ولدت “بلانش مونير” في مدينة بواتييه الفرنسية، يوم أول مارس عام 1849، وفي عمر الـ25 عاما، وقعت في غرام رجل من العامة كان محاميا مفلسا، فرفضت والدتها، وأخفتها عن أنظار الجميع، وسجنتها في غرفة بقبو المنزل لمدة 25 عاما.
وفي مايو عام 1901، تلقى المدعي العام في باريس رسالة غريبة مكتوبة بخط اليد وغير موقعة، تخبر أن عائلة بارزة في المدينة تسجن فتاتها منذ 25 عاما، فقام المدعي العام بإصدار قرار للتحقيق في هذا البلاغ الغريب، وعندما وصلت الشرطة إلى منزل العائلة، أصبح لديهم بعض الهواجس، كون العائلة تتمتع بسمعة باهرة، ومعروفة في المجتمع الباريسي الرفيع بأعمالها الخيرية.
العديد من الأشخاص قالوا إن تلك العائلة كان لديها ابنة صغيرة جميلة، تسمى “بلانش” لكن لم يرها أحد منذ أكثر من عقدين من الزمن، ووصفت من قبل معارف العائلة بأنها “لطيفة جدا وجميلة”، وفيما كانت الشرطة تفتش المنزل، لاحظت وجود رائحة تفوح منها قادمة من إحدى غرف الطابق العلوي، فحطم الضباط القفل ليجدوا فظائع بالداخل.
مشقة العشق نالت منها لعقدين من الزمن
كانت الغرفة سوداء بالكامل، حيث تم إغلاق النافذة الوحيدة بها وكانت الرائحة نتنة في الغرفة، لدرجة أن أحد الضباط أمر على الفور بفتح النافذة، لترى “بلانش” ضوء الشمس للمرة الأولى منذ أن دخلت تلك الغرفة.
كان وصف الضباط للمشهد مروعا، فقالوا إنهم رأوا البقايا المتعفنة من المواد الغذائية التي تناثرت على الأرض، والمحيطة بالمرأة الجالسة على فراش من القش مغطى ببطانية قذرة، كانت المرأة المتكورة على نفسها ومربوطة بالسلاسل عارية تماما، وتبدو عجوزا رغم كونها في الـ49 فقط من عمرها، وغارقة في فضلاتها تحوم حولها الحشرات.
ولم يتمكن ضباط الشرطة المذعورين من البقاء في الغرفة أكثر من بضع دقائق، في حين بقيت تلك الفتاة المسكينة 25 عاما، وتم نقلها على الفور إلى المستشفى فيما وضعت أمها وشقيقتها رهن الاعتقال.
وقال موظفو المستشفى إنه رغم أن “بلانش” كانت مصابة بسوء التغذية بشكل فظيع، حيث كان وزنها 55 رطلاً فقط، فإنهم كانوا يرون وجهها بوضوح جميلا.
“بلانش” ترى الشمس مجددا
وبعد وقت قصير، بدأت “بلانش” الجميلة في استنشاق الهواء النقي واستعادة وعيها، وروت قصتها الحزينة وقسوة والدتها، التي رفضت عشقها لرجل مفلس من العامة، فعاقبتها بتلك القسوة التي لا مثيل لها، خاصة بعدما رفضت الفتاة الرجل الثري الذي اختارته لها.
وجاءت السنوات وذهبت، لكن “بلانش” رفضت الاستسلام، والتخلي عن حبها، حتى بعد وفاة حبيبها، فتم حبسها في زنزانتها مع الجرذان والحشرات لمدة 25 عاما، لم يرفع خلالها أي من أفراد العائلة أصبعا لمساعدتها.
وبعد ذلك، اعتقلت الشرطة أم “بلانش” البالغة من العمر 75 عاما، وشقيقها مارسيل، الذي ادعى أن أخته كانت مجنونة، ولم تحاول أبدا مغادرة الغرفة، رغم أن الجيران سمعوا صراخها طلبا للمساعدة في الأيام الأولى من أسرها.
غضب المواطنين من أخبار تلك الفتاة المسكينة، وفظاعة تلك الأم القاسية، دفعهم إلى التجمهر أمام باب المنزل، ما أدى إلى إصابة مدام مونير بأزمة قلبية، وتوفيت بعد 15 يومًا من تحرير ابنتها، وتم الحكم على أخيها بالسجن لمدة 15 شهرا، لكن تمت تبرئته في النهاية.
