الفتاة التي كانت تأبي ان تكون وديعة وتقتلني.
كانت تختصر العالم بين رمشيها..كان صوتها يشبه فتات الخبز وانا كنت كالطير الذي يبتلع صوتها عبر ثقوب الهاتف نبرة ، نبرة ،كنت احدثها عن مسخ كافكا ولماذا نيرودا كتب قصيدته احجار السماء وهو يبكي ، كنت اخبرها عن الأسبان وعن ثورة الجياع في السودان ،كنت أخبرها عن الحروب العالمية وعن الكاميكاز ، وعن معركة بلغراد وديمقراطية الرجل الأوربي في العصور المظلمة..
كنت أخبرها عن امدرمان وشارع الردمية
وعن حانة السيدة زينب كنت أخبرها عن اشياء كثيرة ..كثيرة جدا
كثيرة لدرجة انني نسيتها الأن ..ولكنها كانت تقول لي وبملل شديد يكسو وجهها الرقيق :انا لا اهتم لكل م تقوله ..انا م يهمني الأن هذة الهالات السوداء تحت عينيك
متي ستنجلي ..نامت الصغيرة دون ان تعرف ان هذا السواد تحت عيني ليست هالات سوداء
إنها خيباتي ..
@galaxy095