الصــۣۗ?ـۣۗـمت.اكبۣۗـ✿ـرعتـ?ـاب


Kanal geosi va tili: ko‘rsatilmagan, ko‘rsatilmagan
Toifa: ko‘rsatilmagan


الــصــــۣۗــ?ــۣۗـمـــتــ.اكبــۣۗـ✿ـرعــتـــ?ـۣۗـابــ
دام الصمت مو موجووود فالعالم
صمممت وجمووود ?✌️
الصمت اكبر عتاب نبض الوجود?❤️
للتواصل مع المدير
.. بأآرائكم هنا☜ @Amaftf
https://t.me/joinchat/AAAAAEONzeOsBO1q4i1y4w

Связанные каналы  |  Похожие каналы

Kanal geosi va tili
ko‘rsatilmagan, ko‘rsatilmagan
Toifa
ko‘rsatilmagan
Statistika
Postlar filtri


✶ الحـلقـ5⃣5⃣ـة.tt ✶


دلف بهدوء بعد أن نظر بثقة لعينيها..

اقتربت منه بدهشة وامتدت أناملها الرفيعة لملامسة وجهه..

قالت بصوت هادئ:

ـ علاجك عندي.

تركته وتوجهت للداخل ثم عادت وبيدها أنبوب صغير..

وضعت القليل من محتواه على أصابعها واقتربت منه..

ابتعد عنها بدهشة قائلاً:

ـ حتعملي إيه؟

كارمن:

ـ الكريم ده حيهديها خالص.

اقتربت منه مرة أخرى وتابعت وضع الكريم على وجهه..

كانت ملامحها هادئة, سعيدة!

ظل مستسلماً لأناملها ربما لشعوره براحه فورية وكأنها تمسك بدهان سحري, لم يخلصه من ألم كدماته فقط بل من مظهرها أيضاً..

نظر نحوها ساخراً:

ـ يقتل القتيل ويمشي في جنازته!

كارمن:

ـ بعد الشر.

خالد:

ـ لا والله!!

كارمن:

ـ جيت علشان أنبهك وإنت ما ادتنيش فرصة

خالد:

ـ والمفروض إني أصدق؟!

كارمن:

ـ إنت حر.

تركته واتجهت نحو الأريكة جلست عليها بعبث ورفعت كلتا قدماها فوقها وتابعت:

ـ فاكر من 3 سنين طلبت مني الجواز وإنت قاعد هنا بالضبط, كانت أسعد لحظة في حياتي.

نظرت نحوه فجأة..

كانت زرقة البحر بعينيها لامعة أو ربما تبدو كأمواج ثائرة..

قالت بسخرية:

ـ إنت جيت النهارده ليه؟

خالد:

ـ برد الزيارة!

كارمن:

ـ ياه.. حتضرب واحدة ست!

اقترب منها وأحاط جسدها بذراعيه مستنداً على الأريكة..

بادرها بنظرة تحمل قدراً كبيراً من الغضب وتابع:

ـ بلاش الأسلوب ده معايا.. وقولي لكريم إني مش بسيب حقي, وأظن هو عارف ده كويس..

ابتسمت بسخرية:

ـ وأنا وضعي إيه في المعادلة دي؟

خالد:

ـ دورك انتهى يا كارمن.. ونصيحة ما تحاوليش تجدديه تاني.

اقربت منه بجرأة وقالت هامسة:

ـ متأكد؟

ابتسم بمكر وتابع:

ـ طبعاً.

تابعت بثقة:

ـ حنشوف!.

اقترب منها بخبث حتى كادت أن تستسلم له ولقبلته المنتظرة, ولكنه تركها في اللحظة الأخيرة وابتسم بسخرية قائلاً:

ـ مش خالد رضوان اللي حتعرفي تضحكي عليه..

لامس وجنتها بقبضته وهو يتابع:

ـ فوقي..

أزاحت قبضته عنها بغضب..

ودعها بيده بسخرية وقذف قبلة باردة في الهواء ورحل..

قبلة باردة ربما لا تتناسب مع شعلة الغضب المتأججة داخلها فأسوء أنواع الغضب هو غضب العاشق..


لم تصدق رقية أذنيها عندما استمعت لصوت إيناس الرقيق بالهاتف

رقية:

ـ إيناس!!.. وحشتيني.

إيناس:

ـ إنتِ كمان وحشتيني قوي.. المزرعة وحشة من غيرك.

رقية:

ـ معلش.

إيناس:

ـ حترجعي إمتى؟

رقية:

ـ لسه مش عارفة يا أنوس.

إيناس:

ـ إرجعي بقى ما تسيبيناش لوحدنا.. شوفتِ لما سيبتينا إيه اللي حصل!!

رقية بدهشة:

ـ حصل إيه؟

إيناس :

ـ هو أستاذ حسن ما قالش ليكي؟

رقية بتلعثم:

ـ لا ما قالش حاجة.. حصل إيه؟!

أخفضت إيناس صوتها حتى لا تستمع والدتها إليها وتابعت:

ـ في ناس هجموا بالليل على المزرعة.. وضربوا بشمهندس خالد.

رقية:

ـ إيه!!.. مين دول؟.. وضربوه ليه؟..

إيناس:

ـ ما اعرفش شكلهم حد مسلطهم عليه.. أنا مش عارفة أحكي لك بالتفصيل علشان عندي في البيت ما يعرفوش.

رقية:

ـ إنتِ في البيت؟

إيناس:

ـ ايوه.. نزلت أجازة إمبارح وحارجع بكرة.. يلا تعالي نرجع سوا.. ولا حتسيبيني لوحدي كده في وسط شغل العصابات ده.

رقية:

ـ خلاص بكرة حتلاقيني في الباص, نركبه مع بعض وتحكي لي بالتفصيل.

إيناس:

ـ بجد!.. كويس قوي.. يبقى معادنا بكرة إن شاء الله.

أغلقت رقية الهاتف وكأنها تعللت بطلب إيناس لتعود..

أقنعت نفسها أن عودتها من أجل المسكينة إيناس التى تركتها وحيدة وليس من أجله هو..

هاتفها حسن مراراً وتكراراً في الأيام السابقة يسألها عن موعد عودتها..

يخبرها عن نومه دون طعام جيد..

وعن وحدته المملة, علها تعود..

دون جدوى..

والآن هي ستعود..

نعم..

فهي لا تحتمل الوحدة.. فالوحدة قاتمة كئيبة.. عجوز تسرق الحياة.. إذاً..

هي ستعود من أجل الحياة, وليس من أجل حسن..

نعم..

ليس من أجله, بل من أجلها هي.

تواصل عن الروايه ( @Amaftf )

https://t.me/Amaftf


✶ الحـلقـ4⃣5⃣ـة.tt ✶


طرقات والدها على الباب تزامنت مع إغلاقها للنافذة..

لم تستطع أن تخفي عبراتها..

جلس عبد الرحمن بجانب ابنته وجذبها لتستند على صدره وقال:

ـ ناس مزعجين قوي.. بس احتمال يمشوا كمان شهرين أو ثلاثة.

إيناس:

ـ هما مين دول؟

عبد الرحمن:

ـ اللي سكنوا في شقة شريف.

إيناس:

ـ خلاص ما بقتش شقة شريف.

عبد الرحمن:

ـ لو متضايقة ممكن أرجع أستأجرها تاني.

رفعت رأسه وقالت بإصرار:

ـ لأ.

عبد الرحمن:

ـ لأ مش عايزة؟

إيناس:

ـ ما لوش لزوم ولا معنى ولا حيجمل الحقيقة.. بس هو عايش جوايا يا بابا.. والله عايش جوايا.

عبد الرحمن:

ـ عارف يا حبيبتي.. عارف.

إيناس:

ـ طيب ليه المفروض أنساه؟.. ليه إنتم عايزيني أنساه؟..

عبد الرحمن:

ـ لا.. إحنا مش عايزينك تنسيه.. حتنسي جوزك إزاي؟!.. مستحيل حتنسيه.. إحنا بس خفنا تنسي نفسك, ولو نسيتِ نفسك حتنسيه يا إيناس.

إيناس:

ـ بس أنا خايفة أنساه, ولو نسيته حانسى إيناس اللي أعرفها حابقى واحدة تانية.

ابتسم عبد الرحمن لصغيرته وتابع:

ـ عارفة الدنيا دي يا إيناس على طول تعاكسنا.. تتلون من حوالينا, تفتكري حنفضل زي ما إحنا ولا حندخل جوه اللوحة ونبقى جزء منها؟

إيناس:

ـ بس بمزاجنا ولا غصب عننا؟

عبد الرحمن:

ـ الإتنين... ما هو يا كده يا حننقرض زي الديناصورات.

إيناس:

ـ بس مش شرط التغيير يكون للأحسن.

عبد الرحمن:

ـ عارف.. بس برده ضروري... أنا مثلاً اتغيرت.. عبد الرحمن الأب والجد, غير عبد الرحمن الشاب المتسرع اللي كان واخد الدنيا في دراعته..

إيناس:

ـ ودلوقتِ؟

عبد الرحمن:

ـ دلوقتِ كل همه يحوط عليكم.

إيناس:

ـ وسعيد ولا كنت زمان سعيد أكثر؟

عبد الرحمن:

ـ لا طبعاً دلوقتِ سعيد أكثر.. عارفة ليه؟

إيناس:

ـ ليه؟

عبد الرحمن:

ـ علشان كل يوم بيعدي في عمري بفهم نفسي أكثر وبكتشف حاجات جميلة كانت غايبة عني زمان.

إيناس:

ــ بابا.. ما كنتش أعرف إنك فيلسوف.

عبد الرحمن ضاحكاً:

ـ فيلسوف مرة واحدة!.. طيب ما تقوليش لأمك, خليها مع الثوم والملوخية بتاعتها.. بس بصراحة أنا جعت من الريحة.

إيناس:

ـ وانا كمان.

عبد الرحمن:

ـ يبقى ناكل ونشرب شاي ونتفرج على التليفزيون ونبطل تفكير.. هه..

قال ذلك وقد ضربها برقة على رأسها ثم تابع:

ـ سيبيها كده بالبركة, وقومي صلي وادعي لشريف يا حبيبتي.. لا ينقطع عمل إبن آدم إلا من ثلاث..

إيناس وقد تجمعت العبرات بعينيها:

ـ صح.. أنا لازم أدعي له كتير يا بابا, وكمان حاعمل له صدقة جارية.. بكرة حانزل أعملها يا بابا علشان خاطر شريف.

عبد الرحمن:

ـ حاضر يا حبيبتي.. فكري إنتِ عايزة تعملي إيه وبكرة حاجي معاكِ

وبالفعل قضت إيناس ليلتها تصلي وتدعو لزوجها الراحل وتفكر في الصدقة الجارية, فقد أضاعت ثمان أشهر في الذكريات فقط.. وربما حان الآن وقت شريف لعلها تستطيع أن ترسل له برقيات متقطعة من عالم الأحياء.


بخطوات واثقة كان يتجه نحو البناية..

مرت حوالي ثلاث سنوات, كانت تبدو قاتمة, قبيحة..

هل حقاً تغيرت البناية أم هو من تغير؟..

ففي زيارته الأولى كان مدفوعاً برغبة عارمة من أجل الحصول على ما يريد, ولكن الآن الأمر اختلف..

وصل أخيراً لباب الشقة وبيد واثقة دق الجرس..

يكاد يستمع لخطواتها وهي تقترب من الباب وبسعادة ممزوجة بثقة استقبلته عيناها..

كانت تبدو جميلة, لا بل متأنقة وكأنها منتظرة قدومه..

ابتسمت بمكر ودعته للدخول وهي تنطق بعبارتها بدلال:

ـ كنت مستنياك!


✶ الحـلقـ3⃣5⃣ـة.tt ✶


مر يومان..

لم يخرج خالد من المنزل ولكن كان يبدو على حسن الإنشغال الشديد فقد قام بتزويد الحراسة على بوابتيّ المزرعة, ونبه على جميع الحراس أن يراقبوا البوابات جيداً خاصةً في الليل..

كانت إيناس بمكتبها تنهي بعض الاوراق خاصةً أنها ستعود للقاهرة في نهاية الأسبوع حيث ستمضي أول أجازة بالمنزل.. رفعت بصرها فجأة لتجده واقفاً بالباب وعلى وجهه ابتسامة أعطته مظهراً جذابا على الرغم من الكدمات بوجهه..