أما “بلانش”، فبالرغم من فقدان الأطباء للأمل فيها فإنها أمضت آخر 12 سنة من حياتها في مستشفى للأمراض العقلية، حيث توفيت في عام 1913، وحتى اليوم لا تعرف هوية ذلك الغريب الذي فك أسرها وحررها من السجن.
وفي مايو عام 1901، تلقى المدعي العام في باريس رسالة غريبة مكتوبة بخط اليد وغير موقعة، تخبر أن عائلة بارزة في المدينة تسجن فتاتها منذ 25 عاما، فقام المدعي العام بإصدار قرار للتحقيق في هذا البلاغ الغريب، وعندما وصلت الشرطة إلى منزل العائلة، أصبح لديهم بعض الهواجس، كون العائلة تتمتع بسمعة باهرة، ومعروفة في المجتمع الباريسي الرفيع بأعمالها الخيرية.
العديد من الأشخاص قالوا إن تلك العائلة كان لديها ابنة صغيرة جميلة، تسمى “بلانش” لكن لم يرها أحد منذ أكثر من عقدين من الزمن، ووصفت من قبل معارف العائلة بأنها “لطيفة جدا وجميلة”، وفيما كانت الشرطة تفتش المنزل، لاحظت وجود رائحة تفوح منها قادمة من إحدى غرف الطابق العلوي، فحطم الضباط القفل ليجدوا فظائع بالداخل.
مشقة العشق نالت منها لعقدين من الزمن
كانت الغرفة سوداء بالكامل، حيث تم إغلاق النافذة الوحيدة بها وكانت الرائحة نتنة في الغرفة، لدرجة أن أحد الضباط أمر على الفور بفتح النافذة، لترى “بلانش” ضوء الشمس للمرة الأولى منذ أن دخلت تلك الغرفة.
كان وصف الضباط للمشهد مروعا، فقالوا إنهم رأوا البقايا المتعفنة من المواد الغذائية التي تناثرت على الأرض، والمحيطة بالمرأة الجالسة على فراش من القش مغطى ببطانية قذرة، كانت المرأة المتكورة على نفسها ومربوطة بالسلاسل عارية تماما، وتبدو عجوزا رغم كونها في الـ49 فقط من عمرها، وغارقة في فضلاتها تحوم حولها الحشرات.
ولم يتمكن ضباط الشرطة المذعورين من البقاء في الغرفة أكثر من بضع دقائق، في حين بقيت تلك الفتاة المسكينة 25 عاما، وتم نقلها على الفور إلى المستشفى فيما وضعت أمها وشقيقتها رهن الاعتقال.
وقال موظفو المستشفى إنه رغم أن “بلانش” كانت مصابة بسوء التغذية بشكل فظيع، حيث كان وزنها 55 رطلاً فقط، فإنهم كانوا يرون وجهها بوضوح جميلا.
“بلانش” ترى الشمس مجددا
وبعد وقت قصير، بدأت “بلانش” الجميلة في استنشاق الهواء النقي واستعادة وعيها، وروت قصتها الحزينة وقسوة والدتها، التي رفضت عشقها لرجل مفلس من العامة، فعاقبتها بتلك القسوة التي لا مثيل لها، خاصة بعدما رفضت الفتاة الرجل الثري الذي اختارته لها.
وجاءت السنوات وذهبت، لكن “بلانش” رفضت الاستسلام، والتخلي عن حبها، حتى بعد وفاة حبيبها، فتم حبسها في زنزانتها مع الجرذان والحشرات لمدة 25 عاما، لم يرفع خلالها أي من أفراد العائلة أصبعا لمساعدتها.
وبعد ذلك، اعتقلت الشرطة أم “بلانش” البالغة من العمر 75 عاما، وشقيقها مارسيل، الذي ادعى أن أخته كانت مجنونة، ولم تحاول أبدا مغادرة الغرفة، رغم أن الجيران سمعوا صراخها طلبا للمساعدة في الأيام الأولى من أسرها.
غضب المواطنين من أخبار تلك الفتاة المسكينة، وفظاعة تلك الأم القاسية، دفعهم إلى التجمهر أمام باب المنزل، ما أدى إلى إصابة مدام مونير بأزمة قلبية، وتوفيت بعد 15 يومًا من تحرير ابنتها، وتم الحكم على أخيها بالسجن لمدة 15 شهرا، لكن تمت تبرئته في النهاية.
أما “بلانش”، فبالرغم من فقدان الأطباء للأمل فيها فإنها أمضت آخر 12 سنة من حياتها في مستشفى للأمراض العقلية، حيث توفيت في عام 1913، وحتى اليوم لا تعرف هوية ذلك الغريب الذي فك أسرها وحررها من السجن.