روايات وقصص تاريخيه


Гео и язык канала: Весь мир, Арабский
Категория: Книги


قناتنا تهتم بنشر الاحداث التاريخيه والقصص والروايات من التاريخ الاسلامي نتمنا ان تنال اعجابكم 😍
..
للاستفسار خاص
@k_emo

Связанные каналы  |  Похожие каналы

Гео и язык канала
Весь мир, Арабский
Категория
Книги
Статистика
Фильтр публикаций


فاتورة كهرباء بسيطة لا ام وبناتها لا يعملون ولا يملكون ثمن سدادها محتاجين عاجزين عن سدادها من أشد الحالات احتياج من يكسب اجرهم ويفرج همهم بسدادها

قالﷺ" من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة🤲

المبلغ: 364
رقم الفاتورة: 10008367086
رمز الكهرباء:002




قصة عالم أزهري ذكر دينه ونسي دنياه أمام الخليفة :

في عام 1863، اعتلى الخديوي إسماعيل عرش مصر، شابًّا طموحًا يطمح إلى أن يجعل من مصر منارة للحضارة ومدار الإعجاب في الشرق. كان يدرك تمام الإدراك أن قربه من السلطان العثماني عبد العزيز، خليفة المسلمين، هو مفتاح لتحقيق أهدافه السياسية. وهكذا، ارتحل إلى الآستانة، حيث قدّم فروض الولاء، متزينًا بآيات الطاعة. ولتعزيز علاقته بالخليفة، دعاه إلى زيارة مصر، ووعد السلطان بقبول الدعوة.

في السابع من أبريل عام 1863، كان المشهد مهيبًا في ميناء الإسكندرية. يخت ملكي فاخر يقف شامخًا، يرفرف عليه العلم العثماني بجوار علم مصر. على متنه، كان الخديوي إسماعيل ينتظر بلهفة استقبال السلطان عبد العزيز، ضيفًا عظيمًا في أرض الكنانة. كانت الزيارة ليست مجرد حدث بروتوكولي، بل رمزًا للتكريم والاعتراف بمكانة الخديوي وشأن مصر.

ضمن برنامج الزيارة، خطط لاستقبال العلماء المصريين في قصر القلعة. فقد رأى الخديوي إسماعيل في هذا اللقاء فرصة للتأكيد على انصياع مصر للخلافة، وبالأخص عبر مشاركة مشايخ الأزهر الذين يُعتبرون رموزًا دينية وشخصيات بارزة في المجتمع. وقع الاختيار على أربعة من كبار علماء الأزهر، ممن أُعدوا بعناية للتشرف بالمثول أمام السلطان، في لقاء يهدف إلى مناقشة شؤون الدين والدولة.

لكن، مع ضعف الدولة العثمانية و ابتعادها عن الدين الحنيف في آخر سنواتها ، كانت قواعد المثول صارمة و مذلة أمام السلاطين ، أشبه برقصة مهذبة من الانحناءات والتحيات المكررة، حيث كان على الضيوف أن ينحنوا أمام السلطان، ثم يتقدموا بخطوات محسوبة، يعيدون التحية، ثم يتراجعون وهم يحفظون انحناءاتهم. ومن أجل تدريب المشايخ على هذه المراسيم، أوكل الخديوي المهمة إلى قاضي القضاة، الذي اجتهد في تلقينهم قواعد التشريفات لعدة أيام.

وفي يوم اللقاء، دخل العلماء الثلاثة إلى القصر، وقد أجادوا أداء ما طُلب منهم بحذافيره، منحنين مرات عديدة، موجهين وجوههم للخليفة كما أراد رجال التشريفات. كان الخديوي إسماعيل يراقب المشهد من بعيد، يشعر بالفخر بإتقانهم لهذا "الاختبار".

لكن الشيخ حسن العدوي، العالم الرابع، كان على موعد مع التاريخ. لم يكن كسابقيه. لم ينحنِ ولم يطأطئ رأسه أمام مخلوق، بل دخل شامخًا، رافع الرأس، حاملًا في قلبه إيمانه الراسخ بأن العزة لله وحده. واجه الخليفة بتحية الإسلام قائلاً:
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يا أمير المؤمنين".

ابتسم الخليفة عبد العزيز، و رد عليه التحية. ثم تقدم الشيخ العدوي بخطى ثابتة، وألقى نصيحته دون تردد، مخاطبًا الخليفة بقلب العالم الذي يرى الحق أسمى من أي اعتبار:
"اتقِ الله، يا أمير المؤمنين، واعلم أن العدل هو أساس المُلك، وأن الرحمة هي الحبل الذي يجمع بينك وبين رعيتك".

أنهى كلماته، ثم خرج مرفوع الرأس كما دخل. وعلى الباب، كان زملاؤه في انتظاره، لكنهم لم يشاركوه فخره، بل لاموه قائلين:
"ماذا فعلت يا شيخ؟ لقد أخطأت وتجرأت على أمير المؤمنين!"
فأجابهم بلهجة قاطعة:
"أما أنا، فقد واجهت أمير المؤمنين، وأما أنتم فكأنكم واجهتم صنمًا وعبدتم وثنًا."

في داخل القصر، كان الخديوي ورجال السرايا في حالة من الصدمة والخوف، متوجسين من غضب الخليفة على تصرف الشيخ. لكن الخليفة، بعكس توقعاتهم، كان مأخوذًا بشجاعة العدوي. فالتفت إلى الخديوي وسأله عن الشيخ، فأجابه الخديوي محاولًا التخفيف من وطأة الموقف:
"إنه من أفاضل العلماء، لكنه مجذوب قليلًا. أرجو من جلالتكم العفو عن سقطته."

ابتسم الخليفة ورد قائلاً:
"بل إن من بينكم، ليس عندكم إلا هذا العالم."

