السّؤال الثّامن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمود عبد اللطيف أبو الشيخ من مصر
شيخنا الفاضل أبو عاصم السمان حفظه الله وبارك فيه
شيخنا ما الكتب التي تنصحون بها طلبة العلم في الفقه وعلم الأصول، وتجويد القرآن وتفسيره، وعلم الحديث واللغة العربية، وحبذا لو تضعون تقسيما للكتب مثل العقيدة يكون للمبتدئين وللمتوسطين وللمتقدمين بما ييسر طلب العلم ولصعوبة وجود شيخ يمكن أن يتلقي منه العلم في الأماكن التي نعيش فيها وجزاكم الله خيرا
ـــــــــــــــــــــــ
✅الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وآله أما بعد،
فإن طلب العلم والحمد لله أصبح ميسرا مع وجود وسائل التواصل الحديثة، وأول ما ينبغي أن يبدأ طالب العلم في طلبه أن يبدأ بما بدأ به علماء الإسلام بحفظ القرآن أولاً ثم يلزم شيخاً سلفياً في بلده يربيه بصغار العلم قبل كباره ويخط له منهجا يمشي عليه فطلب العلم من غير شيخ مضيعة للوقت وإهدار للجهد وانحراف في الفهم والمنهج فلا يصير حال المسلم بطلب العلم من الكتب وحده كتوما الحكيم الذي ورث عن ابيه كتبا في الطب فصار يقرأ منها ويفتي الناس فضر نفسه وضر أناسا كثيرين
يَظُنُّ الغُمْرُ أنَّ الكُتْبَ تَهْدِي *
أَخَا فَهْمٍ لِإِدْرَاكِ العُلُومِ
وَمَا يَدْرِي الجَهُولُ بِأَنَّ فِيهَا * غَوَامِضَ حَيَّرَتْ عَقْلَ الفَهِيمِ
إِذَا رُمْتَ العُلُومَ بِغَيْرِ شَيْخٍ *
ضَلَلْتَ عَنِ الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ
وَتَلْتَبِسُ العُلُومُ عَلَيْكَ حَتَّى *
تَصِيرَ أَضَلَّ مِنْ تُومَا الحَكِيم
بشير إلى قول بعضهم :
قَالَ حِمَارُ الحَكِيمِ تُومَا *
لَوْ أَنْصَفُونِي لَكُنْتُ أَرْكَبْ
لِأَنَّنِي جَاهِلٌ بَسِيطٌ *
وَصَاحِبِي جَاهِلٌ مُرَكَّبْ
ترجمة توما في «الدرر الكامنة» (٢/ ٧٥) قيل: هو المعنيُّ في الأبيات.
ولنعطي مثالاً بطلب علم من العلوم ويقاس عليه غيره
فنبدأ بمنهجية دراسة كتب التفسير فإنها تنقسم إلى عدة مراحل مثلها مثل منهجية طلب العلم في جيمع العلوم الشرعية :
المرحلة الأولى ( للمبتدئين) :
المرحلة الثانية (للمتوسطين)
المرحلة الثالثة (للمتقدمين)
ولكل مرحلة من هذه المراحل كتبها التي تدرس وخصائصها وتحديد الهدف للطالب الذي ينبغي له تحصيله في هذه المرحلة
فمثلا مرحلة المتبدئين يجب أن يعتني الطالب بهذه المرحلة ، وأن يُؤسِّس نفسه من خلال هذه المرحلة ويبتدئ بها، وألا يظن أنه تَقَدَّم على هذه المرحلة، وأنه ليس بحاجة إليها وأنه يمكن له أن يقفز منها إلى مرحلة المتوسطين ، لأنَّه إذا تَكَشَّف ما عندَه من العِلم فإنه سيرى أنه ليس عنده شيء، والسبب هو أن طريقته في طلب العلم فيها خلل ، منها أنها طريقة قراءة فقط
ولا تتسم بالتَّقييد، ولسنا حفَّاظًا مثل من وهبه الله القدرة على الحفظ، لذا نحتاج أن نجعل التقييد في كل مرحلة من مراحل التعلم والقراءة.
