الآن ما الذي يجب أن تفعله؟ لقد قامت بكل شيءٍ ممكنٍ لإضاعة الوقت حتى نفدت خياراتها .. كان من المستحيل عليها الذهاب إلى غرفة الممرضات فرؤيتها لهن تعني أن حربًا طاحنةً على وشك أن تقام، في الوقت الحالي قررت العودة إلى مكتبهِ آملةً أنه قد وصل إلى هناك بطريقةٍ ما أو أن أحدهم ترك شيئًا ما ليدل على ما حل به.
لمَ أرادت مقابلته باستماتةٍ هكذا؟ كان من الطبيعي أن تسأل نفسها هذا السؤال إلا أنها فشلت في إيجاد إجابةٍ له .. لم تُرِد أن تتسرع في حكمها على كل ما يحدث داخلها إلا أنها كانت مستمتعةً نوعًا ما بكل ما يحدث.
لقد اعتادت على إهانة كل من يفكر بالسخريةِ منها حتى باتت رؤية وجوههم المحرجة و الغاضبة في الوقت نفسه أمرًا مملًا بالنسبة لها .. كان عليها أن تشكر الرب من أجل كل هذهِ الإثارة.
عندما أصبحت تسير في الممر المطل على مكتبه لاحظت أن الباب كان مفتوحًا فرفرف قلبها للحظةٍ إلا أنها عاودت ضبط نفسها رغم الابتسامةِ العريضة التي استولت على وجهها، عجزت عن إزالتها عندما تذكرت أن تلك المدعوة هِلاني ستذهب إليه كما زعمت لكنه الآن ها هنا موجودٌ على بعد بضعة خطوات.
وقفت أمام الباب أخيرًا لتجد امرأةً قصيرةً بعض الشيء و هي تلف شعرها الأسود على هيئة كعكةٍ حيث كان الشيء الوحيد المميز في ظهرها المواجه للباب.
التفتت هذهِ الواقفة لتنظر إلى فولڨيا بنظراتٍ رتيبةٍ تكاد تكون أقرب للبرود، تفحصتها بأنظارها بينما كانت تحت تأثير تحطم خيالاتها عن كونه موجودًا، نطقت هذهِ الغامضة أخيرًا : عذرًا على القدوم بهذهِ الطريقة، أردت أن أرى إن كان السيد والكر قد حضر أم لا لكن يبدو أنه لم يفعل، و الآن علي العودة لعملي، آسفة لهذا مرةً أخرى.
انسحبت هذهِ الغريبة في لحظة فلم تتمكن ڨيا من قول شيءٍ ما، لم تعرف بالضبط ما يجب قوله خلال تلك الأثناء حيث أنها لم تشعر بالتقزز منها كما يحدث مع أولئك الحمقاوات، هل هي شخصٌ طبيعيٌ مثلها؟
لم تنتبه إلى الاسم الذي كان مدونًا على بطاقتها التعريفية مما جعلها تشعر بالاستياء لخسارتها فرصة الحديث مع أحدهم، البقاء دون فعل شيءٍ محدد كان أمرًا مزعجًا بالنسبةِ لها.
سبق و أن أخبرتها تلك المدعوة بهِلاني أنها ستذهب لزيارته، لكن أين بالضبط؟ لا يمكن أن يكون في ذلك المنزل الذي احتوى خط هاتفٍ مقطوعًا فهو لا يمكن له أن يسمح بتسيبٍ كهذا حيث بدا حازمًا للغايةِ بالنسبة لها.
أما المنزل الثاني فلا يمكنه سماع الهاتف يرن و من ثم يتجاهله مقررًا عدم الإجابة فهو طبيبٌ في نهاية المطاف حيث يمكن للمتصل أن يكون مريضًا يعرفه .. إذًا إلى أين ذهبت؟
أرادت أن تعرف ذلك بشدة لكن مصادرها المحدودة لم تمكنها من المساعدة، خطر في بالها أحد الأطباء الذي كان أخذ مناوبةً ليليةً معه ليلة البارحة، في أغلب الأحيان كانا يقفان سويةً كما رأت في الجدول البارحة فقررت الذهاب لسؤاله.
قابلها ذلك الرجل بنظرات القرف نفسها و هو يخبرها بأنه لا يهتم بمكان زير نساءٍ مثل ذلك الطبيب المتعجرف، لقد بدا مكروهًا لكنها لم تتوقع هذا الحد من الكره.
زير نساء؟ هل تم نبذه فقط لأنهن يحُمن حوله كالذباب المزعج؟ كانت هذه حماقةً كبيرة منهم إلا أنها لم تملك مم أمرها شيئًا سوى المغادرة.