نظر لها وتابع:

ـ شايفك مشغولة..

إيناس:

ـ اتفضل يا بشمهندس, حمد الله على السلامة.

خالد:

ـ الله يسلمك.. بس مش تسألي عليا بالتليفون حتى.. ما كنش قطن وبيتادين!

ابتسمت بخجل:

ـ أنا ما كنتش عايزة أزعج حضرتك.

خالد:

ـ لا إنتِ آخر واحدة ممكن تزعجيني.. ده إنتِ أنقذتيني.

إيناس:

ـ العفو يا بشمهندس.. قلت لحضرتك ده واجبي.

خالد:

ـ نازلة أجازة بعد بكرة صح؟

إيناس:

ـ أيوة.

خالد:

ـ مش عارف حد قال لك على المعلومة دي ولا لأ.. بس في ميني باص بيتحرك كل يوم الساعة 9 الصبح لمصر وبيرجع من مصر الساعة 5.. ده علشان يوصلك ويرجعك.. أغلب الموظفين بيتحركوا بيه.. كل واحد على حسب معاد أجازته.

إيناس:

ـ أنا فعلاً ما كنتش أعرف.. متشكرة.

خالد:

ـ هو بيتحرك من بوابة 1 في المزرعة التانية, حخلي بيسو يوصلك..

أومأت رأسها بابتسامة وصمتت تابع هو بعدها:

ـ أنا مش عايزك تقلقي من اللي حصل.. أنا زودت الحراسة على المزرعة ومش حاسمح لحد يرعبنا تاني.. أنا عايزك تكوني واثقة من ده.

كانت نبرته هادئة غاضبة وكأنه يتوعد كل من يفكر في العبث بممتلكاته..

وكأنه لا يقبل بأن يكون ضحية..

أو ربما لن يسمح بذلك.


تلك هي أول عطلة تقضيها بالمنزل..

مر حوالي شهر منذ غادرت أول مرة...

لم يتغير شيء, الأثاث مرتب كما هو, رائحة التوابل القوية تنبعث بقوة من المطبخ حيث تقبع والدتها منذ أمس تحضر لها كافة صنوف الطعام وكأن الطعام هو ترحيبها الخاص جداً لكل عزيز, وأخيها الأصغر يصرخ أمام ما يسمى بالبلاي ستيشن وكأن خسارته حقيقية, وأبيها جالس كعادته يتصفح الجريدة بإهتمام على الرغم من أن أكثر صفحاتها أصبحت مخصصة للإعلانات!!

كان عبد الرحمن يتفحص الجريدة بعين ويراقب إبنته الصغرى بعين أخرى..

كانت تبدو وكأنها غابت عنهم ليس فقط لشهر واحد, بل ثمان أشهر..

هي غائبة عنهم منذ موت شريف, الآن فقط عادت..

أصابه بعض القلق عندما انزوت بغرفتها لفترة, ولكنه قرر أن يطرد أفكار الشيطان من رأسه..

وعلى جانب آخر كانت هي تتعمد عدم فتح النافذة, وكأنها كانت تخاف مراقبة الشرفة, حتماً تغيرت, ربما تلمح رجل آخر أو ظل امرأة بمكانه وربما لا.. ربما تجد الشرفة كما هي, ربما تتجسد ذكراها من جديد...

تبددت أحلامها بمجرد أن فتحت النافذة, شهر.. شهر واحد بدّل كل شيء, اختفى المقعد الهزاز الذي كان إعتاد على الجلوس به ووضعت مكانه خزانة قبيحة تحمل صنوف من الثوم والبصل!!..

امرأة شاكية تصرخ بأطفالها وهي تقوم بنشر بعض قطع الملابس الغير متناسقة..

أغلقت النافذة سريعاً..

لقد رحل حقاً..

نعم رحل منذ ثمان أشهر..

وتغير كل شيء رغماً عنها..


✶ الحـلقـ2⃣5⃣ـة.tt ✶


نظر له دسوقي يتفحص الجراح بوجهه بدهشة, ولكن يبدو أن جراح وجهه لم تؤثر على صوته الجهوري وغضبه الحاد الذي أفرغه في وجه الحارس المسكين..

كان محمد يقف مطئطئاً رأسه وهو يستمع لتوبيخ خالد..

خالد:

ـ أفهم بقى حراسة إيه والمزرعة سداح مداح!!.. دخلوا وخرجوا وحضرتك نايم على ودنك؟!!

محمد:

ـ يا بششش.. يا بشمهندس ممكن يكونوا نطوا من على السور مش من البوابة.

خالد بغضب:

ـ سور إيه يا بنى آدم!!.. السور عندي كله حواليه شجر عمرهم ما حيعرفوا يعدوه.. هي البوابة عندك وإنت طبعا نايم في العسل جوه ولا دريت بيهم.

محمد:

ـ والله يا بشمهندس أول مرة تحصل وحد يفكر يهوب من المزرعة.

خالد:

ـ وأهي حصلت يا فالح.. لغاية ما اتصرف مش عايز نملة.. نملة.. تعدي من البوابة من غير إذني.. فاهم؟

محمد:

ـ مفهوم.. مفهوم يا بشمهندس.

خالد:

ـ دسوقي..

دسوقي:

ـ أمرك يا بشمهندس.

خالد:

ـ شوف لي اتنين رجالة من عندك.. يكونوا جامدين كده يساعدوا أخينا ده في الحراسة بالليل لغاية ما اتصرف فاهم؟

دسوقي:

ـ فاهم.

خالد:

ـ خلاص روح شوف شغلك إنت وهو.

غادر الرجلان مسرعان وظل هو وحده مع أفكاره..

كارمن, كريم, هو..

تكاد تكون دائرة مغلقة مستمرة في الدوران..

ماذا يفعل لكي يتخلص منهم؟..

هم من اقتحموا حياته في البداية..

هم وليس هو..


شعر حسن بالدهشة عندما وجد أكثر من عشرة مكالمات هاتفية من إيناس وبوقت متأخر..

أمسك بالهاتف واتصل بها على الفور..

حسن:

ـ دكتورة إيناس.. خير في إيه؟

إيناس:

ـ بشمهندس حسن.. أنا آسفة, بس حصلت حاجة إمبارح علشان كده اتصلت.

حسن:

ـ إيه اللي حصل؟.. أنا كنت نايم وقافل الجرس.. رقية كويسة؟

إيناس:

ـ ما تقلقش.. الموضوع ما لوش علاقة بمدام رقية.. ده البشمهندس خالد.

حسن:

ـ خالد!!.. في إيه؟

إيناس:

ـ حقول لك إيه!.. ناس إتهجموا عليه إمبارح بالليل وضربوه.. وبالحظ أنا شفت ده, وعلشان كده كنت بكلم حضرتك.

حسن:

ـ يا خبر!!. وحصل ايه؟.. هو كويس.

إيناس:

ـ أيوه كويس.. حضرتك ما تقلقش.. حضرتك ممكن تكلمه وتفهم منه أحسن مني.

حسن:

ـ خلاص يا إيناس, أنا حاكلمه دلوقتِ.

أغلق الهاتف وملامح الصدمة بادية على وجهه وقبل أن يتصل بخالد جاءه صوتها:

ـ ومين إيناس دي كمان؟.. إوعى تكون الثالثة!

سهام..

زوجته الثانية, كانت امرأة على قدر لا بأس به من الجمال قابلها في حفل زفاف صديق له ورشحها نفس هذا الصديق له كزوجة ..

كانت نصيحة له بأن يجرب حظه مرة أخرى لعله ينول ما يبتغي, وكأن النصيحة جاءت على هوى قلبه وعقله فاتبعها.. وبعد شهر واحد تزوج بسهام التي ظنت بحملها السريع أنها ستملك كل شيء وستقذف برقية خارج عالمها بكل يسر, ولكن حتى الآن ما زالت رقية هي الأولي وهي في المرتبة الثانية..

نظر حسن نحو سهام بضيق وتابع قائلاً:

ـ نعيماً يا ستي ممكن بقى تجهزي لي الفطار علشان رايح على الشغل.

سهام:

ـ شغل برده!.. مين دي اللي كنت بتكلمها؟

حسن:

ـ إيه يا سهام إنت فاضية ولا إيه!.. بقولك شغل.

سهام:

ـ كده بتشخط فيّ.. ماشي أشخط وخلي التوتر يأثر على الجنين.

حسن:

ـ مش وقت دلع يا سهام.. ولا علشان رقية مشيت فاكراها مشيت على طول.

سهام:

ـ والله براحتها بقى.. إنت مش فاضي تتحايل على حد, إبنك محتاج لك

حسن:

ـ ومش فاضي للت والعجن.. حضري الفطار علشان نازل حالاً.

قام من على الفراش وتركها لإتمام مكالمته مع خالد..

وتركته هي غاضبة لإعداد طعام الإفطار..


#رواية_همس_الجياد

✶ الحـلقـ1⃣5⃣ـة.tt ✶


كانت تتحاشى النظر نحوه طوال الوقت فعينيها لا تنظر سوى لموضع الكدمات من أجل معالجتها وفقط..

قالت له بعد أن انتهت:

ـ خلاص.. خلصت.

خالد:

ـ طبعاً وشي متشلفط!

إيناس:

ـ معلش يومين والكدمات حتروح وحيهدى إن شاء الله.

نظرت نحوه وهي تقول جملتها الأخيرة وعندها لاحظت تلك النظرة المتمعنة التي يوجهها نحوها..

بدأت في لملمة أشيائها وتابعت:

ـ هو بس حضرتك تحط عليها ثلج.

خالد:

ـ طيب عندك ثلج؟

إيناس:

ـ آه.. ثواني..

قامت وأحضرت له الثلج,على الرغم من ضيقها من نظراته في أغلب الأحيان وأحياناً خوفها إلا أنها شعرت بالشفقة من أجله فقد تعرض الليلة لتجربة سيئة مع الألم بل كاد أن يفقد حياته..

وضع خالد كيس الثلج على جبهته وتابع:

ـ إنتِ اللي شغلتِ الميه وإيدتِ النور صح؟

إيناس:

ـ أيوه.

خالد:

ـ بس كانوا ممكن ما يهربوش ويإذوكي لو عرفوا إنك لوحدك.

إيناس:

ـ أنا ما فكرتش.. أنا شفت السكينة في إيد واحد منهم, اتخضيت وعملت كده.

خالد:

ـ خفتِ يموتوني؟

إيناس:

ـ هما ليه كانوا عايزين يموتوك؟

خالد:

ـ لا.. هما ما كانوش عايزين يموتوني.. ده كان مجرد تخويف!

إيناس بدهشة:

ـ تخويف!!!.. من إيه؟

خالد:

ـ مش مهم من إيه.. المهم إني أخاف وخلاص, وأعيش في قلق ده كافي إنه يبسطه!.

إيناس:

ـ هو مين ده؟

خالد:

ـ واحد.. أو جايز واحدة, بس الأكيد إني ما بسيبش حقي وواضح إني محتاج أفكرهم بده.

صمتت إيناس عندما شعرت بالنبرة الإنتقامية في حديثه نظر نحوها وتابع برقة:

ـ المهم إني لازم أشكرك على اللي عملتيه معايا النهارده.

إيناس:

ـ العفو يا فندم.. أنا ما عملتش غير الواجب.

ظل ينظر نحوها لوهلة صامتاً ثم استند على الطاولة وقام بالوقوف وتابع قائلاً:

ـ أنا متشكر على العناية الطبية المميزة دي, واضح إن الخيل عندي محظوظ لوجود دكتورة شاطرة زيك... أنا طبعاً مش حاقدر أنزل بكرة الشغل, فإنتِ حتكوني مكاني.. وياريت تبعتي لي دسوقي الصبح على الفيلا.

إيناس:

ـ حاضر.. حضرتك ما تقلقش.

ابتسم لها وتابع :

ـ تصبحي على خير.

إيناس:

ـ وحضرتك من أهله.

غادر خالد وتركها مع الأرق ..

ظلت بالحديقة تراقب السماء وتفكر فيما مر من أحداث..

تذكرت هجومه عليها ظناً منه أنها شخص آخر وكأنه كان يحلم..