وفي هذه المرحلة يدرس الطالب كتاباً مختصراً في التفسير يذكر المعنى الإجمالي الراجح دون الخوض في الخلاف بين الأقوال في تفسير الآيات ويشترط أن يكون كتاباً لمؤلف سلفي والمقترح في هذه المرحلة هو كتاب "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان" للشيخ السعدي فهو كتاب مستوعِب لمسائل التفسير، وبيان المفردات والمعنى الإجمالي وغيرها سهل العبارة، لا يحتاج إلى فكٍّ وهو مختصر يَقْصُرَ زمنُ قراءته.
وقد ذكر بعض الدكاترة الجامعيون المتخصصون في التفسير طريقة القراءة في الكتاب فقال :
1- قراءة الكتاب كاملًا ، تكرار قراءته مرة بعد مرة لنستوعبَ ما في هذا الكتاب من التفسير.
2- ترك الإشكالات ؛ لأن هدف هذه المرحلة هو فهم المعنى الإجمالي، وليس فهم جميع ما يتعلق بالآية من مشكلات ومسائل.
وعليه أن يجمع هذه المشكلات والمسائل في دفتره ويسأل عنها متى ما تسنى له ذلك ، لكن لا تكون قاطعة له عن هدفه في إتمام القراءة وإدراك المعنى .
3- اسْتظْهار جملة المعاني الموجودة في هذا التفسير ـ ولا يشترط أن يحفظ وإنما يَسْتَظْهِرُ ـ بحيث أنه لو سُئِلَ :
ما معنى قول الله سبحانه و تعالى : ﴿يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله وللرسول﴾ فإنك تعطينا المعنى الإجمالي، لكن حينما نريد أن نحلل لفظة ( الأنفال )
والأقوال التي قيلت فيها، فإن هذا ليس في المرحلة الأولى التي نطالب الطالب فيها أن يفهم المعنى العام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمود عبد اللطيف أبو الشيخ من مصر
شيخنا الفاضل أبو عاصم السمان حفظه الله وبارك فيه
شيخنا ما الكتب التي تنصحون بها طلبة العلم في الفقه وعلم الأصول، وتجويد القرآن وتفسيره، وعلم الحديث واللغة العربية، وحبذا لو تضعون تقسيما للكتب مثل العقيدة يكون للمبتدئين وللمتوسطين وللمتقدمين بما ييسر طلب العلم ولصعوبة وجود شيخ يمكن أن يتلقي منه العلم في الأماكن التي نعيش فيها وجزاكم الله خيرا
ـــــــــــــــــــــــ
✅الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وآله أما بعد،
فإن طلب العلم والحمد لله أصبح ميسرا مع وجود وسائل التواصل الحديثة، وأول ما ينبغي أن يبدأ طالب العلم في طلبه أن يبدأ بما بدأ به علماء الإسلام بحفظ القرآن أولاً ثم يلزم شيخاً سلفياً في بلده يربيه بصغار العلم قبل كباره ويخط له منهجا يمشي عليه فطلب العلم من غير شيخ مضيعة للوقت وإهدار للجهد وانحراف في الفهم والمنهج فلا يصير حال المسلم بطلب العلم من الكتب وحده كتوما الحكيم الذي ورث عن ابيه كتبا في الطب فصار يقرأ منها ويفتي الناس فضر نفسه وضر أناسا كثيرين
يَظُنُّ الغُمْرُ أنَّ الكُتْبَ تَهْدِي *
أَخَا فَهْمٍ لِإِدْرَاكِ العُلُومِ
وَمَا يَدْرِي الجَهُولُ بِأَنَّ فِيهَا * غَوَامِضَ حَيَّرَتْ عَقْلَ الفَهِيمِ
إِذَا رُمْتَ العُلُومَ بِغَيْرِ شَيْخٍ *
ضَلَلْتَ عَنِ الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ
وَتَلْتَبِسُ العُلُومُ عَلَيْكَ حَتَّى *
تَصِيرَ أَضَلَّ مِنْ تُومَا الحَكِيم
بشير إلى قول بعضهم :
قَالَ حِمَارُ الحَكِيمِ تُومَا *
لَوْ أَنْصَفُونِي لَكُنْتُ أَرْكَبْ
لِأَنَّنِي جَاهِلٌ بَسِيطٌ *
وَصَاحِبِي جَاهِلٌ مُرَكَّبْ
ترجمة توما في «الدرر الكامنة» (٢/ ٧٥) قيل: هو المعنيُّ في الأبيات.