وأمر بمنح الشيخ حسن العدوي خلعة سنية وألف جنيه مكافأةً لشجاعته، ليترك بذلك درسًا خالدًا في أن العالم الحق لا يخشى في الحق لومة لائم.

---

📚المراجع:
- عبد الرحمن بدوي، *مصر من نافذة التاريخ*، دار المعارف، القاهرة.
- محمد عمارة، *الأزهر في ألف عام*، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة.




ثم جاء هرمزد الرابع , وهو ليس من سلالة كسرى بل من إحدى العائلات النبيلة , واستغل الوضع ونصب نفسه ملكا في أحد الأرجاء, واستتبعه عدة من الطامحين في العائلات النبيلة في مناطقهم

هل انتهى التمزيق؟ .. لا ..
إذ تم تنصيب حفيد آخر لكسرى , هذا الحفيد هو يزدجر الثالث, آخر ملوك فارس.

نصبوه في 632, وهو مراهق في السادسة عشرة , وقائدا جيشه هما رستم وفيروز .. وهذين الإثنين كان بينهما مشاحنات وخصام, لكنهما اتحدا من أجل الملك الجديد, من أجل إعطاء أمل للنهوض .

وإذا بسيوف الجيوش الإسلامية تدق أبواب فارس
ابتدأ الهجوم على الأراضي الفارسية بعد سنة واحدة من تنصيب المراهق, أي في 633, واستمرت ثلاث سنوات
فطلب يزدجر الثالث صلح وحلف مع الروم ضد العدو المشترك وهم المسلمون

ورغم أن هرقل وافق على التحالف إلا أن الحلف باء بالفشل ... لم تصمد تلك الجيوش المشتركة امام خالد ان الوليد الذي مزقها ....

ثم بعد ثلاث سنوات فقط , عام 636 , معركة القادسية .. فيها تم نحر الفرس مع أفيالهم
والمسلمون يتقدمون نحو المدائن
يزدجر هرب واستمر يهرب من مقاطعة فارسية إلى أخرى .. من قرية إلى قرية و المسلمون خلفه .. لمدة خمسة عشر سنة!

في سنة 651 .. لجأ يزدجر إلى احدا مقاطعات خراسان.
وكان حاكمها قد خسر أبناءه في حروب الفرس الفاشلة , لذلك كان يحمل في صدره ما يحمل من الحقد على كسرى

أرسل هذا الحاكم رجلا إلى مقر إقامة يزدجر .. وعاجله بطعنة سكين في بطنه .. ثم جرده من ملابسه ومجوهراته .. وتركه يصارع الموت عاريا ..

وهكذا مات آخر ملوك الفرس, مطعونا في بطنه عريان, كما مات جده تحت السهام ذليلا, مقهورا وعطشاناً. هذا هو التمزيق الإلهي.


عندما مزق كسرى خطاب النبي دعاء النبي عليه بقوله اللهم مزق ملكة فمزق الله ملكه فهل تعلم كيف مزق ذاك الملك العظيم. ....

الإمبراطورية الفارسية العظمى ، كانت تحكمها الاسرة الساسانية منذ أردشير الأول 224 م ، وهي الإمبراطوريةَ الإيرانيةَ العظيمةَ الأخيرةَ ، وكانت دولة الفرس أو الدولة الكسروية من أعظم وأكبر الدول التي سادت المنطقة حتى إنها فاقت الإمبراطورية الرومانية في الشهرة والقوة ، و كان الفرس مجوس يعبدون النار من دون الله ، و كان الملك الفارسي يسمى بـ كسرى و يعتبر نفسه رب يعبد من دون الله . و حكمت الإمبراطورية الساسانية بلاد إيران و يكوِّن الفرس عنصرها الاساسي ، ولكنها أخضعت الترك في بلاد ما وراء النهر، والعرب في العراق و اليمن .

ومن اعظم حكامها شابور الأول الذي هزم ثلاثة اباطرة رومان ، وأسر الإمبراطور الروماني فاليريون ووضعه في السجنِ بعد معركة إيديسا، التي أصابت الرومان بخزي كبير. ومن اعظم اباطرتها ايضا كورش الكبير ، وقمبيز ، وداريوش ، وسابور ذو الأكتاف الذي خَلّعَ أكتاف العرب .

وقد دخل الفرس و الروم في حرب مدمرة للسيطرة على العالم ، و أثبت الفرس نجاحهم إلى حد كبير خلال المرحلة الأولى من الحرب ، واحتلوا بلاد الشام و القدس و مصر والعديد من الجزر في بحر إيجة وأجزاء من الأناضول و حاصروا القسطنطينية عاصمة الروم ، لكن مع صعود الإمبراطور هرقل في 610 صمد الروم ، ولم يستسلم هرقل امبراطور الروم الجديد بل أعاد تنظيم بلاده وإعداد جيوشه وهزم الفرس و انقذ القسطنطينية من السقوط .

وفي سنة 628 م: استلم كسرى ( خسرو الثاني ) رسالة النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه للاسلام . في تلك الفترة كان هرقل امبراطور الروم يشن الحملة المضادة ضد الفرس ويُمنيهم بهزائم ساحقة مذلة الواحدة تلو الأخرى, في مصر, في الأناضول, في الشام , وفي العراق ، غضب كسرى غضباً شديداً، فجذب رسالة رسول الله صلى الله عليه و سلم من يد كاتبه وجعل يمزقها فقدم عبد الله على نبي الله أخبره بما كان من أمر كسرى وتمزيقه الكتاب، فدعا على الفرس أن يمزقوا كل ممزق.

هَزَم هرقل الجيش الساساني في معركة نينوى وتقدم نحو المدائن عاصمة الفرس . فهرب كسرى الجبان إلى مدينة دستغرد بالقرب من بغداد واختبأ هناك بدون أن يعطي أي دلائل على أنه سيواصل الحرب أو يحاول استعادة كرامة الفرس المهدرة.

