ﺃﻟﻒ ﺑﺎﺀ ﺛﻮﺭﺓ : ﻫﻜﺬﺍ ﺗﻨﺠﺢ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ؟
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﺔ
ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ، ﻭﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ، ﺃﻭ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺪﻫﺎ، ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻫﻲ : “ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ، ﻭﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﺑﺰﻣﺎﻡ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻃﺸﺔ ﻓﻴﻪ، ﺛﻢ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻴﻪ .”
ﻫﻲ : ﺍﻟﻀﺮﺏ ﻓﻲ ﺳﻮﻳﺪﺍﺀ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻃﺸﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ، ﺑﻼ ﺗﺮﺩﺩ، ﻭﻻ ﺧﺠﻞ، ﻭﻻ ﺧﻮﻑ، ﻭﻻ ﺍﺭﺗﻌﺎﺵ .
ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ : ﻻ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ، ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ “ ﺍﻹﺣﻼﻝ ” ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﺤﻠﻪ، ﻭﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺣﻼﻝ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ “ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ” ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﻘﻂ .. ﻭﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ “ ﺗﻄﻬﻴﺮ ” ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﻃﺸﺔ ﻣﺜﻞ : ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺠﻴﺶ، ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ، ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﻗﻮﻯ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ .. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻫﻲ ﻣﺤﺎﻭﺭ ﺍﻻﺭﺗﻜﺎﺯ ﻟﻠﻘﻮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻃﺸﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﻳﻘﻬﺮ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﻭﺑﻬﺎ ﻳﺤﻤﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ .. ﺇﺫﻥ، ﻓﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻫﻮ : ﺍﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ، ﻭﺗﻔﺮﻳﻎ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻗﻮﺗﻪ، ﻭﺇﺣﻼﻝ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺛﻮﺭﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﺤﻠﻪ .
ﺛﻢ ﻳﺄﺗﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻨﺎﻋﻤﺔ؛ ﻭﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ : ( ﺍﻹﻋﻼﻡ، ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ، ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ، ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﻔﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ) ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ “ ﺗﺮﺳﻴﺦ ” ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻏﺎﻳﺘﻬﺎ، ﻭ ” ﺗﺸﺒﻴﻊ ” ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺠﻤﻌﻲ ﺑﻤﺒﺎﺩﺋﻬﺎ، ﻭﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺘﻬﺎ، ﻭﻣﺸﺮﻭﻋﻬﺎ، ﻭ ” ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ” ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﺍﻟﻨﺎﻋﻢ – ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻮﺣﺸﻲ ﺍﻟﻘﺘﺎﻟﻲ – ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻧﺤﻮ ﺗﻔﻜﻴﻚ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻥ ﺭﺳﻤﻴﺎً ﺃﻭ ﺧﺎﺻﺎً، ﻭﺗﻔﻜﻴﻚ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ، ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻠﺘﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻭﺗﺼﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻣﻀﺎﺩﺓ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ، ﻭﺗﻔﻜﻴﻚ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ، ﻭﺗﺤﻮﻳﻞ ﻗﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﻓﻜﺮ ﻭﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺧﻄﺎﺏ ﺇﻋﻼﻣﻲ ﺟﺎﻣﻊ ﻳﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﺸﻌﺐ، ﻭﺍﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﺎﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﻔﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻭﺍﻟﺘﺤﻔﻆ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﺎ، ﻭﻣﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ؛ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻬﺮﺏ ﺛﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺄﺧﺬﻧﺎ ﺇﻟﻰ “ ﺗﻄﻌﻴﻢ – ﺗﺤﺼﻴﻦ ” ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺿﺪ ﻋﻮﺍﻣﻞ “ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ ..“ ﻭﻣﺼﻄﻠﺢ “ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ ” ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻏﻴﺮ ﺩﻗﻴﻖ، ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻫﻮ “ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ” ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻗﺪ ﻭﺟﻬﺖ ﻟﻪ “ ﻃﻌﻨﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻴﺘﺔ ” ﺃﻭ “ ﻃﻌﻨﺎﺕ ﺻﻐﻴﺮﺓ ” ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺳﻴﻜﻮﻥ “ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ” ﻛﺎﺭﺛﺔ ﻛﺒﺮﻯ، ﺇﺫ ﺳﻴﻌﻮﺩ ﺃﺷﺮﺱ ﻭﺃﺷﺪ ﻭﺃﺳﻮﺃ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ .
ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻨﺎﺕ ﺿﺪ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ ﻫﻮ : “ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ” ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺑﻼ ﺣﺮﺱ ﺛﻮﺭﻱ ، ﺇﺫ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻗﺎﺩﺗﻬﺎ .. ﺗﺤﺖ ﺭﺣﻤﺔ ﺭﺟﺎﻝ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ، ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺳﻴﻈﻞ ﻭﻻﺋﻬﻢ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻛﺎﻣﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ، ﻭﺳﺘﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﻢ .. ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﻜﺴﺒﻮﻥ، ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﺨﺴﺮﻭﻥ ﻣﺎﺩﻳﺎً ؟
ﻭﺃﻫﻢ ﺷﻲﺀ ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﻹﻋﻄﺎﺋﻪ “ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ” ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ “ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﻣﺴﻠﺤﺔ ” ﻳﺘﻢ ﺗﻔﻜﻴﻜﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ . ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﺑﺚ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﺭﺑﻮﻉ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻓﺤﺴﺐ – ﻓﻬﺬﻩ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻬﻤﺘﻪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ – ﻣﻬﻤﺘﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﻫﻲ “ ﺣﻤﺎﻳﺔ ” ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﻣﻀﺎﺩ ﺃﻭ ﺣﺼﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ، ﻭﺗﻄﻬﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﺠﺴﺲ، ﻭﺗﺴﺮﻳﺐ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻟﻠﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ .
ﺇﺫﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻫﻲ : ﻋﻤﻠﻴﺔ “ ﻫﺪﻡ ” ﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ، ﻭ ” ﺑﻨﺎﺀ ” ﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ .. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ “ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ” ﺍﻟﻘﺼﻮﻯ ﻹﻧﺠﺎﺯﻫﺎ، ﻓﺄﻱ ﺗﺮﺩﺩ ﺃﻭ ﺧﻮﻑ ﺃﻭ ﺷﻚ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻓﺎﻷﻣﺮ ﺃﺷﺒﻪ ﺑـ ” ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻣﺘﻮﺣﺶ ” ﺗﺮﻳﺪ ﺫﺑﺤﻪ، ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﻀﻲ ﻋﻠﻴﻪ .. ﺃﻭ ﻳﺴﺘﻔﻴﻖ ﻫﻮ ﻓﻴﻔﺘﺮﺳﻚ ﺑﻼ ﺭﺣﻤﺔ .
ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ : ﻫﻲ “ ﻟﺤﻈﺔ ﻓﺎﺭﻗﺔ ” ﺃﻱ ﺧﻄﺄ ﻓﻲ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﺎ، ﻭﺃﻱ ﺗﻬﺎﻭﻥ ﻓﻲ ﺗﻔﻮﻳﺖ ﻓﺮﺻﺘﻬﺎ .. ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻭﻟﻦ ﺗﻌﻮﺩ ﺧﻼﻝ ﺟﻴﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ، ﻓﺎﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﺨﺎﺿﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺗﺄﺧﺬ ﺟﻴﻼً ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ، ﻭﻟﻴﺲ ﺻﺤﻴﺤﺎً ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﺛﻮﺭﺗﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﻮﻗﻴﺖ ﻣﺘﻘﺎﺭﺏ ﺃﺑﺪﺍً، ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻻ ﺗﻨﺘﻔﺾ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ . ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺗﺄﺧﺬ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺣﺘﻰ ﺗُﻨﻬﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻬﻴﺮ ﻭﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ .. ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺛﻮﺭﺓ ﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﻘﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻈﺎﻡ .
ﺍﻗﺮﺃ ﺃﻳﻀًﺎ : ﺍﻟﻤﻘﻮﻻﺕ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺧﺪﺍﻋًﺎ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ
ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻻ ﺗﻘﻮﺩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ
ﻟﻴﺲ ﺻﺤﻴﺤﺎً ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻳﻘﻮﺩ ﺛﻮﺭﺓ .. ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻫﻮ “ ﺭﺩﺍﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ” ﻭﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ “ ﻗﻴﺎﺩﺓ ” ﻭ ” ﺭﺟﺎﻝ ” ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻭﺗﻜﻮﻥ “ ﺭﺃﺱ ” ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻫﻮ : ﺍﻟﺮﺩﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ، ﻭﻳﺼﺒﺮ ( ﻟﻤﺪﺓ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻻ ﺗﻄﻮﻝ ) ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻓﺈﻥ ﻓﺸﻠﺖ .. ﺍﺳﺘﺴﻠﻢ ﻭﺣﻦ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ !! ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺪﻭﺭ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺗﺤﻄﻴﻢ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﻃﺸﺔ، ﻓﻬﻮ ﺑﺜﻮﺭﺗﻪ ﻭﻧﺰﻭﻟﻪ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ “ ﻳُﺨﻠﺨﻞ ” ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻓﺈﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ – ﺑﻞ ﻭﺟﻮﺏ – ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺫﺍﺕ “ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ – ﻋﻘﻴﺪﺓ ” ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﺣﺪﺓ .. ﻷﻥ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﺳﻴﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈﻥ “ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﺠﻲ ” ﻫﻮ
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﺔ
ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ، ﻭﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ، ﺃﻭ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺪﻫﺎ، ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻫﻲ : “ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ، ﻭﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﺑﺰﻣﺎﻡ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻃﺸﺔ ﻓﻴﻪ، ﺛﻢ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻴﻪ .”
