📮 تَهافُتُ الفَسَابِكة 📮

" قال الأصمعي :
قيل لرجل معروف بالكذب ، هل صدقت يوما ؟
قال: أخاف أن أقول: لا
فأصدق. "

‏«جمود العين في موقف الحزن ليس أقسى من جمود القرائح في موقف الضيق؛ تهتزم النفس في سخط صامت، وتغلي الصدور غليان المراجل، ثم لا تفصم إلا عن زفرة تخفّف فيها وقعَ هذا الوطيس.»

عندما يأتي شخص فجأة ويكتب قصيدة وينشرها دون أن يكون شاعرا أو أن يكون قد سبق له أن نشر قصيدة فاعلموا أنه قد وقع في الحب وقوع الأرنب في المصيدة المحكمة وأنه قد أصبح شاعرا وأن الفيسبوك سيتزلزل بأشعاره الغريبة العجيبة التي ستتوالد أسرع من الأرانب وأجمل منها وأرقّ منها بكل رداءتها.

م.ب

وقال أَبُو الفَيْض بن أُميه:
إن أَخا الهَيْجَاءُ من يَسْعَى مَعَكْ ... وَمَنْ يَضرُّ نَفْسَهُ لينفَعَكْ

أنظارُنا المشدودةُ إلى المغني الشّعبي لا تسهو. والقيطونُ الكبيرُ فضاءٌ رحبٌ. يستطيعُ أن يجمعَ كلَّ هذه الرؤوسَ الـمُطربَشةَ والـمُعمَّمَة والحليقةَ أيضا. حتّى فقيهُ القريةِ استطعتُ أن أرصُدَ "قُبّ" جلبابِه الحادِّ قُربَ منصّةِ العُرسِ مثلَ جبلٍ صغير. كانتِ الرؤوسُ تتمايلُ في تفاعلٍ وتناغُمٍ غريبيْن مع كمنجةِ المطربِ ذي الشّاربِ الملفوف. لكنَّ قُبَّ الفقيهِ بقيَ ثابتاً لا يتململ. وحتّى إذا ما فعل، فلن يكون إلا لالتقاطِ حركة هاته الخلائقِ الّتي ضمَّها هذا القيطونُ العظيم هذه الليلة. قد يتأسّفُ إذا ما تذّكرَ ألا أحدَ منهم تخطّى يوماً عتبةَ مسجده. أستغفرُ الله. إنّهُ بيْتُ الله، قد يقول في نفسه، ثمّ يستطرِد: "لكنَّها الفتنة الّتي أخبر عنها السيد النّبي قبلَ قرون! وانظُرْ إلى هذا القيطونِ! أليس أوسع من أيّ بيت بهذه القرية؟ لكنّه بالتأكيد ليس أوسعَ من رحمة الله، وأستغفر الله مرّة أخرى!"
ما لي والفقيهُ أنا الضّيفُ الغريبُ عن هذه القريةِ؟ أجلسُ منزوياً بأحَد أركانه وقَد ارتعدَتْ فرائصي. عيناي على صدورِ "الشيخاتِ" النّاهدةَ ومؤخراتهِن الّتي تتحرّك مثلَ مِقوَدِ سيارة تخوض منعرجات متتالية. ويدي على قلبي، الذي نزل بقدرة قادر إلى ساقي، حيث يقبعُ الغليون الثلاثي. كنتُ أخبئه داخل جوربي في حذر. وقد همسَ مُرافقي قبل قليل في أذني مُحذّراً: "الجّوندارْم!". وأنا أريد أن أدخّنَ أيها العالم. بي رغبة جامحة إلى سَحْبِ تنهيدة من داخلِ الغليون، ثمّ أزفرَ رمادَه المحترقَ مودِعاً مع دخانهِ هذه الرّغبةَ التي قدَحَها تمايُلُ الشيخاتِ على المنصّةِ الواطئة. وكلّما عاودتُ تحسُّسَ جوربي في توجّس، دنا الصّديق من أذني كالرّقيبِ العتيدِ هامِساً "الدّرك خلف القيطون!". ورُحماك يا الله!
الليلُ بهيمٌ، والنجومُ خابِيَةٌ في السّماء. ولا شيءَ على هذهِ الأرضِ غيرُ الأقدامِ الّتي تدقُّ أنصافَ البراميلِ بكُل قوة، والمغني يتمادى في هَجْو الغربة الخائنة الّتي أخذتْ محبوبتَه إلى "ميلانو"، مُطْبِقاً بقبضته على عُنقِ الكمنجةِ كما الدجاجة، فتهتزُّ التعاريجُ على أكتافِ أفراد ِالجوقِ في حماس، بينما شيخاتُه يَــجُسْنَ خلالَ الصّفوفِ العطشى إلى استنشاق رائحة النهود. أرقبُ قبَّ الفقيه من خلف الرؤوس من جديد، فيتبدّى ساكنا يأبى الحركة. لا بُدّ أنهُ زاهدٌ في كلّ هذا. ولا بُدّ أنهُ يتساءلُ أيضا كيف أوصلتهُ الخطواتُ الطّاهرةُ الّتي لا تعرفُ من سبيلٍ غيرِ المحراب، إلى محجِّ الشياطينِ هذا؟ إنهُ فقيه القرية. ومن ذا الّذي يجرؤ على إشعال نار تحت قدور الولائم دون دعوته. وهو يُقسِمُ أن حُجاج بيت الله الحرام إنما يضيعون أموالهم ويتكبّدون عناء السّفرِ لرمي الجمرات، وشياطينُ العالم كلُّها مجتمعةٌ داخل هذا القيطون. ماذا لو توكّأ الآن على عُكّازه مخاطباً إياهم بالموعظة الحسنة؟ ماذا لو أنذرَهم ليومٍ عظيم؟ ذلك اليوم الذي يرونهُ بعيداً ويراهُ قريبا. لحظة! لو نطقَ بهذه العبارةِ بالتّحديدِ لتدخّلَ صاحبُ العُرسِ ليطلُبَ من البعيدين عنِ المنصّةِ الاقترابَ أكثر. سيعتقدُ أنه يقصدُ صدرَ الشيخةِ النّافرِ الذي يروْنَهُ بعيداً فيما يراهُ الفقيه قريبا لِدُنوِّ مكانِه من المنصّةِ. لو حصلَ ذلك لرفعَ الجميع عقيرَتهم بالصّفير والتّهليل لحِكمة الفقيهِ الطّيب. أما الموعظةُ فلن يفهمَ أحدٌ مَــتْنَها كما لم يتسنَّ لهم أن يفقهوا كلمةً واحدةً من خُطَب الجمعة الّتي دأب على تلاوتها على أسماع هؤلاء الأموات. "أستغفرُ الله العظيم"، يغمغم الفقيه للمرّة الثالثة، ويتذكّرُ حكمةً شعبية قديمة تقول: "شحال قدّ من استغفر الله يا البايت بلا عشا؟". والفقيه استغفرَ الله ثلاث مرّات هذه الليلة، وصاحبُ العرس لم يأمُرْ بعدُ بإنزالِ الموائدِ. وسيارة الـ"دّجيب" في الخارج تتربّصُ بجنباتِ القيطون مثلَ عقربِ الصّيف، ويدي على جوربي وفمُ الصّديق على أذني ورحماك يا الله!
الليلُ تشتدّ حلكتهُ ونجومه توغِلُ في خبوها، ولولا مصابيح المنصّة لما عنَّتْ رؤوس نساء القرية خلفَ الجُديَةِ وهنّ يراقبن أزواجهن مترنّحين بين صدورِ الشيخات. ستضربُ قروية يفترض أن اسمها "يامنة" على كتِفِ رفيقتها قائلة في خُبث:
- انظري إلى زوجك السي "عبد القادر"، لا يزالُ فحلاً!
وستغطي "يامنة" المفترض حياؤها نصف وجهها بالملحاف في زهوٍّ خفيّ، ثم تَكِزُ مخاطبتها هامسة:
- اخرسي، الله يمسخك!
لكنَّ الله لم يمسخ أحداً تلك الليلة، وحدهُ العطّارُ شوهدَ محمولاً على الأكتاف. وقالَ أحد المدعويّن وعلى شفتيه سيجارةٌ محترقة:
- الخمر غدّار.. الخمر يهودي!
التقطتِ العبارةَ أذنا المطرب لحظة استراحة، فدعس فورا عقب سيجارته بحذائه، ليهرول إلى كمنجته من جديد، ناسجا منها مقدّمةَ أغنية عن الخمر وبلاد اليهود.. تلك الأرض التي سلبته محبوبتَهُ قبل سنين..

