الاسم السادس: (المهدي):
وهو من الأسماء التي اشتهر بها الإمام عجل الله فرجه ، وقد ذكرت الروايات الشريفة العلة في ذلك وكما يلي:
أ) عن جابر بن یزید الجعفي، عن الإمام الباقر أنه قال: «... فمن أطاعه فقد أطاع الله ومن عصاه فقد عصى الله، فإنما سُميَ المهدي لأنه يهدي لأمر خفي، يستخرج التوراة وسائر كتب الله من غاربأنطاكية، فيحكم بين أهل التوراة بالتوراة، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل، وبين أهل الزبور بالزبور، وبين أهل الفرقان بالفرقان...»
ب) وروى محمد بن عجلان، عن أبي عبد الله، قال: «إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديداً، وهداهم إلى أمر قد دُثِرَ وضل عنه الجمهور، وإنا سُميَ القائم مهدياً فلأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه، وسُمي القائم لقيامه بالحق».
ج) عن أبي سعيد الخراساني، قال: قلت لأبي عبد الله : المهدي والقائم واحد؟ فقال: «نعم» ، فقلت: لأي شيء سُمي المهدي؟ قال: «لأنه يهدي إلى كل أمر خفي»
هذه الروايات تعطينا سبب تسميته بالمهدي، وهو الهداية إلى أمر خفي، أو مضلول عنه، أو ضل عنه الجمهور، أو كل أمر خفی.
أما ما هو هذا الأمر الخفي؟
فقد ذكرت الرواية الأولى أنه الكتب السماوية، ومن الواضح أن الكتب السماوية كلها تهدي لأمر واحد محدد هو دين الله تعالى، قال تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصی به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصینا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدِّين ولا تتفرقوا فيه كَبُرَ على المشركين ماتدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب )(الشوری: ۱۳).
وهذا الدين اليوم هو الدين الخاتم، دين النبي الأكرم عید ، وهو الذي تكلمت عنه الروايات بأنه قد دُثرت الكثير من حقائقه وبُدِّلت الكثير من أحكامه بسبب السلاطين ووعاظهم وأصحاب المصالح والمفترين والمندسين في داخل الإسلام من المشركين واليهود وعامل التقيَّة التي نتجت عن الظلم الذي تعرض له أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم وغيرها من الأسباب.
وبالتالي يكون معنى الهداية إلى ذلك الأمر الخفي هو الهداية لدين النبي الأكرم الصحيح الذي ارتضاه الله تعالى لنا يوم بيعة الغدير حينما أنزل الله تعالى بعد أن بايع المسلمون علياً : "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " (المائده:٣)
فدين الإسلام هو دين الولاية، والناس ضلت عنه، والجمهور وعلماؤهم ضللوا الناس عن الدين وأخفوه عنهم، والإمام المهدي سيظهر الدين المحمدي الصحيح.
ومن هنا ورد أن الإمام المهدي عليه سيواجه الكثير من الصعاب من الناس، لأنهم سوف يعترضون على ما سيأتي به من أحكام الإسلام الواقعية مما لم يعرفوه ولم يعتادوا عليه قبل ظهوره ، ولذا ورد عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله يقول: «إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس أشد مما استقبله رسول الله من جهال الجاهلية !»، فقلت: وكيف ذلك؟ قال: «إن رسول الله أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله، ويحتج عليه به»، ثم قال: «أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم کما يدخل الحرّ والقرّ».
وفي رواية أخرى عن أبي عبد الله : «إن القائم يلقى في حربه ما لم يلقَ رسول الله، لأن رسول الله وقد أتاهم وهم يعبدون الحجارة المنقورة والخشبة المنحوتة، وإن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه».