ﻫﻲ : ﺍﻟﻀﺮﺏ ﻓﻲ ﺳﻮﻳﺪﺍﺀ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻃﺸﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ، ﺑﻼ ﺗﺮﺩﺩ، ﻭﻻ ﺧﺠﻞ، ﻭﻻ ﺧﻮﻑ، ﻭﻻ ﺍﺭﺗﻌﺎﺵ .
ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ : ﻻ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ، ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ “ ﺍﻹﺣﻼﻝ ” ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﺤﻠﻪ، ﻭﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺣﻼﻝ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ “ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ” ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﻘﻂ .. ﻭﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ “ ﺗﻄﻬﻴﺮ ” ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﻃﺸﺔ ﻣﺜﻞ : ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺠﻴﺶ، ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ، ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﻗﻮﻯ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ .. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻫﻲ ﻣﺤﺎﻭﺭ ﺍﻻﺭﺗﻜﺎﺯ ﻟﻠﻘﻮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻃﺸﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﻳﻘﻬﺮ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﻭﺑﻬﺎ ﻳﺤﻤﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ .. ﺇﺫﻥ، ﻓﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻫﻮ : ﺍﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ، ﻭﺗﻔﺮﻳﻎ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻗﻮﺗﻪ، ﻭﺇﺣﻼﻝ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺛﻮﺭﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﺤﻠﻪ .
ﺛﻢ ﻳﺄﺗﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻨﺎﻋﻤﺔ؛ ﻭﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ : ( ﺍﻹﻋﻼﻡ، ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ، ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ، ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﻔﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ) ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ “ ﺗﺮﺳﻴﺦ ” ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻏﺎﻳﺘﻬﺎ، ﻭ ” ﺗﺸﺒﻴﻊ ” ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺠﻤﻌﻲ ﺑﻤﺒﺎﺩﺋﻬﺎ، ﻭﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺘﻬﺎ، ﻭﻣﺸﺮﻭﻋﻬﺎ، ﻭ ” ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ” ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﺍﻟﻨﺎﻋﻢ – ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻮﺣﺸﻲ ﺍﻟﻘﺘﺎﻟﻲ – ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻧﺤﻮ ﺗﻔﻜﻴﻚ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻥ ﺭﺳﻤﻴﺎً ﺃﻭ ﺧﺎﺻﺎً، ﻭﺗﻔﻜﻴﻚ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ، ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻠﺘﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻭﺗﺼﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻣﻀﺎﺩﺓ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ، ﻭﺗﻔﻜﻴﻚ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ، ﻭﺗﺤﻮﻳﻞ ﻗﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﻓﻜﺮ ﻭﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺧﻄﺎﺏ ﺇﻋﻼﻣﻲ ﺟﺎﻣﻊ ﻳﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﺸﻌﺐ، ﻭﺍﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﺎﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﻔﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻭﺍﻟﺘﺤﻔﻆ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﺎ، ﻭﻣﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ؛ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻬﺮﺏ ﺛﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺄﺧﺬﻧﺎ ﺇﻟﻰ “ ﺗﻄﻌﻴﻢ – ﺗﺤﺼﻴﻦ ” ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺿﺪ ﻋﻮﺍﻣﻞ “ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ ..“ ﻭﻣﺼﻄﻠﺢ “ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ ” ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻏﻴﺮ ﺩﻗﻴﻖ، ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻫﻮ “ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ” ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻗﺪ ﻭﺟﻬﺖ ﻟﻪ “ ﻃﻌﻨﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻴﺘﺔ ” ﺃﻭ “ ﻃﻌﻨﺎﺕ ﺻﻐﻴﺮﺓ ” ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺳﻴﻜﻮﻥ “ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ” ﻛﺎﺭﺛﺔ ﻛﺒﺮﻯ، ﺇﺫ ﺳﻴﻌﻮﺩ ﺃﺷﺮﺱ ﻭﺃﺷﺪ ﻭﺃﺳﻮﺃ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ .
ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻨﺎﺕ ﺿﺪ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ ﻫﻮ : “ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ” ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺑﻼ ﺣﺮﺱ ﺛﻮﺭﻱ ، ﺇﺫ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻗﺎﺩﺗﻬﺎ .. ﺗﺤﺖ ﺭﺣﻤﺔ ﺭﺟﺎﻝ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ، ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺳﻴﻈﻞ ﻭﻻﺋﻬﻢ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻛﺎﻣﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ، ﻭﺳﺘﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﻢ .. ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﻜﺴﺒﻮﻥ، ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﺨﺴﺮﻭﻥ ﻣﺎﺩﻳﺎً ؟
ﻭﺃﻫﻢ ﺷﻲﺀ ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﻹﻋﻄﺎﺋﻪ “ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ” ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ “ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﻣﺴﻠﺤﺔ ” ﻳﺘﻢ ﺗﻔﻜﻴﻜﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ . ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﺑﺚ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﺭﺑﻮﻉ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻓﺤﺴﺐ – ﻓﻬﺬﻩ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻬﻤﺘﻪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ – ﻣﻬﻤﺘﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﻫﻲ “ ﺣﻤﺎﻳﺔ ” ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﻣﻀﺎﺩ ﺃﻭ ﺣﺼﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ، ﻭﺗﻄﻬﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﺠﺴﺲ، ﻭﺗﺴﺮﻳﺐ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻟﻠﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ .
ﺇﺫﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻫﻲ : ﻋﻤﻠﻴﺔ “ ﻫﺪﻡ ” ﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ، ﻭ ” ﺑﻨﺎﺀ ” ﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ .. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ “ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ” ﺍﻟﻘﺼﻮﻯ ﻹﻧﺠﺎﺯﻫﺎ، ﻓﺄﻱ ﺗﺮﺩﺩ ﺃﻭ ﺧﻮﻑ ﺃﻭ ﺷﻚ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻓﺎﻷﻣﺮ ﺃﺷﺒﻪ ﺑـ ” ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻣﺘﻮﺣﺶ ” ﺗﺮﻳﺪ ﺫﺑﺤﻪ، ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﻀﻲ ﻋﻠﻴﻪ .. ﺃﻭ ﻳﺴﺘﻔﻴﻖ ﻫﻮ ﻓﻴﻔﺘﺮﺳﻚ ﺑﻼ ﺭﺣﻤﺔ .
ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ : ﻫﻲ “ ﻟﺤﻈﺔ ﻓﺎﺭﻗﺔ ” ﺃﻱ ﺧﻄﺄ ﻓﻲ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﺎ، ﻭﺃﻱ ﺗﻬﺎﻭﻥ ﻓﻲ ﺗﻔﻮﻳﺖ ﻓﺮﺻﺘﻬﺎ .. ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻭﻟﻦ ﺗﻌﻮﺩ ﺧﻼﻝ ﺟﻴﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ، ﻓﺎﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﺨﺎﺿﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺗﺄﺧﺬ ﺟﻴﻼً ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ، ﻭﻟﻴﺲ ﺻﺤﻴﺤﺎً ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﺛﻮﺭﺗﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﻮﻗﻴﺖ ﻣﺘﻘﺎﺭﺏ ﺃﺑﺪﺍً، ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻻ ﺗﻨﺘﻔﺾ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ . ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺗﺄﺧﺬ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺣﺘﻰ ﺗُﻨﻬﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻬﻴﺮ ﻭﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ .. ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺛﻮﺭﺓ ﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﻘﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻈﺎﻡ .
ﺍﻗﺮﺃ ﺃﻳﻀًﺎ : ﺍﻟﻤﻘﻮﻻﺕ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺧﺪﺍﻋًﺎ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ
ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻻ ﺗﻘﻮﺩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ
ﻟﻴﺲ ﺻﺤﻴﺤﺎً ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻳﻘﻮﺩ ﺛﻮﺭﺓ .. ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻫﻮ “ ﺭﺩﺍﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ” ﻭﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ “ ﻗﻴﺎﺩﺓ ” ﻭ ” ﺭﺟﺎﻝ ” ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻭﺗﻜﻮﻥ “ ﺭﺃﺱ ” ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻫﻮ : ﺍﻟﺮﺩﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ، ﻭﻳﺼﺒﺮ ( ﻟﻤﺪﺓ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻻ ﺗﻄﻮﻝ ) ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻓﺈﻥ ﻓﺸﻠﺖ .. ﺍﺳﺘﺴﻠﻢ ﻭﺣﻦ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ !! ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺪﻭﺭ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺗﺤﻄﻴﻢ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﻃﺸﺔ، ﻓﻬﻮ ﺑﺜﻮﺭﺗﻪ ﻭﻧﺰﻭﻟﻪ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ “ ﻳُﺨﻠﺨﻞ ” ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻓﺈﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ – ﺑﻞ ﻭﺟﻮﺏ – ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺫﺍﺕ “ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ – ﻋﻘﻴﺪﺓ ” ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﺣﺪﺓ .. ﻷﻥ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﺳﻴﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈﻥ “ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﺠﻲ ” ﻫﻮ