أحيانا أعتقد بأن عقلي أكبر من هذا المنزل الذي أنا موجود به، هذا البيت ليس به حجرة مرتبه، المقابض محطمه، الجدران تتحدت ومليئه بكلام قمت بسرده، الاسقف لها عيون تبادلك النظر، الأرضية تفكر معك عندما تسرح، النوافد لا ترى منها إلا مناخ شتوي ممطر، أفكر بأن أقلع عن أخد هذه الحقن، لكني أخاف أن أعيش بدونها، السلم متعب، بصور حائط كئيبه، المياة مقطوعه، المطبخ لاتوجد به أدوات لطهي الطعام، الحمام كمستنقع، غرفه المعيشه أصبحت غرفه الموت، الدخل جيد لكن رب البيت بخيل، التلفاز يعرض صورة مشوشه، الإناره منخفضة ومغلقه أغلب الوقت، علي الرغم من أنه مكان غير صالح بتاتا للنوم، الأجره باهضة التمن، الجيران حمقى، الأسطح هي الشئ الإيجابي الوحيد، الحي هادئ، الجميع يلزم المنزل، لا أعلم في أي طابق أنا، أتنقل بينها بدون درايه، تم أدرك ذالك، هنالك صحبه، لا أعيش لوحدي، لكل منا ركن زاويه في غرفته ليكمت به، بني هدا البيت بإعتقادنا أنه سيكون دائما أمن، لا نعلم الكثير عن ما بالخارج، لا نهتم، أيضاً نخشى أن يضيع أحد إذا دخل إلى هذا البيت غيرنا، ونحن نتأقلم أن نكمل حياتنا بالعيش بما نملكه، إستنزفنا الوقت ونحن نحاول أن نوفر كل ما نحتاجه بأن لا يبقي هذا البيت مئساوي هكذا لصعوبه الأمر. لم نقل أبداً بأنه بيت مناسب، سيمرض أحدكم إذا ألقى نظره، محتجزون بالداخل، لم يطرق علي الباب أحدا منذ أعوام، يبدو كبيت مهجور، مسكون، لكل منا أشيائه الخاصه، لا نتشارك في شي، إنه من المستحيل أن نتعايش معا في منزل واحد، لهذا نحن نعاني، ذات مره، تخيلت أن باقي أفراد الاسرة، باتو قريبين، في طريق الرجوع من السفر، بعد أن كنا علي وشك أن نحرق هذا المنزل!، ندعي بأن الامر خرج من بين أيدينا، لقد أتو إلينا بالاغراض التي نحتاجها لأعمار بيت زهي، وكل فرد منا قام بتأدية دوره، لم أكن أعتقد أن هذا سيحدت أبداً حتي وفي الخيال، الجميع يتعانق، نتطلع لحياة جديدة كنا ننتظرها يوم بعد يوم، حتي وأنها أتت بعد فوات الأوان، تغيرت ألوان البيت، تم طلائه من الخارج، كل شي يبدو جميل الأن، كل شئ لم يعد متلما كان، أصبح أفضل، ترتب وتنظف، إعتقدنا بهكذا تغير أن تلك الأيام ذهبت ولن تعود. ولكن بمجرد أن إستيقظنا في صباح اليوم التالي، الأن جميعنا يجلس ويتبادل الكلام مع نفسه، يحكى ان الحزن قد عاد، بل هنالك من يقول بأنه لم يزول من الأمس.