سَالِمٌ التَّميميّ


Гео и язык канала: не указан, не указан
Категория: не указана


هذه القناة مقتصرة على شعر أبي الهذيل سالم التميمي

Связанные каналы

Гео и язык канала
не указан, не указан
Категория
не указана
Статистика
Фильтр публикаций


هذه الأبيات تحكي قصة مكابد ألم الفراق فسام هذا الألم بالخسف أي القهر؛
بأنفٍ لم يسجد للهوى، أي بالعزة والكبرياء والأنَفة؛
وقد رحل متقعناً؛ والتقنع صفة الفارس المُنازِل للأبطال يتقنع بالحديد لمزيد الحماية له؛ فهذا المترحل كأنه فارس ينازل هذه الأهوال،كما ينازل الفارس المقاتل الأبطال.
والتنوفة: هي الفلاة التي لا ماء بها ولا حياة؛
لهذا قلتُ
تُردي السباع: أي تميتُ السباع.
على الطوى: أي على الجوع
لم تصطد: أي تموت جوعاً من غير أن تصيد لأن الفلاة لا حياة فيها، فلا يمكن للسباع الصيد بديهةً؛ فإذن هي فلاة لا حيوانات فيها فتصلح لتعيش فيها السباع أصلاً.
بقلائص: أي أنه هذا الرجل المنازل للأهوال ينازلها بركوب قلائص وهو جمع قلوص وهي الفتية من الإبل.
ذبلت أي أصابها الذبول
أضم النقا :
النقا هو الرمل ولازالت تستخدم في عامية أهل الجزيرة العربية
والأضم الحقد
وأعني بأضم النقا أن رمال هذه الصحراء حارة حرارة الحقد فكأنها تحقد على كل من يحاول السير فيها
ذبل النحائص في الحرار الصفد
النحائص جمع نحوص وهي أنثى الحمار الوحشي؛
والحرار جمع حرّة وهي الأرض البركانية السوداء.
الصفّد عائد على الحمير الوحشية أي المصفّدة
وتسمّى الحرة مقيّدة الحمار
لصعوبة السير فيها لخشونة حجارتها
ومعنى البيت أن الرجل ينازل الفلوات المخيفة بإبلٍ ذابلة تشبه في ذبولها
ذبول حمير وحشية مصفّدة في الحرار السوداء الحارة.
وسبب ذبولها الأبيات التالية:
نكبت مخافة كل أشعث كامن
نكبت: أي سلكت طريقاً مغايراً لطريقها المعتاد.
خوف كل صيّاد أشعث الرأس كامن أي مختفٍ في كمين يترصدها.
بكشوح منعهج أو قماحد ضرغد
ليسهل على قارئ الشعر العربي القديم
فليدرك أن أي اسم غير منصرف فهو عادةً اسم موضع ومكان
فمنعج صحراء اشتهرت سابقاً بالحياة البريّة وتكثر فيها الحمير الوحشية والغزلان والمها
وهي اليوم بمنطقة القصيم تسمّى دخنة
والكشح الخاصرة
وضرغد موضع أيضاً قريب من القصيم
وهو جبل ويسمى اليوم ضرغط
والقماحد أعلى عظام الجمجمة واحدتها قَمَحْدُوَة
وقلت كشوح منعج لأن منعج صحراء وكشوحها مرتفعاتها الصغيرة والتي عادة تكون مصائد للصيادين
بينما ضرغد فهو جبل فكأن له جمجمة فلهذا قلت
كشوح منعج أو قماحد ضرغد
فالحمر الوحشية هربت من هذه المواضع وتجنت طرقها
ونتيجةً لهذا التوجس منها في السير تركت مياهاً غزيرة خوفاً من حضور الصيادين حولها
ينهبن من همل الثماد خوالسا نحو المسامع أعيناً لم تبرد
أي أنه نتيجة لاستنفار حركتها فهي إن وجدت ماءً قليلاً مهملاً فإن تنتهب شرب تلك المياه القليلة
بسرعة وهي تختلس النظر نحو مسامعها خيفة أعين صيادين لم يذوقوا برد الرقاد ولا برد الفوز بالصيد.