وعلى أثر حنقهم وغضبهم من هزائمه المتواصلة قام وزراء الفرس بتحرير ابن كسرى (شيرويه) الذي سجنه كسرى إثر خلاف بينهما, ونصبوه ملكا ، أول شيء فعله شيرويه هو إلقاء القبض على أبيه, وحبسه في قبو تحت الأرض, ، ولمدة أربع أيام كان كسرى يموت شيئا فشيئا من الجوع والعطش, حتى جاء اليوم الخامس وتم إعدامه بإطلاق السهام عليه ببطء , من بداية اليوم حتى نهايته ، تمزق كسرى ومات أبشع ميتة خلال أشهر من تمزيق رسالة النبي صلى الله عليه و سلم .

فهل انتهى التمزيق؟ ... لا ..

وبعد أيام من تولي شيرويه ، عقد صلحا مذلا مع هرقل ليتجنب سقوط المدائن, فجعل الروم يستعيدون جميع أراضيهم المفقودة وجنودهم الأسرى و و منحوا تعويضات الحروب إلى جانب صليب الصلبوت والآثار الأخرى التي فُقدت في القدس ، ثم قام شيرويه بقتل جميع إخوانه الذكور الثمانية عشر 18 حتى يوطد أركان ملكه.

هل نجى هو من التمزيق؟ .. لا ..

خلال أشهر من توليه العرش: مات شيرويه بشكل مفاجئ .. و لم يكن هناك إلا ابنه ذو السبع سنوات : أردشير الثالث .. نصبوه ملكا .. ثم بعد سنة ونصف فقط تم قتل هذا الطفل ( حفيد كسرى ) على يد الجنرال شهربراز ...

هذا الشهربراز كان حانقا على خسرو الثاني و شيرويه لأنه كان يعزو لنفسه الفضل في الإنتصارات القديمة التي لم يحافظ عليها خسرو الثاني بسياسته الغبية, مما استتبع الهزيمة المذلة في هجمة الروم المضادة, وضياع كل ماحققه من انتصارات,.وعندما عقد شيرويه الصلح وأرجع كل شيء للروم انخرط الجنرال الحانق في مؤامرات ودسائس انتهت بقتل الحفيد, ونصب نفسه ملكا .

هاهو الجنرال الناجح قد رجع وصار ملكا, ونحّى العرق الكسروي الفاسد عن العرش , فهل سيخرج الفرس من التمزيق؟ ..لا

بعد سنة واحدة فقط, أي عام ( 630 ) ,.تم نحر هذا الجنرال في الإيوان, وتنصيب براندخت ابنة خسرو الثاني ملكة على فارس ، هذه الملكة حاولت باستماتة إعادة ملك الأجداد, من خلال عقد المصالحات مع الروم والقيام بإصلاحات داخلية, كلها فشلت فشلا ذريعا في إعادة الإستقرار إلى المدائن, وتم ذبحها بعد سنة واحدة فقط , عام 631

تولت ابنة كسرى الثانية (أزمريدخت) العرش بعد اختها, وللخروج من حالة الفوضى, اقترح عليها أحد الجنرالات واسمه: فروخ, اقترح عليها أن تتزوجه , لكنها رفضت وقامت بقتله,فجاء ابن ذلك الجنرال رستم بن فروخ زاد. وحاصر المدائن بجيشه وقبض على الملكة , وقام بفقء عينيها, ثم قتلها,

كل ذلك حصل خلال أشهر من توليها العرش , أيضا عام 631




كانت أيام القادسية من أعظم معارك الاسلام ، وقد أظهرت قوة الإيمان والعزم الذي لا يلين، فتحولت ذكرى هذه المعركة إلى رمزٍ خالدٍ في ذاكرة الأمة، تُروى قصصها على مرّ الأزمان.

* المصادر:

1- تاريخ الرسل والملوك، الطبري.
2- The Battle of al-Qādisiyyah and the Conquest of Syria and Palestine,Yohanan Friedmann
3- الكامل في التاريخ، إبن الأثير.
4- مروج الذهب، المسعودي


كم كنا عظماء، ذكرى معركة القادسية.
يوم إنتصر 30000 مسلم على 200000 فارسي و 33 فيل، وتحولت الإمبراطورية الفارسية لولاية تابعة.

ففي مثل هذا اليوم.

بدأت معركة القادسية إحدى أعظم المعارك في التاريخ وذلك في 636/11/16 م وانتهت في 636/11/19 م.

وبدأت المعركة وفق التقويم الهجري في 11 شوال 15 هجري وانتهت في 14 شوال 15 هجري

وكانت بين:

- جيش الخلافة الراشدة بقيادة سعد بن أبي وقاص وعدده 30000 مقاتل.
- جيش الإمبراطورية الفارسية الساسانية بقيادة رستم فرخزاد وعدده 200000 مقاتل، ومعهم 33 فيل.

وأما الموقع فكان في جنوب العراق قرب نهر الفرات، وموقع المعركة حاليا داخل محافظة الديوانية العراقية، وكانت في زمن الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب (ر)، وقد استمرت المعركة 4 أيام.

قيادة سعد (ر) رغم إصاباته السابقة.

تجمعت جحافل المسلمين في سهل القادسية، واستقرّ بهم المقام هناك، حيث يمتد النهر كأفعى زرقاء تفصل بين جيشين على وشك أن يخوضا ملحمة لا تُنسى. وقف سعد بن أبي وقاص، القائد الذي أثخنته الجراح، فوق قصر قديس، ينظر بعين الأمل والترقّب إلى جنوده. لم يكن يستطيع القتال بنفسه؛ إذ كانت جروحه القديمة تمنعه من ذلك، لكنه لم يتوقف عن توجيه الجيش وإرسال الأوامر بحزم وإصرار.