#قصص_من_المغرب

#بن_صابر

أحَبَّك مَنْ أَحَبَّك غَيْرَ أَنِّــــــــي
وَإِنْ لَمْ تَدْرِ أَصْدَقُ مَنْ أَحَبَّــكْـ

مُحَمَّد عُرَيْج

تحدَّثَ ابْنُ الْخَطِيب في (نفاضة الجراب في علالة الاغتراب) عن انتشار الحشيش في غرناطة في القرن الثامن الهجري ، ويؤيد ذلك ما أورده بعض الشعراء عن تفضيل الحشيش على الخمر كقول الشاعر الغرناطي ابن الوحيد (ت) 711 :

وَخضراء بَلْ لا تفعل الخمرُ فعلَها
لها وَثَبَاتٌ في الحــــــشا و ثَبَاتُ

تؤجج نارا في الحشَا وهي جَنَّةٌ
وتبدي لذيذَ العيشِ وهيَ نَبَـــاتُ

( البيتان واردان في درة الحجال لابن القاضي )

(تدوينة قديمة )

حين يمر بذهني قولُ أبي نواس (الحسن بن هانئ) في محبوبته جنان :

( يا مَعشَرَ الناسِ فَاسمَعوهُ وَعوا °° " إِنَّ جِناناً صَديقَةُ الحَسَنِ " )

أتخيل أن له حساباً بالفيسبوك ..

بَاب فِي الرَّجل يَتزَوَّج المَرأة الفَقيهَة،
فَلَا يَستطيع التَّخلُّصَ مِنها! 🤓

نَظرَ رَجلٌ إلَى ٱمرأتهِ وَهيَ صَاعدَة فِي السُّلم، فقَال لَها: أنتِ طَالق إنْ صعَدتِ، وَطَالق إنْ نَزلتِ، وَطَالق إنْ وَقفتِ!
فرَمت نَفسهَا إلَى الأرضِ، فقَال لَها:
فداكِ أبِي وَأُمِّي، إنْ مَات الإمَام مَالك ٱحتَاج إليكِ أهلُ المَدينَة فِي أحكَامهم.

-المستَطرف للأشبيهِي.

إِنَّ المليحة من تُزيِّنُ حَليَها
لا من غَدت بحُليِّها تتزيَّنُ!
- ابن برد🌸🕊

قالَ أحدُ النُحاة :
رأيت رجلًا ضريرا يسأل الناس ويقول :
ضعيفا مسكينا فقيرا !!
فقلت له : ياهذا ... علامَ نصبت (ضعيفًا مسكينًا فقيرًا؟؟)
فقال : بإضمار "ارحـــمـــوا" !!
قال النحوي : فأخرجت كل ما معي من نقود وأعطيته إياها فرحا ً بما قال!!