قال "كارمن"

نعم.. إنها هي الصهباء التي جاءته منذ أيام..

يبدو أن وراءها الكثير من الأسرار وربما الخطر أيضاً.


على الرغم من أنها لم تنل قسطاً كافياً من النوم إلا أنها كانت تشعر بالنشاط..

توجهت مبكرة للإسطبلات ومارست عملها المعتاد بل شعرت بقدر من المسؤولية في غيابه..

أبلغت دسوقي أن خالد يطلبه بالفيلا, وبعد انتهاءها من عملها ذهبت لرعد..

كانت تقف أمامه, تطعمه قطع السكر المحلاة كما اعتادت وتتحدث.. تحدثت كثيراً, أخبرته عن ما حدث بالأمس وكأنه ليس بجواد لا بل صديق, صديق اعتادت أن تفرغ ما في جعبتها بأذنيه وهو يستمع لها دون كلل.

"تعرف طلع بينضرب عادي زينا!!"

كانت تلك أول كلماتها بأذن رعد وكأن صورة خالد بقسوتها وغضبها قد تبعثرت أمامها عندما شاهدت الإعتداء عليه..

تابعت وهي تضحك بسخرية:

"كان حيبكي.. فعلاً من الألم حسيت إنه حيبكي لما كنت بطهر الجرح بس مسك نفسه.. عارف الجانب الشرير جوايا كان عايزه يبكي.. جايز ساعتها كنت ححس إنه ضعيف.. ضعيف زيي.. كان ممكن يموت.. تخيل ببساطة كده حد ينهي حياة إنسان.. زي ما يكون الموت ده حاجة سهلة.. هي الناس دي بتفكر إزاي؟!.. هي الناس دي بتحس زينا؟!.. ببساطة كده تلغي وجود إنسان.. يختفي.. تدور عليه ما تلاقيهوش"

كانت كلماتها الأخيرة متزامنة مع عبرات قوية انهمرت من عينيها.. هي لم تعد تعلم عن أيهما تتحدث؟!

خالد أم شريف!.


اضغط ؏ الرابط الكروب رۈۋ‏عـِھّ كروب✌️🤤

❀خصوصية الــكـــروب❥

حالات وعــبارات ❥

❥خـــواطـر واشـــعــار❥❥ 😊❤️

سريع☜ @MAmaftff

تبادل كَلَّمَـےـاتِـ ☝️☝️🤤


✶ الحـلقـ0⃣5⃣ـة.tt ✶


كانت أنفاسها مسموعة..

شعر هو بإضطرابها الشديد بعد سماع أنفاسها السريعة خاصةً مع ارتعاش أناملها وهي تحاول تجفيف الدماء التي انسدلت بغزارة من أنفه وفمه..

بدأت ملامحها تتضح رويداً رويداً في عينيه, كانت نظراتها حائرة خائفة مرتكزة بقوة على وجهه وكدماته..

عروق زرقاء صغيرة تخللت جبهتها في إشارة واضحة لتوتر حاد أصابها في تلك اللحظة..

كانت شفتيها ترتجف..

لا بل كانت تتمتم بكلمات غير مسموعة..

ماذا عساها تقول؟!

حرك إحدى يديه وضغط على جرحه بقوة وقال بصوت منخفض يبدو أنه جاهد من أجل اخراجه:

ـ إنتِ.. بتقولي إيه؟

نظرت نحوه وما زالت ملامح القلق على وجهها..

هي سيدة الموقف..

قالت له بصوت مرتجف:

ـ إيه؟

خالد:

ـ بتقولي.. إيه؟

إيناس:

ـ بقول أسترها يا رب.

ابتسم لها وتابع بهدوء:

ـ ما تخافيش.

قالها ثم ترك ذراعه المصابه فبدت الدماء كثيرة, نظرت إيناس للجرح في فزع وتابعت:

ـ لازم نكلم حد.. لازم تروح المستشفى.. أنا بطلب بشمهندس حسن مش بيرد.. أعمل إيه؟

خالد:

ـ حسن مش موجود, سافر إسكندرية.

إيناس:

ـ مش موجود!.. طيب أكلم مين؟

خالد بأنفاس متقطعة من الألم:

ـ ما تكلميش حد, بصي.. روحي العيادة وهاتي مطهرات وشاش من هناك.

إيناس بفزع:

ـ إيه!!.. أنا!

خالد بابتسامة ساخرة:

ـ إنتِ خايفة أخلص لك مخزون الخيل ولا إيه!!.. أرجوكِ.. أنا تعبان محتاجك تنضفي الجرح وتربطيه.

إيناس بتردد:

ـ إيوه.. بس ممكن يحتاج خياطة.

خالد:

ـ لا.. لا.. مش شرط.. إنتِ بس هاتي الحاجة, وكمان حتلاقي عندي في الفيلا عندي جنب التليفزيون دوا مسكن.. أرجوكِ هاتيه, بعد إذنك.

إيناس مضطرة:

ـ حاضر.

هرعت بالفعل نحو العيادة وأحضرت بعض المستلزمات من هناك ثم توجهت للفيلا خاصته وأحضرت من غرفة المعيشة دواءً مسكناً وآخر عبارة عن مضاد حيوى وجدته بالمصادفة, وعادت وقد أغمض خالد عينيه وبدا مستغرقاً في النوم, ربما من الألم..

اقتربت منه بحرص وهي تقول:

ـ بشمهندس.. بشمهندس خالد.. أنا جيت.

لم يشعر بكلماتها على الرغم من أن يده كانت ما زالت تضغط بقوة على موضع الجرح, لم تجد بداً من الإقتراب بحرص وتحريك يديه من أجل تنظيف الجرح..

ولكن في حركة فجائية انتفض فزعاً وقام بسحبها بيده الأخرى وكأنها شخصاً يريد مهاجمته..

كانت ذراعه مطبقة على خصرها بقوة وقد جذبها نحوه وهو يقول:

ـ كارمن.. ناوية على ايه كارمن هه؟.. عايزة إيه؟

إيناس وهي تحاول بصعوبة التخلص من قبضته دون جدوى:

ـ كارمن مين؟!!.. فوق يا بشمهندس.. أنا إيناس.. أرجوك سيبني.

ظل جامداً لدقائق ثم ارتخت قبضة ذراعه وتركها..

ابتعدت في فزع وظلت تنظر نحوه برهبة..

تمتم قائلاً:

ـ أنا آسف.. بجد آسف.. أرجوكِ.. اوقفي النزيف.

أغمض عينيه مرة أخرى..

ظلت ترقبه من بعيد خائفة من الإقتراب حتى سمعت عبارته الأخيرة:

ـ ما تخافيش.. ما تخافيش مني.

اقتربت منه وبدأت في تنظيف الجرح, لم يكن غائراً ولكن فقد بسببه الكثير من الدماء, قامت بتنظيفه وتطهيره بالبيتادين ثم قامت بلف الشاش حوله بإحكام وتأكدت من توقف النزيف تماماً, وعادت لوجهه مرة أخرى وبدأت بمعالجة الكدمات والجروح به..

مرت حوالي ساعة عندها كانت قد انتهت تماماً, بدا وجهه أفضل على الرغم من آثار الكدمات..

كان ينظر نحوها بتمعن, على الرغم من آلامه ظل يراقب تفاصيل ملامحها طول الوقت..

القلق الشديد البادي على وجهها, العسل اللامع بمقلتيها, بدت بشرتها بيضاء وكأن الدماء قد غادرتها فزعاً, كلما لامست أناملها الباردة جروح وجهه شعر بالراحة وكأنها نبات سحري خرج من الحديقة لمداواة جروحه

تواصل عن الروايه ( @Amaftf )

https://t.me/Amaftf


✶ الحـلقـ9⃣4⃣ـة.tt ✶


نظر خالد للساعة فوجدها قد قاربت على الثانية صباحاً, ليلة أخرى من الأرق والفضل يعود لكارمن, فعقله دائم التفكير في سبب عودتها.. وبالطبع لا يصدق حيلة العشق البالية التي اتبعتها.. فأي عقل بائس سيصدق هذا الهراء!

أخرجه صوت غريب من أفكاره, نعم هناك, هناك شخص ما بالحديقة.. ارتدى قميصه مسرعاً وقفز لداخل الحديقة ربما قبل أن يربط جميع أزراره, وقبل أن تتجول عيناه بحثأ عن مصدر الصوت باغته أحدهم بلكمة قوية أفقدته توازنه ووقع على الأرض في لحظتها..

كان رجلاً قوياً, ابتسم له بمكر أسفر عن ظهور صف أسنانه الصفراء المتهالكه ثم اقترب منه ليلكمه مرة أخرى, ولكن خالد لم يكن ضعيفاً هو الآخر فجسده يكاد يكون بنفس قوة هذا البائس, فقام على الفور ليقفز برشاقة على المعتدي ويباغته باللكمات, وبالفعل كاد أن يتفوق عليه لولا ظهور آخر من العدم وكان أقصر من كليهما ولكنه كان عنيفاً لأقصى حد.. حيث أحاط رقبة خالد بسلسلة حديدية وباشر في جذبها بقوة فمنع عنه الهواء حتى ارتخت قبضة خالد من على الآخر, وعندها ترك السمين السلسة وقام بلفها على قبضة يده ووجه لكمة قوية لخالد لم تطرحه أرضاً فقط, بل قذفته بقوة ليرتطم ببعض الأواني الفخارية ويسقط داخل الحديقة الأخرى الخاصة بفيلا إيناس.

شعر بطعم الدماء بفمه, حاول أن يتصدى لهم أكثر من مرة, ولكنهما باغتاه بلكمات شديدة بوجهه وبطنه حتى سقط أرضاً في النهاية ولم يعد لديه قدرة على المقاومة..

استمع بصعوبة لأصواتهما البائسة وهم يقولان:

ـ دي تحية من كريم باشا.. ودي مش أول تحية لسه التقيل جاي.

قالها السمين في النهاية وهو يخرج سلاحاً حاداً ويوجهه نحوه, قربه من جسده والآخر يحثه على انهاء ما ينويه سريعاً والهروب وبالفعل قربه منه من أجل أن يطعنه بمهارة محدثاً أكبر قدر من الألم ولكن دون أن يقضي عليه, ولكن حدث شيء غريب فقد باغتته المياه من كل جهة..

اندفعت صنابير المياة في الحديقة فأغرقتهم جميعاً في لحظات وأُضيئت الأنوار فجأة, مما جعلهما يهربان على الفور, ولكن السمين قام بجرح خالد في ذراعه بسلاحه الحاد قبل هروبه.

فتحت عينيها فجأة على صوت ارتطام شديد, يبدو أنه ارتطام جسد بشيء ما, بل وربما تكسير أشياء..

شعرت بالفزع..

قامت على الفور تتحسس طريقها بحرص في الظلام حتى وصلت للنافذة وعندها رأتهم, ثلاث رجال أحدهم أرضاً يتلقى اللكمات بشدة من الآخرين..

لم تكن الرؤية واضحة, ظلت تتابع الموقف بفزع حتى استبينت ملامحه.. إنه خالد!

شعرت بالفزع..

ماذا تفعل؟..

أخذت هاتفها وحاولت الإتصال بحسن ولكنه لم يجب..

كررت الإتصال عدة مرات دون جدوى حتى تملك منها اليأس..

توجهت مسرعة لغرفة المعيشة, وقفت تراقب ما يحدث عن كثب من خلف الستائر الثقيلة والهاتف بيدها تعاود الإتصال دون جدوى..

شعرت بشلل أصاب عقلها وأوقفه عن التفكير, فهي تراقب الإعتداء الغاشم وليس لديها القدرة على فعل شيء, ولكن فجأة تبينت أعينها النصل اللامع في قبضة أحدهم..

شعرت أنها على بعد ثوانٍ من مشهد مقتله وعندها لم تفكر أضاءت جميع أنوار الحديقة دون وعي, وفتحت رشاشات المياة كنوع من جذب الإنتباه.. وكانت محظوظة إذ أنهما فرا هاربين ظناً بوجود رجل آخر في المكان.

نعم هربا..

ظلت جامدة في مكانها لدقائق تحاول استيعاب رحيلهما وعندها أدركت المياة المفتوحة وجسده الممدد على الأرض, فقامت على الفور وأغلقت محبس المياه وهمت تتجه سريعاً نحوه ولكنها استدركت في آخر لحظة أنها ترتدي ملابس النوم, فعادت مسرعة ولفّت جسدها بروب طويل ثم خرجت مرة أخرى للحديقة..

