ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﺪﺍﻑ .
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ
ﺗﻨﺨﺪﻉ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﻹﺷﺎﺩﺓ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ “ ﺳﻠﻤﻴﺔ ” ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ، ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﻲﺀ ﺍﺳﻤﻪ ﺛﻮﺭﺓ ﺳﻠﻤﻴﺔ، ﺃﻭ ﻣﺴﻠﺤﺔ، ﻓﻠﻮ ﺍﻓﺘﺮﺿﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻮﺍ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻓﻲ ﺛﻮﺭﺗﻬﻢ، ﺛﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺃﻥ ﺑﻘﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ .. ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﺸﻠﺖ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ! ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻫﻲ : ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﺑﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻃﺸﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ، ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻓﻖ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ .. ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺇﻥ ﺗﺤﻘﻖ ﺑﺎﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻓﺒﻬﺎ ﻭﻧﻌﻢ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺑﺎﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻓﺒﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺴﻘﻂ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻭﻻ ﺗﻬﺪﻡ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﻭﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ !
ﻭﺃﻱ ﺧﻮﻑ ﺃﻭ ﺧﺠﻞ ﺃﻭ ﺗﺮﺩﺩ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﺓ .. ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺳﻴﺬﺑﺢ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﺑﻼ ﺭﺣﻤﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻋﻠﻨﺖَ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﺄﺗﻤﻬﺎ ﻟﻠﻨﻬﺎﻳﺔ ﺑﺄﻱ ﺗﻜﻠﻔﺔ، ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺼﺎﻑ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻓﻬﻲ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ، ﺗﺄﺗﻲ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ “ ﺍﻟﺠﺮﻋﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ” ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ .. ﻭﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ، ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻘﻂ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ، ﻭﻳﺤﻞ ﻣﺤﻠﻪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﻔﻜﺮﻩ ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ .
ﺩﻋﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ
ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻳﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ “ ﺧﺪﻋﺔ ” ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺑﺔ، ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ .. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻗﺪ ﺗﺨﺪﻉ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻘﻂ، ﺃﻣﺎ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻓﻴﺪﺭﻛﻮﻥ ﺃﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﻮﺟﻴﻪ “ ﻃﻌﻨﺔ ” ﻣﻤﻴﺘﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﻳﺪﺍﺀ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻃﻌﻨﺔ ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﺑﺪﺍ، ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻜﻤﻞ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ – ﻣﻬﻤﺎ ﻃﺎﻝ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ – ﺳﻴﻈﻞ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺛﺄﺭﺍً ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺳﻴﺘﻮﺟﻪ – ﺑﻼ ﺗﻔﻜﻴﺮ – ﻟﺬﺑﺤﻬﺎ .. ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺬﺑﺤﻪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﺃﻭ ﻳﺬﺑﺢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ .
ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ
ﻳُﺨﺒﺮﻧﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺃﻥ ﺧﻄﺄ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﻗﺪ ﻳُﻔﺸﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻛﻠﻬﺎ، ﻭﺇﻥ “ ﻓﺘﻮﺭ ” ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳُﻔﺸﻠﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ .. ﻟﺬﺍ ﻓﻬﻲ ﻣﻌﺎﺩﻟﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﺎ ﺟﺪ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻻ ﻫﺰﻝ، ﻭﻻ ﺭﻋﻮﻧﺔ، ﻭﻻ ﺳﻔﻪ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺇﻻ ﻓﻘﺪ ﺩﻣﺮﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ . ﻭﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ، ﻭﻣﺆﻫﻠﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ – ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻘﻴﺔ – ﻭﻣﺆﻣﻨﺔ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﺧﺎﻟﺼﺎً ﻭﻛﻠﻴﺎً ﺑﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ، ﻭﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﺸﺪ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﻭﺍﻟﻤﻀﻲ ﺑﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ .
ﻻ ﺗﻘﺒﻠﻮﺍ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻗﺒﻮﻝ “ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ” ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺛﺎﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺘﻬﺎ ﻳﺘﻢ ﺷﻴﻄﻨﺘﻬﺎ، ﺛﻢ ﺇﺫﺍ ﺍﺷﺘﺪ ﻋﻮﺩﻫﺎ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﺗﺠﺎﻫﻬﺎ، ﺛﻢ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﺼﺮﺕ ﺳﻌﺖ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺗﺄﻳﻴﺪﻫﺎ، ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻴﻬﺎ .. ﻓﻼ ﺗﻮﺑﺔ ﻭﻻ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ، ﺣﺘﻰ ﺗﻈﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻃﺎﻫﺮﺓ ﻣﻦ ﻟﻮﺛﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ، ﻭﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ .
ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺿﺪ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﺳﺘﻘﻼﻻً ﺣﻘﻴﻘﻴﺎً ﺗﺎﻣﺎً – ﻣﺜﻞ ﺑﻼﺩﻧﺎ – ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻳﺤﻀﺮ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻳﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ – ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺒﻠﻬﺎ – ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺳﻴﻌﻤﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺇﻓﺸﺎﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ، ﺛﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﺫﺍ ﺍﺷﺘﺪ ﻋﻮﺩﻫﺎ، ﺛﻢ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺣﺴﺐ ﻛﻞ ﺩﻭﻟﺔ، ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﻻ ﺗﺨﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻮﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ..
ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺠﺢ، ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻓﻲ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ؛ ﻭﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺔ .. ﺃﻧﻪ ﻻ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ .. ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﺗﻐﻨﻮﺍ ﺑﻬﺎ، ﻭﺻﻔﻘﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ، ﻭﻻ ﻳﻐﺘﺮﻥ ﺃﺣﺪ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻄﻴﺒﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻔﻌﻠﻮﻥ ﺑﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ، ﻓﺎﻟﻌﺒﺮﺓ ﺑﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻻ ﻫَﻢَّ ﻟﻬﻢ ﺇﻻ ﻗﻬﺮ ﻭﺍﺳﺘﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ .
ﺍﻹﻋﻼﻡ
Embed from Getty Images
ﻳﻌﻤﻞ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻭﺍﻟﺨﺎﺹ – ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﺎﺑﻌﺎً ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﻭ ﺑﺄﺧﺮﻯ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﻭﻣﺆﻳﺪﺍً ﻟﻪ – ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺑﺎﻙ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻭﺗﺸﻮﻳﻪ ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ، ﻭﺑﺚ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ، ﻭﺗﻔﺮﻳﻎ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﻣﺤﺘﻮﺍﻫﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﺷﺪ ﻭﺃﻟﺪ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻭﻳﺠﺐ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺇﺧﺮﺍﺳﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﺑﺘﻘﻮﻳﺾ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻹﻋﻼﻡ، ﻭﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ … ﺇﻟﺦ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ، ﻓﺎﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺚ، ﺇﻧﻬﺎ ﻟﺤﻈﺔ ﺣﺮﺟﺔ .. ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻴﻼﺩ ﻣﻦ ﻭﺳﻂ ﻣﺨﺎﺽ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﻗﺎﻕ، ﻭﺍﻟﻈﺮﻑ ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻔﺴﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ، ﻭﺗُﺮﺑﻚ “ ﻃﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ” ﻭﺇﻻ ﻣﺎﺕ ﺟﻨﻴﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺭﺣﻢ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ، ﻭﺗﺴﻤﻤﺖ ﺑﻤﻮﺗﻪ .! ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻴﻼﺩ، ﻓﻬﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﺤﻈﺔ ﺫﺑﺢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ .. ﻭﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗﺎﻣﺔ .
ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻈﻞ ﺛﺎﺋﺮﺓ، ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﺭﺗﻬﺎ .. ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻫﻲ “ ﺭﺩﺍﺀ ﻣﺆﻗﺖ ” ﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺭ .. ﻭﻳﺠﺐ ﺧﻼﻝ “ ﺷﻬﻮﺭ ” ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺨﺸﻨﺔ ﺍﻟﺒﺎﻃﺸﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﺳﺮﺍﻉ ﺑﺘﻄﻬﻴﺮﻫﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻓﻀﻞ، ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳُﻔﻀﻞ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻋﻮﺩ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ، ﻷﻥ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻭﻗﺘﺎً ﻃﻮﻳﻼً .
ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺿﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺿﺪ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪﺓ ﺧﺎﺻﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺿﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻫﻮ ﺍﻻﺣ
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ
ﺗﻨﺨﺪﻉ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﻹﺷﺎﺩﺓ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ “ ﺳﻠﻤﻴﺔ ” ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ، ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﻲﺀ ﺍﺳﻤﻪ ﺛﻮﺭﺓ ﺳﻠﻤﻴﺔ، ﺃﻭ ﻣﺴﻠﺤﺔ، ﻓﻠﻮ ﺍﻓﺘﺮﺿﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻮﺍ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻓﻲ ﺛﻮﺭﺗﻬﻢ، ﺛﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺃﻥ ﺑﻘﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ .. ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﺸﻠﺖ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ! ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻫﻲ : ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﺑﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻃﺸﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ، ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻓﻖ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ .. ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺇﻥ ﺗﺤﻘﻖ ﺑﺎﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻓﺒﻬﺎ ﻭﻧﻌﻢ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺑﺎﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻓﺒﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺴﻘﻂ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻭﻻ ﺗﻬﺪﻡ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﻭﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ !
ﻭﺃﻱ ﺧﻮﻑ ﺃﻭ ﺧﺠﻞ ﺃﻭ ﺗﺮﺩﺩ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﺓ .. ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺳﻴﺬﺑﺢ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﺑﻼ ﺭﺣﻤﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻋﻠﻨﺖَ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﺄﺗﻤﻬﺎ ﻟﻠﻨﻬﺎﻳﺔ ﺑﺄﻱ ﺗﻜﻠﻔﺔ، ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺼﺎﻑ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻓﻬﻲ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ، ﺗﺄﺗﻲ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ “ ﺍﻟﺠﺮﻋﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ” ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ .. ﻭﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ، ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻘﻂ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ، ﻭﻳﺤﻞ ﻣﺤﻠﻪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﻔﻜﺮﻩ ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ .
ﺩﻋﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ
ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻳﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ “ ﺧﺪﻋﺔ ” ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺑﺔ، ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ .. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻗﺪ ﺗﺨﺪﻉ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻘﻂ، ﺃﻣﺎ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻓﻴﺪﺭﻛﻮﻥ ﺃﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﻮﺟﻴﻪ “ ﻃﻌﻨﺔ ” ﻣﻤﻴﺘﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﻳﺪﺍﺀ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻃﻌﻨﺔ ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﺑﺪﺍ، ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻜﻤﻞ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ – ﻣﻬﻤﺎ ﻃﺎﻝ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ – ﺳﻴﻈﻞ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺛﺄﺭﺍً ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺳﻴﺘﻮﺟﻪ – ﺑﻼ ﺗﻔﻜﻴﺮ – ﻟﺬﺑﺤﻬﺎ .. ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺬﺑﺤﻪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﺃﻭ ﻳﺬﺑﺢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ .
ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ
ﻳُﺨﺒﺮﻧﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺃﻥ ﺧﻄﺄ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﻗﺪ ﻳُﻔﺸﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻛﻠﻬﺎ، ﻭﺇﻥ “ ﻓﺘﻮﺭ ” ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳُﻔﺸﻠﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ .. ﻟﺬﺍ ﻓﻬﻲ ﻣﻌﺎﺩﻟﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﺎ ﺟﺪ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻻ ﻫﺰﻝ، ﻭﻻ ﺭﻋﻮﻧﺔ، ﻭﻻ ﺳﻔﻪ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺇﻻ ﻓﻘﺪ ﺩﻣﺮﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ . ﻭﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ، ﻭﻣﺆﻫﻠﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ – ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻘﻴﺔ – ﻭﻣﺆﻣﻨﺔ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﺧﺎﻟﺼﺎً ﻭﻛﻠﻴﺎً ﺑﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ، ﻭﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﺸﺪ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﻭﺍﻟﻤﻀﻲ ﺑﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ .
