ذهبت غاضبا قاصداً بيت أختي فاطمة وزوجها سعيداً ، فلما
دنوت من الباب سمعت صوت خباب بن الأرت يُقرئهُما القرآن ،
فطرقت الباب طرقاً شديداً ، وقلت : افتحوا!
فاختبأ خباب من فوره ، وفتح سعيد الباب ودخلت ، وقلت :
ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكما؟
فقالت فاطمة : ما سمعت شيئاً ، كنت وسعيد نتحدث في
بعض أمرنا .
ولكن هذا الكلام لم ينطل علي فقلت لها : یا عدوة نفسها،
أصبوتِ؟
فسكتت ولم تجب؟
فقلت لهما : لعلكما صبوتما وتركتما دینکما الذي أنتما عليه ؟!
فقال لي سعيد : یا عُمر ، أرأيت إن كان الحق في غير دينك؟
فلم أحتملها منه ، فضربته ضرباً شديداً ، فقامت فاطمة
لتزيحني عنه ، فضربتُها على وجهها فسال دمها!
فقالت لي وهي غضبى تمسح الدم عن وجهها: یا ابن
الخطاب ، اصنع ما شئت ، فقد أسلمتُ؟
وتركتني ، ومضت تجلس في مكانها ...
فلما رأيت هذه الجرأة من فاطمة علي ، والدم على وجهها ، رق
قلبي لها ، وقبل أن أتكلم ، رأيت الصحيفة التي كانت قد أخفتها
لحظة دخولي عليهم ، فقُلت : أهذه التي كنتما تقرآن بها؟ أعطوني
إياها
فقالت : إنك رجس ، وإنه لا يمسه إلا المطهرون ، فقم
واغتسل؟
وكانت تلك المرة الأولى التي أحس فيها بذل الشرك!
" يُتبع...
دنوت من الباب سمعت صوت خباب بن الأرت يُقرئهُما القرآن ،
فطرقت الباب طرقاً شديداً ، وقلت : افتحوا!
فاختبأ خباب من فوره ، وفتح سعيد الباب ودخلت ، وقلت :
ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكما؟
فقالت فاطمة : ما سمعت شيئاً ، كنت وسعيد نتحدث في
بعض أمرنا .
ولكن هذا الكلام لم ينطل علي فقلت لها : یا عدوة نفسها،
أصبوتِ؟
فسكتت ولم تجب؟
فقلت لهما : لعلكما صبوتما وتركتما دینکما الذي أنتما عليه ؟!
فقال لي سعيد : یا عُمر ، أرأيت إن كان الحق في غير دينك؟
فلم أحتملها منه ، فضربته ضرباً شديداً ، فقامت فاطمة
لتزيحني عنه ، فضربتُها على وجهها فسال دمها!
فقالت لي وهي غضبى تمسح الدم عن وجهها: یا ابن
الخطاب ، اصنع ما شئت ، فقد أسلمتُ؟
وتركتني ، ومضت تجلس في مكانها ...
فلما رأيت هذه الجرأة من فاطمة علي ، والدم على وجهها ، رق
قلبي لها ، وقبل أن أتكلم ، رأيت الصحيفة التي كانت قد أخفتها
لحظة دخولي عليهم ، فقُلت : أهذه التي كنتما تقرآن بها؟ أعطوني
إياها
فقالت : إنك رجس ، وإنه لا يمسه إلا المطهرون ، فقم
واغتسل؟
وكانت تلك المرة الأولى التي أحس فيها بذل الشرك!
" يُتبع...