كان ممدداً على الأرض مضرجاً بالدماء..

توجهت نحوه في فزع وهي تقول بصوت مرتجف:

ـ بشمهندس خالد.. بشمهندس خالد.. إيه اللي حصل؟.. فوق أرجوك.

كانت ملامحها غير واضحة بالنسبة له وكأنه في حالة متأرجحة بين الوعي والغشيان..

نظرت حولها في يأس, فكرت أن تطرق باب فيلا حسن ولكنها تراجعت فربما لن يسمع الباب كما لم يشعر بالهاتف...

لم تجد بُداً من سحبه للداخل ولكنه كان ثقيلاً, فجسدها الضعيف لا يستطيع تحريك جسده الضخم..

كانت تحاول بيأس وتطلب منه مساعدتها حتى تستطيع معالجته..

بدأ يستوعب ما يحدث..

إنها إيناس وهو مكوم على الأرض بحديقتها غارقاً في دماءه وأيضاً في الماء!

حاول الوقوف مستنداً عليها بصعوبة حتى استطاعت جذبه وأجلسته على أقرب مقعد بطاولة بمدخل غرفة المعيشة مباشرةً..

ظلت تنظر نحوه في دهشة لا تدري ماذا تفعل, ولكنها ما لبثت أن استعادت تركيزها..

أحضرت منشفة كبيرة لتجفيف جسده المبلل, وبقطعة قماش ربطت جرحه النازف, وبمنشفة أخرى مبللة بدأت تنظف وجهه المدمم..


✶ الحـلقـ8⃣4⃣ـة.tt ✶


كانت تمسك بصورة شريف وبطرف منديل رقيق تنظف الأتربة التي علقت بها..

شعرت بالغيظ ربما منه أم ربما من نفسها لأنها كادت أن تفقد صورته بل ربما من نظراته العابثة للصورة..

لقد كانت ذكراها بين قبضة يديه وهذا ليس من حقه, وليس من حق أي رجل..

طرقات الباب تدق من جديد, تنهدت بضيق لعودته مرة أخرى ولكن تلك المرة لم يكن هو, كان حمزة بابتسامته المعتادة وكأنه جاء في أكثر الأوقات خطئاً بالعالم..

رحبت به بفتور لم يثنه عن الدخول والجلوس بنفس مقعد خالد منذ قليل..

حمزة:

ـ صباح الخير

إيناس:

ـ صباح النور.. إزيك يا بشمهندس.

حمزة:

ـ تمام.. إنتِ إيه أخبارك؟

إيناس:

ـ الحمد لله.

حمزة:

ـ أبلة روكا لسه ما رجعتش؟

إيناس:

ـ لسه.

حمزة:

ـ كئيب المكان من غيرها. صح..

إيناس:

ـ آه فعلاً.

حمزة:

ـ أنا حتى لسه شايف خالو دقنه طويلة وهدومه مش مظبوطه وحالته صعبة.. أصله ما يقدرش يستغنى عنها.

إيناس:

ـ ربنا يخليهم لبعض.

حمزة:

ـ طيب.. أنا مش حعطلك, أنا بس كنت محتاج منك خدمة.

إيناس:

ـ اتفضل.

حمزة:

ـ إنتِ بتعرفي تدي حقن؟

إيناس:

ـ أه.. بعرف.

حمزة :

ـ لبني آدم, مش حصان؟.

إيناس:

ـ أيوه بعرف.. كنت بديهم عندي في البيت.

حمزة:

ـ حقن عرق؟.

إيناس:

ـ أيوه.

قام من على كرسيه على الفور وهو يقول:

ـ كويس جداً.

ثم أخرج حقنة معه ودواء مضاد حيوي وشمر ذراعه وتابع:

ـ ممكن بقى تديني الحقنه دي؟.

إيناس بتلعثم:

ـ دي حقنة إيه؟

حمزة:

ـ اتخضيتِ كده ليه!!.. هو شكلي مدمن؟.. ولا علشان ببان مبسوط!

إيناس:

ـ لا.. أنا آسفة مش قصدي.

حمزة:

ـ أصل أنا رحت للدكتور وقال لي عندك فيروس في المعدة وكتب لي حقن, ويومياً أروح وادي النطرون آخد الحقنة في الصيدلية مخصوص هناك, خصوصاً إنها عرق ومش أي حد بيعرف يدي حقن في العرق, وبعدين فكرت فيكِ وقلت جايز تكوني بتعرفي أهو تريحيني من المشوار.. ممكن بقى خدمه لأخوكِ الغلبان!

أومأت بالإيجاب مبتسمة وكأنها قررت مساعدته عندما لفظ بكلمة أخوكِ..

قامت بتحضير الحقنة وأمسكت ذراعه لإعطائها له, وابتسمت حين لاحظت عينيه المغمضه وفمه المفتوح وكأنه يحضر لعرض الصراخ الشديد!!

نظرت له وقالت وهي تلقي الحقنة في السلة بجانبها:

ـ خلاص خلصنا.

حمزة:

ـ إيه ده بجد!!

إيناس:

ـ أيوه يا بشمهندس خلاص.

حمزة:

ـ ياه ده إنتِ إيدك خفيفة خالص.. يا بخت الخيل!

تبدلت ابتسامتها مرة أخرى وقالت بجدية:

ـ متشكرة وربنا يشفيك.

حمزة:

ـ يا رب.. حاعدي عليكِ بكرة كمان بس علشان آخر حقنة.

إيناس:

ـ ما فيش مشكلة

حمزة :

ـ مش محتاجة أي حاجة أجيبها لك؟

إيناس بدهشة:

ـ لأ ميرسي.

حمزة:

ـ بجد.. بيضتين.. شوية جبنة رومي!

ضحكت بدهشة وتابعت:

ـ لأ شكراً.

حمزة:

ـ أيوه كده.. علشان أسيبك وإنتِ بتضحكي, علشان محسش إن دمي تقيل.

ابتسمت بحرص ولم تجبه.. تابع هو بعدها:

ـ وكمان بوصلك سلام نرمين وعمر.

إيناس:

ـ بلغهم سلامي.

حمزة:

ـ يلا.. أمشي بقى مع السلامة.

إيناس وقد نظرت للأوراق أمامه لإدعاء العمل:

ـ مع السلامة يا بشمهندس.


إنها ليلة قمر مكتمل..

هل سيعود الذئب للحياة كما ادعت الأسطورة؟..

إنه الشر الكامن بنفوسنا وقد لا ينجو أحد من براثنه..

مون لايت سوناتا..

طالما عشقت تلك المعزوفة, ربما من أجله, لطالما أخبرها أنها لا تشبه معزوفته الثمينة في شيء, فهي تبدو كمعزوفة صاخبة, مضطربة..

نعم مضطربة.. ولكن بسببك أنت يا خالد..

أطلقت العنان لخصلاتها الحمراء, بل لجسدها, تتمايل على معزوفته, راهنها مراراً أن انحناءتها الرشيقة لا تتناسب مع موسيقى بيتهوفن خاصته, ولكن ها هي الآن تؤدي رقصة أخرى, رقصة من أجله..

ولكن تلك المرة لن يتمكن من المشاهدة, فهو لديه موعد مع نوع آخر من الرقص!!


✶ الحـلقـ7⃣4⃣ـة.tt ✶


ابتسمت إيناس بسخرية عندما تذكرت رقية, حقاً افتقدت تلك المرأة البشوش على الرغم من تأففها منها في البداية..

كانت تجلس بالعيادة تُنهِي بعض الأوراق فالعمل لم يكن بالكثير في الأيام القليلة السابقة خاصةً مع انشغال خالد باتمام التزاوج الثمين وانتظار مهر جديد لينضم إلى عائلته الكبيرة!!

تركت ما بيدها وأخرجت بضعة صور لشريف, وكأنها تسعى لإخراج ذكرى مرئية له بمجرد أن تفكر بشخص آخر وخاصةً إذا كان رجل.. كانت تتمعن في الصورة أمامها, ملامحه الغائبة عن واقعها المحفورة بقلبها ولكنها انتبهت لطرقات خالد ودخوله السريع كعادته, فبادرت بوضع الصور سريعاً في حقيبتها بإرتباك لاحظه هو على الفور كما لاحظ أيضاً الصورة الصغيرة التي سقطت منها رغماً عنها..

جلس على المقعد أمامها دون اكتراث قائلاً:

ـ صباح الخير.

إيناس:

ـ صباح النور.

خالد:

ـ أخبار الشغل إيه تمام؟

إيناس:

ـ تمام.

خالد:

ـ كويس.. فاكرة الطلبات اللي كتبتيها علشان سهيلة؟

إيناس:

ـ أيوه.

خالد:

ـ اكتبيها تاني علشان الغبي اللي بعته ضيع الورقة.

إيناس:

ـ حاضر.. حجهزها وأبعتها لحضرتك.

خالد:

ـ لأ.. اكتبيها دلوقتِ علشان فوراً حابعته تاني.

إيناس:

ـ دلوقتِ حالاً؟

خالد:

ـ أيوه يا دكتورة.. ولا نسيتِ وحترجعي تدوري في الكتب؟

قامت وقد قالت له في ضيق:

ـ لأ ما نسيتش.. ثواني.

أخرجت كتاباً صغيراً وورقة بيضاء لتقوم بكتابة ما طلبه منها, ثم بدأت تبحث بيأس عن قلم!..

وكأن أقلام الكون اختفت بتلك اللحظة!!..

كانت تعبث بمحتويات المكتب أمامها وتفتح الأدراج دون جدوى ومع مرور الوقت زادت حدة توترها خاصةً مع تجسس عيناه وتمعنه في ملامح الإرتباك على وجهها..

قالت وهي تواصل البحث دون أن تنظر نحوه:

ـ معلش بدور على القلم.. مشكلة دايماً تضيع مني الأقلام.

ابتسم بسخرية وود أن يبقيها هكذا لساعات تبحث دون جدوى, فاللوحة المتجسدة أمامه بارتباكها وخجلها تبدو غاية في الروعة ولكنه قرر في النهاية أن يوقف بحثها المضني, ليس فقط من أجلها أو من أجل وقته بل من أجل تلك الصورة التي سقطت منها..

ناولها القلم وهو يبتسم بثقة:

ـ اتفضلي.. أنا معايا قلم.

إيناس:

ـ متشكرة.

شرعت إيناس تكتب الأدوية مرة أخرى وعندها مد هو قدمه بحرص ليسحب الصورة برفق..

أخذها دون أن تنتبه له, كانت صورة لرجل يبدو في أوائل عقده الثالث, وجه بشوش, ملامح تبعث الراحة في النفس منذ أول وهلة, يبدو كرجل مسالم, هادئ..

انتهت إيناس وناولته الورقة وهي تقول:

ـ خلاص.. اتفضل.

خالد:

ـ تمام..

ابتسم بمكر ثم ناولها الصورة قائلا:

ـ دي وقعت منك؟

بدت ملامح الضجر على وجهها أو ربما الذنب لفقدانها الصورة سحبتها سريعاً من يديه وكأنه ليس من حقه الإمساك بها وقالت:

ـ أيوه.

نظر بسخرية وتابع:

ـ دي صورة أخوكِ؟

صمتت قليلاً محتدثة نفسها..

"من أنت لتسألني عن صاحب الصورة؟.. فهذا ليس بحق لك"

نظرت نحوه بحده وربما لأول مرة يلحظ تلك اللمعة بعينيها وقالت:

ـ لأ.. دي صورة جوزي.


زوجي..

كانت تلك هي كلمتها, لم تقل زوجي الراحل, ولم تقل المرحوم كما اعتادت والدته..

بل قالت زوجي..

وكأنه ما زال زوجها..

وكأنه لم يرحل..

قابع بعالمها يأبى أن يتحرك..

ما هذا؟!..

هل يشعر بالغيرة من الرجل؟!..

ربما..

فللحظات يتمنى أن يكون مكانه أن تكون إيناس له بإخلاصها وبراءتها حتى بعد أن يموت!


#رواية_همس_الجياد

✶ الحـلقـ6⃣4⃣ـة.tt ✶


تمر الأيام متشابهة, صرير الأبواب المغلقة..