ﻻ ﺗﻘﺒﻠﻮﺍ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻗﺒﻮﻝ “ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ” ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺛﺎﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺘﻬﺎ ﻳﺘﻢ ﺷﻴﻄﻨﺘﻬﺎ، ﺛﻢ ﺇﺫﺍ ﺍﺷﺘﺪ ﻋﻮﺩﻫﺎ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﺗﺠﺎﻫﻬﺎ، ﺛﻢ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﺼﺮﺕ ﺳﻌﺖ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺗﺄﻳﻴﺪﻫﺎ، ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻴﻬﺎ .. ﻓﻼ ﺗﻮﺑﺔ ﻭﻻ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ، ﺣﺘﻰ ﺗﻈﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻃﺎﻫﺮﺓ ﻣﻦ ﻟﻮﺛﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ، ﻭﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ .
ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺿﺪ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﺳﺘﻘﻼﻻً ﺣﻘﻴﻘﻴﺎً ﺗﺎﻣﺎً – ﻣﺜﻞ ﺑﻼﺩﻧﺎ – ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻳﺤﻀﺮ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻳﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ – ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺒﻠﻬﺎ – ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺳﻴﻌﻤﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺇﻓﺸﺎﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ، ﺛﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﺫﺍ ﺍﺷﺘﺪ ﻋﻮﺩﻫﺎ، ﺛﻢ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺣﺴﺐ ﻛﻞ ﺩﻭﻟﺔ، ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﻻ ﺗﺨﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻮﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ..
ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺠﺢ، ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻓﻲ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ؛ ﻭﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺔ .. ﺃﻧﻪ ﻻ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ .. ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﺗﻐﻨﻮﺍ ﺑﻬﺎ، ﻭﺻﻔﻘﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ، ﻭﻻ ﻳﻐﺘﺮﻥ ﺃﺣﺪ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻄﻴﺒﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻔﻌﻠﻮﻥ ﺑﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ، ﻓﺎﻟﻌﺒﺮﺓ ﺑﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻻ ﻫَﻢَّ ﻟﻬﻢ ﺇﻻ ﻗﻬﺮ ﻭﺍﺳﺘﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ .
ﺍﻹﻋﻼﻡ
Embed from Getty Images
ﻳﻌﻤﻞ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻭﺍﻟﺨﺎﺹ – ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﺎﺑﻌﺎً ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﻭ ﺑﺄﺧﺮﻯ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﻭﻣﺆﻳﺪﺍً ﻟﻪ – ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺑﺎﻙ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻭﺗﺸﻮﻳﻪ ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ، ﻭﺑﺚ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ، ﻭﺗﻔﺮﻳﻎ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﻣﺤﺘﻮﺍﻫﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﺷﺪ ﻭﺃﻟﺪ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻭﻳﺠﺐ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺇﺧﺮﺍﺳﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﺑﺘﻘﻮﻳﺾ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻹﻋﻼﻡ، ﻭﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ … ﺇﻟﺦ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ، ﻓﺎﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺚ، ﺇﻧﻬﺎ ﻟﺤﻈﺔ ﺣﺮﺟﺔ .. ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻴﻼﺩ ﻣﻦ ﻭﺳﻂ ﻣﺨﺎﺽ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﻗﺎﻕ، ﻭﺍﻟﻈﺮﻑ ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻔﺴﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ، ﻭﺗُﺮﺑﻚ “ ﻃﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ” ﻭﺇﻻ ﻣﺎﺕ ﺟﻨﻴﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺭﺣﻢ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ، ﻭﺗﺴﻤﻤﺖ ﺑﻤﻮﺗﻪ .! ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻴﻼﺩ، ﻓﻬﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﺤﻈﺔ ﺫﺑﺢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ .. ﻭﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗﺎﻣﺔ .
ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻈﻞ ﺛﺎﺋﺮﺓ، ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﺭﺗﻬﺎ .. ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻫﻲ “ ﺭﺩﺍﺀ ﻣﺆﻗﺖ ” ﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺭ .. ﻭﻳﺠﺐ ﺧﻼﻝ “ ﺷﻬﻮﺭ ” ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺨﺸﻨﺔ ﺍﻟﺒﺎﻃﺸﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﺳﺮﺍﻉ ﺑﺘﻄﻬﻴﺮﻫﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻓﻀﻞ، ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳُﻔﻀﻞ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻋﻮﺩ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ، ﻷﻥ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻭﻗﺘﺎً ﻃﻮﻳﻼً .
ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺿﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺿﺪ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪﺓ ﺧﺎﺻﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺿﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻫﻮ ﺍﻻﺣ