نَحنُ لا نَعيش فِي عالَم الأفلامِ يا رَفيق..
لنَ يأتِي أحدٌ في لَحَظاتُ رحِيلكَ الأخيرَةُ لِيُخبرَكَ بِأنهُ لا يَستَطيعُ العَيشَ مِن دُونَك، لَن يَتَصِل بِكَ أحَد وَيخبِركَ أنه يَشعُر بِأنكَ لَستَ بِخير، الأشرارُ لا يَخسَرون دائِماً، وَالطَيبونَ لا يَربَحونَ مَعركَتهُم الأخِيرة، الوعُودُ تُقطَع ولا تُنَفذ، والأصدِقاءُ لا يُربتُونَ عَلى أكتافِ بَعضِهم فِي كُلِ إنهِيارٌ نَفسي، و الجُثَث التِي تَراها فِي الأفلامُ الحَربية وأفلامُ الأكشِن، سَتعُودُ إلى مَنزلِها وَتَشربُ الشايَ وتَنامُ بِهُدوء، أما هذِهِ الجُثَث؟ فإنَها سَتنامُ تَحتُ الأرضِ لِلأبَد، حَتى تِلكَ الحَبيبة سَتطلُب مِنكَ بَيتاً وَ وظيفة وَحياةً كَريمة، لَن تَكفِيها فَقط قُبلة تَحت زَخاتِ المَطر، أو أُغنِيةً تَسمعُها وَهي تَنظُر إليكَ مِن شُرفةِ غُرفَتها .