فالزنزانة لا تقيد جسده فقط بل أيضاً أحلامه, طموحاته, إنتقامه..

أصبح يحصي الدقائق في إنتظار خروجه البعيد, ولكن الآن بعد عودة كارمن فقد اقترب من حلمه, من سعادته..

نعم..

فهي لن تكتمل حتى يُشبع شهوة إنتقامه.

جلست أمامه وقد بدت أكثر إتزاناً من المرة السابقة ولكن أكثر غضباً..

نظر كريم نحوها بمكر وقال:

ـ روحتي؟

كارمن:

ـ أيوه؟

كريم:

ـ وإيه الأخبار؟

كارمن:

ـ زي ما إتفقنا, هو دلوقتِ فاهم إني بستغل كدبة الحب علشان أنتقم منه.

كريم:

ـ تمام.. ده حيبرر في الأيام الجاية زيارتك ليه في المزرعة, وحيفكر في الإتجاه ده وبس.

كارمن:

ـ وبعدين حاعمل ايه؟

كريم:

ـ زي ما فهمتك.. عينيكِ صقر.. كمان عايزك تصوري المكان من غير ما ياخد باله.. خصوصاً المخارج والمداخل.. وطبعاً تكرري زيارتك لإسطبل الخيل.

كارمن:

ـ وهو مش حيقلق؟

كريم:

ـ ما قلت لك إحنا عايزينه يفتكر إنك جايه تعرضي حبك, وإن ده أساس خطتك في الإنتقام.

كارمن:

ـ أنا بكرهه.. بكرهه..

كريم:

ـ بتكرهيه علشان رفضك.. صح؟

كارمن :

ـ أنا لو عايزاه تحت رجلي من بكره حاعملها, بس أنا اللي مليش مزاج.

ضحك كريم بسخرية شديدة ثم تابع:

ـ جايز!

كارمن:

ـ كريم.. أنا عايزة أبرد ناري.

كريم:

ـ إتقلي يا كارمن.. أنا مش عايزه يشك فيكِ.

كارمن:

ـ ما يشك.. خليه ما ينامش الليل.

لاحت على شفتيه ابتسامة ماكرة وقال:

ـ عموماً اللي بتطلبيه شيء مغري مش قادر أرفضه!

كارمن:

ـ يبقى ننفذ.. اعتبره نوع من المقبلات قبل الوجبة الرئيسية.

كريم:

ـ مش حددتِ مكان المزرعة؟.

كارمن:

ـ أيوه.. ده العنوان بالضبط وبالتفصيل الممل, بوابة 2 اللي هي مدخل مزرعة الخيل الحراسة عليها مش شديدة قوى.

كريم:

ـ تمام.. حنبعتله واجب الزيارة.. ده بس علشان خاطرك يا حبيبتي!

ابتسمت بدهاء..

وفي منزلها, عادت لوحدتها مرة أخرى, بل ربما لغضبها..

عادت لتنثر ألوانها على صورته..

ألوان بلون الدم.

كانت تجلس وحيدة على مقعدها الهزاز تتأمل تفاصيل الظلام حولها, هي لا تعلم حقاً أي ظلام هذا الذي تتفحصه!!..

هل ما سبق من غفوتها أم ما هو قادم؟!..

هل هي حقاً غفوة تلك التي تحياها أم رضا أم ربما كلاهما؟!!..

مر يومان منذ أن تركها حسن وعاد للمزرعة, منذ أن أصر على قضاء تلك الليلة, من أجل غرض واحد فقط, غرض ربما غاب عن عالمهما في الأشهر القليلة الماضية...

وكعادتها لبت له رغبته, وكأن سنوات عمرها أبت التغيير في لحظة فارقة.. وفي النهاية رضخت لرغبة حسن..

نظرت حولها فأيقنت أنها غارقة في الفوضى, يومان كاملان من إعداد شتى صنوف الطعام الذي استمتع به حارس العقار وأسرته في النهاية.. ابتسمت بسخرية فقد جاءت من أجل التفكير, ولم تفعل شيء منذ وصلت سوى الهروب منه, وكأنها تتمنى العودة لمنزلها معه وتجاهل كل ما يحدث حولها من جديد, ولكن هل حقاً ستستطيع أم ستظل في منتصف الطريق تخشى العودة وترهب الإستمرار؟!!


لا آكف عن الكتابة آشعر ان لدي الكثير ...

إذا لم اكن احتاجه "أنــا" قد يحتاجه

احد منكم لا يهم ان كان جميل او غير

معبر لآن هذه الطريقة الوحيدة التي اعبر

فيها عن نفسي وعن أوجاعي ولآن لعبة

الحياة لم تعد تستهويني.

.
.
فمن لا تروق له كتاباتي لينصرف

وسلامتكم { •• الـّ~ـعـفو •• }

#رًفُعّتّ الُجَلُسّهّ.....!🔚 ْ

#للاسف كوكب حقير....!🔚 ْ


✶ الحـلقـ5⃣4⃣ـة.tt ✶


كان يوماً شاقاً..

قالتها لنفسها وهي تحاول الإستمتاع بحمام دافئ بعد يوم عمل شاق, عقدت حاجبيها عندما تذكرت كلمات خالد

"خدي رعد مشيه إنتِ شوية على بال ما أخلص كلام مع المدام"

من يظن نفسه ليوجه لها أوامره بتلك الطريقة؟..

وكأنها أحد الساسة, وخاصة أمام تلك الحمراء المتباهية..

فعلتها فقط من أجل رعد, فهي تعشق هذا الجواد بصهيله القوي ولونه الأسود اللامع..

عجباً طالما كرهت اللون الأسود ولكن مع رعد فإن الأمر يختلف!..

ما أن انتهت من الإستحمام حتى سمعت دقات الباب..

كانت الساعة قد قاربت على السابعة مساءً, وجدت رقية تقف بالباب بابتسامتها المعهودة..

رقية:

ـ نعيماً.

إيناس:

ـ آآاااه.. لسه واخدة حمام دافي.

رقية:

ـ حمام الهنا يا جميل.

إيناس:

ـ يلا أدخلي نشرب شاي سوا.

رقية:

ـ معلش أنا جاية أبلغك بس إني حسافر مصر كام يوم.

إيناس:

ـ ليه خير؟

رقية:

ـ لا يا حبيبتي.. ما فيش حاجة.. أنا بس ورايا مصالح حقضيها.. حسافر النهارده بالليل.

إيناس:

ـ شكلك زعلان. إنتِ زعلانة مني علشان مشيت بسرعة آخر مرة؟

رقية:

ـ إيه يا أنوس!!.. بطلي هبل.. الحكاية كلها إني محتاجة أقعد مع نفسي شوية ومع علي أخويا.

إيناس:

ـ تروحي وترجعي بالسلامة.

رقية:

ـ معلش يا حبيبتي.. ما كنتش عايزة أسيبك بس غصب عني.

إيناس:

ـ إيه يا رقية وهو أنا صغيرة!!.. ده أنا باخد بالي دلوقتِ يجي من خمسين حصان.

قالتها إيناس ضاحكة في محاولة لإدخال بعض المرح لنفس رقية التي كانت عبراتها على وشك الهطول..

اقتربت منها رقية واحتضنتها بقوة وتابعت:

ـ يلا أشوف وشك بخير.

إيناس:

ـ ما تتأخريش عليّ.. هه وإلا حاجي وراكِ!

رقية:

ـ لا اله الا الله..

إيناس:

ـ محمد رسول الله.


كانت تحضر حقيبتها وهي تتذكر المكالمة التي قلبت كيانها, غيرت كل شيء في دقائق معدودة..

صوت سهام وهي تلقى في وجهها قنبلة من نوع خاص..

الخبر الذي ظلت تكذبه لشهور رغم كل رسائل التأكيد التي داومت سهام على إرسالها لها بداية من عقد الزواج حتى إختبار الحمل..

نظر حسن نحوها بعد أن جهزت حقيبتها وقال:

ـ برده مصممة على السفر؟.

رقية:

ـ قلت لك يا حسن محتاجة أغير جو كام يوم.. كمان عايزة أقعد مع علي وحشني.

حسن:

ـ خلاص زي ما قلت لك حاخد أجازة ونسافر سوا, أو حتى نسافر أي حته إحنا بقى لنا كتير ما سفرناش.

رقية:

ـ لا ملوش لزوم تسيب شغلك, وبعدين كمان مش شرط توصلني إنت ما بتحبش تسوق بالليل ممكن أي سواق يوصلني.

حسن:

ـ سواق إيه اللي يوصلك بالليل كده!!.. وبعدين عادي حبات وأرجع الصبح ولا كمان مش عايزاني أبات؟

رقية:

ـ لأ عادي براحتك.

حسن:

ـ خلاص يلا بينا.

استقرت رقية بجانب زوجها الذي رمقها بنظرة ذات مغزى وتابع بصوت هادئ:

ـ ما تيجي ننزل ونسهر مع بعض هنا أحسن!

ابتسمت بحرص وقد فهمت مقصده فقالت بفتور:

ـ لأ معلش.. يلا خلينا نتحرك.

وهكذا تحركت السيارة وداخلها رقية وحسن..

حسن بهواجسه اتجاه زوجته والتغيير الذي طرأ عليها,

ورقية ومحاولتها ربما لمواكبة ما حل بزواجها من تغيير.

تواصل عن الروايه ( @Amaftf )

https://t.me/Amaftf


✶ الحـلقـ4⃣4⃣ـة.tt ✶


كارمن:

ـ ياااااااااااااه.. أحمد ربنا إنك سيبتني!!.. كنت حاتعمل فيا إيه أكثر من اللي عملته يا خالد؟.. كنت حتسجني زي كريم.

خالد وقد بدأ يفقد صبره:

ـ أخوكِ هو اللي سجن نفسه

كارمن:

ـ وأنا برده اللي سجنت نفسي .. سجنت نفسي سنين جوه حب واحد عمره ما حس بيا.

خالد:

ـ برده مصممة على نفس النغمة؟!

سحبت حقيبتها وأخرجت منديلاً لتجفف به عبراتها ثم تابعت:

ـ أنا حامشي دلوقتِ.. وإنت فكر في كلامي, بس أنا حارجع.. حارجع تاني يا خالد.

اقتربت منه وقد تبدلت عبراتها بابتسامة خبيثة وتابعت:

ـ أنا قدرك ومش حتقدر تهرب مني.

نظر لها ساخراً ثم تابع:

ـ ما اتخلقتش الست اللي يهرب منها خالد رضوان, وافتكري إن كله برغبتي أنا.. تدخلي حياتي وقت ما أحب, وتخرجي منها برده وقت ما أحب.. وأنا دلوقتِ بقولك برة يا كارمن..

كانت جملته صارمة غاضبة ربما كالحصن المنيع ضد أنوثتها الطاغية, سلاحها الأوحد التي طالما أحسنت استخدامه وما زالت..

كانت الابتسامة بخبثها ما زالت على شفتيها ولكنها امتزجت بنظرة غاضبة بعد سماع كلماته..

كادت أن تقتلع قلبه لو استطاعت ولكنها تماسكت واختفت بمشاعرها داخل هيكل من البرود وقالت:

ـ باي حبيبي.. حجيلك تاني بس مش حقولك إمتى خليها مفاجأة!

أخيراً..

تنهد في راحة وقالها لنفسه بعد أن غادرت كارمن..

غادر المكتب بعدها حيث شعر برغبة عارمة في إمتطاء رعد, ولكن هل هي مجرد رغبة لرعد فقط أم أنه يود رؤيتها؟..

تمنى أن تكون ما زالت هناك تمسك بلجام حصانه المحظوظ الذي ربما يشتم الآن عطر جدائلها البندقية إذا كانت الرياح سخية معه..

شرد قليلاً ثم تدارك نفسه وزم شفتيه بعد أن شعر بانجراف مشاعره نحوها رغماً عنه..

لا هي ليست مشاعر, بل مجرد خيال بائس..

كانت قد أنهت لتوها تريض رعد عندما وصل هو للإسطبل, تقدم منها ورمقها بنظرة جادة ثم تابع:

ـ رعد فين؟

إيناس:

ـ دخلته.

خالد:

ـ خلصتِ اللي طلبته منك؟.. أدوية سهيلة ما تنسيش.

