سبق و أن انتهت تلك القصة بإيصال وايت إياها إلى المبنى الذي تقبع فيه شقتها، علق برايلين أخيرًا على كل ما سمعه : هل هن هارباتٌ من مصحةٍ للمجانين أم ماذا؟
نبس وايت مجيبًا عليهِ و هو يُمسِّد صدغَيهِ حيث أن الصداع قد كشر عن أنيابه بعدما ضعف عقله بسبب تلك القصة : لا تسألني أرجوك فأنا لا أعلم، ما الذي يجب أن أفعله؟
عقد برايلين يديهِ و علت وجهه ملامح التفكير الجدية لبضعةِ دقائق بينما تأمله وايت حتى فتح عينيه بعد أن سبق و أغمضهما ثم أفرج عن كلماته التي رتبها قبل لحظات : ما الذي تعتقده بشأنها؟
- و هل كنت لأحكيَ لك كل هذا إن كنت أعلم إجابة هذا السؤال؟
صرخ وايت بإجابتهِ متذمرًا من غباء برايلين، غمرهما الصمت لفترةٍ طويلةٍ فنطق أخيرًا : ماذا عنك برايلين؟
رفع ذلك المنادى رأسه نحو الجالس أمامه و هو يحمل نظراتٍ متسائلة تنم عن عدم فهمه لفحوى السؤال الذي ألقاه وايت قبل لحظات، نبس برايلين ببعض التعجب : ما الأمر؟ ماذا عني في ماذا؟
حملق وايت فيه لعدةِ ثوانٍ مع ابتسامةٍ مصطنعة فاشلة بينما يظن أن الماثل أمامها لم يدرك أي شيءٍ مما يحصل مع لورين، أزمع على أن يسأله رغم أنه لم يتوقع إجابةً منطقيةً أو طبيعية : ماذا عنك، ما الذي تعتقده بشأن لورين؟
جفل للحظةٍ بعد ذلك السؤال و حمل نظراتٍ متعجبة، ببطءٍ و حذر نطق برايلين و كأنه يتفادى الوقوع في فخٍ ما : لا أعلم؟ هي تقريبًا .. شخصٌ جيدُ كما أظن.
ضرب وايت جبينهُ ببطان كفهِ كدلالةٍ على يأسهِ من هذا الإنسان، يبدو أنه سيفهم السنة المقبلة حقيقة كونها تُكِن له بعض المشاعر، همهم وايت بشكلٍ ساخرٍ و أليم : أشعر بالأسى على أحدهم منذ الآن.
- لم يطلب منك أحدهم أن تحس بالأسى من أجله، ركز على ما تملكه من فوضى أولًا.
رد عليهِ برايلين بهذهِ الطريقة كي يوضح أهمية التركيز على في ما يملكه داخل رأسه، و على كلٍ فقد أحس بطريقةٍ ما أنه المعني بتلك الجملة إلا أنه فضل السكوت عن هذا .. بعد كل ما قاله فقدَ هذا الجالس رغبته في الحديث أكثر من ذلك.
كان وايت مترددًا .. مترددًا كثيرًا في إخبار برايلين جزءًا لم يذكره، هو حكى له كل ما حصل مع ڨيا لكنه لم يذكر له أبدًا تلك اللحظات الضئيلة و المعدودة التي خفق فيها قلبه من أجل ابتسامتها الملائكيةِ تلك .. أخافهُ ذلك نوعًا ما.
هل ينطق أم ماذا؟ لاحظ برايلين نظرة التفكير الممزوجة بالقلق على وجهه و تساءل إن كان هناك تتمة لكل ما قاله؟
- لستَ في حاجةٍ لقول أي شيء، سأتخيل نفسي سمعته.
نهض برايلين من على الأريكة بعدما همهم بتلك الجملة فنظر إليه وايت متعجبًا، يتخيل أنه سمعه؟ هل عرف؟ مستحيل .. هو أبله في هذهِ الأمور على أيةِ حال .. و إلا لكان عرف بأمر لورين أولًا.
عاد إلى ذاكرته ما تمتم به عندما كان ثملًا، لابد أنه سبب نوعًا من القلق لبرايلين .. و ما قاله عن لورين لم يُرِحه أبدًا.
شعر بالشفقة على حاله .. إنه بائسٌ يشعر بالفراغ .. ليس و كأنه أول من يعاني من هذا إلا أن هذا الأمر كان مزعجًا و لكنه في أكثر الأحيان يكون محزنًا، لم تكن مشاعر لطيفةً تلك التي غلفت قلبه خلال هذه الدقائق القليلة التي غابها برايلين.