ومُكابدٍ وَحَرَ الفراقِ فسَامَهُ
خَسفاً بأنفٍ للهوى لم يسجُدِ

متقنّعاً لنزالِ كلِّ تنوفةٍ
تُردي السباعَ على الطَوَى لم تصطَدِ

بقلائصٍ ذَبُلتْ على أَضَمِ النَّقا
ذبْلَ النحائصِ في الحِرارِ الصُفَّدِ

نَكَبت مخافةَ كل أشعثَ كامنٍ
بكشوحِ منعجَ أو قماحدِ ضرغَدِ

ينهبنَ من هَمَلِ الثِّمادِ خوالساً
نحو المسامع أعيناً لم تبرُدِ

يُلقينَ أسماعاً تلفَّتُ حولَها
كتلفُّتِ الغازي الرقيبِ بسُجَّدِ

فسللنَ من رَمَقِ النِّطافِ خناجراً
سُلِّحْنَها تلقاءَ ظِمْءٍ مُجْهِدِ

وأوينَ لُوباً مكفهرَّةَ مركضٍ
في معقلٍ من كل قوسٍ مُكْبِدِ

فغدتْ بأنضيةِ الحِرارِ وقد خسا
ظلُّ الهجيرِ وكل واثبِ جُدْجُدِ

كقلائصٍ ذَبُلتْ على أضَمِ النّقا
يقذفن كلّ مُكبَّدٍ بمُكبّدِ

بمُكبَّدٍ من كلّ ركبٍ أوقدواْ
نارَ الأخُفَِّ ببَوْعها المتوقِّدِ


فتحنا بلادَ الرومِ حتى إذا غَوت
أواخرُنا عما اهتداهُ الأوائلُ

تجشَّأ أدناهم وزَمَّ بأنفِه
وقال ظلمنا الرومَ والفتحُ باطلُ

فعُدْ حَيثُ كانت أُتْنُ قومكَ ترتعي
وإذ هُبَلٌ في عُقْرِ مَكّة مَاثلُ

وذاك زمانٌ كان قومك سُبّة
تسومهُمُ الخَسفَ المهينَ القبائلُ

وإنْ ورِمَتْ عيناك -لادرّ درُّها-
وأنتَ على الأسبانِ أنفك سَائِلُ

فثوبَكَ مزِّقْهُ على يوم خيبرٍ
نواحًا على من كان فيها يناضلُ

فأندلسٌ للقوط كانت سبيّةً
كما خيبر كانت لقومٍ تُجامِلُ


أتعرفُ رسماً بالأبيرق مُسنَدا
كما أسندَ الأحبارُ سِفْراً مُقدَّدا

تبنَّاهُ سافي الريحِ كهلاً ولم يكُن
نكيراً بعين الدهر مُذْ كان أمردا

فلم يُرْعِهِ إلا السحابُ عِنايةً
وأضرابُنا ممن يراه ليُنشِدا

ولم أُرعِهِ مني إِباً وهو لم يكن
حمىً للهوى أو للصبابةِ معهدا

ولكنما أستَنُّ سنةَ من قضى
من الشعراء الأوفياء بأبْجَدا

ومُستصحبٍ إيايَ قلتُ له قَدي!
فإن شئتَ فلتذخُرْ لصُحبتي اليدا

وإلا تطرَّفْ في تنحِّيكَ إنّما
ستصحبُ ثُقباً في المجرّة أسودا

دهتني الليالي بالتيَّا وبالتي
فعدتُّ كسيفٍ في المتاحف مُقعدا

أقولُ لنفسي في غدٍ سوف تنجلي
فياربُّ عَجّل للمنى ذلكَ الغَدا


لِيُعظِمِ اللهُ أجري أنني رجلٌ .. إن قلتُ شِعراً كعُمْرِ النجمِ في القِدَمِ

فما أرى أُذُناً في الناسِ مُرعيةً .. حولي ولا سارقاً يخفيه في قَلَمِ

حتى قعيدة بيتي لا تهشُّ لهُ .. ولو إلى غيرها أرسلتُ لم تَنَمِ

تصغي إلى نبطي الشعر مهترئٍ .. وغيرها قبَّلتْ شعري بملءِ دَمِ


فلا تَيأسن من رحمةِ الله أن ترى .. شحوبَ الفلا بعد القلافعِ أخضرا

ولا تيأسَنْ من رحمة الله أن ترى
أخاديدَ قفرًا تبعثُ الماءَ للثرى.