إيناس:

ـ حالاً حاروح العيادة وأجهز الطلبات لحضرتك.

خالد:

ـ طيب.. حخلي حد يوصلك..

تردد قليلاً ثم تابع:

ـ ولا أقولك أنا حاوصلك مدام رعد دخل خلاص.

إيناس:

ـ ملوش لزوم يا بشمهندس.

خالد:

ـ ما أنا كده كده راجع, وكمان آخد منك الطلبات علشان أبعت حد يجيبها.

استقرت بالمقعد المجاور له وانشغلت بمراقبة الطريق أغلب الوقت..

نظر نحوها بمكر ثم قال:

ـ على فكرة.. أنا برده حاعرف السر!

نظرت نحوه بدهشة:

ـ سر!.. سر إيه؟!

خالد:

ـ سرك إنتِ ورعد.. حالة الخضوع الغريبة اللي بيكون فيها معاكِ.

حاولت كبح مشاعر الإنتصار داخلها وهي تقول:

ـ إن شاء الله.

شعر بالغيظ وتابع طريقه في صمت وقد زاد إصراره أن يكتشف سر ترويضها لجواده الثائر.


✶ الحـلقـ3⃣4⃣ـة.tt ✶


"لم يصدق "هيم" نفسه عندما إكتشف أنه أصبح وحيداً في مأواه الثمين ودون جُبن..

بدأ الأمر منذ فترة عندما اعتاد هو وصديقه "هاو" تفتيش المتاهة يومياً من أجل البحث عن الجبن, فهو يمثل لهما السعادة ربما بأقصى درجاتها..

طعمه اللذيذ ولونه الأصفر اللامع, بل إن سعادتهما اكتملت عندما عثرا على هذا المخزون الهائل من الجبن اللذيذ, ومنذ هذا الوقت توقفا عن البحث وربما عن التفكير..

ظلا يواظبان التردد على مخزون الجبن خاصتهما في حالة تشبه الإستسلام, ودون أن يلحظا التغيير البسيط الذي يحدث حولهما..

فالجبن ببساطة ينفذ..

استيقظا على صدمة عندما اختفى الجبن..

من الذي حرك قطعة الجبن الخاص بي؟..

لابد وأن أحدهم قد حركها من مكانها..

أبعد كل هذا المجهود والبحث المضني يختفي الجبن؟!..

لا سيعود الجبن.. حتماً سيعود.

وهكذا ظل كل من "هيم" و"هاو" في انتظار المعجزة, وهي ظهور الجبن من جديد..

تذكر "هاو" الفأرين الصغيرين رفيقا كفاح الجبن, وتساءل عن ما حدث لهما..

هل وجدا جبناً آخر؟..

ربما علينا العودة للمتاهة والبحث من جديد..

ولكن "هيم" رفض بشدة, فلم يعد به طاقة للمتاهة وطرقها وحتماً سيعود الجبن..

ولكن "هاو" قرر في النهاية البدء من جديد داخل المتاهة قائلاً:

"في بعض الأحيان تتغير الأمور, تلك هي سُنة الحياة ويجب أن نواكبها"

لم يصدق "هيم" نفسه عندما غدا وحيداً دون جبن ودون صديقه فالتغيير مر من أمامه وهو يراقبه دون حراك.."

ابتسمت بسخرية..

ربما بعد أن قرأت القصة للمرة الخامسة..

هل هي القزم "هيم"؟..

ربما لا..

فــ"هيم" في النهاية لحق بصديقه ووجد ما هو أثمن من الجبن, وجد ذاته..

ولكن هي ما زالت قابعة مكانها ترقب بيأس التغييرات حولها دون حراك, وكأن تجاهلها للتغيير سيوقف حدوثه!


تفحصت المكان حولها ثم قالت له بنبرة من الدهشة:

ـ المكتب مش من مستواك خالص يا دودي!

خالد:

ـ معلش أصلي مش بهتم بالمكاتب, هنا الإهتمام بالمزرعة وبس.. وبعدين إيه دودي دي هو من إمتى وأنا دودي؟!

ابتسمت بمكر ثم اقتربت منه في دلال قائلة:

ـ عادي بدلعك!

خالد:

ـ بس أنا مش بتاع دلع وإنتِ عارفة.

نظرت نحوه بشوق ثم قالت برقة:

ـ فاكر كنت بتقولي إيه زمان؟.

كان جامداً كالصخر, لم يتأثر بقربها ولو حتى بكميات طبيعية من الأدرينالين البشري..

قال وهو ينظر لعينيها بثبات:

ـ بيجونيا!

ابتسمت بثقة:

ـ كنت بحب لحنه قوي حتى أكتر من اسمي

استدارت وتحركت بعيداً عنه, ثم استقرت بأحد المقاعد..

رفعت إحدى ساقيها فوق الأخرى في دلال وأخرجت سيجارة أشعلتها بهدوء وتابعت:

ـ بس إنت كنت تقصد أنهي معنى فيهم, الفضيلة ولا الخطر؟

ابتسم بسخرية:

ـ هو أكيد مش الفضيلة ولا إيه!!.. وبعدين مش المعنى بس, إنتِ شبه البيجونيا.

كارمن وقد نفثت دخان سيجارتها بعصبية ثم تابعت:

ـ وكل الستات اللي مروا في حياتك كنت بتشبههم بالزهور؟

خالد:

ـ أغلبهم!

كارمن:

ـ يعني مارجريت كانت إيه؟

خالد:

ـ إنتِ جاية هنا علشان تسأليني عن رموز الستات في حياتي؟

كارمن:

ـ طيب بلاش مارجريت.. البنت اللي بره إديتها إسم ولا لسه؟

تبدلت ملامحه من السخرية للغضب وتابع:

ـ شيء ما يخصكيش.

كارمن وقد ألقت سيجارتها بعنف في الأرض واقتربت منه بشدة وقد بدت أكثر توتراً:

ـ لأ يهمني.. و لو كان قصدك تغيظني بيها, فأنا اتغظت يا خالد.. عارف ليه؟.. لإني لسه بحبك.

بنظرة حانية ولمسات رقيقة من أناملها على وجهه نطقت جملتها الأخيرة أزاح يدها ببرود عنه ثم تابع:

ـ لعبة إيه اللي بتلعبيها يا كارمن؟

كارمن:

ـ أنا عمري ما خططت ولا كذبت يا خالد, بالعكس مشيت ورا قلبي وخسرت كل حاجة علشانك.. والنهارده جيت وأنا جوايا مشاعر غضب وكره ملوش حدود, بس كله اتبخر لما شفتك.

نظر لها ساخراً وتابع:

ـ خسرتي كل حاجة!.. خسرتي إيه يا كارمن؟.. أنا اشتريت منك نصيبي بالفلوس.. طلقتك ورصيدك في البنك أكثر من نص مليون.. كارمن.. إنتِ الوحيدة اللي خرجتِ كسبانة من الموضوع, واحمدي ربنا إني سبتك تتمتعي بفلوسي.


الحـلقـ2⃣4⃣ـة.tt


سيارة سوداء اللون ترجلت منها امرأة..

كانت تتقدم نحوه بشعرها الأحمر الذي أطلقته حراً بل ثائراً..

تركته للرياح تفعل به ما تشاء..

ابتسامتها تسبق قدميها للوصول نحوه..

نظرت إيناس بدهشة لتلك الحمراء التي تتقدم نحوهما, هي حقاً كذلك.. فبجانب حمرة شعرها المتوهج, ارتدت ثوباُ من اللون الأحمر القاتم وقد إلتصق بجسدها بشكل فاضح فبدوا وكأنهما كياناً واحداُ..

شفاها المطعمة بحمرة الكرز, خطواتها الجريئة التي جذبت إنتباه كل من في المكان لدرجة أنها تخيلت أن رعد ذاته إنجذب لها بشوق من رائحة عطرها النفاذ!

اقتربت كارمن من خالد بجرأة, واستقبلها هو بملامح من الدهشة..

كارمن..

طالما نظر نحوها كوسيلة وليست غاية, وسيلة للإنتقام, وسيلة للمتعة.. ويبدو أنها تصر على حصر نفسها بهذا القالب!!..

قالت له:

ـ ما فيش حمد الله على السلامة!

خالد ببأس:

ـ كارمن..

كارمن:

ـ وحشتني.

خالد:

ـ إيه الزيارة الغريبة دي؟

إبتسمت بدهاء:

ـ مش مهم إنها تكون غريبة, الأهم إنها تكون مرغوبة!

نظرت حولها بملل ثم قالت:

ـ ما فيش مكان تاني نتكلم فيه؟.. أنا حاسة إن كل الناس بتبص عليّ!

قالتها في إشارة واضحة للعمال المتواجدين حولهما, وأيضاً إيناس التي كانت مازالت تقف بجانب السيارة منتظرة أن يقلها أحدهم..

ابتسم خالد ساخراً كعادته وقال:

ـ ما هو فستان زي ده لازم الناس حتبص ولا ايه!

كارمن وهي تضحك بثقة:

ـ الموضوع ملوش علاقة بالفستان, له علاقة بصاحبة الفستان!

وجه خالد كلماته نحو إيناس ونظراته ما زالت مرتكزة نحو كارمن

خالد:

ـ دكتورة إيناس.. بعد إذنك دقيقة.

اقتربت إيناس نحوهما في دهشة من طلبه لها وقالت بجدية:

ـ أيوه يا بشمهندس..

خالد:

ـ خدي رعد مشيه إنتِ شوية على بال ما أخلص كلام مع المدام.

جذبت إيناس رعد دون أن تلتقي عيناها بأي منهما, ولكن كارمن ظلت تتفحصها من رأسها حتى أخمص قدميها..

نظرت لخالد وابتسمت بثقة بعد رحيلها وقالت:

ـ مش بطالة!

اقترب منها خالد أكثر وتابع بهمس في أحد أذنيها:

ـ مش بطالة إزاي!.. دي زي القمر.

كارمن:

ـ والله!!.. طيب.. مادام عاجباك ممكن..

صمتت لوهلة ثم تابعت بابتسامة ماكرة:

ـ أرسمها لك!!

خالد:

ـ على فكرة حتبقى لوحة جميلة.. ألوانها طبيعية, مش لوحة تقليد بتدور على ألوان صارخة علشان تثبت بيها وجودها!

كارمن:

ـ إنت شايف كده؟

خالد:

ـ رجعتِ ليه يا كارمن؟

كارمن:

ـ مش جايز وحشتني!

خالد:

ـ ما تتعامليش معايا على إني راجل غبي.

كارمن:

ـ تفتكر ده ممكن بعد اللي عملته فيّ؟

خالد:

ـ كارمن.. بلاش تعيشي دور الضحية, خاصةً يعني إنك لملمتِ جراحك بسرعة قوي وإتجوزتِ بعد العدة بأسبوع واحد.

قالت بدهشة:

ـ ده إنت متابع بقى؟!

خالد:

ـ أنا الأخبار بتجي لي لغاية عندي.

كارمن:

ـ معلش أصل ورقة طلاقي كانت مفاجئة, وبرده وحدتي كانت مفاجئة بعد موت بابا وسجن كريم.

خالد:

ـ إنتِ جاية بعد السنين دي علشان تنبشي في ماضي؟

كارمن:

ـ ما أنا قلت لك وحشتني ما صدقتنيش!

خالد:

ـ وإن صدقتك؟

كارمن:

ـ يبقى تركب عربيتي ونكمل كلامنا في المكتب.

خالد:

ـ بس إحنا كلامنا خلص ومن زمان يا كارمن.

بدلال تقدمت نحوه, ابتسمت بجرأة ونظرت نحوه بغموض وهي تهمس بصوت خافت متناغم مع لون البحر في عينيها وكأنه هدوء ما قبل العاصفة:

ـ إحنا كلامنا عمره ما حيخلص يا خالد خليك واثق من ده!.

تركته وتقدمت لسيارتها ولم يجد بداً من إتباعها, ولكنه ألقى نظرة أخيرة قبل رحيله على رعد..

وعليها أيضاً..

صاحبة جدائل البندق!.


