[مذهب الحنابلة في بلاد الشام ليس بدعًا من القول]
قصة هجرة المقادسة ( قصة النزوح تحمل دروسًا للنازحين من طلبة العلم والشيوخ )
دور المقادسة في نشر المذهب الحنبلي في دمشق وغيرها :
لعظم العبر في قصة هجرة المقادسة آثرت الإبقاء عليها ليتعرف طلبة العلم على أسلافهم الذين هاجروا ( وهجِّروا ونزحوا) ولم تمنعهم الهجرة والنزوح من البذل للعلم .
والمقادسة نسبة لبيت المقدس ، وهم آل قدامة وهو : الجد قدامة بن مقدام بن نصر بن عبد الله المقدسي .
وكان أول لقاء بين قدامة وشيخ المذهب في الشام وناشره أبي الفرج الشيرازي في أرض بيت المقدس
قال الموفق رضي الله عنه: كلنا في بركات الشيخ أبي الفرج.
وقَالَ: لما قدم الشيخ أَبُو الفرج إلى بلادهم من أرض يبت المقدس تسامع الناس به ، فزاروه من أقطار تلك البلاد ، قَالَ : فقال جدي قدامة لأخيه : تعال نمشي إلى زيارة هذا الشيخ لعله يدعو لنا.
قَالَ : فزاروه ، فتقدم إليه قدامة ، فقال له : يا سيدي ، ادع لي أن يرزقني الله حفظ القرآن.
قَالَ : فدعا له بذلك ، وأخوه لم يسأله شيئا ، فبقي على حاله.
وكان خطيبُ جمّاعيل الشيخُ العالمُ الزاهدُ أحمدُ بن محمّد بن قدامة قد سافر واشتغل بالعلم ولاسيما الحديث النبوي الشَّريف فقد حدّث عن الإمام المحدِّث الشهير أبي الحسن رَزِين بن معاوية العبدريّ صاحب كتاب " تجريد الصحاح" ورجع إلى جمّاعيل وأقام بها ينفع الناس ويُقرِئُهم القرآن ، ويقرأ لهم الأحاديث ، ويعلّمهم كما يعلّم إخوته وأولاد عمه.
كان المسلمون في أرض بيت المقدس ونواحيها زمن احتلال الفرنج في شدة وضيقٍ ، فقد كان الفرنج يؤذونهم ويحبسونهم ، ويأخذون منهم أموالاً كالجزية ، ويستخدمونهم في الفلاحة.
وكان من أعتى الكفار وأكثرِهم تَجَــبُّرًا ابنُ بارزان الذي كانت تحت يده جمّاعيل والقرى التي حولها.
وكان الشيخ أحمد لا يرضى بمقامه تحت أيدي الكفار - كأبيه الذي كان يذكر الهجرة دائماً - ، وكان يخطب أيام الجُمُعات ويجتمع الناس إليه ، فقيل لابن بارزان : "إنّ هذا الرجل الفقيه يُشغِل الفلاحين عن العمل ، ويجتمعون عنده" فتحدث في قتله فأعلم الشيخَ رجلٌ ، فعزم على المضيِّ إلى دِمَشق ، فسافر إليها سنة 551 هـ وصَحِبه عبدالواحد ابن عليّ بن سرور - زوج أخته - .
وفي رجب من العام 551هـ، رحل سراً بصحبة ثلاثة من أقاربه، وانطلق الركب يقصدون دمشق، يسيرون ليلاً، ويختفون نهاراً، حتى وصلوا إلى غايتهم من دمشق، فنزلوا في مسجد أبي صالح خارج (باب شرقي)، وكانوا في ضيافة أصدقائهم (بني الحنبلي) المتولين على وقف المسجد وإمامته، ثم إنه لمّا استقر لم ترتح نفس الشيخ أحمد، حتى أرسل إلى أهله يأمرهم بالهجرة إليه. وعندئذ هاجر أولاده: أبو عمر محمد، والموفق عبد الله، وعبيد الله، وعدد من حفدته وأصهاره، وبلغ جميعهم خمساً وثلاثين نفساً، مرّت عليهم في طريقهم محن وشدائد انتهت بتسليم الله لهم وحفظه، ثم توالت هجرة أهليهم ومن أهالي القرى المجاورة، على أن مسجد أبي صالح الذي نزلوا فيه لم يتسع للسكن، كما أن المستنقعات المحيطة به سببت أمراضاً لهم، فمات عدد كبير منهم.
هؤلاء هم سلفنا _ مروا بما نمر به الآن _ لمن تعذَّر بالنزوح ولم يشمّر عن ساعد الجد في طلب العلم ونشره .
يتبع ....
