إلى الاعتراف بأخطائنا لنصبح مؤهلين لقيادة البشرية، وتعليم الإنسانية دروس الحياة الكريمة، والتي تقوم على الحق والعدل
ما أجمل أن يقف الوالد أمام أبنائه يعترف بخطئه، وإذا لم يفعل سيتربى الأبناء على الخطأ، ويمارسوه في واقع الحياة، ولا ينبغي أن يبرر خطأه مهما كان.
وما أجمل أن يقف المدير وبكل شجاعة أمام موظفيه يعترف بخطأ ارتكبه حتى لا يتكرر ويصبح سنة في التعامل وإدارة الأعمال
وما أجمل أن يقف الضابط أمام جنوده يعترف بكل وضوح دون تبرير لخطأ وقع فيه، فيزداد احترام وحب الجنود له، ولا تأخذه العزة بالإثم فيسقط من عين جنوده، يقول نابليون القائد الفرنسي وهو يواجه العالم بخطأه وهو في منفاه بجزيرة سانت هيلانه: "لا أحد سواي مسؤول عن هزيمتي، لقد كنت أنا أعظم عدو لنفسي!".
وما أروع أن يقف ذلك السياسي يعترف بخطئه أمام الجماهير، أو في الصحيفة، أو في أي وسيلة من وسائل الإعلام، ولا يكابر، أو يصر على خطأ وقع فيه، حتى لا يقود الأمة إلى أخطاء تتوارثها الأجيال، فيكون عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.
لقد وقف عمر بن الخطاب يومأ يخطب في الناس، وأراد أن يحدد مهور الزواج في عصره، فقامت امرأة، وقالت: يا عمر إن الله – عز وجل – يقول: (وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً) [النساء: 20].
فمن أين جئت بهذا يا عمر؟ فقال – رضي الله عنه -: "صدقت المرأة وأخطأ عمر"
بكل شجاعة وتواضع، بل قال: "كل الناس أفقه من عمر".
وما أجمل أن يقف العالم معترفاً بخطئه في مسألة فقهية، أو علمية، تبين له الحق فيها بعد ذلك، حتى لا يقود الأمة إلى الهلاك والضياع، فيكون داعية على أبواب جهنم؛ لقد وقف الإمام الشافعي – رحمه الله – يقول لطلابه: "ما وجدتم في كلامي يخالف كتاب الله وسنة رسوله فارموا به عرض الحائط، وأرجع عنه فالحق أحب إلي مما سواه".
وما أجمل أن يعترف الزوجان بأخطائهما تجاه بعضهما البعض، فكم هدمت من بيوت، وشردت من أسر، بسبب الإصرار على الخطأ، وعدم الاعتراف به، فساءت حياتهما، ولحقت التعاسة بأبنائهما، وكان يكفي لإشاعة المحبة والسعادة بينهما أن يقول أحدهما للآخر: أنا أخطأت، وأعتذر وأرجع.
عباد الله: كم من النزاعات والصراعات بين الأصحاب والأصدقاء؟ وكم حدث التهاجر بين الجيران؟ بسبب عدم إقرار مرتكب الخطأ بخطئه، وإصراره عليه.
لقد قال أبو ذر – رضي الله عنه – لبلال يوماً: يا ابن السوداء، عيره بأمه، فقال – صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية".
فتاب وندم، واعترف بخطئه وجرمه، فلم يسوغ لنفسه، أو يبرر لها أنه كان في وقت غضب، أو غير ذلك، بل لما رأى بلالا قادما وضع خده على التراب، وقال: يا بلال والله لا أرفع خدي حتى تضع قدمك على خدي الآخر، اعترافا منه بخطئه، فقال بلال والدموع تملاء عينيه: قم يا أخي والله لا أضع قدمي على وجه سجد لله، وأخذ يحتضنه ويقبله.
إنه إن لم نعترف بأخطائنا اليوم سنعترف بها حتماً في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، ولا ينفع فيه الندم والاعتذار، والاعتراف بالأخطاء عندما نقف بين يدي الله يوم القيامة، وعندما يعاين الناس العذاب، قال – تعالى – عن هؤلاء واعترافهم، وتبريرهم لأخطائهم: (قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ )[المؤمنون: 106-111].
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
ثم اعلموا أن الله -تبارك وتعالى- قال قولاً كريماً تنبيهاً لكم وتعليماً، وتشريفاً لقدر نبيه وتعظيماً: (إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وخلفائه الراشدين، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبي بكر وعمر وعثمان وعلى، وارض اللهم عن بقية الصحابة والقرابة وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وفضلك يا أرحم الراحمين.
