📚شطر من نور📚
الفصل ( الثاني والستون )
⭐موسوعة قصص وروايات منوعة⭐
قناتنا على التلجرام ...
https://t.me/stories_Encyclopedia
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- ما كانت تلك الحركة المفاجأة يا رجل؟ لقد أرعبتني!
خاطبه وايت بتلك الكلمات متذمرًا من فعله غير المبرر ذاك، لحق به حتى وجده قد جلس على الأريكة الموجودة في غرفة المعيشة و المواجهة للطاولة التي حوَت باقة الزهور تلك بينما يحمل شيئًا لم يتبينهُ في يده.
برك أمامه ثم همّ ليسأله و هو يعدل جلسته : هل نهضت على عجلٍ لتجلب ذلك الشيء في يدك؟
رفع يده قليلًا كي يُرِيهُ ظهر تلك الورقة و هو يتحدث مفسرًا أفعاله : أتعني هذه؟ نعم .. ظننت أنني نسيتها في جيب سترتي البارحة لكن اتضح أنني وضعتها في درج خزانتي .. لم أُرِد لها أن تتلف.
لقد هرب، هرب مما تبقى من تلك الغرفة و لم يُرِد أن يعترف بالأمر إلا أن ذلك واضحٌ كوضوح الشمس .. لكن هروبهُ كان منطقيًا للغاية فهو خشيَ من أن يصيب تلك الصورة أي مكروه.
تأملها برايلين لثوانٍ حيث احتوت بداخلها ذلك المشهد الذي حاولت فيه كيلي جعله يبتسم بشدها لخديه .. كانت رؤيةُ هذهِ الصورة تزرع ابتسامةً صغيرةً على شفتيهِ بسهولةٍ تامة، أي نوعٍ من القوى هي هذه؟
لوهلةٍ تساءل إن كان كل ما مر به خلال ذلك الأسبوع حقيقيًا أم لا، ألا يهلوس بفعل عقله؟ هل حدث كل ذلك فعلًا؟
هل قامت سيدةٌ لا يعرفها و لها زوجٌ سابق يدين له بالرقص معه و تسليمه ابنتها كي يلاعبها .. هل تثق تلك البلهاء بالغرباء إلى هذا الحد؟ عندما فكر بالأمر من هذهِ الزاوية فقد بدا أغرب من أن يصدقه أحدٌ حتى .. كيف قام بكل تلك الأشياء يا ترى؟ تلك لم تكن سجيته على الإطلاق، كيف وصل إلى هنا في المقام الأول؟
لكن لسببٍ ما تذكر ذلك يبعث موجاتٍ ضئيلةً من الدفء في قلبه، لبرهةٍ أحس بأنه شخصٌ بسيطٌ للغاية رغم أن عقلهُ دومًا ما ينتهي الأمر به بزيادة تعقيد كل شيء.
أخذ يتأمل الصورة مع حفنةِ الأفكار المبعثة تلك و التي لا رابط بينها سوى حدوثها مؤخرًا .. أم أن هناك رابطةً لم يتعلم مسماها بعد؟
قسمات برايلين باتت طبيعيةً و هادئةً بشكلٍ شك فيه وايت أنه ينظر للشخص المتجهم نفسه، كاد الفضول يلتهمهُ ليعرف ما يدفعه لصنع هذا النوع من التعابير على وجهه.
ظهرت عليه آثار التحسن عند مقارنةِ حالهِ الآن بتلك التي كانت قبل بضعةِ أسابيع، أراحته تلك الحقيقة كثيرًا و شعر بأنه أنجز مهمتهُ على أكمل وجه .. سبق و أن طلبت نايلي منهما أن يعتنيا ببعضهما البعض و كان يخشى من أن يخالف ما تمنته و هي على سرير موتها.
و رغم كل أفكارهِ السابقةِ عن برايلين فقد أخذت تلك الكومة حيزًا صغيرًا من تفكيره حيث كان شغله الشاغل أن يدرك حقيقة ما يفكر فيه بشأن ڨيا .. لمَ تحديد الأمر أصعب مما تصوره من قبل؟ لعل ذلك يرجع إلى كونها مرته الأولى في التعامل مع هكذا نوع من المشاعر، أو لأنه و بشكلٍ مبسط لم يعد يثق بمشاعره المعطوبة و التي فقدت مرونتها و باتت تتأثر بأي شيءٍ كان.
بالإضافة إلى هذا فقد وقعت عيناهُ على باقة الزهور تلك و التي أوشكت على الذبول، أعادت رؤيتها رسم لورين أمام ناظريه .. تلك المرأة التي تبدو غامضةً على نحوٍ ما .. هناك أمرٌ ما وراء تصرفاتها لكنه عاجزٌ عن إيجاد القطعة التي تربط بقية أجزاء الأحجية معًا.
