نَقَل السيوطيّ رحمه الله أنَّ الإمام الدَّارَقُطْني قال: حضرتُ أبا بكر بن الأنباري في مجلس إملائه يومَ جُمعة، فصحَّفَ اسمًا أورَده في إسنادِ حديث، كان حيَّان فقال هو حبّان، أو حبّان فقال حيَّان.
قال: فأعظمتُه أن يُنقَل عن مثلِه في فضلِه وجلالتِه وَهمٌ، وَهِبْتُه أن أُوقِفه على ذلك، فلمَّا انقضَى مجلسُ الإملاء تقدَّمتُ إلى المُستملِي، وذكرتُ له وهمَه، وعرَّفتُه صوابَ القول فيه، وانصرفتُ، ثم حضرتُ الجُمعةَ التالية، فقال أبو بكر ابن الأنباري للمُستملِي: عَرِّفْ جماعةَ الحاضرين أنا صَحَّفْنا الاسمَ الفلاني لمَّا أمْلَينا حديثَ كذا في الجمعة الماضية، ونبَّهنا ذلك الشابُّ على الصواب، وهو كذا، وعرِّف ذلك الشابَّ أنا رجَعْنا إلى الأصل فوجَدْناه كما قال.
وفي هذا النقل عدة فوائد:
١ - العالِم مَن عُدَّتْ سقطاتُه، ولا يَقدَح في منزلته أن يُخطئ في بعض المسائل، ولا أن يَهِمَ في بعض المواضع، بل ولو جَهِلَ بعضَ مسائل فنه فإن هذا أيضا ليس بقادح فيه، قال أبو علي اليوسي:" وليس يُزيل اسمَ العِلم عن العالِم تقصيرُه في الجواب عن مسألة سُئل عنها، أو أكثر، ولا جهلُه لذلك رأساً؛ فما مِثال العالِم إلا مثال التاجر في البَزِّ، أو العبيد، أو الخيل، أو نحو ذلك، فلا محالة قد تُطلب عنده حاجةٌ موصوفة أو أكثر، فلا توجد عنده، ولا يُخرجه ذلك عن سماتِ التُّجّار".
٢ - إذا رأيتَ أحدا من ذوي العِلم والسن والفضل أخطَأ في نقلٍ أو سها في مسألة فالأفضل أن يكون تنبيهك له بينك وبينه لا أمام الناس، كي لا يزداد حَرجُه أمام إخوانه وطلابه.
٣ - وعلى الأستاذ والمعلم أن يتواضع ويُقِرّ بخطئه متى ظهر له الصواب، وبدا له الحق، فمثل هذا يُعَدّ في مناقبه ومحاسنه.
٤ - يؤخذ من هذا النقل أيضا استحسانُ إشادة المعلم بطُلّابه النجباء، وتشجيعهم، وتقريبهم.
٥ - في هذا النقل فائدة مهمة، وهي أنَّ عقدَ درسِ العِلم يوما واحدا في الأسبوع ليس أمرا مستحدثا الآن، بل هو قديم.
قال: فأعظمتُه أن يُنقَل عن مثلِه في فضلِه وجلالتِه وَهمٌ، وَهِبْتُه أن أُوقِفه على ذلك، فلمَّا انقضَى مجلسُ الإملاء تقدَّمتُ إلى المُستملِي، وذكرتُ له وهمَه، وعرَّفتُه صوابَ القول فيه، وانصرفتُ، ثم حضرتُ الجُمعةَ التالية، فقال أبو بكر ابن الأنباري للمُستملِي: عَرِّفْ جماعةَ الحاضرين أنا صَحَّفْنا الاسمَ الفلاني لمَّا أمْلَينا حديثَ كذا في الجمعة الماضية، ونبَّهنا ذلك الشابُّ على الصواب، وهو كذا، وعرِّف ذلك الشابَّ أنا رجَعْنا إلى الأصل فوجَدْناه كما قال.
وفي هذا النقل عدة فوائد:
١ - العالِم مَن عُدَّتْ سقطاتُه، ولا يَقدَح في منزلته أن يُخطئ في بعض المسائل، ولا أن يَهِمَ في بعض المواضع، بل ولو جَهِلَ بعضَ مسائل فنه فإن هذا أيضا ليس بقادح فيه، قال أبو علي اليوسي:" وليس يُزيل اسمَ العِلم عن العالِم تقصيرُه في الجواب عن مسألة سُئل عنها، أو أكثر، ولا جهلُه لذلك رأساً؛ فما مِثال العالِم إلا مثال التاجر في البَزِّ، أو العبيد، أو الخيل، أو نحو ذلك، فلا محالة قد تُطلب عنده حاجةٌ موصوفة أو أكثر، فلا توجد عنده، ولا يُخرجه ذلك عن سماتِ التُّجّار".
٢ - إذا رأيتَ أحدا من ذوي العِلم والسن والفضل أخطَأ في نقلٍ أو سها في مسألة فالأفضل أن يكون تنبيهك له بينك وبينه لا أمام الناس، كي لا يزداد حَرجُه أمام إخوانه وطلابه.
٣ - وعلى الأستاذ والمعلم أن يتواضع ويُقِرّ بخطئه متى ظهر له الصواب، وبدا له الحق، فمثل هذا يُعَدّ في مناقبه ومحاسنه.
٤ - يؤخذ من هذا النقل أيضا استحسانُ إشادة المعلم بطُلّابه النجباء، وتشجيعهم، وتقريبهم.
٥ - في هذا النقل فائدة مهمة، وهي أنَّ عقدَ درسِ العِلم يوما واحدا في الأسبوع ليس أمرا مستحدثا الآن، بل هو قديم.