- ذلك الوغد.
هسهس برايلين بتلك الجملة بعد أن فتح الثلاجة ليخرج أي شيءٍ يشغله عن الحديث معه لدقائق إلا أن الأمر انتهى به و هو يشرب علبة عصيرٍ بالإضافة لسحبه حبة تفاحٍ من أجل ذلك الأبله، ما الذي عناه بسؤاله عن ما يعتقده عنها .. كان يناقش نفسه هو الآخر البارحة .. بدا ذلك غريبًا بشكلٍ ساخرٍ مرير.
هناك شيءٌ لا يرغب وايت بالإفصاح عنه، كان ذلك مكتوبًا على جبينه إن صح التعبير، إنه يبدو ككتابٍ مفتوح .. أمامه على الأقل، كان يعرف ما يجول في رأسه .. إبقاء الأسرار ليس بالشيء الهين من الأساس و من الواضح أن وايت لا يريد أن يكون في الجانب الذي يمتلكها .. ترى ما هو هذا الشيء الخطير؟ عجز عن تخمين أي احتمالٍ ممكن .. هل قام بشيءٍ و يخشى من أن نظرة برايلين ستتغير تجاهه؟ ما مدى سوئه إذًا؟
حتى و إن كان ذلك صحيحًا .. كلا كلا عليه التوقف عن أخذ الأمور إلى المنحنى الخاطئ .. إن كان أمرًا يخصه فهو لن يضغط عليه بجميع الأحوال.
جمد للحظةٍ برايلين أمام الثلاجة أثناء تفكيره بكل هذا إلى أن سمع وايت يصيح به : أغلقها يا رجل و إلا ستفسد كل الموجود فيها.
رمش عدةَ مراتٍ مستعيدًا إدراكه لما حوله ثم أغلق الثلاجة، كان وايت يستمع إلى المياه المنسابة من الصنبور فلم يفهم ما يفعله .. ما يزال يصارع فكرة إخبارهِ من عدمها.
سيكون من الأفضل أن لا يعرف .. لربما برايلين يمتلك شيئًا ما تجاه لورين إلا أنه أغبى من أن يدرك ذلك الآن؟ سيكون فعلًا أمرًا مزعجًا له إن كان كل ما يتذكره حين ينظر إلى وجهها هو تلك المشاعر اللحظية البلهاء لصديقه الأبله .. نعم .. لن يخبره .. سينسى ذلك على أية حال.
نبس وايت مجيبًا عليهِ و هو يُمسِّد صدغَيهِ حيث أن الصداع قد كشر عن أنيابه بعدما ضعف عقله بسبب تلك القصة : لا تسألني أرجوك فأنا لا أعلم، ما الذي يجب أن أفعله؟
عقد برايلين يديهِ و علت وجهه ملامح التفكير الجدية لبضعةِ دقائق بينما تأمله وايت حتى فتح عينيه بعد أن سبق و أغمضهما ثم أفرج عن كلماته التي رتبها قبل لحظات : ما الذي تعتقده بشأنها؟
- و هل كنت لأحكيَ لك كل هذا إن كنت أعلم إجابة هذا السؤال؟
صرخ وايت بإجابتهِ متذمرًا من غباء برايلين، غمرهما الصمت لفترةٍ طويلةٍ فنطق أخيرًا : ماذا عنك برايلين؟
رفع ذلك المنادى رأسه نحو الجالس أمامه و هو يحمل نظراتٍ متسائلة تنم عن عدم فهمه لفحوى السؤال الذي ألقاه وايت قبل لحظات، نبس برايلين ببعض التعجب : ما الأمر؟ ماذا عني في ماذا؟
حملق وايت فيه لعدةِ ثوانٍ مع ابتسامةٍ مصطنعة فاشلة بينما يظن أن الماثل أمامها لم يدرك أي شيءٍ مما يحصل مع لورين، أزمع على أن يسأله رغم أنه لم يتوقع إجابةً منطقيةً أو طبيعية : ماذا عنك، ما الذي تعتقده بشأن لورين؟
جفل للحظةٍ بعد ذلك السؤال و حمل نظراتٍ متعجبة، ببطءٍ و حذر نطق برايلين و كأنه يتفادى الوقوع في فخٍ ما : لا أعلم؟ هي تقريبًا .. شخصٌ جيدُ كما أظن.
ضرب وايت جبينهُ ببطان كفهِ كدلالةٍ على يأسهِ من هذا الإنسان، يبدو أنه سيفهم السنة المقبلة حقيقة كونها تُكِن له بعض المشاعر، همهم وايت بشكلٍ ساخرٍ و أليم : أشعر بالأسى على أحدهم منذ الآن.
