✶ الحـلقـ4⃣5⃣ـة.tt ✶
طرقات والدها على الباب تزامنت مع إغلاقها للنافذة..
لم تستطع أن تخفي عبراتها..
جلس عبد الرحمن بجانب ابنته وجذبها لتستند على صدره وقال:
ـ ناس مزعجين قوي.. بس احتمال يمشوا كمان شهرين أو ثلاثة.
إيناس:
ـ هما مين دول؟
عبد الرحمن:
ـ اللي سكنوا في شقة شريف.
إيناس:
ـ خلاص ما بقتش شقة شريف.
عبد الرحمن:
ـ لو متضايقة ممكن أرجع أستأجرها تاني.
رفعت رأسه وقالت بإصرار:
ـ لأ.
عبد الرحمن:
ـ لأ مش عايزة؟
إيناس:
ـ ما لوش لزوم ولا معنى ولا حيجمل الحقيقة.. بس هو عايش جوايا يا بابا.. والله عايش جوايا.
عبد الرحمن:
ـ عارف يا حبيبتي.. عارف.
إيناس:
ـ طيب ليه المفروض أنساه؟.. ليه إنتم عايزيني أنساه؟..
عبد الرحمن:
ـ لا.. إحنا مش عايزينك تنسيه.. حتنسي جوزك إزاي؟!.. مستحيل حتنسيه.. إحنا بس خفنا تنسي نفسك, ولو نسيتِ نفسك حتنسيه يا إيناس.
إيناس:
ـ بس أنا خايفة أنساه, ولو نسيته حانسى إيناس اللي أعرفها حابقى واحدة تانية.
ابتسم عبد الرحمن لصغيرته وتابع:
ـ عارفة الدنيا دي يا إيناس على طول تعاكسنا.. تتلون من حوالينا, تفتكري حنفضل زي ما إحنا ولا حندخل جوه اللوحة ونبقى جزء منها؟
إيناس:
ـ بس بمزاجنا ولا غصب عننا؟
عبد الرحمن:
ـ الإتنين... ما هو يا كده يا حننقرض زي الديناصورات.
إيناس:
ـ بس مش شرط التغيير يكون للأحسن.
عبد الرحمن:
ـ عارف.. بس برده ضروري... أنا مثلاً اتغيرت.. عبد الرحمن الأب والجد, غير عبد الرحمن الشاب المتسرع اللي كان واخد الدنيا في دراعته..
إيناس:
ـ ودلوقتِ؟
عبد الرحمن:
ـ دلوقتِ كل همه يحوط عليكم.
إيناس:
ـ وسعيد ولا كنت زمان سعيد أكثر؟
عبد الرحمن:
ـ لا طبعاً دلوقتِ سعيد أكثر.. عارفة ليه؟
إيناس:
ـ ليه؟
عبد الرحمن:
ـ علشان كل يوم بيعدي في عمري بفهم نفسي أكثر وبكتشف حاجات جميلة كانت غايبة عني زمان.
إيناس:
ــ بابا.. ما كنتش أعرف إنك فيلسوف.
عبد الرحمن ضاحكاً:
ـ فيلسوف مرة واحدة!.. طيب ما تقوليش لأمك, خليها مع الثوم والملوخية بتاعتها.. بس بصراحة أنا جعت من الريحة.
إيناس:
ـ وانا كمان.
عبد الرحمن:
ـ يبقى ناكل ونشرب شاي ونتفرج على التليفزيون ونبطل تفكير.. هه..
قال ذلك وقد ضربها برقة على رأسها ثم تابع:
ـ سيبيها كده بالبركة, وقومي صلي وادعي لشريف يا حبيبتي.. لا ينقطع عمل إبن آدم إلا من ثلاث..
إيناس وقد تجمعت العبرات بعينيها:
ـ صح.. أنا لازم أدعي له كتير يا بابا, وكمان حاعمل له صدقة جارية.. بكرة حانزل أعملها يا بابا علشان خاطر شريف.
عبد الرحمن:
ـ حاضر يا حبيبتي.. فكري إنتِ عايزة تعملي إيه وبكرة حاجي معاكِ
وبالفعل قضت إيناس ليلتها تصلي وتدعو لزوجها الراحل وتفكر في الصدقة الجارية, فقد أضاعت ثمان أشهر في الذكريات فقط.. وربما حان الآن وقت شريف لعلها تستطيع أن ترسل له برقيات متقطعة من عالم الأحياء.
بخطوات واثقة كان يتجه نحو البناية..
مرت حوالي ثلاث سنوات, كانت تبدو قاتمة, قبيحة..
هل حقاً تغيرت البناية أم هو من تغير؟..
ففي زيارته الأولى كان مدفوعاً برغبة عارمة من أجل الحصول على ما يريد, ولكن الآن الأمر اختلف..
وصل أخيراً لباب الشقة وبيد واثقة دق الجرس..
يكاد يستمع لخطواتها وهي تقترب من الباب وبسعادة ممزوجة بثقة استقبلته عيناها..
كانت تبدو جميلة, لا بل متأنقة وكأنها منتظرة قدومه..
ابتسمت بمكر ودعته للدخول وهي تنطق بعبارتها بدلال:
ـ كنت مستنياك!