والحمد لله رب العالمين.
ما أجمل أن يقف الوالد أمام أبنائه يعترف بخطئه، وإذا لم يفعل سيتربى الأبناء على الخطأ، ويمارسوه في واقع الحياة، ولا ينبغي أن يبرر خطأه مهما كان.
وما أجمل أن يقف المدير وبكل شجاعة أمام موظفيه يعترف بخطأ ارتكبه حتى لا يتكرر ويصبح سنة في التعامل وإدارة الأعمال
وما أجمل أن يقف الضابط أمام جنوده يعترف بكل وضوح دون تبرير لخطأ وقع فيه، فيزداد احترام وحب الجنود له، ولا تأخذه العزة بالإثم فيسقط من عين جنوده، يقول نابليون القائد الفرنسي وهو يواجه العالم بخطأه وهو في منفاه بجزيرة سانت هيلانه: "لا أحد سواي مسؤول عن هزيمتي، لقد كنت أنا أعظم عدو لنفسي!".
وما أروع أن يقف ذلك السياسي يعترف بخطئه أمام الجماهير، أو في الصحيفة، أو في أي وسيلة من وسائل الإعلام، ولا يكابر، أو يصر على خطأ وقع فيه، حتى لا يقود الأمة إلى أخطاء تتوارثها الأجيال، فيكون عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.
لقد وقف عمر بن الخطاب يومأ يخطب في الناس، وأراد أن يحدد مهور الزواج في عصره، فقامت امرأة، وقالت: يا عمر إن الله – عز وجل – يقول: (وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً) [النساء: 20].
فمن أين جئت بهذا يا عمر؟ فقال – رضي الله عنه -: "صدقت المرأة وأخطأ عمر"
بكل شجاعة وتواضع، بل قال: "كل الناس أفقه من عمر".
وما أجمل أن يقف العالم معترفاً بخطئه في مسألة فقهية، أو علمية، تبين له الحق فيها بعد ذلك، حتى لا يقود الأمة إلى الهلاك والضياع، فيكون داعية على أبواب جهنم؛ لقد وقف الإمام الشافعي – رحمه الله – يقول لطلابه: "ما وجدتم في كلامي يخالف كتاب الله وسنة رسوله فارموا به عرض الحائط، وأرجع عنه فالحق أحب إلي مما سواه".
وما أجمل أن يعترف الزوجان بأخطائهما تجاه بعضهما البعض، فكم هدمت من بيوت، وشردت من أسر، بسبب الإصرار على الخطأ، وعدم الاعتراف به، فساءت حياتهما، ولحقت التعاسة بأبنائهما، وكان يكفي لإشاعة المحبة والسعادة بينهما أن يقول أحدهما للآخر: أنا أخطأت، وأعتذر وأرجع.
عباد الله: كم من النزاعات والصراعات بين الأصحاب والأصدقاء؟ وكم حدث التهاجر بين الجيران؟ بسبب عدم إقرار مرتكب الخطأ بخطئه، وإصراره عليه.
لقد قال أبو ذر – رضي الله عنه – لبلال يوماً: يا ابن السوداء، عيره بأمه، فقال – صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية".
فتاب وندم، واعترف بخطئه وجرمه، فلم يسوغ لنفسه، أو يبرر لها أنه كان في وقت غضب، أو غير ذلك، بل لما رأى بلالا قادما وضع خده على التراب، وقال: يا بلال والله لا أرفع خدي حتى تضع قدمك على خدي الآخر، اعترافا منه بخطئه، فقال بلال والدموع تملاء عينيه: قم يا أخي والله لا أضع قدمي على وجه سجد لله، وأخذ يحتضنه ويقبله.
إنه إن لم نعترف بأخطائنا اليوم سنعترف بها حتماً في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، ولا ينفع فيه الندم والاعتذار، والاعتراف بالأخطاء عندما نقف بين يدي الله يوم القيامة، وعندما يعاين الناس العذاب، قال – تعالى – عن هؤلاء واعترافهم، وتبريرهم لأخطائهم: (قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ )[المؤمنون: 106-111].
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
ثم اعلموا أن الله -تبارك وتعالى- قال قولاً كريماً تنبيهاً لكم وتعليماً، وتشريفاً لقدر نبيه وتعظيماً: (إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وخلفائه الراشدين، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبي بكر وعمر وعثمان وعلى، وارض اللهم عن بقية الصحابة والقرابة وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وفضلك يا أرحم الراحمين.
والحمد لله رب العالمين.