المدرسة الحنبلية العراقية dan repost
لا تأخذ المذهب من غير المتخصصين به ...
نطالع في صفحات وجه الكتاب ( facebook) أو مواقع تواصل أخرى مقالات ومنشورات ــ غالبها إن لم نقل عامتها ــ لطلبة علم من الشباب ، يسودون صفحاتهم بسرد كلام مجتزأ من هنا ومنقول من هناك.
والمنتشر على الصفحات الآن واحد من هؤلاء :
* إما من غير المتخصصين بالمذهب الحنبلي كأن يكون حنفي ، أو مالكي أو شافعي أو متخصص بعلم الحديث . فهؤلاء مؤكد ليسوا من أهل الإختصاص في المذهب الحنبلي .
وأربأ بأحد ممن ينتسبون للمذاهب الثلاثة أو متخصص بالحديث أن يقحم نفسه في أمر ليس من اختصاصه ، وكلامي ليس محصورًا في المذهب الحنبلي بل في الجميع.
*وإما ممن قرأ هنا وهناك ولا زال شابًا ، فيريد أن يقدم شيئًا ما ؛ لكن ليس على حساب أن ينسب لعلماء مذهب بأكمله ما لم يقولوه !.
*أو أنه يردد ما يسمعه من هنا وهناك دون دراية بما يكتبه .
والنوعان الأخيران هم الغالب الذين يشغلون أنفسهم في أمر هم ليسوا من أهله ولا اختصاصه ، وليس لهم شيء مما يكتبون سوى عبارة ( المذهب الحنبلي) وقد أوقعوا أنفسهم والناس في حيص بيص ( حيرة واختلاط من أمرهم) لأنهم يتكلمون في مسألة لا ناقة لهم فيها ولا جمل .
وسواء في الأصول ( العقيدة ) أو الفروع ، أو التدرج العلمي لدراسة المذهب بعلومه كلها
فالمذهب لا يؤخذ إلا ممن خَبِرَ واختص بأصوله (العقيدة) وفروعه وقواعده ومداركه ومآخذه ، وتضلع منه من جميع جوانبه، ليس ممن يدعيه ، أو بالانتساب بالاسم .
فالذي يتألم من رأسه من غير المعقول أن يذهب إلى ميكانيكي أو من يتعطل هاتفه يذهب إلى طبيب ؟!
فالكلام في العلم كالوصفة الطبية ، فإذا كانت الوصفة الطبية صدرت من غير طبيب قتلت المريض ، فكذلك الكلام في العلم والمعتقد ووصفة التدرج العلمي أيضًا تقتل الجاهل.
ونصيحة لكل طالب علم ..
التكلم بما لا تتقنه ونسبته إلى إمام أو مذهب غير متخصص به ، فإنه افتراء على العلماء .
قال الفاروق رضي الله عنه : "أيها الناس إني أكلمكم بالكلام فمن حفظه فليحدث به حيث انتهت به راحلته ، ومن لم يحفظه فأحرج بالله على امرئ أن يقول عليّ ما لم أقل".طبقات ابن سعد (3/286).
وفي هذا تحريم الكذب على العلماء والافتراء عليهم وتقويلهم مالم يقولوا ونسبة الأقوال الباطلة إليهم وأن هذا من أعظم الإثم والعدوان .
والإمساك عما لا تعلمه ليس عيبًا بل هو عين السلامة .
وقد قال الإمام الشافعي رضي الله عنه :
" وقد تكلم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلم فيه منه لكان الامساك أولى به أقرب من السلامة له إن شاء الله". الرسالة (136).
قال الحافظ بن حجر رحمه الله : " من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب " الفتح.
قال الشيخ المحدث أحمد شاكر - رحمه الله تعالى :
" هي كلمة حكيمة ، وحكمة نادرة ، قالها الحافظ بن حجر العسقلاني ، وقد قال هذه الحكمة الصادقة في شأن رجل عالم كبير ،من طبقة شيوخه ، وهو محمد بن يوسف الكرماني شارح البخاري إذ تعرض في شرحه لمسألة من دقائق فن الحديث لم يكن من أهلها ، على علمه وفضله ، فتعرض لما لم يتيقن معرفته ، والكرماني هو الكرماني ، وابن حجر هو ابن حجر".
وأخيرًا اجعل تقوى الله عزوجل بين عينيك ومخافته بين يديك
لأن العلم ثمرته العمل .