- لم يطلب منك أحدهم أن تحس بالأسى من أجله، ركز على ما تملكه من فوضى أولًا.
رد عليهِ برايلين بهذهِ الطريقة كي يوضح أهمية التركيز على في ما يملكه داخل رأسه، و على كلٍ فقد أحس بطريقةٍ ما أنه المعني بتلك الجملة إلا أنه فضل السكوت عن هذا .. بعد كل ما قاله فقدَ هذا الجالس رغبته في الحديث أكثر من ذلك.
كان وايت مترددًا .. مترددًا كثيرًا في إخبار برايلين جزءًا لم يذكره، هو حكى له كل ما حصل مع ڨيا لكنه لم يذكر له أبدًا تلك اللحظات الضئيلة و المعدودة التي خفق فيها قلبه من أجل ابتسامتها الملائكيةِ تلك .. أخافهُ ذلك نوعًا ما.
هل ينطق أم ماذا؟ لاحظ برايلين نظرة التفكير الممزوجة بالقلق على وجهه و تساءل إن كان هناك تتمة لكل ما قاله؟
- لستَ في حاجةٍ لقول أي شيء، سأتخيل نفسي سمعته.
نهض برايلين من على الأريكة بعدما همهم بتلك الجملة فنظر إليه وايت متعجبًا، يتخيل أنه سمعه؟ هل عرف؟ مستحيل .. هو أبله في هذهِ الأمور على أيةِ حال .. و إلا لكان عرف بأمر لورين أولًا.
عاد إلى ذاكرته ما تمتم به عندما كان ثملًا، لابد أنه سبب نوعًا من القلق لبرايلين .. و ما قاله عن لورين لم يُرِحه أبدًا.
شعر بالشفقة على حاله .. إنه بائسٌ يشعر بالفراغ .. ليس و كأنه أول من يعاني من هذا إلا أن هذا الأمر كان مزعجًا و لكنه في أكثر الأحيان يكون محزنًا، لم تكن مشاعر لطيفةً تلك التي غلفت قلبه خلال هذه الدقائق القليلة التي غابها برايلين.
- ذلك الوغد.
هسهس برايلين بتلك الجملة بعد أن فتح الثلاجة ليخرج أي شيءٍ يشغله عن الحديث معه لدقائق إلا أن الأمر انتهى به و هو يشرب علبة عصيرٍ بالإضافة لسحبه حبة تفاحٍ من أجل ذلك الأبله، ما الذي عناه بسؤاله عن ما يعتقده عنها .. كان يناقش نفسه هو الآخر البارحة .. بدا ذلك غريبًا بشكلٍ ساخرٍ مرير.
هناك شيءٌ لا يرغب وايت بالإفصاح عنه، كان ذلك مكتوبًا على جبينه إن صح التعبير، إنه يبدو ككتابٍ مفتوح .. أمامه على الأقل، كان يعرف ما يجول في رأسه .. إبقاء الأسرار ليس بالشيء الهين من الأساس و من الواضح أن وايت لا يريد أن يكون في الجانب الذي يمتلكها .. ترى ما هو هذا الشيء الخطير؟ عجز عن تخمين أي احتمالٍ ممكن .. هل قام بشيءٍ و يخشى من أن نظرة برايلين ستتغير تجاهه؟ ما مدى سوئه إذًا؟
حتى و إن كان ذلك صحيحًا .. كلا كلا عليه التوقف عن أخذ الأمور إلى المنحنى الخاطئ .. إن كان أمرًا يخصه فهو لن يضغط عليه بجميع الأحوال.
جمد للحظةٍ برايلين أمام الثلاجة أثناء تفكيره بكل هذا إلى أن سمع وايت يصيح به : أغلقها يا رجل و إلا ستفسد كل الموجود فيها.
رمش عدةَ مراتٍ مستعيدًا إدراكه لما حوله ثم أغلق الثلاجة، كان وايت يستمع إلى المياه المنسابة من الصنبور فلم يفهم ما يفعله .. ما يزال يصارع فكرة إخبارهِ من عدمها.
سيكون من الأفضل أن لا يعرف .. لربما برايلين يمتلك شيئًا ما تجاه لورين إلا أنه أغبى من أن يدرك ذلك الآن؟ سيكون فعلًا أمرًا مزعجًا له إن كان كل ما يتذكره حين ينظر إلى وجهها هو تلك المشاعر اللحظية البلهاء لصديقه الأبله .. نعم .. لن يخبره .. سينسى ذلك على أية حال.