امتد الجيش الفارسي أمامه كبحرٍ لا يُرى له نهاية، رجال يتقدمون في صفوفٍ طويلة محملين بأسلحة ثقيلة وأفيال ضخمة كانت ترهب النفوس وتبث الرعب في القلوب. لم يكن العدد في صالح المسلمين، إذ كانوا ثلاثين ألفًا فقط، في مواجهة جيش فارسي يناهز المئتي ألف مقاتل تتقدمهم ثلاثة وثلاثون فيلًا هائلًا.

ومع ذلك، لم يهن عزم المسلمين. ففي اليوم الأول، حينما علت الشمس في سماء القادسية، خرجت أول المبارزات الفردية لتعلن عن بداية معركة شرسة. تقدّم ربيعة بن عثمان من جيش المسلمين، وفي يده سيفٌ يلمع تحت أشعة الشمس، ليقابل أحد أشداء الفرس. كان القتال بينهما كرقصة موتٍ متوترة، وانتهت حينما سقط الفارسي مقتولًا على يد ربيعة. تعالت صيحات التكبير، واهتزت الأرض تحت أقدام المسلمين.

وتوالت المبارزات. خرج غالب بن عبد الله ليلتقي بهرمز، أحد ملوك فارس ، وكانت المعركة بينهما أشدّ ضراوةً حتى سقط هرمز على الأرض صريعًا، وسُلب تاجه الذي كان يزين رأسه. ارتفعت معنويات المسلمين، وألقى الله الرعب في قلوب الفرس، الذين لم يعتادوا على هذا النوع من المقاومة الشرسة.

أما عمرو بن معد يكرب، الفارس الضخم ذو البأس الشديد، فكان يمشي بين الصفوف كأنّه أسد يبحث عن فريسته. وحين تقدم أحد الفرس نحوه ليرميه برمح طويل، انقضّ عليه عمرو وأطاح به أرضًا بضربة واحدة، وعاد به أسيرًا إلى صفوف المسلمين.

ومع اقتراب غروب الشمس، لم يكن الحسم قد تحقق بعد لأي من الفريقين. أُطلق على هذا اليوم اسم "يوم أرماث"، حيث كان القتال مختلطًا بين المسلمين والفرس دون غلبة واضحة.

في اليوم الثاني، سطع الصباح ليكشف عن همة جديدة في صفوف المسلمين. وبينما هم يدفنون شهداءهم، وصلت تعزيزات من الشام بقيادة القعقاع بن عمرو التميمي، الذي أتى مع ألفٍ من الفرسان يرفعون رايات النصر على أكتافهم. وعندما دخل القعقاع أرض المعركة، بدأ بمناورة ذكية، قسم فيها فرقة الفرسان إلى مجموعات صغيرة، دخلت المعركة تدريجيًا، فكانت صيحات التكبير تتعالى مع كل دخول جديد، مما زاد في حماس المسلمين وأربك صفوف الفرس.

ومن خلف السهام والغبار، نادى القعقاع على مبارزاتٍ جديدة، فخرج له بهمن جاذويه، قائد قلب الجيش الفارسي. تقاتلا بضراوة، حتى تمكن القعقاع من قتل بهمن بضربةٍ قاضية، مما زاد من اضطراب الجيش الفارسي.

وحين جاء اليوم الثالث، اجتمع القعقاع وعاصم بن عمرو حول خطّة جديدة لمواجهة الأفيال التي كانت تُثير الذعر في صفوف المسلمين. توجه القعقاع نحو الفيل الأبيض، وأصاب قائده في عينه بسهم، بينما قطع عاصم حبال التوابيت المثبتة على ظهور الأفيال، فتفككت الفيلة وانقلبت في صفوف الجيش الفارسي، مما أحدث فوضى عارمة.

طوال الليل لم يتوقف القتال، وكان يُسمى "ليلة الهدأة"، حيث أفرغ المسلمون كل ما في جعبتهم من صبرٍ وثبات. توالت الهجمات، وكان القعقاع يقود الهجوم بلا هوادة، فارضًا على الجيش الفارسي التراجع.

ومع بزوغ فجر اليوم الرابع، أصبح واضحًا أن النصر قريب. اجتمع المسلمون في هجمة واحدة أخيرة، يقودهم القعقاع وسعد بن أبي وقاص بأوامره الحكيمة من فوق القصر. شقّ المسلمون طريقهم نحو قلب الجيش الفارسي، حتى وصلوا إلى خيمة رستم نفسه. هنا كانت النهاية المحتومة، حيث سقط رستم قتيلاً، وانتشرت صيحات المسلمين تهزّ الأفق.

بهذا النصر العظيم، انتهت معركة القادسية، وبدأت صفحة جديدة في تاريخ المسلمين ، حيث تحولت الإمبراطورية الفارسية العتيدة إلى ولاية تابعة تحت لواء الإسلام.




لا تيأس مهما انكسرت وتعثرت فالهزيمة فقط عند اليأس .

خاض صلاح الدين قبل حطين معارك مميتة اندحر فيها جيشه وتبعثر لدرجة ان صلاح الدين في الرملة ظل يقاتل كتيبة صليبية وحده وحوله خمسة فرسان فقط واصيب بضربة سيف في فخذه كادت ان تبترها وتم وضعه علي فرسه الذي هرب به وفقد الوعي في صحراء سيناء ووصل الباقي من الجيش مهلهل الي القاهرة وخرج الناس يلتمسونه في الصحراء وبعد يوم وليلة وجدوه مصاب وفاقد للوعي بجوار صخرة وقد أصيب بالحمى من تلوث الاصابة التي خلفت له عرج واضح ..

لم ييأس البطل ولم يتحسر على جيشه المسلم الذي تلقى أسوأ هزيمة منذ دخول الصليبيين للشرق.. هزيمة منكرة وأسوأ من ضورليوم الأولى بمراحل ..