أعده
فارس بن فالح الخزرجي
4 / شوال / 1440
7 / 6 / 2019
@FarisAlKhazraji
قصة هجرة المقادسة ( قصة النزوح تحمل دروسًا للنازحين من طلبة العلم والشيوخ )
دور المقادسة في نشر المذهب الحنبلي في دمشق وغيرها :
لعظم العبر في قصة هجرة المقادسة آثرت الإبقاء عليها ليتعرف طلبة العلم على أسلافهم الذين هاجروا ( وهجِّروا ونزحوا) ولم تمنعهم الهجرة والنزوح من البذل للعلم .
والمقادسة نسبة لبيت المقدس ، وهم آل قدامة وهو : الجد قدامة بن مقدام بن نصر بن عبد الله المقدسي .
وكان أول لقاء بين قدامة وشيخ المذهب في الشام وناشره أبي الفرج الشيرازي في أرض بيت المقدس
قال الموفق رضي الله عنه: كلنا في بركات الشيخ أبي الفرج.
وقَالَ: لما قدم الشيخ أَبُو الفرج إلى بلادهم من أرض يبت المقدس تسامع الناس به ، فزاروه من أقطار تلك البلاد ، قَالَ : فقال جدي قدامة لأخيه : تعال نمشي إلى زيارة هذا الشيخ لعله يدعو لنا.
قَالَ : فزاروه ، فتقدم إليه قدامة ، فقال له : يا سيدي ، ادع لي أن يرزقني الله حفظ القرآن.
قَالَ : فدعا له بذلك ، وأخوه لم يسأله شيئا ، فبقي على حاله.
وكان خطيبُ جمّاعيل الشيخُ العالمُ الزاهدُ أحمدُ بن محمّد بن قدامة قد سافر واشتغل بالعلم ولاسيما الحديث النبوي الشَّريف فقد حدّث عن الإمام المحدِّث الشهير أبي الحسن رَزِين بن معاوية العبدريّ صاحب كتاب " تجريد الصحاح" ورجع إلى جمّاعيل وأقام بها ينفع الناس ويُقرِئُهم القرآن ، ويقرأ لهم الأحاديث ، ويعلّمهم كما يعلّم إخوته وأولاد عمه.
كان المسلمون في أرض بيت المقدس ونواحيها زمن احتلال الفرنج في شدة وضيقٍ ، فقد كان الفرنج يؤذونهم ويحبسونهم ، ويأخذون منهم أموالاً كالجزية ، ويستخدمونهم في الفلاحة.
وكان من أعتى الكفار وأكثرِهم تَجَــبُّرًا ابنُ بارزان الذي كانت تحت يده جمّاعيل والقرى التي حولها.
وكان الشيخ أحمد لا يرضى بمقامه تحت أيدي الكفار - كأبيه الذي كان يذكر الهجرة دائماً - ، وكان يخطب أيام الجُمُعات ويجتمع الناس إليه ، فقيل لابن بارزان : "إنّ هذا الرجل الفقيه يُشغِل الفلاحين عن العمل ، ويجتمعون عنده" فتحدث في قتله فأعلم الشيخَ رجلٌ ، فعزم على المضيِّ إلى دِمَشق ، فسافر إليها سنة 551 هـ وصَحِبه عبدالواحد ابن عليّ بن سرور - زوج أخته - .
وفي رجب من العام 551هـ، رحل سراً بصحبة ثلاثة من أقاربه، وانطلق الركب يقصدون دمشق، يسيرون ليلاً، ويختفون نهاراً، حتى وصلوا إلى غايتهم من دمشق، فنزلوا في مسجد أبي صالح خارج (باب شرقي)، وكانوا في ضيافة أصدقائهم (بني الحنبلي) المتولين على وقف المسجد وإمامته، ثم إنه لمّا استقر لم ترتح نفس الشيخ أحمد، حتى أرسل إلى أهله يأمرهم بالهجرة إليه. وعندئذ هاجر أولاده: أبو عمر محمد، والموفق عبد الله، وعبيد الله، وعدد من حفدته وأصهاره، وبلغ جميعهم خمساً وثلاثين نفساً، مرّت عليهم في طريقهم محن وشدائد انتهت بتسليم الله لهم وحفظه، ثم توالت هجرة أهليهم ومن أهالي القرى المجاورة، على أن مسجد أبي صالح الذي نزلوا فيه لم يتسع للسكن، كما أن المستنقعات المحيطة به سببت أمراضاً لهم، فمات عدد كبير منهم.
هؤلاء هم سلفنا _ مروا بما نمر به الآن _ لمن تعذَّر بالنزوح ولم يشمّر عن ساعد الجد في طلب العلم ونشره .
يتبع ....
أعده
فارس بن فالح الخزرجي
4 / شوال / 1440
7 / 6 / 2019
@FarisAlKhazraji