« هناك أنواع من الرَّغبات بقدر ما هناك من أنواع الحبّ والكراهية، وإنَّ أحقَّها بالاعتبار وأقواها هي الرَّغبات الَّتي تولّدها البهجة والنُّفور… فما الرَّغبة الَّتي تولّدها البهجة؟ إنَّ الطبيعة قد أقامت البهجة لتصوّر التَّمتع بما هو مبهج وملذ كأعظم خير بين كلّ الخيرات الَّتي تنتمي إلى الإنسان. وهذا ما يجعلنا نشتهي بحرارة فائقة هذا التَّمتع. صحيح أنَّ هناك أنواعا مختلفة من البهجات، وأنَّ الرَّغبات الَّتي تتولَّد بفضلها ليست كلَّها بالقوَّة ذاتها. ومثال ذلك، أنَّ جمال الأزهار يحضنا فقط على النَّظر إليها، في حين أنَّ جمال الفاكهة يحثُّنا على أكلها. غير أنَّ الابتهاج الرَّئيسي هو الَّذي يأتي من الكمالات الَّتي نظنُّها في شخص نعتقد أنَّه يستطيع أن يصبح ذاتنا الأخرى.
إذا لاحظنا لدى شخص شيئا معينا يبهجنا أكثر ممَّا يبهجنا ما نراه في الوقت ذاته لدى الآخرين، فإنَّ ذلك يوجه النَّفس لأن تشعر نحو هذا الشَّخص وحده بكلّ الميل الَّذي منحته إيَّاه الطبيعة للبحث عن الخير الَّذي تصوَّره له بأن أعظم خير يمكن أن يحوزه. وهذا الميل، أو هذه الرَّغبة الَّتي تولد هكذا من الإحساس بالبهجة تسمى عادة الحبَّ».
- روني ديكارت، انفعالات النَّفس، ترجمة جورج زيناتي، دار المنتخب العربي للدّراسات والنَّشر والتَّوزيع، بيروت-لبنان، 1993 ص: 60-62.
إذا لاحظنا لدى شخص شيئا معينا يبهجنا أكثر ممَّا يبهجنا ما نراه في الوقت ذاته لدى الآخرين، فإنَّ ذلك يوجه النَّفس لأن تشعر نحو هذا الشَّخص وحده بكلّ الميل الَّذي منحته إيَّاه الطبيعة للبحث عن الخير الَّذي تصوَّره له بأن أعظم خير يمكن أن يحوزه. وهذا الميل، أو هذه الرَّغبة الَّتي تولد هكذا من الإحساس بالبهجة تسمى عادة الحبَّ».
- روني ديكارت، انفعالات النَّفس، ترجمة جورج زيناتي، دار المنتخب العربي للدّراسات والنَّشر والتَّوزيع، بيروت-لبنان، 1993 ص: 60-62.