عندما مزق كسرى خطاب النبي دعاء النبي عليه بقوله اللهم مزق ملكة فمزق الله ملكه فهل تعلم كيف مزق ذاك الملك العظيم. ....
الإمبراطورية الفارسية العظمى ، كانت تحكمها الاسرة الساسانية منذ أردشير الأول 224 م ، وهي الإمبراطوريةَ الإيرانيةَ العظيمةَ الأخيرةَ ، وكانت دولة الفرس أو الدولة الكسروية من أعظم وأكبر الدول التي سادت المنطقة حتى إنها فاقت الإمبراطورية الرومانية في الشهرة والقوة ، و كان الفرس مجوس يعبدون النار من دون الله ، و كان الملك الفارسي يسمى بـ كسرى و يعتبر نفسه رب يعبد من دون الله . و حكمت الإمبراطورية الساسانية بلاد إيران و يكوِّن الفرس عنصرها الاساسي ، ولكنها أخضعت الترك في بلاد ما وراء النهر، والعرب في العراق و اليمن .
ومن اعظم حكامها شابور الأول الذي هزم ثلاثة اباطرة رومان ، وأسر الإمبراطور الروماني فاليريون ووضعه في السجنِ بعد معركة إيديسا، التي أصابت الرومان بخزي كبير. ومن اعظم اباطرتها ايضا كورش الكبير ، وقمبيز ، وداريوش ، وسابور ذو الأكتاف الذي خَلّعَ أكتاف العرب .
وقد دخل الفرس و الروم في حرب مدمرة للسيطرة على العالم ، و أثبت الفرس نجاحهم إلى حد كبير خلال المرحلة الأولى من الحرب ، واحتلوا بلاد الشام و القدس و مصر والعديد من الجزر في بحر إيجة وأجزاء من الأناضول و حاصروا القسطنطينية عاصمة الروم ، لكن مع صعود الإمبراطور هرقل في 610 صمد الروم ، ولم يستسلم هرقل امبراطور الروم الجديد بل أعاد تنظيم بلاده وإعداد جيوشه وهزم الفرس و انقذ القسطنطينية من السقوط .
وفي سنة 628 م: استلم كسرى ( خسرو الثاني ) رسالة النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه للاسلام . في تلك الفترة كان هرقل امبراطور الروم يشن الحملة المضادة ضد الفرس ويُمنيهم بهزائم ساحقة مذلة الواحدة تلو الأخرى, في مصر, في الأناضول, في الشام , وفي العراق ، غضب كسرى غضباً شديداً، فجذب رسالة رسول الله صلى الله عليه و سلم من يد كاتبه وجعل يمزقها فقدم عبد الله على نبي الله أخبره بما كان من أمر كسرى وتمزيقه الكتاب، فدعا على الفرس أن يمزقوا كل ممزق.
هَزَم هرقل الجيش الساساني في معركة نينوى وتقدم نحو المدائن عاصمة الفرس . فهرب كسرى الجبان إلى مدينة دستغرد بالقرب من بغداد واختبأ هناك بدون أن يعطي أي دلائل على أنه سيواصل الحرب أو يحاول استعادة كرامة الفرس المهدرة.
وعلى أثر حنقهم وغضبهم من هزائمه المتواصلة قام وزراء الفرس بتحرير ابن كسرى (شيرويه) الذي سجنه كسرى إثر خلاف بينهما, ونصبوه ملكا ، أول شيء فعله شيرويه هو إلقاء القبض على أبيه, وحبسه في قبو تحت الأرض, ، ولمدة أربع أيام كان كسرى يموت شيئا فشيئا من الجوع والعطش, حتى جاء اليوم الخامس وتم إعدامه بإطلاق السهام عليه ببطء , من بداية اليوم حتى نهايته ، تمزق كسرى ومات أبشع ميتة خلال أشهر من تمزيق رسالة النبي صلى الله عليه و سلم .
فهل انتهى التمزيق؟ ... لا ..
وبعد أيام من تولي شيرويه ، عقد صلحا مذلا مع هرقل ليتجنب سقوط المدائن, فجعل الروم يستعيدون جميع أراضيهم المفقودة وجنودهم الأسرى و و منحوا تعويضات الحروب إلى جانب صليب الصلبوت والآثار الأخرى التي فُقدت في القدس ، ثم قام شيرويه بقتل جميع إخوانه الذكور الثمانية عشر 18 حتى يوطد أركان ملكه.
هل نجى هو من التمزيق؟ .. لا ..
خلال أشهر من توليه العرش: مات شيرويه بشكل مفاجئ .. و لم يكن هناك إلا ابنه ذو السبع سنوات : أردشير الثالث .. نصبوه ملكا .. ثم بعد سنة ونصف فقط تم قتل هذا الطفل ( حفيد كسرى ) على يد الجنرال شهربراز ...
هذا الشهربراز كان حانقا على خسرو الثاني و شيرويه لأنه كان يعزو لنفسه الفضل في الإنتصارات القديمة التي لم يحافظ عليها خسرو الثاني بسياسته الغبية, مما استتبع الهزيمة المذلة في هجمة الروم المضادة, وضياع كل ماحققه من انتصارات,.وعندما عقد شيرويه الصلح وأرجع كل شيء للروم انخرط الجنرال الحانق في مؤامرات ودسائس انتهت بقتل الحفيد, ونصب نفسه ملكا .
هاهو الجنرال الناجح قد رجع وصار ملكا, ونحّى العرق الكسروي الفاسد عن العرش , فهل سيخرج الفرس من التمزيق؟ ..لا
بعد سنة واحدة فقط, أي عام ( 630 ) ,.تم نحر هذا الجنرال في الإيوان, وتنصيب براندخت ابنة خسرو الثاني ملكة على فارس ، هذه الملكة حاولت باستماتة إعادة ملك الأجداد, من خلال عقد المصالحات مع الروم والقيام بإصلاحات داخلية, كلها فشلت فشلا ذريعا في إعادة الإستقرار إلى المدائن, وتم ذبحها بعد سنة واحدة فقط , عام 631
تولت ابنة كسرى الثانية (أزمريدخت) العرش بعد اختها, وللخروج من حالة الفوضى, اقترح عليها أحد الجنرالات واسمه: فروخ, اقترح عليها أن تتزوجه , لكنها رفضت وقامت بقتله,فجاء ابن ذلك الجنرال رستم بن فروخ زاد. وحاصر المدائن بجيشه وقبض على الملكة , وقام بفقء عينيها, ثم قتلها,
كل ذلك حصل خلال أشهر من توليها العرش , أيضا عام 631