تعافى من جرحه وظل العرج واضحا ولكنه أنشأ جيشا جديدا وحارب مرة أخرى وأيضا انهزم في العفولة ..
هل يأس؟

لم ييأس واضطر إلى توقيع معاهدة أليمة ولكنه كان يوقن من النجاح، وبعد الرملة الدموية يسأل شيخه: كيف يهرب بي الفرس ولم يفعلها قط من قبل ؟

فيقول شيخه بثقة: الله اراد لك شئ لن يحققه أحد غيرك ولهذا حفظك بالفرار .

وظل ينتصر وينهزم في معارك صغيرة غير مؤثرة حتى منحه الله ثمرة شهية طازجة تسمى حطين .. وحرر القدس وظل يعرج وظل ينهزم ولكن حافظ على حلمه و غايته ..

من يقرأ في سيرة صلاح الدين ( دراسات أكاديمية بعيدا عن الكتب التاريخية الكلاسيكية التي تناولت شخصيته بنظرة عشق القائد ) سيتعجب لهذا الرجل العظيم!

صلاح الدين عظيم في انتصاراته وعظيم في انكساراته لأنه لم ييأس قط .. كان يعيش لأجل هدف واحد فقط وهو تحرير القدس فقط ورغم كم الاخطاء والانكسارات في الرملة والعفولة وارسوف إلا انه حقق الحلم الخاص به وبالأمة ..




وسقط طريحا على الفراش بين الحياة والموت.

وفي 21 نوفمبر 1930 وصل فيصل بن الحسين قبرص ونقل أبيه إلى عمان بعد موافقة بريطانيا على ذلك، نظرا لانتهاء خطر الحسين عليها نهائيا. وأما قبل ذلك فلم يكونوا يثقون به نهائيا، وهذا طبيعي لأن من خان أبناء دينه وغدر بهم لا بد أن يخون الإنجليز. ومن سعى إلى العرش على جماجم جنود الجيش العثماني سيسعى لا محالة إلى منفعة أخرى على جماجم جنود الجيش البريطاني. هذا على الرغم من أن ثقته بالإنجليز قبل أن تقلب له ظهر المجن كانت مطلقة، ففي عام 1919 أرسل الحسين لابنه فيصل البرقية التالية:

" حليفتنا بريطانيا العظمى ترغب حضورك نائبا عن مصالح العرب....في مجتمع سيعقد في باريس في 24 نوفمبر الجاري، فإنفاذا لرأي عظمتها توجه بكل سرعة ممكنة لباريس .. وحيث أن رابطتنا الوحيدة هي العظمة البريطانية ولا علاقة لنا ولا مناسبة مع سواها في أساساتنا السياسية ، فكل ملاحظاتك وما تراه في الموضوع تبديه لعظمائها ونوابها الأماجد إن كانوا زملاءك في المجتمع أو معتمديها السياسيين ، وما يكلفونك به من قول أو عمل إن كان في المجتمع أو سواه تعمل به، وتجنب كل ما سوى ذلك، هذه درجة مأذونيتك عما يختص بالمجتمع وخير الأهالي بالمصلحة والقصد والله يتولاك". وقد جاءت هذه البرقية والأنجليز والفرنسيون يطبقون اتفاقية سايكس بيكو القائمة على الغدر والكذب واحتقار حلفائهم العرب.

والمهم أنه في عمان أشرف على علاجه عدد من الأطباء، وكان تقريرهم الطبي يشير إلى أن صحته بدأت تتحسن، إلا أنه لم يلبث أن لفظ أنفاسه الأخيرة في 4 يونيو 1931 لينقل بعدها جثمانه إلى القدس وليدفن في ساحة حرم المسجد الأقصى.

وينقل عنه كثير من الذين كانوا يعودونه في عمان شكاويه المريرة من غدر الإنجليز ولؤمهم، ونصيحته لابنه عبد الله وللعرب عامة أن لا يثقوا بالإنجليز. فقد نقل أبو الحسن الندوي في كتابه " مذكرات سائح.." عن زعماء فلسطينيين قولهم: إن الحسين قبل موته بأيام كان مستلقيا على فراش المرض فقال لابنه عبد الله: أجلسني، فلما أخذ بيده وأجلسه قال: يا عبد الله أحذر من الإنجليز ولا تثق بهم وانظر ماذا فعلوا بأبيك. وهيهات هيهات أن يكون لهذه النصيحة أي قيمة عند عبد الله كيف وهو أول من اتصل به الإنجليز وتباحثوا معه في مسالة الثورة على العثمانيين وكان هو أول من اقتنع بهذه الفكرة في حين كان فيصل رافضا لها. وظل عبد الله ينفذ سياسة الإنجليز المتبنية للصهيونية، على أمل أن يمكنوه من ضم سورية لإمارته ( عشم أبليس في الجنة !!) وهو الذي أختار "غلوب باشا" ليكون قائدا للجيش العربي في حرب فلسطين عام 1948م. يا للمهزلة!! ضابط إنجليزي يقود جيشا عربيا في حرب دفاعية عن القدس وغيرها!.


مأساة ملك العرب! هكذا كانت نهاية الشريف حسين. فهل من معتبر؟

كان الشريف حسين أكثر فرحا بإلغاء الخلافة العثمانية وهذه فرصة لإعلان الخلافة له و لاولاده ولكن فرحته لم تدم طويلا إذ قضى آل سعود على مملكته التي استمرت مدة 10 اعوام .

لقد دعم الانجليز الشريف حسين بن علي بعد خدماته لهم في الحرب ضد الخلافة العثمانية ليصبح ملك الدولة الحجازية وملك العرب، وبالفعل بقي الشريف على رأس البلاد العربية الموجودة في آسيا تقريبا، و عين أولاده ملوك وامراء الدول المتبقية مثل سوريا والعراق وإمارة شرق الأردن، في عام 1924 بدأت الحرب بين الشريف والملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود للاستيلاء على الحجاز ، حيث اشتد التوتر بينه وبين ابن سعود، فأقبلت جموع ابن سعود وجيوش حلفائه من الإخوان من نجد و زحفوا إلى مدينة الطائف، وتفوقوا على جيش الحسين المرابط فيها، وسرى الذعر إلى مكة، فاتصل الشريف بالقنصل البريطاني في جدة الذي أجابه بأن حكومته قررت الحياد.