#رواية_همس_الجياد

✶ الحـلقـ1⃣4⃣ـة.tt ✶


تابع بعدها:

ـ حنعمل تشبية كذا يوم وبعدها إنتِ بقى تتابعيها لغاية ما نتأكد من الحمل, وبعدين حيكون ليها نظام غذائي معين.. فاهماني؟.. ده غير الأدوية والمقويات.

إيناس:

ـ حاضر.

خالد:

ـ بس إنتِ إيه رأيك مصري حصان كويس صح ولا عندك إقتراح تاني؟

إيناس بضيق:

ـ ما اعرفش.

خالد:

ـ يعني ايه ما تعرفيش؟!.. مش إنتي متابعة الخيل برده!

إيناس:

ـ ما اعرفش يا بشمهندس.. والله النسل والتزاوج ده شيء يخصك إنت.. أنا بتابع طبياً وبس.

خالد:

ـ مش عارف ليه يا دكتورة إنتِ متعصبة من ساعة ما فتحت معاكِ الموضوع, هي دي عصبية ولا خجل؟

ظلت صامتة فلقد كانت تشعر حقاً بالخجل من التحدث عن هذا الأمر وبتلك الطريقة الفجة!!..

لم تنظر نحوه ربما إن فعلت كانت ستلاحظ سخرية شفتيه وهو ينطق جملته الأخيرة..

تابع بعدها:

ـ يا دكتورة.. هو مش لا حياء في العلم برده؟.. والمفروض إني باتكلم مع دكتورة على فكرة.

شعرت أنه يقوم بتحديها وكأنه يسعى لإفشالها,

هل ما زال غاضباً بشأن رعد؟..

نظرت نحوه وقد لمعت عيناها ثم تابعت:

ـ سهيلة تمام ومناسبة, ومصري مناسب.. ولو حضرتك عايزني أعمل تشيك على الخيل الباقي ما عنديش مشكلة, بس الإختيار في الآخر لحضرتك.

خالد بثقة:

ـ ما هو طبعاً الإختيار ليا أنا.. عموماً وصلنا.. هاتي الحقنة.

خرجت مسرعة وأحضرت الدواء وفي طريق العودة لم يتحدث كلاهما بكلمة.


كانت رقية تجلس على طاولة الإفطار وبيدها كتاب صغير..

انتبه حسن للكتاب في يدها واهتمامها به لدرجة أنها لم تسكب له الشاي كعادتها..

نظر نحوها بدهشة وقال:

ـ ياه.. أد كده الكتاب شاغلك؟!

رقية دون أن تنظر نحوه:

ـ أصله كتاب حلو.

حسن:

ـ بس أنا أول مرة أشوفك بتقرأي!

رقية:

ـ وهي القراءة حاجة وحشة؟

حسن:

ـ لأ مش قصدي.. واسمه إيه الكتاب بقى؟

رقية:

ـ "من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟"

حسن بدهشة:

ـ إيه!!.. ودي قصة ولا كتاب؟

رقية:

ـ الإتنين قصة وكتاب.

حسن:

ـ وجبتيه منين بقى؟

رقية:

ـ حمزة جابهولي وقال لي إنه كتاب حلو ونصحني أقرأه.

حسن:

ـ قولتِ لي حمزة!.. الواد ده كان لازق لإيناس إمبارح كده ليه؟

رقية:

ـ إنت عارف حمزة بيتصرف بعفوية, وأنا عموماً حاشوفها اتضايقت ومشيت بدري ليه.

حسن:

ـ طيب أسيبك للكتاب اللي واخدك مني ده.

ابتسمت له ابتسامة بسيطة وتابعت تصفح الكتاب دون أن تكترث بإيصاله لباب الخروج كما اعتادت..

عاد مرة أخرى ثم اقترب منها وسحب أناملها ليقبلها برقة ثم تابع: ـ حبيبتي.. أنا راجل أناني, مش عايزك تتشغلي بحاجة غيري حتى لو كتاب!

تركها وذهب لعمله..

ابتسمت ساخرة, ثم عادت مرة أخرى لما تقرأه.


أنهت عملها مع سهيلة وهمت بالخروج, ولكنه كان يقف على الباب معترضاً طريقها نظر نحوها قائلاً:

ـ خلاص؟

إيناس:

ـ أيوه.

خالد:

ـ تمام.. كده بعد يومين ثلاثة بالكتير حاعمل تلقيح, وبعدها إنتِ عليكِ متابعتها.

إيناس:

ـ حاضر.

خالد:

ـ طيب.. تعالي في لسه شغل.

تحركت خلفه وهي تشعر أنها أمام يوماً طويلاً ربما لن ينتهي..

دخل خالد لغرفة رعد الذي استجاب لصاحبه فور سماع صوته, وكأنه كان ينتظر قدومه أمسك خالد باللجام ونظر نحوها بتحدي قائلاً:

ـ مطلعتهوش تاني ليه؟

إيناس:

ـ حضرتك.. دي كانت صدفة أنا ما سعتش لده.

كان يسحب رعد ويتجه به خارج الغرفة..

مر أمامها, كانت تنظر أرضاً وقد تناثرت بعض خصلات شعرها وتحررت رغماً عنها من ربطتها المنيعة..

لا يدري ماذا حل به, ولكنه توقف أمامها وظل ينظر نحوها دون حراك.. هي أيضاً لم ترفع بصرها, وكأنما شعرت بترصد عيناه وقررت إجتنابها.. أما هو فعلى قدر رغبته في إلتقاء عيناهما على قدر تمنيه بعدم حدوثه!!..

ربما هي حقاً لم تسعَ لذلك, فحمزة هو من فرض نفسه عليها, بل هو من تتبعها للحديقة..

لا..

كان من الممكن أن ترفض الجلوس معه وتتجنب حديثه..

هي مثلهن جميعاً..

ولماذا ستكون أفضل؟!!

فجأة وبدون مقدمات بدأ حديثه بصوت عالٍ:

ـ حضري لي الطلبات اللي حتحتاجيها علشان سهيلة الأدوية وخلافه.

إيناس:

ـ حاضر.

خالد:

ـ خلاص.. روحي إنتِ العيادة, حخلي حد من العمال يوصلك.

تركها وخرج لإمتطاء فرسه وهي خلفه لكي تعود للعيادة مرة أخرى, ولكن استوقف كلاهما سيارة..


✶ الحـلقـ0⃣4⃣ـة.tt ✶


استيقظت مبكرة..

لم تنل قسطاً كافياً من النوم, ارتدت ملابسها واختارت بضعة من الصور خاصته ووضعتها في حقيبتها ربما لتنظر إليها من آن لآخر..

أم ربما لتلمس وجوده بجانبها,هو فقط من يجب يكون معها وليس آخر..

توجهت للإسطبلات مبكراً عن موعدها المعتاد, لم تجد بيسو في انتظارها كعادته فقررت الذهاب على قدميها..

ليست بمسافة طويلة ربما نصف ساعة أو أقل..

كانت تفكر به طوال الطريق, مازالت تشتاق إليه..

أغضبها ما حدث بالأمس, اهتمام حمزة الذي ربما بدأ الجميع بملاحظته وبما فيهم خالد..

خالد وتلك النظرة التي وجهها نحوها!!..

شريف.. أين أنت؟..

هل سيفقدني هذا العمل ذكراك أم إخلاصي لك أم كلاهما؟..

لا لن أنساك حبيبي ما حييت..

لن أكون لغيرك, فأنت زوجي وحبيب عمري..

ألم نتعاهد على ذلك بقلوبنا قبل ألسنتنا؟..

توقفت وأخرجت صورته من حقيبتها ثم قبلتها وهي تنظر نحوها في شوق..

أنت معي دائماً فأنت البطل الأوحد بعالمي الصغير, ومن سواك هم مجرد كومبارس وليس أكثر..

وصلت للإسطبلات..

كان العمال ما زالوا يقومون بتجهيز الطعام وتطمير بعض الجياد..

قررت المكوث مع سهيلة قليلاً قبل أن تبدأ بعملها المعتاد, هي تحتاج للمكوث مع تلك الفرسة بلون الحياة...

رؤيتها تعطيها دفعة من المرح بل ربما من البهجة مثلما كان شريف يفعل معها, وهي حقاً تحتاج لتلك النفحة المبهجة الآن.. كانت تراقبها بابتسامة وهي تملس على خصلاتها الماسية بأناملها الرفيعة..

لم تشعر بوجوده كان يقف بمدخل الغرفة الصغيرة يراقبها..

غريبة هي حقاً تبدو في منتهى البراءة والنقاء, عندما تنظر نحوها تشعر أنك أمام أحد زهور الأوركيد بلونها الأورجواني المميز وطلتها الساحرة..

نعم ساحرة..

تستطيع أن تخدع الجميع ببراءتها, ولكن ليس هو..

فقد رأى ابتسامتها ونظراتها نحو حمزة, ها هي انجذبت بسهولة لأول من دق باباها.

قال على حين غرة ودون مقدمات:

ـ دكتورة.. عايزك في بوكس عشرين.

نظرت نحوه وقد فزعت أول الأمر بحديثه المفاجئ..

أومأت رأسها بالإيجاب وتبعته إلى هناك..

دخل خالد للغرفة الصغيرة حيث كان يوجد حصان ضخم بلون متدرج من درجات الأصفر والبني, اقترب من الحصان بفخر ثم نظر نحوها وقال:

ـ أنا عايزك تبصي على سهيلة علشان غالباً حاعملها تشبية كمان كام يوم مع مصري.

قال جملته وهو يشير للحصان بجانبه

نظرت له بدهشة وقالت:

ـ مش فاهمة.. هو حضرتك عايز إيه؟

خالد وقد لاحت ابتسامة ساخرة على شفتيه:

ـ إيه يا دكتور!.. تشبية يعنى تلقيح, تزاوج يعني.

طغت حمرة الخجل على وجنيتها ونظرت أرضاً عندما فهمت مقصده ثم تابعت:

ـ حاضر.. بس مش سهيلة صغيرة لسه؟

خالد:

ـ لا مش صغيرة, هو 3 سنين حلو قوي.. أستفيد من سلالتها وبعدين أدخلها بعد كده سبق أو أبيعها براحتي.

صمتت قليلاً وقد شعرت بالأسى عندما سمعت اقتراح بيعها ثم تابعت بصوت منخفض:

ـ حاضر.

خالد:

ـ بصي عليها بشكل عام, وقيسي النبض, وكمان إديها حقنة مقويات, تمام؟

إيناس:

ـ حاضر.

خالد بنبرة حادة:

ـ حاضر.. حاضر !!.. عارفة حتعملي إيه ولا أنا حاقولك؟

إيناس وقد تمكن منها الغضب:

ـ عارفة يا بشمهندس, عن اذنك بقى علشان أروح أشوف شغلي.

تركته وتوجهت غاضبة للفرسة وتبعها هو بنظرته الساخرة كعادته.


لم تشعر بالوقت, ربما مرت ساعة أو أكثر, كانت قد قامت بقياس نبض سهيلة وفحصتها كما طلب منها ثم مرت على باقي الجياد وقامت بوضع بعض المقويات بعليقة البعض, وقررت الإتجاه للعيادة لإحضار الحقنة من أجل سهيلة..

كان جالساً بسيارته دون إكتراث ممسكاً ببعض الأوراق, إنتبه لها عندما خرجت من الإسطبل ولاحظ بحثها عن بيسو لإيصالها.. نظر نحوها وقال دون أن يتحرك من مكانه:

ـ بيسو عيان واخد أجازة.

إيناس:

ـ طيب.. ممكن حد يوديني العيادة علشان أجيب الحقنة؟

اعتدل في جلسته وقام بفتح باب السيارة ثم نظر نحوها قائلاً:

ـ تعالي..

إيناس:

ـ لأ حضرتك ما تتعبش نفسك.. أي حد من العمال يوصلني.

خالد:

ـ ما فيش تعب.. اركبي.

ركبت بجانبه على مضض, بل ودت لو أنها ذهبت على قدميها, ولكن حرارة الشمس منعتها عن ذلك..

نظر نحوها بعد أن تحركت السيارة وقال:

ـ ها سهيلة تمام؟

إيناس:

ـ أيوه.

خالد:

ـ كويس.. أصلك ما تعرفيش أنا بهتم قوي بموضوع النسل, وسهيلة دي فرسة أصيلة.

