ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ - :
ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻗﺴﻤﻬﻦ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺙ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ :
ﺍﻷﻭﻝ : ﺻﺪﻳﻖ ﻣﻨﻔﻌﺔ :
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺎﺩﻗﻚ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﻣﻨﻚ ﺑﻤﺎﻝ ، ﺃﻭ ﺟﺎﻩ ، ﺃﻭ ﺑﻐﻴﺮ ﺫﻟﻚ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﻓﻬﻮ ﻋﺪﻭﻙ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻚ ﻭﻻ ﺗﻌﺮﻓﻪ ، ﻭﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻫﺆﻻﺀ ، ﻭﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻤﺰﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ ) ﻭَﻣِﻨْﻬُﻢ ﻣَّﻦ ﻳَﻠْﻤِﺰُﻙَ ﻓِﻲ ﺍﻟﺼَّﺪَﻗَﺎﺕِ ﻓَﺈِﻥْ ﺃُﻋْﻄُﻮﺍْ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﺭَﺿُﻮﺍْ ﻭَﺇِﻥ ﻟَّﻢْ ﻳُﻌْﻄَﻮْﺍ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﺇِﺫَﺍ ﻫُﻢْ ﻳَﺴْﺨَﻄُﻮﻥَ " ( ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ : 58) .
ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻚ ﺣﻤﻴﻢ ﺗﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻋﺰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺪﻙ ، ﻭﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﻋﺰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺪﻩ ﻳﺴﺄﻟﻚ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻳﻘﻮﻝ : ﺃﻋﻄﻨﻲ ﻛﺘﺎﺑﻚ ﺃﻗﺮﺃ ﻓﻴﻪ ، ﻓﺘﻘﻮﻝ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻧﺎ ﻣﺤﺘﺎﺝ ﺇﻳﺎﻩ ﻏﺪًﺍ ، ﻓﻴﻨﺘﻔﺦ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻳﻌﺎﺩﻳﻚ ، ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺻﺪﻳﻖ !؟ ﻫﺬﺍ ﺻﺪﻳﻖ ﻣﻨﻔﻌﺔ .
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺻﺪﻳﻖ ﻟﺬﺓ :
ﻳﻌﻨﻲ ﻻ ﻳﺼﺎﺩﻗﻚ ﺇﻻ ﻷﻧﻪ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺂﻧﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻣﺮﺍﺕ ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻨﻔﻌﻚ ، ﻭﻻ ﺗﻨﺘﻔﻊ ﺑﻪ ﻣﻨﻪ ﺃﻧﺖ ، ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﺍﻵﺧﺮ ، ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﺿﻴﺎﻉ ﻭﻗﺖ ﻓﻘﻂ ، ﻫﺬﺍ - ﺃﻳﻀًﺎ - ﺍﺣﺬﺭ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻀﻴﻊ ﺃﻭﻗﺎﺗﻚ .
ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺻﺪﻳﻖ ﻓﻀﻴﻠﺔ :
ﻳﺤﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﻦ ﻭﻳﻨﻬﺎﻙ ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﻦ ، ﻭﻳﻔﺘﺢ ﻟﻚ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻳﺪﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺯﻟﻠﺖ ﻳﻨﻬﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻻ ﻳﺨﺪﺵ ﻛﺮﺍﻣﺘﻚ ، ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺻﺪﻳﻖ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ".
[ﺷﺮﺡ ﺣﻠﻴﺔ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ( 102)].
ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻗﺴﻤﻬﻦ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺙ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ :
ﺍﻷﻭﻝ : ﺻﺪﻳﻖ ﻣﻨﻔﻌﺔ :
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺎﺩﻗﻚ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﻣﻨﻚ ﺑﻤﺎﻝ ، ﺃﻭ ﺟﺎﻩ ، ﺃﻭ ﺑﻐﻴﺮ ﺫﻟﻚ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﻓﻬﻮ ﻋﺪﻭﻙ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻚ ﻭﻻ ﺗﻌﺮﻓﻪ ، ﻭﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻫﺆﻻﺀ ، ﻭﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻤﺰﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ ) ﻭَﻣِﻨْﻬُﻢ ﻣَّﻦ ﻳَﻠْﻤِﺰُﻙَ ﻓِﻲ ﺍﻟﺼَّﺪَﻗَﺎﺕِ ﻓَﺈِﻥْ ﺃُﻋْﻄُﻮﺍْ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﺭَﺿُﻮﺍْ ﻭَﺇِﻥ ﻟَّﻢْ ﻳُﻌْﻄَﻮْﺍ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﺇِﺫَﺍ ﻫُﻢْ ﻳَﺴْﺨَﻄُﻮﻥَ " ( ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ : 58) .
ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻚ ﺣﻤﻴﻢ ﺗﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻋﺰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺪﻙ ، ﻭﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﻋﺰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺪﻩ ﻳﺴﺄﻟﻚ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻳﻘﻮﻝ : ﺃﻋﻄﻨﻲ ﻛﺘﺎﺑﻚ ﺃﻗﺮﺃ ﻓﻴﻪ ، ﻓﺘﻘﻮﻝ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻧﺎ ﻣﺤﺘﺎﺝ ﺇﻳﺎﻩ ﻏﺪًﺍ ، ﻓﻴﻨﺘﻔﺦ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻳﻌﺎﺩﻳﻚ ، ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺻﺪﻳﻖ !؟ ﻫﺬﺍ ﺻﺪﻳﻖ ﻣﻨﻔﻌﺔ .
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺻﺪﻳﻖ ﻟﺬﺓ :
ﻳﻌﻨﻲ ﻻ ﻳﺼﺎﺩﻗﻚ ﺇﻻ ﻷﻧﻪ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺂﻧﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻣﺮﺍﺕ ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻨﻔﻌﻚ ، ﻭﻻ ﺗﻨﺘﻔﻊ ﺑﻪ ﻣﻨﻪ ﺃﻧﺖ ، ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﺍﻵﺧﺮ ، ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﺿﻴﺎﻉ ﻭﻗﺖ ﻓﻘﻂ ، ﻫﺬﺍ - ﺃﻳﻀًﺎ - ﺍﺣﺬﺭ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻀﻴﻊ ﺃﻭﻗﺎﺗﻚ .
ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺻﺪﻳﻖ ﻓﻀﻴﻠﺔ :
ﻳﺤﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﻦ ﻭﻳﻨﻬﺎﻙ ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﻦ ، ﻭﻳﻔﺘﺢ ﻟﻚ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻳﺪﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺯﻟﻠﺖ ﻳﻨﻬﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻻ ﻳﺨﺪﺵ ﻛﺮﺍﻣﺘﻚ ، ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺻﺪﻳﻖ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ".
[ﺷﺮﺡ ﺣﻠﻴﺔ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ( 102)].