من كان مُصطَبِحًا في العيد بهجته
إني إلى الله أشكو وحشة العيدِ

كم ذُقتُ في العيدِ من حلوى تُقَدّم لي
مؤخرٌ حُلوها من مُرِّ تنكيدِ

من كل متصلٍ من غير تهنئةٍ
لكن ليثقب هَمًّا غير مسدودِ

ما أكثر الناسَ في لا شيءَ منتفعٌ
منهم وأَندرهم في النفعِ والجودِ

يَمم إلى الجنِّ واملأ من غدائِرِهم
أجوافَ أَدلائِكَ المكلومةِ العودِ

وأينَ تُدركهم والإنسُ تُحرِجُهم
في كلّ قَفْرٍ بتأسيسٍ وتشييدِ؟

كم جُزتُ أوديةً تطفو العظام على
كُثبانِ أَجزاعِها السّودِ الجلاميدِ

مَظَنّةً أن أرى للجن باديةً
فما وجدتُ سوى إِنسٍ مناكيدِ

خُزرِ العيونِ إذا قاربتَ حائطَهُم
عُربُ القوالبِ في حَشوٍ من الهودِ


لعمري لقد ضاقت عليّ مذاهبي
 فياليتَ شعري من على الهَمّ صاحبي

ألا رجلٌ يسعى إليَّ بِوُسعهِ
أو امرأةٌ ترجو حميدَ العواقبِ

لها أو لهُ شعري جميعًا وضِعفهُ
فلم يُغنني شعري بدفعِ نوائبي

وداعٍ دَعاني والهمومُ محيطةٌ
به كفريسٍ خرّ تحتَ المخالبِ

دعاني لعونٍ فاستغثتُ إلى الدجى
 فلم يَعِ صوتي مسمع في الغياهبِ

فجانبتُ عني النومَ حتى أُغيثَهُ
 ومن أَسَفٍ أنّ الجميعَ مُجانِبي

وقلتُ تَصَبّر قال إنك خاذلي
وما بك ظني قطُّ كانَ بخائبِ

فلو متُّ لاستعذبتُ طعمَ مَنيّتي
ولم أُتَّهم أنّي خذولُ المصاحبِ


قل للطُلُولِ تنحَّي عن مذاهبنا .. إن الطلولَ لنِيرانِ الجَوَى حَطَبُ

نُشُورُ شوقِكَ للكُفَّارِ مَوعظَةٌ .. بَالبعث والقلبُ بالأطلال مُنقَلِبُ

ما للحجارة تأثيرٌ على أحدٍ .. وإنما للوفاء الدمع ينسكبُ

طَوْعاً أزمَّتُنا تنقادُ مُذْعِنَةً .. إلى تفقًّد ما لَمْ تَمْحُهُ الحِقَبُ

وللحنين إلى الماضي فلاسفةٌ .. تأمَّلوا ما لهذا القلب ينجذبُ

فأوَّلُوهُ قُنُوطاً من تمكُّنِهِ .. بلوغَ غايتِهِ والواقعُ السَّبَبُ

فانحازَ من طُرُقٍ سُدَّتْ مذاهبُها .. إلى الطريق التي في فَجِّها الهَرَبُ

وعاد في مفرق الأيام منتقماً .. من الطريق التي في غيرها الأَرَبُ !

إن القلوب على الإحسان قد جُبِلَتْ .. فَلا ترى سائلاً يرجو ولا تَهَبُ

كم يُوْجِبُ الجودُ من نفس الكريم بِما .. على سواه من الأحياء لا يَجِبُ

إن الجواد لعقّارٌ مطيتَهُ.. للرَّكْب وهو أمام القوم إن رَهِبوا

في الصبر معقلُ من لم يؤه سكنٌ .. وفي المدى رَمَقٌ إن فاتك الطلبُ


‌‎#مخمسة


أهونتَ آفاقاً على الهجر ساعدتْ
ولم تأْبَهِ التوديعَ حتى إذا عَدَتْ
بك الأرضُ واستيقنتَ أن قد تباعَدَتْ
"حننتَ إلى ريّا ونفسُك باعدتْ
مزاركَ من ريّا وشعباكما معا"
.
.
‏تخيّرتَ صبراً خانك اليوم ضائعا
وأزمعتَ نُسكاً لا يسدَّ الذرائعا
وسرُّك أضحى اليوم في الناس ذائعا
"فما حسنٌ أن تأتي الأمر طائعا
وتجزعَ أن داعي الصبابة أسمعا"
.
.
‏خليليَّ من حار بن كعبٍ تَكلَّما
وإن أبدَتِ الأيامُ ما لم تُرجِّما
فإن تُقْسِما أن لا تجيبا وتُتْهِما
"قفا ودّعا نجداً ومن حلّ بالحِمَى
وقلّ لنجدٍ عندنا أن يُوَدَّعَا"
.
.
‏زعمتُ لنفسي أنني قد أجرْتُها
من الوجد فاستضعفتها و حَجرتُها
على صَرْمِ ريّا ثم لمّا هجرتُها
"بكت عيني اليُمْنى فلما زجَرْتُها
عن الجَهْلِ بعد الحِلْمِ أسبلتا معا"
.
.
‏أقلّبُ عيني إن ينمْ كلُّ مُغْتَنِ
وأغرسُ أشعاري بصدري وأجتني
وأسكبُ دمعاً لا يكلُّ ولا يَني
"وأذكرُ أيامَ الحِمى ثم أنثني
على كبدي من خشيةٍ أن تصدّعا"
.
.
‏حشتكَ عشيّات الحمى بمواجعٍ
وما الهجر إن عالجتَ شوقاً بناجِعٍ
ودهرَكَ إن راجعتَ غير مُراجِعٍ
"وليست عشيّاتُ الحمى برواجعٍ
إليك ولكن خلّ عينيك تدمعا"