أومأت رأسها بالإيجاب دون أن تنطق أو تنظر نحوه

تواصل عن الروايه ( @Amaftf )

https://t.me/Amaftf


✶ الحـلقـ9⃣3⃣ـة.tt ✶


ضحك يوسف بصوت عالٍ عند سماع جملة إيناس مما جذب إنتباه خالد نحوهم ونحو محادثتهم سوياً..

نظر حمزة نحو إيناس بابتسامة قائلاً:

ـ ما فيش مشكلة.. وعلى فكرة لو جبتيه حاخده, أصلك ما تعرفنيش.. أنا مجنون!!

ابتسمت له ابتسامة صفراء وتابعت تناول طعامها ببطء, أما خالد فظل يراقبها هي وحمزة بقية الوقت...

جلس الرجال لمتابعة مباراة كرة القدم بعد الطعام, واستقرت كل من رقية وإيناس ونرمين بالحديقة..

نظرت رقية نحو زوجها الذي مرت جميع الألوان بدرجاتها على وجهه وهو يتابع المباراة بشغف وقالت:

ـ علشان كده جبتكم تقعدوا معايا النهارده, بجد مش بستحمل تعب الأعصاب بتاع الكورة ده..

انتفضت إيناس رعباً بعدها بدقائق عند سماع صوت صراخ حسن وحمزة فضحكت رقية بشدة وتابعت:

ـ معلش يا إيناس.. جون!

إيناس:

ـ أصل أنا مش متعودة على الكورة.

رقية:

ـ قصدك مش متعودة على مجانين الكورة..

نيرمين:

ـ اللذيذ إن عمر قاعد معاهم مش خايف, بالعكس منسجم خالص.

رقية:

ـ اممممممم.. خدي بالك لحسن يطلع مجنون كورة زيهم.

نيرمين وما زالت تنظر نحو تجمعهم بإهتمام:

ـ بس خالد مش مجنون كورة خالص, حتى قاعد هادى ومبوز كالعادة!

رقية:

ـ حرام عليكِ يا نيرمين.. لعلمك خالد من جواه طيب.

نيرمين:

ـ جايز..

توجهت ببصرها نحو إيناس وتابعت:

ـ إنتِ عاملة إيه في الشغل معاه؟

إيناس:

ـ لأ عادي.. هو شديد شوية, بس عادي يعني.

نيرمين:

ـ شديد شوية!.. يا بنتي ده البيج بوس بتاعنا, كلنا بنترعب منه.. إنتِ مش شايفة يوسف وحمزة واخدين جنب ومنكمشين مع نفسهم إزاي

رقية:

ـ يا بكاشة مش للدرجة دي!

نيرمين:

ـ مش للدرجة دي!!.. طيب ده أمبارح مسك عادل الدكتور البيطري اللي بيتابع مزرعة المواشي مرمط بكرامته الأرض, صوته كان واصل للطريق الصحرواي.

رقية:

ـ ليه إيه اللي حصل؟

نيرمين:

ـ مش عارفة, بقرة ماتت وإتنين عيانين جامد, مش فاكرة.

رقية:

ـ بصي يا نيرمين.. خالد شديد في حقه, كلنا عارفينه.. لكن مادام شايفة شغلك مظبوط خلاص.

نيرمين:

ـ مش بخوفك يا إيناس والله أنا بحكي عادي.

إيناس:

ـ لأ عادي ما فيش مشكلة.

رقية:

ـ أنا حقوم أعمل نسكافيه علشان نشربه مع الكيك

نيرمين:

ـ تمام.. فعلاً محتاجة الإتنين

تركتهما رقية وعندها كان يبدو أن المباراة أنهت شوطها الأول..

تقدم حمزة نحوهما وهو يحمل عمر الصغير وتوجه به نحو نيرمين وعلى وجهه ملامح الإشمئزاز قائلاً:

ـ خدي يا نيرمين غيري له.

نيرمين ضاحكة:

ـ عمل بيبي!!

حمزة:

ـ أنا نفسي أعرف بتأكلوا الواد ده إيه؟!!.. دي مش ريحة بيبي طفل أبداً!!

نيرمين:

ـ يا سلام خبير حضرتك حتى في دي!

حمزة:

ـ إنت ناسية إني بتاع سماد ولا إيه.

ضحكت نيرمين بشدة ومعها إيناس على جملته ثم أخذت نيرمين عمر لتقوم بتبديل حفاظه وجلس حمزة دون دعوة مع إيناس

قال لها بابتسامة:

ـ أخيراً ضحكتِ على حاجه قلتها, ده أنا كنت قربت أقتنع إن دمي تقيل.

إيناس وقد تبدلت ابتسامتها بمظهر أكثر جدية وقالت:

ـ لأ عادي.. أنا مش بيكون قصدي على فكرة.

حمزة:

ـ طيب مش حتقولي رأيك بقى؟

إيناس:

ـ رأيي في إيه يا بشمهندس؟

حمزة:

ـ في كلمات الأغنية.

إيناس:

ـ أغنية!

حمزة:

ـ اللي غنيتها في عيد ميلاد عمر, بلاش صوتي بس أسمع رأيك في الكلمات.

إيناس:

ـ الكلمات جميلة.

حمزة:

ـ بصي عادةً باكدب وبقول إنها من تأليفي, لكن معاكِ حقولك الحقيقة.. هي بتاعة فريق إسمه "بلاك تيما".. تسمعي عنه؟

إيناس:

ـ لأ.. بس عموماً هو اختيار موفق.

حمزة:

ـ يعني عجبك تأليفي؟!

نظرت له بدهشة ممتزجة بسخرية, ثم تجولت ببصرها بحثاً عن رقية أو نيرمين, وعندها تلاقت نظراتها مع خالد الذي كان يرمقهما بنظرات حادة..

لا تعرف ماذا أصابها, ولكنها شعرت بالإرتباك.. لا بل بالغضب من حمزة وجلوسه معها, ومن نفسها لسماحها له بذلك, ومن تلك النظرة الغاضبة أو ربما اللائمة التي وجهها خالد نحوها..

قامت على الفور تبحث عن رقية بحيرة فنظر نحوها حمزة بدهشة ثم قال:

ـ في إيه؟

إيناس:

ـ ما فيش.. بدور على رقية.

ظهرت رقية أخيراً وهي تحمل أكواب النسكافيه, وعندها تقدمت إيناس نحوها تاركة حمزة دون أن توجه له حديث..

نظرت لها رقية في دهشة:

ـ إيه يا إيناس؟.. قمتِ ليه؟

إيناس:

ـ معلش لازم أمشي.

رقية:

ـ تمشي!.. لسه بدري, ما احنا قاعدين.

إيناس:

ـ معلش تعبانة ولازم أروح أنام.. سلام.

خرجت مسرعة..

هاربة لعزلتها مرة أخرى لعلها تهتدي إلى الراحة بين ثنايا قميص شريف..

أم ربما الغفران!.


✶ الحـلقـ8⃣3⃣ـة.tt ✶


تقدم خالد من حسن الذي قابله مرحباً ثم جلسا سوياً منفردين بعيداً عن باقي المجموعة..

وانشغلت رقية بتوضيب المائدة وساعدتها إيناس...

قال خالد لحسن هامساً:

ـ شكلك مبسوط يا حسن.. كان باين من صوتك وإنت بتعزمني.

حسن:

ـ بيني وبينك طاير.. بس بحاول أخبي!.

خالد:

ـ إيه؟

حسن:

ـ رحت مع سهام امبارح عند الدكتور وعرفنا نوع الجنين.

خالد:

ـ بجد!.. مبروك.

حسن:

ـ ولد.. هو طبعاً الحمد لله.. كل اللي يجيبه ربنا كويس, بس فرحت قوي

خالد:

ـ ربنا يقومها لك بالسلامة ,بس هي رقية برده ما فتحتش معاك الموضوع؟

حسن:

ـ من ساعة لما سهام كلمتها وقالت ليها ما تكلمتش, بيني وبينك في الأول أنا غضبت جداً وكنت ناوي أطلق سهام, بس لما حملت ما كانش ينفع ورقية فضلت ساكتة.. جالي وقت كان نفسي تتكلم تنطق, تغضب أو حتى تغلط وتريحني..

خالد:

ـ حسن.. إنت بتحبها؟

حسن:

ـ وما بحبش غيرها.. ما فيش مقارنة بين مشاعري ناحية رقية وعلاقتي مع سهام, لكن برده بحب إبني.. من حقي يا خالد أنا ما أجرمتش.

خالد:

ـ ومين قال إنك أجرمت؟

حسن:

ـ عينيها, نظراتها ومعاملتها ليا.. أنا بجد مش عارف أرضيها إزاي؟.. ده أنا طول الوقت معاها هي, والتانية يوم ولا إتنين كل أسبوع.

خالد:

ـ أنا مش عارف أقولك إيه, بس أنا عارف إنك مش حتقدر تستغنى عنها..

حسن:

ـ مستحيل.

خالد:

ـ خلاص لما مراتك تخلف يبقى يحلها ألف حلال.

حسن:

ـ يا مسهل.. يلا يا حبيبي الأكل جهز.

إلتف الجميع حول مائدة الطعام جلست إيناس بجانب نيرمين, وسحب حمزة مقعده وجلس بجانب إيناس متحججاً بمراقبة التلفاز الجيدة من هذا الموقع, وكان خالد يجلس على الطرف الآخر من المائدة بجانب حسن واستغرقا في الحديث عن العمل..

قالت نرمين لرقية:

ـ أكلك ما لوش حل بصراحة.. بتعقد لما باكل هنا!

رقية:

ـ بالهنا والشفا يا حبيبتي, بس إنتِ أكلك طعمه زي العسل ما أنا دقته وعارفاه.

نيرمين:

ـ بتجامليني!!.. ماشي.. ماشي أنا موافقة.

حمزة:

ـ أكل أبلة روكا ما لوش مثيل.. ولا إيه رأيك يا دكتورة؟

قال جملته وهو يوجه بصره نحو إيناس..

إيناس:

ـ طبعاً ده مش محتاج كلام.

كان رد إيناس على حمزة مقتضباً وكأنها تود تجنب الحديث معه ولكنه لم يعبأ وتابع:

ـ بس ما قولتليش يا دكتورة إيه رأيك في صوتي؟

إيناس بدهشة:

ـ نعم!

حمزة:

ـ صوتي.. إحم إحم.. لما كنت بغني نسيتِ ولا إيه؟

نيرمين بسخرية:

ـ معلش يا إيناس أصل حمزة بيهتم قوي برأي الجمهور!

حمزة:

ـ بقى كده إتريئي.. إتريئي.. ماشي!..

رقية:

ـ إنت يا حمزة قاعد مصدعنا ليه؟.. ما تروح تقعد جنب الرجالة!

حمزة:

ـ بتحرجيني يعني!!.. أنا أصلاً قاعد جنب التليفزيون علشان الماتش قرب.. ده غير هناك مود كئيب!

أتبع بقية كلماته بصوت خافت وقال:

ـ خالد وخالي كلام في الشغل ومكشرين كالعادة, ويوسف مركز في الأكل بطريقة غير طبيعية!

نظر حمزة لنرمين ضاحكاً وقال بصوت عالٍ:

ـ نيرمين.. خدي بالك أكليه كويس, ده لو ما لقاش أكل حياكلك إنتِ وعمر!!

يوسف:

ـ بقى كده!!.. طيب شوف مين حيوصلك وإحنا مروحين!

حمزة:

ـ مش مهم.. حبات هنا.. تستضيفوني يا أبلة رقية؟..

رقية:

ـ ولا أعرفك.

حمزة:

ـ شفت الناس لبعضيها إزاي!!.. ميرسي يا أبلة, حضري لي بيجامة خالي التركواز!

رقية وهي تكتم ضحكتها:

ـ أسكت يا حمزة.. أسكت شوية, وكُل يا بني.. إنت مش بتاكل على فكرة.

حمزة:

ـ معدتي تاعباني, مش قادر.

رقية:

ـ برده!.. يا بني روح للدكتور يكتب لك حاجة لمعدتك دي.

نظر نحو إيناس بابتسامة وتابع:

ـ بقولك يا دكتور ما ألاقيش عندك دواء للمعدة؟!

إيناس بضيق:

ـ آه عندي, بس من بتاع الحصان.

20 ta oxirgi post ko‘rsatilgan.

3 688

obunachilar
Kanal statistikasi