مسألةٌ أخرى في الوَقْف والمَعْنى:
عندَما نتحدثُ عن الوقف والمعنى فإنما نتحدثُ عن علاقة التركيب بالدلالَة، ومن نماذجِ ذلكَ قولُه تعالى في "التوبة:50":
[وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ]
السياقُ سياقُ تبعيضٍ والمعنى أنّ بعضَ الأعرابِ منافقونَ وبعضَها مؤمنون وهم جُهَيْنَة وأسلمُ وأشْجَعُ وغِفَار وآخَرون، ولكنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلَّم أُعلِمَ بأنّ آخَرينَ منافقونَ حتّى لا يغرَّه خَفاءُ أمْرِهِم.
وبعض أهلِ المدينةِ أخلصوا الطّاعةَ ولكنّ بقيةً مِن بينِهم مَن أضْمرَت النفاقَ.
وإعرابُ "مِنْ" في قوله [ومِن أهل المدينَة] إمّا أن تكونَ اسماً بمَعنى "بَعْض" وجُملة "مَردوا" في محلّ رَفع خَبر، والتقديرُ: بعضُ أهل المدينَة مَرَدوا... وإمّأ أن تكونَ على أصْلها في الحرفيّةِ وعَمَل الجّرِ وتُفيدُ التبعيضَ ومُبَعَّضُها مَحذوفٌ والتّقْديرُ: ومِنْ أهلِ المَدينة قَومٌ أو جَماعةٌ مَردوا، كما في قوله تعالى: "مِنَ الذينَ هادوا يُحرِّفونَ الكَلِمَ عَن مَواضِعِه"
يجوزُ الوقفُ على "منافقون" فتكون جملةً اسميةً تقدمَ خبرُها وتأخَّر المبتدأ وهو "مُنافقونَ" ويكون ما بعدها جملة معطوفة، أي بعضُ مَن حَولَكُم مُنافقونَ وبعضُ أهلِ المدينَة كذلكَ.
ويجوزُ الوقفُ على "المَدينَة": "وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ"؛ والمعنى أنّ جماعةً مِمَّن حَولَكم وجَماعةً مِن أهل المَدينةِ منافقونَ، ثُمَّ تأتي الجملة الاستئنافيّةُ "مَرَدوا" لتُخبرَ عَنهم جَميهاً بأنّهُم مَرَدوا على النفاق.
عندَما نتحدثُ عن الوقف والمعنى فإنما نتحدثُ عن علاقة التركيب بالدلالَة، ومن نماذجِ ذلكَ قولُه تعالى في "التوبة:50":
[وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ]
السياقُ سياقُ تبعيضٍ والمعنى أنّ بعضَ الأعرابِ منافقونَ وبعضَها مؤمنون وهم جُهَيْنَة وأسلمُ وأشْجَعُ وغِفَار وآخَرون، ولكنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلَّم أُعلِمَ بأنّ آخَرينَ منافقونَ حتّى لا يغرَّه خَفاءُ أمْرِهِم.
وبعض أهلِ المدينةِ أخلصوا الطّاعةَ ولكنّ بقيةً مِن بينِهم مَن أضْمرَت النفاقَ.
وإعرابُ "مِنْ" في قوله [ومِن أهل المدينَة] إمّا أن تكونَ اسماً بمَعنى "بَعْض" وجُملة "مَردوا" في محلّ رَفع خَبر، والتقديرُ: بعضُ أهل المدينَة مَرَدوا... وإمّأ أن تكونَ على أصْلها في الحرفيّةِ وعَمَل الجّرِ وتُفيدُ التبعيضَ ومُبَعَّضُها مَحذوفٌ والتّقْديرُ: ومِنْ أهلِ المَدينة قَومٌ أو جَماعةٌ مَردوا، كما في قوله تعالى: "مِنَ الذينَ هادوا يُحرِّفونَ الكَلِمَ عَن مَواضِعِه"
يجوزُ الوقفُ على "منافقون" فتكون جملةً اسميةً تقدمَ خبرُها وتأخَّر المبتدأ وهو "مُنافقونَ" ويكون ما بعدها جملة معطوفة، أي بعضُ مَن حَولَكُم مُنافقونَ وبعضُ أهلِ المدينَة كذلكَ.
ويجوزُ الوقفُ على "المَدينَة": "وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ"؛ والمعنى أنّ جماعةً مِمَّن حَولَكم وجَماعةً مِن أهل المَدينةِ منافقونَ، ثُمَّ تأتي الجملة الاستئنافيّةُ "مَرَدوا" لتُخبرَ عَنهم جَميهاً بأنّهُم مَرَدوا على النفاق.