أُخيَّاتي العفيفات ، سلامُ الله عليكُنَّ ،
وبعد ..
نصيحة مُحبٍّ مُشفق يرى أصغركُنَّ بنتاً وأوسطكُنَّ أختاً وأكبركُنَّ أُمّاً وخالة..
هذه رؤيةُ فؤاده ، أما رؤية عينه فقد تكفَّل بها إبليس يصوركُنّ جميعاً له صورة تلك الفتاة الشابّة الفاتنة
التي أخذت بتلابيب الجمال الدنيوي بمجرد أن تطرق”صندوقَه الخاص” كلمةُ ثناءٍ عابرة فيها شيءٌ من اللُّطف والتودّد وهو يجزم أن صاحبتها لم تُضمر شرّاً لكنه الشيطان الذي قطع عهداً أمام الملك أن يمنّي عباده ويأتيهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم لئلا يكونوا شاكرين لنعمة ربهم فيضلَّهم عمّا خُلقوا لأجله..
• اِعلمي رحمكِ الله أن الفتنة لاتعرف شيخاً ولا تقيّاً وإن كان أعبدَ الناس وأزهدهم فإن كان أحمد إمام السنة وجبل الإسلام يقول:
“لو ائتمنوني على بيت المال لأمنت ولو ائتمنوني على عجوزٍ شمطاء ما أمنت نفسي”
فمن يأمنُ الفتنة بعد أحمد؟!
لا أقول هذا لتتصوري أن الدعاة هاهنا فُجّاراً .. حاشا نفوسهم التي برزت لهذا الثغر تصُد عاديته مُخلّفةً وراءها قدراً من أمن النفس والعِرض لله وفي سبيل الله ؛
لكنّ الفتنة لايأمنُها حيٌّ يمشي على هذه البسيطة كما أثبت ذلك خبيرُ النفوس ابن مسعود رضي الله عنه..
• أَيْ أُخيَّة.. اِنتبهي لنفسِك من غيرِك ،
ولغيرِك منكِ : فلا تكوني باب فتنةٍ لأحد ؛
وإن أردت شكرَ أحدٍ من الدعاة ،
فارفعي يديك إلى من يراك ويراه،
ووفقك لهذا العلم وله هَداه ،
فسَلِيهِ أن يمُنَّ عليه بهُداه،
وتثبيته ومعافاته وتقواه،
فإن فعلتِ ذا فقد كافأتيه أعظم المُكافأة ..
• أي أُخيَّة ..
كوني مِفتاح خير مغلاق شرٍّ وأعيني من دخل هاهنا للدعوة أن لايخرُجَ بغيرها..!
حفظ الله عليكُنَّ حياءكُنَّ ،
وحفظكُنَّ من شياطين الإنس والجانِّ ،
وتمرُّدِ النفس وانقيادها للشيطان .
العِزُّ بن ربيعة ..