كان واضحا ان بريطانيا تخلت عن خادمها الوفي لصالح ال سعود ، فاجتمع الشريف بجدة ببعض ذوي الرأي من أهلها ونصحوه بالتخلي عن العرش لأكبر أبنائه علي بن حسين ففعل وذلك لكي يقوم بدعم ابنه من الخارج وهذا ما حصل فعلا فقد ذهب للعقبة وصار يرسل المال لابنه لحرب ابن سعود.

وكانت إقامة الحسين في ميناء العقبة شاقة ومتعبة، ومع ذلك فلم يكف عن أحلامه وطموحاته، فقد استمر يرسل الرجال والمعدات الحربية والنقود إلى الحجاز ويحث ابنه علي على الصمود في حربه ضد عبد العزيز آل سعود، مما دفع هذا الأخير بالكتابة إلى الحكومة البريطانية مهددا بأنه سيرسل قوات تقوم باحتلال العقبة لوضع حد لأعمال الحسين التي تطيل أمد الحرب في الحجاز. فتجاوبت بريطانيا مع هذا الخطاب وقررت حسم المشكلة.

وفي 28 أيار 1925 وصلت إلى مياه العقبة البارجة البريطانية " كورت فلاور" وقدم ربانها إلى الحسين إنذارا بمغادرة العقبة خلال ثلاثة أسابيع، ليس إلى عمان عند ابنه عبد الله، وليس إلى العراق عند ابنه فيصل، ولكن إلى جزيرة قبرص التي كانت مستعمرة بريطانية، هي الأخرى، أي أنها أرادت أن تنفيه من البلاد العربية وتجعله تحت رقابتها وتحت سمعها وبصرها.

وبعد رفض الحسين لهذا القرار، طلبت بريطانيا من ابنه عبد الله إقناعه بذلك، وكان عبد الله أقدر أبنائه على التأثير عليه بأساليب تمثيلية لا يقدر عليها أحد من إخوانه، ولم يتردد عبد الله عن تنفيذ الطلب البريطاني، لأنه يدرك أن عرشه في الأردن وعرش أخيه فيصل في العراق مهددان بالزوال، إذا ظل الوالد مصرا على الرفض .

وإذن فليهلك الوالد وليذل وليبقى العرش، وأي عرش هذا العرش؟ هذا غير مهم لأن عبد الله وفيصل هما اللذان وضعا القاعدة السياسية في بلادنا " خذ وطالب". والمهم أنه بعد توسلات عبد الله اضطر الوالد إلى الاستجابة للإنذار البريطاني، ومغادرة العقبة وذلك بعد ثمانية أشهر من وصوله إليها، وسرعان ما أقلته باخرة بريطانية إلى جزيرة قبرص في البحر المتوسط، فوصلها في 22 يونيو 1925 بعد رحلة شاقة.

وبدأ الشريف حسين في قبرص يعاني حياة النفي والاغتراب، فقد فرض عليه الإنجليز أن يقضي بقية حياته في هذا البلد الأجنبي وبين قوم لا يعرف لغتهم ولا هم يقدرون شيخوخته ولا مكانته في قومه.

كتب الحاكم البريطاني في قبرص " رونالد ستورز " في مذكراته يصف حياة الحسين في هذه الجزيرة فقال: " لم يكن في قبرص معروفا من أحد.. وكان بالنسبة للموظفين الكبار في الجزيرة، بمثابة سجين، وللموظفين الصغار نكرة. وجدته يسكن في دارة صغيرة يحيطه ابنه الأصغر زيد بإخلاص بنوي. وكان منظرا مؤثرا أن أشاهد هذا الأمير الشاب، وهو الذي قاد الكتائب في الحرب وأمضى سنة في كلية باليول يقرأ لأبيه بصوت مرتفع التعليقات المملة لصحيح البخاري على القرآن ( هكذا) ويخدمه ليلا ونهارا".

توالت المصائب على الحسين في الجزيرة، فمن غدر الخدم وعدوانهم على خيله التي يعدها من أعز ما يملك، إلى نفاد أمواله، إلى رفع مؤجر المنزل دعوى عليه في المحكمة، وطلبه زوجته – أي زوجة الحسين – كشاهدة.

يقول زيد بن الحسين في مذكراته ما موجزه: كان فيصل يرسل لأبيه راتبا شهريا بالكاد يكفيه، وتأخر الراتب فأبرق الوالد لبغداد يستفسر، وعندما لم يصل الجواب امتنع البقال المجاور لهم عن تزويدهم بمواد المعيشة الضرورية، كما كان يفعل من قبل، فاضطر الحسين إلى الذهاب بصحبته إلى حاكم الجزيرة ستورز يطلب منه قرضا إلى أن تأتي الحوالة من بغداد، ولكن ستورز أمعن في إذلال الحسين، فهو من جهة لم يطلب منه أن يجلس عندما دخل مكتبه، ومن جهة أخرى فقد قال له عندما طلب القرض: " ما هو الضمان لهذا القرض؟"، فقدم له الحسين خنجره المحلى بالذهب ( الجنبية)، فأمسك ستورز بالخنجر وهزه بكل استخفاف وكأنه يقول: هذا لا ينفع، ثم استدعى كاتبه وأمره أن يقدم للحسين القرض الذي طلبه، ولكن الحسين لم يتحمل تلك الإهانة، وصارت يده ترتجف، وشفتيه تختلج، ولم يكد يصل البيت حتى أصيب بالنزيف في المخ




كانت رحلة الشتاء والصيف عند قريش للتجارة ، فحولها سيدنا معاوية بن أبي سفيان لغزو الروم

معاوية رضي الله عنه بدهائه كان يغزو الروم في كل سنة مرتين، مرة في الصيف ومرة في الشتاء .