وكتب
فارس بن فالح الحنبلي
24 ربيع الأول 1439
12 / 12 / 2017
نطالع في صفحات وجه الكتاب ( facebook) أو مواقع تواصل أخرى مقالات ومنشورات ــ غالبها إن لم نقل عامتها ــ لطلبة علم من الشباب ، يسودون صفحاتهم بسرد كلام مجتزأ من هنا ومنقول من هناك.
والمنتشر على الصفحات الآن واحد من هؤلاء :
* إما من غير المتخصصين بالمذهب الحنبلي كأن يكون حنفي ، أو مالكي أو شافعي أو متخصص بعلم الحديث . فهؤلاء مؤكد ليسوا من أهل الإختصاص في المذهب الحنبلي .
وأربأ بأحد ممن ينتسبون للمذاهب الثلاثة أو متخصص بالحديث أن يقحم نفسه في أمر ليس من اختصاصه ، وكلامي ليس محصورًا في المذهب الحنبلي بل في الجميع.
*وإما ممن قرأ هنا وهناك ولا زال شابًا ، فيريد أن يقدم شيئًا ما ؛ لكن ليس على حساب أن ينسب لعلماء مذهب بأكمله ما لم يقولوه !.
*أو أنه يردد ما يسمعه من هنا وهناك دون دراية بما يكتبه .
والنوعان الأخيران هم الغالب الذين يشغلون أنفسهم في أمر هم ليسوا من أهله ولا اختصاصه ، وليس لهم شيء مما يكتبون سوى عبارة ( المذهب الحنبلي) وقد أوقعوا أنفسهم والناس في حيص بيص ( حيرة واختلاط من أمرهم) لأنهم يتكلمون في مسألة لا ناقة لهم فيها ولا جمل .
وسواء في الأصول ( العقيدة ) أو الفروع ، أو التدرج العلمي لدراسة المذهب بعلومه كلها
فالمذهب لا يؤخذ إلا ممن خَبِرَ واختص بأصوله (العقيدة) وفروعه وقواعده ومداركه ومآخذه ، وتضلع منه من جميع جوانبه، ليس ممن يدعيه ، أو بالانتساب بالاسم .
فالذي يتألم من رأسه من غير المعقول أن يذهب إلى ميكانيكي أو من يتعطل هاتفه يذهب إلى طبيب ؟!
فالكلام في العلم كالوصفة الطبية ، فإذا كانت الوصفة الطبية صدرت من غير طبيب قتلت المريض ، فكذلك الكلام في العلم والمعتقد ووصفة التدرج العلمي أيضًا تقتل الجاهل.
ونصيحة لكل طالب علم ..
التكلم بما لا تتقنه ونسبته إلى إمام أو مذهب غير متخصص به ، فإنه افتراء على العلماء .
قال الفاروق رضي الله عنه : "أيها الناس إني أكلمكم بالكلام فمن حفظه فليحدث به حيث انتهت به راحلته ، ومن لم يحفظه فأحرج بالله على امرئ أن يقول عليّ ما لم أقل".طبقات ابن سعد (3/286).
وفي هذا تحريم الكذب على العلماء والافتراء عليهم وتقويلهم مالم يقولوا ونسبة الأقوال الباطلة إليهم وأن هذا من أعظم الإثم والعدوان .
والإمساك عما لا تعلمه ليس عيبًا بل هو عين السلامة .
وقد قال الإمام الشافعي رضي الله عنه :
" وقد تكلم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلم فيه منه لكان الامساك أولى به أقرب من السلامة له إن شاء الله". الرسالة (136).
قال الحافظ بن حجر رحمه الله : " من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب " الفتح.
قال الشيخ المحدث أحمد شاكر - رحمه الله تعالى :
" هي كلمة حكيمة ، وحكمة نادرة ، قالها الحافظ بن حجر العسقلاني ، وقد قال هذه الحكمة الصادقة في شأن رجل عالم كبير ،من طبقة شيوخه ، وهو محمد بن يوسف الكرماني شارح البخاري إذ تعرض في شرحه لمسألة من دقائق فن الحديث لم يكن من أهلها ، على علمه وفضله ، فتعرض لما لم يتيقن معرفته ، والكرماني هو الكرماني ، وابن حجر هو ابن حجر".
وأخيرًا اجعل تقوى الله عزوجل بين عينيك ومخافته بين يديك
لأن العلم ثمرته العمل .
وكتب
فارس بن فالح الحنبلي
24 ربيع الأول 1439
12 / 12 / 2017