونانية بدءًا من طاليس الذي فسّر أصل الوجود بأنه الماء وبعض بحوثه التجريبية لتكون الشرارة للمناقشات والمداولات في عدّة مواضيع شكلت الحقل الفلسفي، مرورا بالفكر السوفسطائي الذي قام بتعليم الجدل والشعر والاهتمام بالحياة والنجاح اليومي مع إبراز النسبية المطلقة التي جعلت ثالوث الفكر اليوناني الأعلى يظهر على السطح وهم سقراط وأفلاطون وأرسطو الذين كان لهم تأثير عميق في الحقب التالية.

وجاءت بعدها الفترة الهلينستية مع قيام الأسكندر المقدوني بغزو العالم مما جعل الفكر الغربي يتحوّل أكثر عالمية معه ويتغير باحتكاكه بالثقافات الشرقية وإن كان ظل الفكر اليوناني هو الطاغي عليه لكن مع ضعف بسبب قلّة الحرية والاتجاه نحو التوسع الامبراطوري مما جعل متطلبات الأمن والإنضباط أكثر، فهي ساهمت على نشر الفكر اليوناني من ناحية الكم وليس الكيف.

ثم جاءت فترة المسيحية وسيطرتها وذلك بعد 300 سنة من قتل المسيح (أو رفعه كما نعتقد) وذلك بعد تنصّر الامبراطور قسطنطين، وإقراره بأن المسيحية هي ديانة الرسمية، حيث أصبحت كعامل موحد لأطراف إمبراطوريته المترامية وخدم هذا المسيحية من جهة الانتشار ولكن كان له الأثر السلبي من جهة أخرى
"فبمقدار ما أصبحت الامبراطورية الرومانية مسيحية، أصبحت المسيحية رومانية" 195
حيث تم تحويل الكثير من الاحتفالات الوثنية إلى احتفالات تقديسية وعطل دينية، وساهمت المسيحية في جعل المجتمع الغربي أكثر توحدّا بعدما كان أكثر تشظيا وينقسم إلى يونانيين وبرابرة وأغراب وسادة وعبيد، وظل تحكم لمدّة ألف سنة مع تغيرات وتبدلات كثيرة في هذه المراحل.

حتى جاءت فكرة التنوير والنهضة التي بدأت في القرن الخامس عشر مع زيادة تسلط الكنيسة وتدخلها في صراعات سياسية، وانفتاح العقل الغربي على التراث اليوناني القديم الذي احتفظ به العرب وشرحوه، أصبحت تحدث بعض التغيرّات في العقل الغربي، مع فكرة الإصلاح الديني التي جاءت على يد لوثر ضد الكنيسة التي أصلحت تُهمل تعليمات المسيح الحقيقة وتذهب إلى تفسيرات بعض البابوات لمصالحهم، مما حدى به لتحدي الكنيسة وإصدار عريضة تحمل 95 اعتراضاً على ممارسات الكنيسة أبرزها صكوك الغفران، وتم دعمه من قِبل الملوك والنبلاء الذين كانوا ضد مؤسسة الكنيسة مما نتج عن ذلك حروب دينية بين الطرفين جعلت العقل الغربي ينفر من الدين، ومع ظهور بعض المكتشفات العلمية الحديثة وخصوصاً الاتجاه نحو علم أكثر تجريبية تم التوصّل إلى اكتشافات جديدة على يد كوبرنيك والذي في البداية كان يُقابل بالترحاب من قبل الكنيسة الكاثوليكية(على عكس ما يشاع بأنّها كانت متزمتّة جداً) ولكن في ظل الصراع البروتستانتي ومع برونو الذي كان يتبنى أفكار مخالفة للكنيسة والتي أُعدم بسببها (وليس بسبب أراءه العلمية) ص303
اشتد الصراع وأصبحت الكنيسة أكثر تشدداً تجاه الرأي المخالف لرأي الرسمي لها والذي كان يتبنى (التصوّر الأرسطي- البطليموسي) عن الكون، قامت بالكثير من الأفعال المشينة ومحاكم التفتيش ضد الكثير من العلوم الدنيوية، مما آثار نقمة أكبر على الدين بشكل عام.

ومع تزايد إنجازات العلم الحديث وتحرر العقل الغربي من سلطة الكنيسة، أصبح على ثقة أكبر من قدراته ورأى أنّ العلم والعقل المستقل هما أفضل سبيل لرخاء العيش وسعادة الإنسان لتحدث التحولات الكبرى للعقل الحديث اتجاه العلمنة، وبالرغم من أن بدايات كبار المفكرين وعلماء التجريب كانوا مسيحيين( كوبرنيكوس، كبلر،غاليليو، ديكارت، نيوتن)، إلا أنّه مع زيادة اكتشاف علم النص المقارن والذي كشف عن أنّ الأناجيل ليست بالثقة المطلوبة وأنّها كُتبت على مُدد متطاولة، مما جعلها في حالة ضعيفة، وثقة أكبر بالعقل والعلوم التجريبية وعمّ التفاؤل العقل الغربي، مع اتجاه نحو المادية، ولكن لم تلبث مكانة العقل أن تزلزلت مع نقد هيوم والتجريبيين، وكانط الذي جعل من المتعذّر أن يصل لليقينيات ولا يستطيع إلا الوصول لظواهر، ولم يلبث العلم التجريبي كذلك أنّ حدثت اهتزازات لمكانته مع القرن العشرين حيث أدّى للحروب العظيمة، وتحويله الإنسان إلى مادّة صناعية وجردته من إنسانية ليتحول إلى آلة
وكذلك الاكتشافات الحديثة في الفيزياء مع نسبية أينشتاين وفيزياء الكم هزّة من وثوقية العلماء به

Показано 20 последних публикаций.

96

подписчиков
Статистика канала