كانَ يومًا طويلًا، ممتلئٌ بالأحداث، مَشاكِل، ومغامرات، وعَمَل، وقراءة خلسة، أعود للبيتِ أحمدُ اللهَ على نِعمه
قبلَ صلاة العِشاء، شارفتُ على تركِ هاتفي المَحمُول، فتصلني رسالة في اللحظة الأخيرة: حمزة محمد أبو عودة في ذمة الله دعواتكم له بالرحمة والمغفرة 💔
الٱن هل عليَّ أن أصدِّق بكل هذه السهولة أنَّ حمزة انتقل إلى جوار الله؟، هكذا فجأة تريدني أن أتقبَّل الأمر!
لحظة لحظة، حمزة يحب المزاح، لكن هل يفعلها وتكون هذه مقلب؟
دخلت صفحته الشخصية، منشوران يحملان الحزنَ في كلماتهم، ونعي الفقيد، هذا أيضا لتمرير المقلب، لن أصدق بهذه السهولة قلت لكم
سألت أحدهم، طلبت منه تصوير بيت العزاء، وطلبتُ من شخص قريب أن يتأكد من صحة الخبر، وسألت جار له، وأرسلتُ لقريبٍ له، صديقٌ له، روحيَن في زجاجة!
الكُل أجمع على أنه علي أن أصدّق، حسنا، سأحاول، ولكن أن تصلني صورته تُثبِتُ أنه فارق الحياة، ويسألني المُرسِل: اقتنعت؟
نعم، اقتنعت
ولكن مَن يُقنعُ قلبي، أنَّ الذي كان يُسابقني في صاحب النفس الأطول تحت الماء في ٱخر رحلة، قد رحل
كيف أتقبَّل فكرة الشاب الذي كُنَّا نختم منهج الفصل الدراسي الجامعي في الساعة قبل الاختبار، برفقتنا بعض الأصدقاء
هل تريدني أنساه الذي ما زال يناديني: قِف، خذ صورة، ولَم يُرسِل سوى واحدة!
نجلس في الباص، فلا تمر دقيقة دون أن نضحك، ذلك الباص لم يكن في طريقي، ولكنني كنت أجلس معه ريثما يمشي
أتذكَّر ذهابنا للجامعة الأخرى، لأن مطعمها أفضل، فيكون إفطار جماعي، يزيده جمالًا تلطيف حمزة الأجواء
حمزة.. مَن حَمزة، إنك تقول صاحب الرأي السليم، والفِكر القَويم، وحُبِّ الحق، وبُغض الباطل، وجهاد الكلمة، ونقاء القلب، وصفاء الروح، وخفة الظِّل، والجدية في العمل، والإتقان في الواجبات
أتذكَّر جيدًا عندما ساعدني بشكل أساسي وكبير في إحدى نصوصي ونَحنُ في المحاضرة، ونالَ هذا النَّص محبة دون غيره، كثيرا كان حمزة إنسان
أتذكَّر أيضا أنني عليَّ أن أدعو له من قلبي، فليس ينفعه بُكاء، ولا عويل، وأسأل الله أن يرحمه ويتقبله ويرزقه الجنة، ويُزَوِّجه الحور العين التي كان يتمنى
وأن يربط على قلب أهله، وكل من عرفه
رحمك الله يا حمزة
- صديقك الذي يحبّك، وفرقتكما الأيام، وجمعتكما مكالمات متقطعة بين الحين والٱخر، ودامَت المودّة رغم ذلك
مَحمُود عبدالله
قبلَ صلاة العِشاء، شارفتُ على تركِ هاتفي المَحمُول، فتصلني رسالة في اللحظة الأخيرة: حمزة محمد أبو عودة في ذمة الله دعواتكم له بالرحمة والمغفرة 💔
الٱن هل عليَّ أن أصدِّق بكل هذه السهولة أنَّ حمزة انتقل إلى جوار الله؟، هكذا فجأة تريدني أن أتقبَّل الأمر!
لحظة لحظة، حمزة يحب المزاح، لكن هل يفعلها وتكون هذه مقلب؟
دخلت صفحته الشخصية، منشوران يحملان الحزنَ في كلماتهم، ونعي الفقيد، هذا أيضا لتمرير المقلب، لن أصدق بهذه السهولة قلت لكم
سألت أحدهم، طلبت منه تصوير بيت العزاء، وطلبتُ من شخص قريب أن يتأكد من صحة الخبر، وسألت جار له، وأرسلتُ لقريبٍ له، صديقٌ له، روحيَن في زجاجة!
الكُل أجمع على أنه علي أن أصدّق، حسنا، سأحاول، ولكن أن تصلني صورته تُثبِتُ أنه فارق الحياة، ويسألني المُرسِل: اقتنعت؟
نعم، اقتنعت
ولكن مَن يُقنعُ قلبي، أنَّ الذي كان يُسابقني في صاحب النفس الأطول تحت الماء في ٱخر رحلة، قد رحل
كيف أتقبَّل فكرة الشاب الذي كُنَّا نختم منهج الفصل الدراسي الجامعي في الساعة قبل الاختبار، برفقتنا بعض الأصدقاء
هل تريدني أنساه الذي ما زال يناديني: قِف، خذ صورة، ولَم يُرسِل سوى واحدة!
نجلس في الباص، فلا تمر دقيقة دون أن نضحك، ذلك الباص لم يكن في طريقي، ولكنني كنت أجلس معه ريثما يمشي
أتذكَّر ذهابنا للجامعة الأخرى، لأن مطعمها أفضل، فيكون إفطار جماعي، يزيده جمالًا تلطيف حمزة الأجواء
حمزة.. مَن حَمزة، إنك تقول صاحب الرأي السليم، والفِكر القَويم، وحُبِّ الحق، وبُغض الباطل، وجهاد الكلمة، ونقاء القلب، وصفاء الروح، وخفة الظِّل، والجدية في العمل، والإتقان في الواجبات
أتذكَّر جيدًا عندما ساعدني بشكل أساسي وكبير في إحدى نصوصي ونَحنُ في المحاضرة، ونالَ هذا النَّص محبة دون غيره، كثيرا كان حمزة إنسان
أتذكَّر أيضا أنني عليَّ أن أدعو له من قلبي، فليس ينفعه بُكاء، ولا عويل، وأسأل الله أن يرحمه ويتقبله ويرزقه الجنة، ويُزَوِّجه الحور العين التي كان يتمنى
وأن يربط على قلب أهله، وكل من عرفه
رحمك الله يا حمزة
- صديقك الذي يحبّك، وفرقتكما الأيام، وجمعتكما مكالمات متقطعة بين الحين والٱخر، ودامَت المودّة رغم ذلك
مَحمُود عبدالله