من هنا ورد التأكيد على ضرورة التعرف على الفتن التي تقع في زمن الإمام المهدي حتى يكون المؤمن على بينة منها فلا يقع في الفتنة، وعلى الأقل يبقى محايداً إلى أن تنكشف له الحقيقة، وإن كانت الحقيقة أبين من الأمس وأوضح من الشمس، فرغم كل الفتن والاختبارات، فإن الإمام المهدي يأتي بها يدلُّ على الحق وبما هو أوضح من الشمس کا ورد عن محمد بن عصام، قال: حدثني المفضل بن عمر، قال: كنت عند أبي عبد الله في مجلسه غيري، فقال لنا: «إياكم والتنويه _ يعني باسم القائم _»، وكنت أراه يرید غيري، فقال لي: «یا أبا عبد الله، إياكم والتنويه، والله ليغيبنّ سبتا من الدهر، وليخملن حتى يقال: مات أو هلك بأي واد سلك؟ ولتفیض عليه أعين المؤمنين، وليكفأنّ كتكفّئ السفينة في أمواج البحر حتى لا ينجو إلا من أخذ الله میثاقه، وكتب الإيمان في قلبه، وأيده بروح منه، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يعرف أي من أي»، قال المفضل: فبكيت، فقال لي: ما يبكيك؟»، قلت: جعلت فداك، كيف لا أبكي وأنت تقول: «رفع اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يعرف أي من أي»؟ قال: فنظر إلى كوّة في البيت التي تطلع فيها الشمس في مجلسه فقال: «أهذه الشمس مضيئة؟»، قلت: نعم، فقال: «والله لأمرنا اضوء منها».
المصادر📚
١/ بحار الأنوار ٢٩:٥١ / ح ۲، عن علل الشرائع ١: ١٦١/باب ١٢٩/ح٣
٢ / بحار الانوار ٣٠:٥١:ح٧ عن الارشاد ٢: ٣٨٣
٣ بحار الانوار ٣٠:٥١ /ح٦ عن الغيبة للطوسي: ٤٧١ /ح٤٨٩.
٤/بحار الانوار ٣٦٢:٥٢/ح١٣١ عن الغيبة للنعماني ٣٠٨/باب ١٧ /ح١
وهو من الأسماء التي اشتهر بها الإمام عجل الله فرجه ، وقد ذكرت الروايات الشريفة العلة في ذلك وكما يلي:
أ) عن جابر بن یزید الجعفي، عن الإمام الباقر أنه قال: «... فمن أطاعه فقد أطاع الله ومن عصاه فقد عصى الله، فإنما سُميَ المهدي لأنه يهدي لأمر خفي، يستخرج التوراة وسائر كتب الله من غاربأنطاكية، فيحكم بين أهل التوراة بالتوراة، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل، وبين أهل الزبور بالزبور، وبين أهل الفرقان بالفرقان...»
ب) وروى محمد بن عجلان، عن أبي عبد الله، قال: «إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديداً، وهداهم إلى أمر قد دُثِرَ وضل عنه الجمهور، وإنا سُميَ القائم مهدياً فلأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه، وسُمي القائم لقيامه بالحق».
ج) عن أبي سعيد الخراساني، قال: قلت لأبي عبد الله : المهدي والقائم واحد؟ فقال: «نعم» ، فقلت: لأي شيء سُمي المهدي؟ قال: «لأنه يهدي إلى كل أمر خفي»
هذه الروايات تعطينا سبب تسميته بالمهدي، وهو الهداية إلى أمر خفي، أو مضلول عنه، أو ضل عنه الجمهور، أو كل أمر خفی.
أما ما هو هذا الأمر الخفي؟
فقد ذكرت الرواية الأولى أنه الكتب السماوية، ومن الواضح أن الكتب السماوية كلها تهدي لأمر واحد محدد هو دين الله تعالى، قال تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصی به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصینا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدِّين ولا تتفرقوا فيه كَبُرَ على المشركين ماتدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب )(الشوری: ۱۳).