طرقات والدها على الباب تزامنت مع إغلاقها للنافذة..
لم تستطع أن تخفي عبراتها..
جلس عبد الرحمن بجانب ابنته وجذبها لتستند على صدره وقال:
ـ ناس مزعجين قوي.. بس احتمال يمشوا كمان شهرين أو ثلاثة.
إيناس:
ـ هما مين دول؟
عبد الرحمن:
ـ اللي سكنوا في شقة شريف.
إيناس:
ـ خلاص ما بقتش شقة شريف.
عبد الرحمن:
ـ لو متضايقة ممكن أرجع أستأجرها تاني.
رفعت رأسه وقالت بإصرار:
ـ لأ.
عبد الرحمن:
ـ لأ مش عايزة؟
إيناس:
ـ ما لوش لزوم ولا معنى ولا حيجمل الحقيقة.. بس هو عايش جوايا يا بابا.. والله عايش جوايا.
عبد الرحمن:
ـ عارف يا حبيبتي.. عارف.
إيناس:
ـ طيب ليه المفروض أنساه؟.. ليه إنتم عايزيني أنساه؟..
عبد الرحمن:
ـ لا.. إحنا مش عايزينك تنسيه.. حتنسي جوزك إزاي؟!.. مستحيل حتنسيه.. إحنا بس خفنا تنسي نفسك, ولو نسيتِ نفسك حتنسيه يا إيناس.
إيناس:
ـ بس أنا خايفة أنساه, ولو نسيته حانسى إيناس اللي أعرفها حابقى واحدة تانية.
ابتسم عبد الرحمن لصغيرته وتابع:
ـ عارفة الدنيا دي يا إيناس على طول تعاكسنا.. تتلون من حوالينا, تفتكري حنفضل زي ما إحنا ولا حندخل جوه اللوحة ونبقى جزء منها؟
إيناس:
ـ بس بمزاجنا ولا غصب عننا؟
عبد الرحمن:
ـ الإتنين... ما هو يا كده يا حننقرض زي الديناصورات.
إيناس:
ـ بس مش شرط التغيير يكون للأحسن.
عبد الرحمن:
ـ عارف.. بس برده ضروري... أنا مثلاً اتغيرت.. عبد الرحمن الأب والجد, غير عبد الرحمن الشاب المتسرع اللي كان واخد الدنيا في دراعته..
إيناس:
ـ ودلوقتِ؟
عبد الرحمن:
ـ دلوقتِ كل همه يحوط عليكم.
إيناس:
ـ وسعيد ولا كنت زمان سعيد أكثر؟
عبد الرحمن:
ـ لا طبعاً دلوقتِ سعيد أكثر.. عارفة ليه؟
إيناس:
ـ ليه؟
عبد الرحمن:
ـ علشان كل يوم بيعدي في عمري بفهم نفسي أكثر وبكتشف حاجات جميلة كانت غايبة عني زمان.
إيناس:
ــ بابا.. ما كنتش أعرف إنك فيلسوف.
عبد الرحمن ضاحكاً:
ـ فيلسوف مرة واحدة!.. طيب ما تقوليش لأمك, خليها مع الثوم والملوخية بتاعتها.. بس بصراحة أنا جعت من الريحة.
إيناس:
ـ وانا كمان.
عبد الرحمن:
ـ يبقى ناكل ونشرب شاي ونتفرج على التليفزيون ونبطل تفكير.. هه..
قال ذلك وقد ضربها برقة على رأسها ثم تابع:
ـ سيبيها كده بالبركة, وقومي صلي وادعي لشريف يا حبيبتي.. لا ينقطع عمل إبن آدم إلا من ثلاث..
إيناس وقد تجمعت العبرات بعينيها:
ـ صح.. أنا لازم أدعي له كتير يا بابا, وكمان حاعمل له صدقة جارية.. بكرة حانزل أعملها يا بابا علشان خاطر شريف.
عبد الرحمن:
ـ حاضر يا حبيبتي.. فكري إنتِ عايزة تعملي إيه وبكرة حاجي معاكِ
وبالفعل قضت إيناس ليلتها تصلي وتدعو لزوجها الراحل وتفكر في الصدقة الجارية, فقد أضاعت ثمان أشهر في الذكريات فقط.. وربما حان الآن وقت شريف لعلها تستطيع أن ترسل له برقيات متقطعة من عالم الأحياء.
بخطوات واثقة كان يتجه نحو البناية..
مرت حوالي ثلاث سنوات, كانت تبدو قاتمة, قبيحة..
هل حقاً تغيرت البناية أم هو من تغير؟..
ففي زيارته الأولى كان مدفوعاً برغبة عارمة من أجل الحصول على ما يريد, ولكن الآن الأمر اختلف..
وصل أخيراً لباب الشقة وبيد واثقة دق الجرس..
يكاد يستمع لخطواتها وهي تقترب من الباب وبسعادة ممزوجة بثقة استقبلته عيناها..
كانت تبدو جميلة, لا بل متأنقة وكأنها منتظرة قدومه..
ابتسمت بمكر ودعته للدخول وهي تنطق بعبارتها بدلال:
ـ كنت مستنياك!