ﺘﻤﺎﻝ ﺍﻷﺭﺟﺢ ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ، ﻭﻗﺪ ﻳﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺇﻟﻰ “ ﺣﺮﺏ ﺃﻫﻠﻴﺔ ” ﻳﺘﻘﺎﺗﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺿﺪ ﺑﻌﻀﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻫﻮ ﺃﻓﻀﻞ ﺑﺪﻳﻞ، ﻭﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﺿﺪ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻻﻗﺘﺘﺎﻝ – ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻭﺃﺧﻄﺮ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ – ﻭﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﻘﻂ ﺿﺪ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﺤﻴﻴﺪ ﺍﻟﺠﻨﺪ ﻭﺻﻐﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ، ﻟﺘﺠﻨﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﺑﺎﻫﻈﺔ .
ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ – ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ
ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﻧﺲ ﻓﻲ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ، ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ .. ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺭ “ ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ” ﻣﺜﻼً .. ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻈﻞ ﻫﻜﺬﺍ ﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺔ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻱ ﻣﺪﺧﻼﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻔﺴﺪ ﺗﺠﺎﻧﺴﻬﺎ ﻭﺍﺗﺴﺎﻗﻬﺎ، ﻭﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺗُﻜﻮﻥ “ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ” ﺍﻟﺘﻲ ﻳُﻀﺤﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﻀﺎﺩ ﻭﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ، ﻭﺃﻱ ﺍﻧﻘﺴﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻧﻘﺴﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻨﺸﻰ “ ﺍﻟﺘﺤﺎﺭﺏ ” ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ، ﻭﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ .
ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ : ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ “ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ” ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ ﻣﻀﻄﺮﺑﺔ ﺑﻔﻌﻞ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻕ ﻭﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭالسياسي ، ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻈﻞ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻟﻠﺘﻀﺤﻴﺔ ﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ، ﻭﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﺍﻷﺧﺮﻭﻱ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﻟﻦ ﺗﻨﺠﺢ ﺛﻮﺭﺓ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ “ ﺛﻮﺭﺓ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ” ﻓﻼ ﺑﺪ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺃﻥ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ .. ﺃﻱ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻹﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﺘُﻔﺸﻞ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ، ﻓﺎﻹﺳﻼﻡ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻭﺃﻥ ﻳﻌﻠﻮ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻤﻮﻣﺎً ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .. ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ “ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ .”
ساسة بوست
ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ – ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ
ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﻧﺲ ﻓﻲ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ، ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ .. ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺭ “ ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ” ﻣﺜﻼً .. ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻈﻞ ﻫﻜﺬﺍ ﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺔ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻱ ﻣﺪﺧﻼﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻔﺴﺪ ﺗﺠﺎﻧﺴﻬﺎ ﻭﺍﺗﺴﺎﻗﻬﺎ، ﻭﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺗُﻜﻮﻥ “ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ” ﺍﻟﺘﻲ ﻳُﻀﺤﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﻀﺎﺩ ﻭﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ، ﻭﺃﻱ ﺍﻧﻘﺴﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻧﻘﺴﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻨﺸﻰ “ ﺍﻟﺘﺤﺎﺭﺏ ” ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ، ﻭﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ .
ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ : ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ “ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ” ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ ﻣﻀﻄﺮﺑﺔ ﺑﻔﻌﻞ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻕ ﻭﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭالسياسي ، ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻈﻞ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻟﻠﺘﻀﺤﻴﺔ ﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ، ﻭﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﺍﻷﺧﺮﻭﻱ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﻟﻦ ﺗﻨﺠﺢ ﺛﻮﺭﺓ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ “ ﺛﻮﺭﺓ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ” ﻓﻼ ﺑﺪ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺃﻥ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ .. ﺃﻱ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻹﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﺘُﻔﺸﻞ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ، ﻓﺎﻹﺳﻼﻡ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻭﺃﻥ ﻳﻌﻠﻮ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻤﻮﻣﺎً ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .. ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ “ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ .”
ساسة بوست