فأصبحت الصوائف والشواتي غارات منتظمة أقامها امير المؤمنين معاوية رضي الله عنه و خلفاء بني اميه من بعده الهدف منها هي تدمير وتخريب الأراضي البيزنطية

فقد كانت الغارات الإسلامية تقام كل صيف وكل شتاء وتتغلغل في بيزنطا، وبعد أن تنتهي مهمتها تعود إلى مقراتها.هذه السياسة كانت آخر ما أوصى بها سيدنا معاوية رضي الله عنه المسلمين ، حيث قال ، شدوا خناق الروم.. فإنكم تضبطون بذلك غيرهم من الأمم .

إنّ الهدف الأساسي من الصوائف والشواتي هو استطلاع الأراضي البيزنطية والتعرف على أحوالها العسكرية والسبب هو تسهيل التوغل الحربي فيها، ولتجعل البيزنطيين الروم في موقف دفاع عن أراضيهم وليس موقع هجوم، و انهاكهم الدائم وهي من الطرق التي كانت متبعة لتشعر البيزنطيين أن مملكتهم هي سهلة المنال، وكما أن الجنود الأسلاميين اعتبروها ساحات تدريبية عل فنون القتال من خلال الغارات التي كانوا يغيرونها على الأراضي البيزنطية، الأمر الذي جعل الجند الإسلامي في أهبة الاستعداد الحربي القتالي للتحضير للفتوحات الإسلامية الكبرى.

إنّ أول من أعد الصوائف والشواتي هو معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه)، وذلك عندما كان ولياً على بلاد الشام، ولم يقف على ذلك فقط فقد طورها عندما أصبح رئيس الدولة الإسلامية العظيمة.

الصوائف تطلق على الإغارات التي قام بها المسلمون في فصل الربيع والصيف. والإغارات التي كانت في الشتاء تسمى بالشواتي.

وكان غزو الربيع منتصف مايو حين تكون الخيول قد سمنت وقويت من رعيها في كلا الربيع ومراعيه. ويستمر الغزو ثلاثين يوماً. أي إلى منتصف الشهر التالي.. وفي هذه الإغارات تجد الخيول غذاءً وفيراً في مراعي البيزنطيين التي تمر بها .. ثم يمنع المسلمون إلى السكينة .. ويريحون خيولهم من منتصف يونيو إلى منتصف يوليو حيث تبدأ إغارات الصيف" وكانت هذه الحملة تستغرق ستين يوماً.

أما إغارات الشتاء تقع عادة في الفترة ما بين أواخر فبراير والنصف الأول من مارس.

وأصبح ميدان الصوائف والشواتي مجالاً يبدي فيه قادة المسلمين مواهبهم .. وعلى حين كثير منهم لما أبدوه من شجاعة في هذه الإغارات حتى أغدقت عليهم ألقاب التكريم واعترافاً بجهودهم ونشاطهم. فأطلق على مالك بن عبد الله الخثعمي وهو رجل من أهل فلسطين اسم "ملك الصوائف" لعلو كعبه في الميدان الحربي بآسيا الصغرى. وقد قضى بعضهم الشتاء بآسيا الصغرى متحملا بردها القارص في سبيل تحقيق أهداف الدولة الإسلامية.

وكان المجاهدون يتخذون استعدادات وافية عندما يقومون بالصوائف والشواتي، فإذا نزلوا بأرض البيزنطيين. قسموا أنفسهم أجناداً للحراسة والدفاع والإغارة .. وكفلوا وسائل الاتصال بين الأجناد بعضها بعضاً .. كما أعدوا أماكن الخيل محصنة لدرع الإغارات المفاجئة التي قد يشنها العدو.

بعد سقوط الخلافة الاموية في المشرق اخذوا معهم هذه العادة الى الاندلس فكانوا كثيرا ما يطبقونها على افرنج الشمال ايام قوة الحلفاء الامويين .

- البداية والنهاية (١٣٥/٨) -




كيف انهزمت الجيوش العربية في نكبة 1948 م؟

هذه فرصة لكي يطّلع شباب المسلمين على الحقيقة ويعرفوا سبب الانهزامات والنكبات التي تسبب بها القومجيون والعلمانيون والفسقة !!
.
كان أهل فلسطين يقاتلون اليـ..هود قبل إعلان دولتهم فما انتصر اليـ..هود في معركة !! لولا الجيش الإنجليزي في البر والأسطول الإنجليزي في البحر ما قدر يـ..هودي على البقاء في الأرض المقدسة.
.
ثم استدرجت الجيوش العربية - وفق خطة دولية ماكرة - بعد ما أعلن اليـ..هود دولتهم، وأعدوا للنزال عدّتهم وأقنعوا العالم أنهم قادرون على كسب الحرب!
.
ووقعت المفاجأة وأُحيط باليـ..هود !! وكادت «تل أبيب» أن تسقط .. وهنا تدخلت هيئة الأمم المتحدة لتفرض هدنة إجبارية على العالم ربما تجئ النجدات لليـ..هود من أرجاء العالم الصليبي والشيوعي.
.
واستؤنف القتال، وكان الجنود العرب قادرين على محو الدولة الوليدة، ولكن الساسة العرب - وفق خطة موضوع - توقفوا !!، فاشتغلت مصر بضرب الحركة الإسلامية، وأبى العراق إصدار أوامر لجيشه بالتحرك نحو تل أبيب وكان قريبا منها !! وأعان الجنرال «جلوب» القائد الإنجليزي في الجبهة الأردنية (وهو القائد العام للقوات العربية التي ذهبت لتحرير فلسطين !!!!) على تسليم «اللد» و «الرملة» لليـ..هود !!
.
وانطلقت الصيحات من كل مكان : انهزم العرب !!
.
كانت مهزلة سياسية وعسكرية فغرّ الناس أفواههم مبهوتيم بإزائها، ثم توجت هذه المهزلة باعتراف الأمم المتحدة «بإسـ..رائيل»!!
.
📚 هموم داعية ص 94 - الشيخ محمد الغزالي




ابن تيمية الذي لا تعرفه

هو الرجل الذي لولاه لقام قازان حفيد هولاكو بتسليم بيت المقدس لحلفائه الصليبيين !