ألا حيّ من لا يحسنُ الظُلْمَ حَيفُهُ = ومن لم يغبْ مذ بان عنيَ طيفُهُ
تمكّن من قلبي التمكّنَ كلَّهُ = فأصبح لي قلباً وقلبيَ ضيفُهُ


تلومين مني غلظتي وشراستي ... ألا إنني رغم الشراسة راحمُ !
وما نقموا من غلظتي غير أنني ... على وجه من لم يستحِ الناسَ لاطمُ !
وأني متى أبصرتُ في رأس منبرٍ ... رويبضةً ألقيته وهو راغمُ !
كأن افتراسي في ملامح وجههِ ... مخالبُ صقرٍ في الفريسة لاحمُ


في ظلال ذكر الله :

بحبِّكَ يشدو أبْهَرُ القلبِ والدَّمُ
ودَمْعُ المآقي والأنينُ المكتَّمُ

محبَّةَ من بصَّرْتَ عَينَيْهِ كُنْهَهُ
وعرَّفْتَهُ من نفْسِهِ ما يُعظِّمُ

محبَّةَ مُستحييكَ حتى كأنّما
بأضلُعِهِ من ذا الحياء جَهنَّمُ!

فأنتَ الذي قيَّمْته وهو باخسٌ
وأنت الذي أَغنيته وهو مُعْدَمُ

وتهْدِمُهُ الدُّنيا فيُهْوِي بعيْنِهِ
إليكَ فتُؤْيه بعَطفٍ يُرمِّمُ

وتَبْنيهِ طَوداً شامخاً بعد بُؤْسِهِ
وتُصْلِحُ من آماله ما يُحطِّمُ

وتَشفيه من غَمٍّ تَجَرْثَمَ قلبَه
بنورٍ به أنفاسُهُ تتَرنَّمُ

إذا وجدتكَ النفْسُ نُفِّسَ همُّها
وهانَ عليها كل ما كان يُؤلِمُ

تقرُّ بذكراكَ النفوسُ تنعُّماً
وذكركُ فِرْدَوسٌ به تَتنَعَّمُ

ولاسْمكَ في أوتار كل مُسبِّحٍ
طُمَأْنِينَةٌ تُسْجي أماناً يُخيِّمُ

صَفَى دَمُهُ حتى كأنْ ليس من دَمٍ
بذكركَ يجري فيه بل هو زَمْزَمُ !


أتعرفُ أطلالَ المنازلِ من عُكلِ .. عَفَتۡ غير أشياخٍ من الدورِ والنّخلِ

مُقوّضة كالصبرِ في كبدِ امرئ ٍ.. يُعاينُ من يهوى بلا قدرةِ الوصۡلِ

أَجُوبُ بها مُستَنشِقًا نَفْحَ دهرِهَا .. وفي الصدرِ أطفالٌ تَقافَزُ بالسُّؤلِ !


