▪وصية عظيمة حول الخلافات التي تقع حول فلان وفلان▪
قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي في وصيته لأبنائه بمدينة مانشستر:
«وأوصي أبنائي وإخواني: باحترام المنهج السلفي والثبات عليه، واحترام علمائه.
وإذا قالوا حقا فلا يجوز مخالفتهم،
إذا تكلموا في قضية وساقوا عليها الأدلة فلا عذر لأحد في مخالفتهم!
ولا يجوز لأحد أن يتوقف أو يحايد؛ فإن هذا فعل أهل الأهواء الساعين في إسقاط المنهج السلفي وإسقاط علمائه.
وفي قضايا الجرح والتعديل:
يكفي في الجرح أن يصدر من عالم واحد، ويكفي في التعديل أن يصدر من عالم واحد.
فإذا اختلف عالمان صادقان معتبران منزهان عن الهوى في شخص ما:
فإن الواجب على من عداهما من حملة العلم أن يتبينوا من الجارح ويطلبوا منه الدليل؛ فإذا قدم الدليل فيجب عليهم التسليم بهذا الدليل والتسليم بهذه الحجة، فإذا عارض المعدل أو غيره فإنه يسقط!
هذا الذي يرد الحجة يسقط على أم رأسه!
وتسقط عدالته ولا يؤتمن على دين الله!
لو أن عالما واحدا جاء بالحجة والبرهان وخالفه العشرات بالباطل وبالكذب وبالحيل فلا يُسمع لهم!
هذه قواعد الجرح والتعديل المقعدة في الجرح والتعديل التي تلزمنا في مثل هذه الفتن، فإنسان يجرحه عشرات العلماء ويسوقون الحجج الواضحة على باطله وآظاليله وفتنته، ثم لا يُسمع لهم بعض الناس بحجة أنه ما تبين الحق!
هذا أمر لا يجوز، لا يجوز في دين الله، إذا فلنأتي إلى كتب الجرح والتعديل ونقف عند كل ترجمة ونقول: (والله ما تبين لي!).
ونقف عند كل عقيدة ونقول: (والله ما تبينت لي!).
الخلاف بين الروافض والسلفيين،
أو بين الروافض والجهمية،
أو بين السلفيين والمعتزلة،
أو بين السلفيين والخوارج،
أو بين السلفيين والمرجئة،
أو بين السلفيين والصوفية،
يقول الواحد: (والله ما تبين لي!).
ما يُقبل منه هذا الأسلوب!
وإذا اختلف اثنان من السلفيين:
والحجة مع أحدهما فيجب الوقوف إلى جانب صاحب الحجة.
فأوصيكم بتقوى الله، وأوصيكم بالعدل والإنصاف والبعد عن التعصبات العمياء واتباع الهوى {ومن أضل ممن اتبع هواه}،
وردُّ الصدقِ جريمةٌ {ومن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه}. التكذيب بالحق من شأن أهل الضلال؛ من شأن الكفار؛ من شأن الروافض!
يقول شيخ الإسلام في وصف الروافض:
(ليس هناك طائفة ترد الصدق، وتصدق الكذب مثل الروافض!).
فالآن يجب على من ينتهج المنهج السلفي: أن يربأ بنفسه عن سلوك هذه المذاهب الفاسدة، التعصب الأعمى، التعصب الجاهلي، ورد الحق من أجل فلان وفلان.
والله لو كان من كبار العلماء ومن كبار أئمة السنة وأخطأ لما يجوز لك أن ترد الحق!
كيف بالجهلاء والمعروفين بالكذب والمعروفين بالفتن؟! كيف تقف إلى جانبهم؟!
هذا ما لا يليق بمسلم فضلا عن السلفي، وما معنى الدعوة السلفية إذا كنت تتعصب بالجهل والهوى؟ ما معنى هذا؟!
بارك الله فيكم دعوها فإنها منتنة، وابحثوا عن الحق وخذوا به واشهدوا به ولو على أنفسكم أو الوالدين أوالأقربين، قال الله تبارك وتعالى:
{يا أيها الذين ءامنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أوالوالدين والأقربين}
فإذا جاءك علماء يا أخي ولو عالم واحد ولو عالمين لو ثلاثة جاءك بالحق فلا يجوز لك أن تتردد في قبوله، جاءك بالحق المقرون بالحجة والبرهان.
إذا جاءك بس بمجرد ادعاءات فلا تقبل، لكن إذا جاءك بالحق المقرون بالحجة والبرهان فإن ردك له رد للصدق وتكذيب بالصدق وتكذيب بالحق، ولا أظلم ولا أجهل ممن هذا حاله».
http://bit.ly/ks_dz