هو الرجل الذي شكّل بفكره وعزيمته سداً منيعاً أمام تسليم بيت المقدس لحلفاء قازان حفيد هولاكو من الصليبيين. في وقت كان فيه المسلمون قد فرّوا إلى مصر والكرك، وكانت المدن الإسلامية في الشام تتساقط تحت وطأة المغول ، و نساء المسلمين وأطفالهم في قبضة جنود المغول ، و جيش المماليك يعيش فوضى حقيقية . وسط هذا اليأس والضعف، ظهر شيخ الاسلام ابن تيمية ليغيّر مجرى التاريخ.

لقد استطاع رجل واحد ، وهو شيخ الاسلام ابن تيمية، بجرأته وإيمانه الراسخ، أن يوقف وحده زحف المغول على العالم الإسلامي، في هذا الوقت، لم يكن الناس يملكون سوى الهرب، فحتى الخليفة العباسي المستكفي بالله وسلطان مصر ، محمد بن قلاوون، كانا مرعوبين، يراقبان السماء بقلق، متوقعين دخول المغول في أي لحظة للقاهرة . كانت النساء و الأطفال بمصر يُهربن إلى الجبال، يختبئون في الكهوف، والشيوخ يصلّون خفية، يدعون الله أن يرحم المسلمين من هذا المصير ، بينما كانت الأصوات ترتفع بضرورة تسليم البلاد عجزًا عن مواجهة الغزاة.

في هذا الوقت كان ابن تيمية، العالم الجليل، الذي لم يعرف اليأس طريقًا إلى قلبه. يثبت نائب الشام وجنوده ، ووعدهم بالنصر على التتار ، وقد سأله النائب والأمراء أن يذهب إلى مصر ليستحث السلطان على المجيء. فذهب إلى مصر،

وفي مصر وجد بن تيمية السلطان الناصر بن قلاوون مرعوبًا، فوقف أمامه يقول له: "أيها السلطان، لو قُدر إنكم لستم حكام الشام ولا ملوكه، واستنصركم أهله، وجب عليكم النصر، فكيف وأنتم حكامه وسلاطينه، وهم رعاياكم، وأنتم مسؤولون عنهم ". بدأت كلمات ابن تيمية تدبّ في قلب السلطان حماسًا، فتخلص من الخوف الذي كان يعصف به. وظل يُحرض السلطان و الناس على الجهاد، ومقاومة التتار. فخرج الجنود من مصر إلى الشام ففرح الناس بهم.

وكان ابن تيمية يحلف للأمراء والناس: والله إنكم في هذه الكرة منصورون، فيقول له الأمراء: قل إن شاء الله، فيقول: إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً.

وقد أشاعت مخابرات التتار في تلك الفترة بين الناس فتوى عدم جواز قتال التتار وهم يظهرون هذه المرة الإسلام !! فكان بن تيمية يقول للناس: إذا رأيتموني من ذلك الجانب مع التتار وعلى رأسي مصحف فاقتلوني، فتشجع الناس في قتال التتار وقويت قلوبهم ونياتهم ولله الحمد.

و عندما بدأ التتار بالهجوم، وكانت الجيوش الإسلامية في تراجع، كان ابن تيمية يقف وحده على فرسه، يتجه نحو جيش التتار الهائل، تماماً كما فعل النبي ﷺ في غزوة حنين. لم يكن يتردد في مواجهة جيش ضخم عدده ثلاثون ألفاً، في موقف شجاع استلهمه من إيمانه العميق. كانت معركة شقحب في بداية رمضان عام 702هـ، وكان ابن تيمية حاضراً بكل قوته النفسية والجسدية، يوجه الجند ويحثهم على الصمود، مستعداً للشهادة.

أحد رفاقه، حاجب الأمير، يحكي عن لحظة اللقاء بين الجيشين، حيث طلب منه ابن تيمية أن يوقفه في "موقف الموت". وعندما أوقفه أمام جيش التتار، رفع ابن تيمية بصره نحو السماء، حرك شفتيه طويلاً، ثم انطلق إلى المعركة. ويضيف حاجب الأمير: "خيّل إليّ أنه دعا عليهم، واستُجيب دعاؤه في تلك اللحظة، ثم التحمت الجيوش، وفتح الله علينا بالنصر".

بعد المعركة، احتفل الناس بتلاوة القرآن، وتوزيع الصدقات، وإطعام الطعام، وكان ذلك اليوم واحداً من أسعد أيام الأمة. حينها أدرك الجميع أن ابن تيمية لم يكن مجرد عالم يتحدث عن الدين . فبفضل علمه وتدبيره الذي أنقذهم من كارثة محققة. إنه الرجل الذي يجب أن نعرفه حقًا، وألا نترك سيرته مشوهة أو مضللة لأعداء الأمة .

المصادر :

ابن كثير الدمشقي . "البداية والنهاية ...

ابن إياس: بدائع الزهور في وقائع الدهور، تحقيق محمد مصطفى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1982

ابن تغرى: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، الحياة المصرية، القاهرة 1968.

المقريزى: المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والأثار، مطبعة الأدب، القاهرة 1968.

Показано 20 последних публикаций.