كلٌ منهما سرح في أفكارهِ متناسيًا وجود الآخر، لم يكن ذلك جديدًا عليهما على أيةِ حال .. في الواقع صمتهما كان نوعًا من المقطوعة الموسيقية التي تصفي الذهن بالنسبةِ لكل واحدٍ منهما.
بعد مضي فترةٍ ليست بالطويلة رفع برايلين رأسه أخيرًا لينظر إلى وايت حيث كان يتفرس إناء الزهور ذاك، كان واثقًا من أنه يفكر في تلك الممرضة المستجدة .. همهم ساخرًا منه : ما بك وايت؟ تتصرف كما لو أنها أول و آخر ممرضةٍ في هذا الوجود.
تمزقت أفكاره المتينة فجأةً بفعل كلام صديقه مما سبب له رجفةً مفاجئة لم تدم لأجزاءٍ من الثانية بعد أن رفع رأسه نحوه، أجابه و هو يظهر ابتسامةً ضئيلةً بعد أن نال منه بالفعل : لا تتحدث إلي هكذا، كما تعلم إنه ليس بشيءٍ تدركه على أية حال.
هربت ضحكةٌ ساخرةٌ من بين شفتيهِ ثم أزاح تلك الصورةَ عن مرآى بصرهِ قليلًا ليجيب على تهكمهِ السابق بقوله : مقارنةً بطبيبٍ عبقريٍ يجذب النساء من كل حدبٍ و صوب بالطبع لست أملك فرصةً مع دماغيَ المتحجر هذا .. أليس كذلك؟
زفر وايت الهواء المتواجد في رئتيهِ بعد أن استحلّت وجهه ابتسامةٌ ضئيلةٌ على ذلك الاستهزاء، هو يعلم بأن مقدرة فهمه لمشاعر أحدهم تساوي مقدرة قردٍ على حل أحجية .. قد يصل إليها و لكن بعد عناءٍ طويل .. الأدهى و الأمر هو أنه قد لا يفعل، و لذلك تمتم باستسلامٍ متجنبًا الخوض في هذا : ما رأيك بوضع ضماداتٍ جديدة؟ ما تزال تلك الآثار موجودةً على أيةِ حال.
الفصل ( الثاني والستون )
⭐موسوعة قصص وروايات منوعة⭐
قناتنا على التلجرام ...
https://t.me/stories_Encyclopedia
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- ما كانت تلك الحركة المفاجأة يا رجل؟ لقد أرعبتني!
خاطبه وايت بتلك الكلمات متذمرًا من فعله غير المبرر ذاك، لحق به حتى وجده قد جلس على الأريكة الموجودة في غرفة المعيشة و المواجهة للطاولة التي حوَت باقة الزهور تلك بينما يحمل شيئًا لم يتبينهُ في يده.
برك أمامه ثم همّ ليسأله و هو يعدل جلسته : هل نهضت على عجلٍ لتجلب ذلك الشيء في يدك؟
رفع يده قليلًا كي يُرِيهُ ظهر تلك الورقة و هو يتحدث مفسرًا أفعاله : أتعني هذه؟ نعم .. ظننت أنني نسيتها في جيب سترتي البارحة لكن اتضح أنني وضعتها في درج خزانتي .. لم أُرِد لها أن تتلف.
لقد هرب، هرب مما تبقى من تلك الغرفة و لم يُرِد أن يعترف بالأمر إلا أن ذلك واضحٌ كوضوح الشمس .. لكن هروبهُ كان منطقيًا للغاية فهو خشيَ من أن يصيب تلك الصورة أي مكروه.
تأملها برايلين لثوانٍ حيث احتوت بداخلها ذلك المشهد الذي حاولت فيه كيلي جعله يبتسم بشدها لخديه .. كانت رؤيةُ هذهِ الصورة تزرع ابتسامةً صغيرةً على شفتيهِ بسهولةٍ تامة، أي نوعٍ من القوى هي هذه؟
لوهلةٍ تساءل إن كان كل ما مر به خلال ذلك الأسبوع حقيقيًا أم لا، ألا يهلوس بفعل عقله؟ هل حدث كل ذلك فعلًا؟
هل قامت سيدةٌ لا يعرفها و لها زوجٌ سابق يدين له بالرقص معه و تسليمه ابنتها كي يلاعبها .. هل تثق تلك البلهاء بالغرباء إلى هذا الحد؟ عندما فكر بالأمر من هذهِ الزاوية فقد بدا أغرب من أن يصدقه أحدٌ حتى .. كيف قام بكل تلك الأشياء يا ترى؟ تلك لم تكن سجيته على الإطلاق، كيف وصل إلى هنا في المقام الأول؟
لكن لسببٍ ما تذكر ذلك يبعث موجاتٍ ضئيلةً من الدفء في قلبه، لبرهةٍ أحس بأنه شخصٌ بسيطٌ للغاية رغم أن عقلهُ دومًا ما ينتهي الأمر به بزيادة تعقيد كل شيء.
