[المبطئون: كثيرو الجدل .. قليلو العمل !]
يقول الشيخ أبو يحيى الليبي -تقبله الله-
يقف كثير من المسلمين اليوم من الأحداث الجسام، والأمور العظام، التي تجري في الأمة الإسلامية بين الحين والآخر، موقف المتفرج على حوادثها، المترقب لنتائجها، وقد اتخذ كل منهم لنفسه ساتراً وحاجزاً فكرياً يتلبس به، ويمنعه من اقتحام أتونها، وولوج أبوابها، أو أن يكون له دور فعلي في مجرياتها، أو تحريك عجلاتها، فصير قصارى جهده، وغاية أمره، ومبلغ بذله، ترقب الأخبار آناء الليل وأطراف النهار، وقد هاب الفتن، وخشى المحن، وركن إلى الدعة، ومال إلى الراحة، مكتفياً بما هو فيه، وكأن ما يراه ويراقبه لا يعنيه، وذلك لقصور همته عن ارتقاء المعالي، وتعود نفسه التقهقر عند إظلال المصائب، وتوالي النوائب.
وليته مع هذا كله نأى بنفسه، وشعر بذنبه، واعترف بتقصيره، ونسب الفضل إلى أهله، إذاً لكان الأمر يسيراً ولما لامه أحد إلا قليلاً، غير أن الأمر ليس كذلك، بل أشد وأنكى على نفوس العاملين الجادين الصادقين، فتراه وهو في ملجئه، ومغارته ومدّخله، قد نصّب نفسه ناقداً بصيراً، وموجهاً خبيراً ومنظراً نحريراً، إذا تكلم تكلّم باللوم والعتاب، وليس في حديثه إلا ضمائر ( الغيبة ) و ( الخطاب ) ، فقوله لا يعدو ( لو أنهم فعلوا ) أو ( لو أنكم فعلتم ) ، أما أن يدرج نفسه بين العاملين حقاً ويضمها إلى جملة المتكلمين صدقاً، فيقول : ( لو أننا فعلنا ) ، فهذا ما لا يصدر عنه، ولا يكون منه.
إنه صنف ( المبطئين ) ( المتريّثين ) ( المترقبين ) الذين يريدون النصر والظفر في كل معركة بصورة متتالية متوالية ويبتغون دولة قائمة حاكمة من غير دفع ضريبة إقامتها، فهم يصبحون على الأوهام، ويمسون على الأحلام ..
____________________
مقتطف من مقال بعنوان (المُبطئون)
يقول الشيخ أبو يحيى الليبي -تقبله الله-
يقف كثير من المسلمين اليوم من الأحداث الجسام، والأمور العظام، التي تجري في الأمة الإسلامية بين الحين والآخر، موقف المتفرج على حوادثها، المترقب لنتائجها، وقد اتخذ كل منهم لنفسه ساتراً وحاجزاً فكرياً يتلبس به، ويمنعه من اقتحام أتونها، وولوج أبوابها، أو أن يكون له دور فعلي في مجرياتها، أو تحريك عجلاتها، فصير قصارى جهده، وغاية أمره، ومبلغ بذله، ترقب الأخبار آناء الليل وأطراف النهار، وقد هاب الفتن، وخشى المحن، وركن إلى الدعة، ومال إلى الراحة، مكتفياً بما هو فيه، وكأن ما يراه ويراقبه لا يعنيه، وذلك لقصور همته عن ارتقاء المعالي، وتعود نفسه التقهقر عند إظلال المصائب، وتوالي النوائب.
وليته مع هذا كله نأى بنفسه، وشعر بذنبه، واعترف بتقصيره، ونسب الفضل إلى أهله، إذاً لكان الأمر يسيراً ولما لامه أحد إلا قليلاً، غير أن الأمر ليس كذلك، بل أشد وأنكى على نفوس العاملين الجادين الصادقين، فتراه وهو في ملجئه، ومغارته ومدّخله، قد نصّب نفسه ناقداً بصيراً، وموجهاً خبيراً ومنظراً نحريراً، إذا تكلم تكلّم باللوم والعتاب، وليس في حديثه إلا ضمائر ( الغيبة ) و ( الخطاب ) ، فقوله لا يعدو ( لو أنهم فعلوا ) أو ( لو أنكم فعلتم ) ، أما أن يدرج نفسه بين العاملين حقاً ويضمها إلى جملة المتكلمين صدقاً، فيقول : ( لو أننا فعلنا ) ، فهذا ما لا يصدر عنه، ولا يكون منه.
إنه صنف ( المبطئين ) ( المتريّثين ) ( المترقبين ) الذين يريدون النصر والظفر في كل معركة بصورة متتالية متوالية ويبتغون دولة قائمة حاكمة من غير دفع ضريبة إقامتها، فهم يصبحون على الأوهام، ويمسون على الأحلام ..
____________________
مقتطف من مقال بعنوان (المُبطئون)