وطارقةٍ هبّت إليّ وقد دنا
من الليل ميقاتُ التهجّد والذكر

مفجّعةً قد أوجبَ الدّينُ حبسَها
تقول أغثني لا حُرمتَ من الأجرِ

فقلتُ وما كانت لتسمع قائلاً
سوى بعلها لولا مداهمَةُ العُسْرِ

طرقتِ غريقاً من يراه يظنُّهُ
يُحِثُّ يديه كي يطيرَ من البحرِ

وقبلك ما أدلجتُ في الأرض ناقباً
أنوءُ بذي قرنين من جبل وعر

ففرّي إلى المحرابِ وابتهلي به
فليس لنا غير التضرُّعِ والصَبْرِ

خذي قبضةً من دعوةٍ وانبذي بها
إلى كربك الجاثي على ضِلَع الصدرِ

تكونُ له طوفان نوح أو التي
محت قوم عادٍ أو كراغية البكرِ


كم بالمفاوزِ من أنقاضِ نيّاتِ .. ومن عزائم بالأحناءِ مُلقاةِ
ومن ذرى هِمَمٍ في الآل عائمةٍ .. ومن طرائق أوطارٍ خفيّاتِ
ومن مشارب أهواءٍ مشعّبةٍ ..ومن منابت أضغانٍ وثاراتِ
ومن تهاويل أطيافٍ مُموَّهةٍ .. ومن جلاجل أصوات استغاثاتِ
كأنما أنا في تيهائها حُلُمٌ .. إلى التحقُّق يغشى المستحيلاتِ
أجتازُ من أمَلٍ محْلٍ إلى أمَلٍ .. اليأسُ أرحمُ منه في المُقاساةِ
وما جنا اليأسُ فيمن بات يلعنه .. كما جَنته أمانيه الغويّاتِ
لا وعدَ لليأس يَخشى من مَعَرَّته .. ولا أمانَ لآمالٍ كَذُوباتِ
كم من تماثيلَ تبنيها وسادنُها .. وغدٌ يقال له ( سوفَ بنُ هيهاتِ ) !
هدّمتُها وقتلت الوغدَ سادنَها ..كفراً ككفريَ بالعُزّى وباللاتِ
تبا لها أمنياتٍ لم تُعِدْ عُمُري .. ولم تزد خطَوَاتي بل خطيّاتي
كانت تغلّ يدي من حيث أحسبني .. أقودها بزمامٍ من خيالاتي
بسطتُ راحةَ كفّي فاسترحتُ بها .. من التشبّث إلا بابتهالاتي
أنيخُ من قمم العلياء أشمسَها .. على الرقيّ وأعتاها لإخباتِ
ملظُّ رحْلٍ تراني كلُّ ناحيةٍ .. من الأقاليم مرّاتٍ ومرّاتِ
كأنما سفري في عينهم عبَثٌ .. من طول إتباع مرّاتي بكرّاتي
مسافرا أبدا طورا إلى بلدٍ .. ناءٍ وطورا إلى عصر البطولاتِ
أجوبُ أزمنةً أُدلي مدادي في .. بئارها الزاخرات المدلهمّاتِ
صدّا ، عن الخُلُقِ المجبوبِ صاحبُهُ .. من التحلّي بأخلاق المروّاتِ
من كل متَّبعٍ بَلهاءَ لاغيةٍ .. في نسوة مائلاتٍ مستميلاتِ
يمشين في السوق صئباناً سبهللةً ..عقولهنَّ بها كالببغاواتِ
يغري الغموضُ نساءً يُقتنَصن به ..طوعاً كتقليب أحياءٍ لأمواتِ
فما أرى جلّهنّ اليوم في بلدٍ ..بناقصات عقول بل عديماتِ
لا أُسْلعُ الناس أشعاري وأُلتْجرها ..لكنني مكرمٌ من شئتُ أبياتي
ولا أعاجل ما باللوح من قدَرٍ .. فكل ما هو مكتوبٌ به آتِ
ولا أنوحُ على ما فاتَ من زمنٍ .. فكلّ ما فاتني منه فلن ياتي


إطعن بإبرةِ هذا السهمِ في الأُفقِ .. وداو قلبك بالإصعادِ في الطُّرقِ
كم للمواجع من أعشاشِ أخيلة .. بالقلب تنفض من إسراعي النَزقِ !
يستعظمون اختراقي حَدَّهم وهم.. قد خرقوا حد قلبي كل مُخترقِ


أملكتَ أن يستاقك التوديعُ
كيف استطعتَ وكنت لا تسطيعُ

مَرُدَ البكاء عليك ثَمَّت فانْهَهُ
هيهات ما دمعٌ نهيتَ يطيعُ

فاترك لعنترة البسالة بعدما
نكص احتمالُكَ والنبالُ دموعُ

ظفرت جحافلُ مِيلِها بسبيّةٍ
قد تمّ منها كوعها والبوعُ

محلوّةٌ لكنّ أحلى ما بها
قلبٌ على استحيائها مطبوعُ

حسناءُ لم تأنفْ محاسنُ وجهها
من أن يطول خمارها المشروعُ

يسترجعُ العفّ الأسيف لفقدها
ما عاشَ أنّ مثالها مقطوعُ


لقد خابت ظنوني من خيالٍ
ظننت سرابه يوماً صدوقاً

فلا ماء لديه ولا ظلالٌ
سوى وهمٍ يُجَرّعني الحروقا

Показано 20 последних публикаций.

142

подписчиков
Статистика канала