أخذ يتأمل الصورة مع حفنةِ الأفكار المبعثة تلك و التي لا رابط بينها سوى حدوثها مؤخرًا .. أم أن هناك رابطةً لم يتعلم مسماها بعد؟
قسمات برايلين باتت طبيعيةً و هادئةً بشكلٍ شك فيه وايت أنه ينظر للشخص المتجهم نفسه، كاد الفضول يلتهمهُ ليعرف ما يدفعه لصنع هذا النوع من التعابير على وجهه.
ظهرت عليه آثار التحسن عند مقارنةِ حالهِ الآن بتلك التي كانت قبل بضعةِ أسابيع، أراحته تلك الحقيقة كثيرًا و شعر بأنه أنجز مهمتهُ على أكمل وجه .. سبق و أن طلبت نايلي منهما أن يعتنيا ببعضهما البعض و كان يخشى من أن يخالف ما تمنته و هي على سرير موتها.
و رغم كل أفكارهِ السابقةِ عن برايلين فقد أخذت تلك الكومة حيزًا صغيرًا من تفكيره حيث كان شغله الشاغل أن يدرك حقيقة ما يفكر فيه بشأن ڨيا .. لمَ تحديد الأمر أصعب مما تصوره من قبل؟ لعل ذلك يرجع إلى كونها مرته الأولى في التعامل مع هكذا نوع من المشاعر، أو لأنه و بشكلٍ مبسط لم يعد يثق بمشاعره المعطوبة و التي فقدت مرونتها و باتت تتأثر بأي شيءٍ كان.
بالإضافة إلى هذا فقد وقعت عيناهُ على باقة الزهور تلك و التي أوشكت على الذبول، أعادت رؤيتها رسم لورين أمام ناظريه .. تلك المرأة التي تبدو غامضةً على نحوٍ ما .. هناك أمرٌ ما وراء تصرفاتها لكنه عاجزٌ عن إيجاد القطعة التي تربط بقية أجزاء الأحجية معًا.
كلٌ منهما سرح في أفكارهِ متناسيًا وجود الآخر، لم يكن ذلك جديدًا عليهما على أيةِ حال .. في الواقع صمتهما كان نوعًا من المقطوعة الموسيقية التي تصفي الذهن بالنسبةِ لكل واحدٍ منهما.
بعد مضي فترةٍ ليست بالطويلة رفع برايلين رأسه أخيرًا لينظر إلى وايت حيث كان يتفرس إناء الزهور ذاك، كان واثقًا من أنه يفكر في تلك الممرضة المستجدة .. همهم ساخرًا منه : ما بك وايت؟ تتصرف كما لو أنها أول و آخر ممرضةٍ في هذا الوجود.
تمزقت أفكاره المتينة فجأةً بفعل كلام صديقه مما سبب له رجفةً مفاجئة لم تدم لأجزاءٍ من الثانية بعد أن رفع رأسه نحوه، أجابه و هو يظهر ابتسامةً ضئيلةً بعد أن نال منه بالفعل : لا تتحدث إلي هكذا، كما تعلم إنه ليس بشيءٍ تدركه على أية حال.
هربت ضحكةٌ ساخرةٌ من بين شفتيهِ ثم أزاح تلك الصورةَ عن مرآى بصرهِ قليلًا ليجيب على تهكمهِ السابق بقوله : مقارنةً بطبيبٍ عبقريٍ يجذب النساء من كل حدبٍ و صوب بالطبع لست أملك فرصةً مع دماغيَ المتحجر هذا .. أليس كذلك؟
زفر وايت الهواء المتواجد في رئتيهِ بعد أن استحلّت وجهه ابتسامةٌ ضئيلةٌ على ذلك الاستهزاء، هو يعلم بأن مقدرة فهمه لمشاعر أحدهم تساوي مقدرة قردٍ على حل أحجية .. قد يصل إليها و لكن بعد عناءٍ طويل .. الأدهى و الأمر هو أنه قد لا يفعل، و لذلك تمتم باستسلامٍ متجنبًا الخوض في هذا : ما رأيك بوضع ضماداتٍ جديدة؟ ما تزال تلك الآثار موجودةً على أيةِ حال.