" الباتوكونيا "
: " أستبقَينَ واقِفةً بمَكانِكِ يا ضَيفتَنا العزيزة؟ " إلتفتُّ لمَصدَرِ هذا الصوتِ الأُنثاويّ الناعمِ، أهذهِ هي الملكة؟ يالا جمَالِها وبساطةِ ثَوبِها، أيّ ملكَةٍ هيَ؟ ترعرعتُ في عالمٍ لاتكونُ المرأةُ فيهِ أنثى إلاّ بوضعِ مساحيقِ التجميلِ فتبدو القبيحةُ ملاكاً وتبدو فيهِ الجميلةُ حمقاء، قالتِ الملكةُ زُمرّد: " عرّفيني بنفسِكِ يا جميلة، ولا أظنُّ جدّي نسيَ أن يقولَ لكِ مَن أنا" إدّعيتُ الغباءَ وقلتُ لها بإندفاع: " لم يَقُل لي شيئاً، أيُمكِنُكِ أن تشرحي لي مالذي يحدُث؟ وما هذا المكانُ؟ وما شأني في هذا كُلِّه؟ "ضحِكَتِ الملكَةُ لكثرةِ أسئِلَتي وقالت: " سأروي لكِ القصّةَ كلّها ولكن بعدَ الغداء لأنّ شخصاً ما أخبرَنِي أنّ معِدتكِ خاوية وتُصدرُ أصواتاً في طريقِكُم إلى هُنا أليسَ هذا صحيحاً يا.........لحظة لم تُخبريني عن إسمك! " حتّى معِدَتي تُحرِجُني أينمَا ذهبت حتّى في العوالِمِ الأخرى تتدخَّلُ بزمجَرَتِها المُدوِية! أجبتُها: " إسمي هُدىٰ وأبلغُ منَ العُمر عشرينَ عاماً" قالت: " تشرّفتُ بمَعرفَتِكِ ياهُدىٰ أمّا أنا فإسمي زُمرّد وأكبُرُكِ بـخمسِ سنوات" فقُلت: "تشرّفنا" أرشدَتني لمأدَبَةِ الغداء وحواسي كلّها تتراقصُ لتلكَ الرائحةِ الشهيّة، فلَو تأخّرَ الطعامُ قليلاً لتحوّلتُ لآكلةِ بشَرٍ في الحال! أنهَينَا طعامَنَا وتوجّهنَا لشُرفةٍ تُطلّ على البحر، كانَ الجوُّ بارداً قليلاً فتقَوقعتُ علىٰ نفسي وطلبتُ كوباً من الشايّ الساخن، قالت زُمُرّد: " حانَ الوقتُ لتعرِفِي سببَ وجودِكِ هُنا" تركتُ كوبَ الشايِ واعتدلتُ بجَلستي وصبَبتُ كامِلَ تركيزي على كلامِها أكملت: " . . . .
يتبع . . . .
بِقَلم: فرح أسامة.
: " أستبقَينَ واقِفةً بمَكانِكِ يا ضَيفتَنا العزيزة؟ " إلتفتُّ لمَصدَرِ هذا الصوتِ الأُنثاويّ الناعمِ، أهذهِ هي الملكة؟ يالا جمَالِها وبساطةِ ثَوبِها، أيّ ملكَةٍ هيَ؟ ترعرعتُ في عالمٍ لاتكونُ المرأةُ فيهِ أنثى إلاّ بوضعِ مساحيقِ التجميلِ فتبدو القبيحةُ ملاكاً وتبدو فيهِ الجميلةُ حمقاء، قالتِ الملكةُ زُمرّد: " عرّفيني بنفسِكِ يا جميلة، ولا أظنُّ جدّي نسيَ أن يقولَ لكِ مَن أنا" إدّعيتُ الغباءَ وقلتُ لها بإندفاع: " لم يَقُل لي شيئاً، أيُمكِنُكِ أن تشرحي لي مالذي يحدُث؟ وما هذا المكانُ؟ وما شأني في هذا كُلِّه؟ "ضحِكَتِ الملكَةُ لكثرةِ أسئِلَتي وقالت: " سأروي لكِ القصّةَ كلّها ولكن بعدَ الغداء لأنّ شخصاً ما أخبرَنِي أنّ معِدتكِ خاوية وتُصدرُ أصواتاً في طريقِكُم إلى هُنا أليسَ هذا صحيحاً يا.........لحظة لم تُخبريني عن إسمك! " حتّى معِدَتي تُحرِجُني أينمَا ذهبت حتّى في العوالِمِ الأخرى تتدخَّلُ بزمجَرَتِها المُدوِية! أجبتُها: " إسمي هُدىٰ وأبلغُ منَ العُمر عشرينَ عاماً" قالت: " تشرّفتُ بمَعرفَتِكِ ياهُدىٰ أمّا أنا فإسمي زُمرّد وأكبُرُكِ بـخمسِ سنوات" فقُلت: "تشرّفنا" أرشدَتني لمأدَبَةِ الغداء وحواسي كلّها تتراقصُ لتلكَ الرائحةِ الشهيّة، فلَو تأخّرَ الطعامُ قليلاً لتحوّلتُ لآكلةِ بشَرٍ في الحال! أنهَينَا طعامَنَا وتوجّهنَا لشُرفةٍ تُطلّ على البحر، كانَ الجوُّ بارداً قليلاً فتقَوقعتُ علىٰ نفسي وطلبتُ كوباً من الشايّ الساخن، قالت زُمُرّد: " حانَ الوقتُ لتعرِفِي سببَ وجودِكِ هُنا" تركتُ كوبَ الشايِ واعتدلتُ بجَلستي وصبَبتُ كامِلَ تركيزي على كلامِها أكملت: " . . . .
يتبع . . . .
بِقَلم: فرح أسامة.