انسحبت من عند ذلك الطبيب لتمر في أثناء سيرها بغرفةٍ اجتمع فيها بعض الأطباء و قد بدوا كما لو أنهم يتسامرون دون أن يمتلكوا أي مهام، حذفت فكرة الحديث إليهم من رأسها عندما رأت ملامح وجوههم و كيف تغيرت لمجرد مرورها من أمام بابهم المفتوح .. بدا الجميع متناغمين سويةً لكن طبيبها كان الوحيد الخارج عن هذا التناغم.
وخزها قلبها أثناء سيرها عائدة بخيبةٍ إلى مكتبه، لسببٍ ما فإن شعورها بأنها لن تراه قريبًا بدا أمرًا مزعجًا لها .. بدأ ذلك يصبح مربكًا بطريقةٍ غير مريحة فعلًا.
عليها أن ترتب أفكارها إن كانت تطمح للمحافظة على أمارات وجهها المستفزة بكفاءتها المعتادة، إذًا ما الذي يحدث داخلكِ ڨيا؟
لمَ كل هذه المبالغة في رد الفعل؟ ليست أول مرةٍ ترى فيها رجلًا وسيمًا على أية حال.
حتى تلقي المعاملة المحترمة لم يكن بالشيء الجديد عليها، لكنه يحدث في أوقاتٍ نادرة إلا أنها لا تستطيع إنكار مرور بعض الأشخاص الجيدين عليها في حياتها على الرغم من أن جميعهم بدوا و كأنهم مجبرون على التعامل بهذا الشكل .. ربما لأنها كانت غنيةً ذات يوم؟
تـحت سمـاء واحـدة
إن أرادت أن تكون صادقة فقد استشعرت الفجوة في قلبها منذ فترة طويلة، هل تحاول ملأها بأي شيءٍ أم ماذا؟ هذا لم يكن جيدًا أبدًا لكنها لم تمتلك أي تحكمٍ في نبضات قلبها المضطربة.
في المقابل فعليها أن تعترف، لديه ابتسامة جميلةٌ بغض النظر عن شعره الأشقر المصفف بطريقةٍ فاتنة و طوله الفارع شيءٌ لا يمكن تجاهله، منكباه العريضان و نظرته الواثقة .. لكن مهلًا .. لمَ باتت تفكر بهذه الطريقة فجأةً؟ لابد أنها الطريقة الغبية التي يفكرن بها جميع الموجودات هنا فلعنت نفسها لعلها تعود إلى رشدها.
لمَ أرادت مقابلته باستماتةٍ هكذا؟ كان من الطبيعي أن تسأل نفسها هذا السؤال إلا أنها فشلت في إيجاد إجابةٍ له .. لم تُرِد أن تتسرع في حكمها على كل ما يحدث داخلها إلا أنها كانت مستمتعةً نوعًا ما بكل ما يحدث.
لقد اعتادت على إهانة كل من يفكر بالسخريةِ منها حتى باتت رؤية وجوههم المحرجة و الغاضبة في الوقت نفسه أمرًا مملًا بالنسبة لها .. كان عليها أن تشكر الرب من أجل كل هذهِ الإثارة.
عندما أصبحت تسير في الممر المطل على مكتبه لاحظت أن الباب كان مفتوحًا فرفرف قلبها للحظةٍ إلا أنها عاودت ضبط نفسها رغم الابتسامةِ العريضة التي استولت على وجهها، عجزت عن إزالتها عندما تذكرت أن تلك المدعوة هِلاني ستذهب إليه كما زعمت لكنه الآن ها هنا موجودٌ على بعد بضعة خطوات.
وقفت أمام الباب أخيرًا لتجد امرأةً قصيرةً بعض الشيء و هي تلف شعرها الأسود على هيئة كعكةٍ حيث كان الشيء الوحيد المميز في ظهرها المواجه للباب.
التفتت هذهِ الواقفة لتنظر إلى فولڨيا بنظراتٍ رتيبةٍ تكاد تكون أقرب للبرود، تفحصتها بأنظارها بينما كانت تحت تأثير تحطم خيالاتها عن كونه موجودًا، نطقت هذهِ الغامضة أخيرًا : عذرًا على القدوم بهذهِ الطريقة، أردت أن أرى إن كان السيد والكر قد حضر أم لا لكن يبدو أنه لم يفعل، و الآن علي العودة لعملي، آسفة لهذا مرةً أخرى.
