[مذهب الحنابلة في بلاد الشام ليس بدعًا من القول]
سمعت من بعض الأشياخ والأكاديميين أن المذهب الحنبلي لا وجود له في الشام،
وحتى قديًما ليس له كبير حضور!
وحقيقة هذا القول لا يقوله إلا غير مطلع على تأريخ الشام العلمي وتأريخ الحنابلة.
وهذا أوان الشروع في بيان وهم القائل؛
من المعلوم أن بلاد الشام _ ومنارتها دمشق _ حاضرة المسلمين ومعقل العلم ، حيث كان العلم في دمشق يتلقى عن طريق المساجد وبيوت العلماء ، وكان للجامع الأموي الأثر الكبير في نشر العلم ؛ ثم تحول العلماء إلى مدارس ودور علمية مستقلة أوقفت على العلم والعلماء ، ومنها مدارس فقهية التزمت نشر المذاهب؛ فهناك مدارس حنفية وأخرى مالكية وأخرى شافعية وحنبلية .
وقد تخرج من هذه المدارس كبار الحفاظ والفقهاء والقراء ، ومما يذكر أن في ذاك الزمان أنشئت المكتبات كالظاهرية والعادلية وقد كان لعلماء الشام الدور الكبير في إثراء تلك المكتبات .
وفي أواسط القرن الخامس دخل المذهب الحنبلي إلى بلاد الشام ثم تأسس وتركز ، ثم انتشر في دمشق وقراها وضواحيها .
ثم في بيت المقدس ونابلس وعسقلان وبعلبك .
وفي أواسط القرن السادس أصبحت بلاد الشام حاملة لراية المذهب الحنبلي بعد بغداد ، والوريث لذلك المذهب ، والعناية به وخدمته تدريسًا وشرحًا ، وتأليفًا ، وإفتاءً، وتنقيحًا .
وأول من نشر المذهب في الشام هو الفقيه العالم (( عبد الواحد بن محمد بن علي بن أحمد الشيرازي ثم المقدسي الخزرجي ))
تفقه الشيخ أَبُو الفرج ببغداد على القاضي أبي يعلى مدة ، وقدم الشام فسكن ببيت المقدس ، فنشر مذهب الإمام أحمد فيما حوله.
ثم أقام بدمشق ، فنشر المذهب ، وتخرج به الأصحاب، وسمع بها من : أبي الحسن السمسار ، وأبي عثمان الصابوني ووعظ ، واشتهر أمره ، وحصل له القبول التام.
قال أبو الحسين في الطبقات : "وسافر إلى الرحبة والشام ، وحصل له الأصحاب ، والأتباع ، والتلامذة ، والغلمان ، وصحب الوالد سنين عدة ".
ثم جاء من بعده ولده عبد الوهاب وهو من وقف المدرسة الحنبلية الشريفية في دمشق وراء الجامع الأموي ، وقد توالى على مشيخة المدرسة كثر من ذريته ، وعلى رأسهم حفيده عبد الرحمن الملقب ناصح الدين ، والشهير بـ
"ابن الحنبلي" وهو تلميذ أبي الفتح بن المنِّي الحنبلي في الفقه ، والعكبري في اللغة.
وتولى التدريس بعدة مدارس في دمشق وقد بنت له العالمة ربيعة خاتون مدرسة خاصة في جبل قاسيون ، وانتهت إليه رياسة المذهب بعد وفاة الموفق ابن قدامة عام 620 للهجرة .
وابن قدامة والمقادسة من ثمرات الفقيه أبي الفرج الشيرازي الخزرجي رضي الله عنهم جميعًا
يتبع باذن الله
( دور المقادسة في نشر المذهب الحنبلي في دمشق وغيرها )
حرره
فارس بن فالح الخزرجي
في 2/شوال / 1440
5/6/2019
@FarisAlKhazraji
سمعت من بعض الأشياخ والأكاديميين أن المذهب الحنبلي لا وجود له في الشام،
وحتى قديًما ليس له كبير حضور!
وحقيقة هذا القول لا يقوله إلا غير مطلع على تأريخ الشام العلمي وتأريخ الحنابلة.
وهذا أوان الشروع في بيان وهم القائل؛
من المعلوم أن بلاد الشام _ ومنارتها دمشق _ حاضرة المسلمين ومعقل العلم ، حيث كان العلم في دمشق يتلقى عن طريق المساجد وبيوت العلماء ، وكان للجامع الأموي الأثر الكبير في نشر العلم ؛ ثم تحول العلماء إلى مدارس ودور علمية مستقلة أوقفت على العلم والعلماء ، ومنها مدارس فقهية التزمت نشر المذاهب؛ فهناك مدارس حنفية وأخرى مالكية وأخرى شافعية وحنبلية .
وقد تخرج من هذه المدارس كبار الحفاظ والفقهاء والقراء ، ومما يذكر أن في ذاك الزمان أنشئت المكتبات كالظاهرية والعادلية وقد كان لعلماء الشام الدور الكبير في إثراء تلك المكتبات .
وفي أواسط القرن الخامس دخل المذهب الحنبلي إلى بلاد الشام ثم تأسس وتركز ، ثم انتشر في دمشق وقراها وضواحيها .
ثم في بيت المقدس ونابلس وعسقلان وبعلبك .
وفي أواسط القرن السادس أصبحت بلاد الشام حاملة لراية المذهب الحنبلي بعد بغداد ، والوريث لذلك المذهب ، والعناية به وخدمته تدريسًا وشرحًا ، وتأليفًا ، وإفتاءً، وتنقيحًا .
وأول من نشر المذهب في الشام هو الفقيه العالم (( عبد الواحد بن محمد بن علي بن أحمد الشيرازي ثم المقدسي الخزرجي ))
تفقه الشيخ أَبُو الفرج ببغداد على القاضي أبي يعلى مدة ، وقدم الشام فسكن ببيت المقدس ، فنشر مذهب الإمام أحمد فيما حوله.
ثم أقام بدمشق ، فنشر المذهب ، وتخرج به الأصحاب، وسمع بها من : أبي الحسن السمسار ، وأبي عثمان الصابوني ووعظ ، واشتهر أمره ، وحصل له القبول التام.
قال أبو الحسين في الطبقات : "وسافر إلى الرحبة والشام ، وحصل له الأصحاب ، والأتباع ، والتلامذة ، والغلمان ، وصحب الوالد سنين عدة ".
ثم جاء من بعده ولده عبد الوهاب وهو من وقف المدرسة الحنبلية الشريفية في دمشق وراء الجامع الأموي ، وقد توالى على مشيخة المدرسة كثر من ذريته ، وعلى رأسهم حفيده عبد الرحمن الملقب ناصح الدين ، والشهير بـ
"ابن الحنبلي" وهو تلميذ أبي الفتح بن المنِّي الحنبلي في الفقه ، والعكبري في اللغة.
وتولى التدريس بعدة مدارس في دمشق وقد بنت له العالمة ربيعة خاتون مدرسة خاصة في جبل قاسيون ، وانتهت إليه رياسة المذهب بعد وفاة الموفق ابن قدامة عام 620 للهجرة .
وابن قدامة والمقادسة من ثمرات الفقيه أبي الفرج الشيرازي الخزرجي رضي الله عنهم جميعًا
يتبع باذن الله
( دور المقادسة في نشر المذهب الحنبلي في دمشق وغيرها )
حرره
فارس بن فالح الخزرجي
في 2/شوال / 1440
5/6/2019
@FarisAlKhazraji