ولنعطي مثالاً بطلب علم من العلوم ويقاس عليه غيره
فنبدأ بمنهجية دراسة كتب التفسير فإنها تنقسم إلى عدة مراحل مثلها مثل منهجية طلب العلم في جيمع العلوم الشرعية :
المرحلة الأولى ( للمبتدئين) :
المرحلة الثانية (للمتوسطين)
المرحلة الثالثة (للمتقدمين)
ولكل مرحلة من هذه المراحل كتبها التي تدرس وخصائصها وتحديد الهدف للطالب الذي ينبغي له تحصيله في هذه المرحلة
فمثلا مرحلة المتبدئين يجب أن يعتني الطالب بهذه المرحلة ، وأن يُؤسِّس نفسه من خلال هذه المرحلة ويبتدئ بها، وألا يظن أنه تَقَدَّم على هذه المرحلة، وأنه ليس بحاجة إليها وأنه يمكن له أن يقفز منها إلى مرحلة المتوسطين ، لأنَّه إذا تَكَشَّف ما عندَه من العِلم فإنه سيرى أنه ليس عنده شيء، والسبب هو أن طريقته في طلب العلم فيها خلل ، منها أنها طريقة قراءة فقط
ولا تتسم بالتَّقييد، ولسنا حفَّاظًا مثل من وهبه الله القدرة على الحفظ، لذا نحتاج أن نجعل التقييد في كل مرحلة من مراحل التعلم والقراءة.
وفي هذه المرحلة يدرس الطالب كتاباً مختصراً في التفسير يذكر المعنى الإجمالي الراجح دون الخوض في الخلاف بين الأقوال في تفسير الآيات ويشترط أن يكون كتاباً لمؤلف سلفي والمقترح في هذه المرحلة هو كتاب "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان" للشيخ السعدي فهو كتاب مستوعِب لمسائل التفسير، وبيان المفردات والمعنى الإجمالي وغيرها سهل العبارة، لا يحتاج إلى فكٍّ وهو مختصر يَقْصُرَ زمنُ قراءته.
وقد ذكر بعض الدكاترة الجامعيون المتخصصون في التفسير طريقة القراءة في الكتاب فقال :
1- قراءة الكتاب كاملًا ، تكرار قراءته مرة بعد مرة لنستوعبَ ما في هذا الكتاب من التفسير.
2- ترك الإشكالات ؛ لأن هدف هذه المرحلة هو فهم المعنى الإجمالي، وليس فهم جميع ما يتعلق بالآية من مشكلات ومسائل.
وعليه أن يجمع هذه المشكلات والمسائل في دفتره ويسأل عنها متى ما تسنى له ذلك ، لكن لا تكون قاطعة له عن هدفه في إتمام القراءة وإدراك المعنى .
3- اسْتظْهار جملة المعاني الموجودة في هذا التفسير ـ ولا يشترط أن يحفظ وإنما يَسْتَظْهِرُ ـ بحيث أنه لو سُئِلَ :
ما معنى قول الله سبحانه و تعالى : ﴿يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله وللرسول﴾ فإنك تعطينا المعنى الإجمالي، لكن حينما نريد أن نحلل لفظة ( الأنفال )
والأقوال التي قيلت فيها، فإن هذا ليس في المرحلة الأولى التي نطالب الطالب فيها أن يفهم المعنى العام.