انسحبت هذهِ الغريبة في لحظة فلم تتمكن ڨيا من قول شيءٍ ما، لم تعرف بالضبط ما يجب قوله خلال تلك الأثناء حيث أنها لم تشعر بالتقزز منها كما يحدث مع أولئك الحمقاوات، هل هي شخصٌ طبيعيٌ مثلها؟
لم تنتبه إلى الاسم الذي كان مدونًا على بطاقتها التعريفية مما جعلها تشعر بالاستياء لخسارتها فرصة الحديث مع أحدهم، البقاء دون فعل شيءٍ محدد كان أمرًا مزعجًا بالنسبةِ لها.
سبق و أن أخبرتها تلك المدعوة بهِلاني أنها ستذهب لزيارته، لكن أين بالضبط؟ لا يمكن أن يكون في ذلك المنزل الذي احتوى خط هاتفٍ مقطوعًا فهو لا يمكن له أن يسمح بتسيبٍ كهذا حيث بدا حازمًا للغايةِ بالنسبة لها.
أما المنزل الثاني فلا يمكنه سماع الهاتف يرن و من ثم يتجاهله مقررًا عدم الإجابة فهو طبيبٌ في نهاية المطاف حيث يمكن للمتصل أن يكون مريضًا يعرفه .. إذًا إلى أين ذهبت؟
أرادت أن تعرف ذلك بشدة لكن مصادرها المحدودة لم تمكنها من المساعدة، خطر في بالها أحد الأطباء الذي كان أخذ مناوبةً ليليةً معه ليلة البارحة، في أغلب الأحيان كانا يقفان سويةً كما رأت في الجدول البارحة فقررت الذهاب لسؤاله.
قابلها ذلك الرجل بنظرات القرف نفسها و هو يخبرها بأنه لا يهتم بمكان زير نساءٍ مثل ذلك الطبيب المتعجرف، لقد بدا مكروهًا لكنها لم تتوقع هذا الحد من الكره.
زير نساء؟ هل تم نبذه فقط لأنهن يحُمن حوله كالذباب المزعج؟ كانت هذه حماقةً كبيرة منهم إلا أنها لم تملك مم أمرها شيئًا سوى المغادرة.
انسحبت من عند ذلك الطبيب لتمر في أثناء سيرها بغرفةٍ اجتمع فيها بعض الأطباء و قد بدوا كما لو أنهم يتسامرون دون أن يمتلكوا أي مهام، حذفت فكرة الحديث إليهم من رأسها عندما رأت ملامح وجوههم و كيف تغيرت لمجرد مرورها من أمام بابهم المفتوح .. بدا الجميع متناغمين سويةً لكن طبيبها كان الوحيد الخارج عن هذا التناغم.
وخزها قلبها أثناء سيرها عائدة بخيبةٍ إلى مكتبه، لسببٍ ما فإن شعورها بأنها لن تراه قريبًا بدا أمرًا مزعجًا لها .. بدأ ذلك يصبح مربكًا بطريقةٍ غير مريحة فعلًا.
عليها أن ترتب أفكارها إن كانت تطمح للمحافظة على أمارات وجهها المستفزة بكفاءتها المعتادة، إذًا ما الذي يحدث داخلكِ ڨيا؟
لمَ كل هذه المبالغة في رد الفعل؟ ليست أول مرةٍ ترى فيها رجلًا وسيمًا على أية حال.
حتى تلقي المعاملة المحترمة لم يكن بالشيء الجديد عليها، لكنه يحدث في أوقاتٍ نادرة إلا أنها لا تستطيع إنكار مرور بعض الأشخاص الجيدين عليها في حياتها على الرغم من أن جميعهم بدوا و كأنهم مجبرون على التعامل بهذا الشكل .. ربما لأنها كانت غنيةً ذات يوم؟
تـحت سمـاء واحـدة
إن أرادت أن تكون صادقة فقد استشعرت الفجوة في قلبها منذ فترة طويلة، هل تحاول ملأها بأي شيءٍ أم ماذا؟ هذا لم يكن جيدًا أبدًا لكنها لم تمتلك أي تحكمٍ في نبضات قلبها المضطربة.
في المقابل فعليها أن تعترف، لديه ابتسامة جميلةٌ بغض النظر عن شعره الأشقر المصفف بطريقةٍ فاتنة و طوله الفارع شيءٌ لا يمكن تجاهله، منكباه العريضان و نظرته الواثقة .. لكن مهلًا .. لمَ باتت تفكر بهذه الطريقة فجأةً؟ لابد أنها الطريقة الغبية التي يفكرن بها جميع الموجودات هنا فلعنت نفسها لعلها تعود إلى رشدها.