وهذا الدين اليوم هو الدين الخاتم، دين النبي الأكرم عید ، وهو الذي تكلمت عنه الروايات بأنه قد دُثرت الكثير من حقائقه وبُدِّلت الكثير من أحكامه بسبب السلاطين ووعاظهم وأصحاب المصالح والمفترين والمندسين في داخل الإسلام من المشركين واليهود وعامل التقيَّة التي نتجت عن الظلم الذي تعرض له أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم وغيرها من الأسباب.
وبالتالي يكون معنى الهداية إلى ذلك الأمر الخفي هو الهداية لدين النبي الأكرم الصحيح الذي ارتضاه الله تعالى لنا يوم بيعة الغدير حينما أنزل الله تعالى بعد أن بايع المسلمون علياً : "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " (المائده:٣)
فدين الإسلام هو دين الولاية، والناس ضلت عنه، والجمهور وعلماؤهم ضللوا الناس عن الدين وأخفوه عنهم، والإمام المهدي سيظهر الدين المحمدي الصحيح.
ومن هنا ورد أن الإمام المهدي عليه سيواجه الكثير من الصعاب من الناس، لأنهم سوف يعترضون على ما سيأتي به من أحكام الإسلام الواقعية مما لم يعرفوه ولم يعتادوا عليه قبل ظهوره ، ولذا ورد عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله يقول: «إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس أشد مما استقبله رسول الله من جهال الجاهلية !»، فقلت: وكيف ذلك؟ قال: «إن رسول الله أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله، ويحتج عليه به»، ثم قال: «أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم کما يدخل الحرّ والقرّ».
وفي رواية أخرى عن أبي عبد الله : «إن القائم يلقى في حربه ما لم يلقَ رسول الله، لأن رسول الله وقد أتاهم وهم يعبدون الحجارة المنقورة والخشبة المنحوتة، وإن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه».
من هنا ورد التأكيد على ضرورة التعرف على الفتن التي تقع في زمن الإمام المهدي حتى يكون المؤمن على بينة منها فلا يقع في الفتنة، وعلى الأقل يبقى محايداً إلى أن تنكشف له الحقيقة، وإن كانت الحقيقة أبين من الأمس وأوضح من الشمس، فرغم كل الفتن والاختبارات، فإن الإمام المهدي يأتي بها يدلُّ على الحق وبما هو أوضح من الشمس کا ورد عن محمد بن عصام، قال: حدثني المفضل بن عمر، قال: كنت عند أبي عبد الله في مجلسه غيري، فقال لنا: «إياكم والتنويه _ يعني باسم القائم _»، وكنت أراه يرید غيري، فقال لي: «یا أبا عبد الله، إياكم والتنويه، والله ليغيبنّ سبتا من الدهر، وليخملن حتى يقال: مات أو هلك بأي واد سلك؟ ولتفیض عليه أعين المؤمنين، وليكفأنّ كتكفّئ السفينة في أمواج البحر حتى لا ينجو إلا من أخذ الله میثاقه، وكتب الإيمان في قلبه، وأيده بروح منه، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يعرف أي من أي»، قال المفضل: فبكيت، فقال لي: ما يبكيك؟»، قلت: جعلت فداك، كيف لا أبكي وأنت تقول: «رفع اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يعرف أي من أي»؟ قال: فنظر إلى كوّة في البيت التي تطلع فيها الشمس في مجلسه فقال: «أهذه الشمس مضيئة؟»، قلت: نعم، فقال: «والله لأمرنا اضوء منها».
المصادر📚
١/ بحار الأنوار ٢٩:٥١ / ح ۲، عن علل الشرائع ١: ١٦١/باب ١٢٩/ح٣
٢ / بحار الانوار ٣٠:٥١:ح٧ عن الارشاد ٢: ٣٨٣
٣ بحار الانوار ٣٠:٥١ /ح٦ عن الغيبة للطوسي: ٤٧١ /ح٤٨٩.
٤/بحار الانوار ٣٦٢:٥٢/ح١٣١ عن الغيبة للنعماني ٣٠٨/باب ١٧ /ح١