#أين_ذهبت_النقود_بقلم_مال_الشام
الجزء الأول
متل العادة... يومياً لازم انطر ساعتين ليجي الباص لأن مواعيد باصات نقل الموظفين سيئة جداً،، عطول بحاول استغل هاد الوقت الطويل بشي مفيد بس بفشل لان بكون بقمة التعب و الارهاق،، بس بهي الشركة في مكان حلو بحب قضي فيه معظم وقتي...
مصلى صغير... مفروش بسجادة لونها قرميدي... و في بزاويتو مكتبة صغيره بتتكون من تلات رفوف خشبية، فيها مصاحف قرآن و كتب فقه و ادب.... و لوحة للغروب مرسومة باتقان و ابداع اشك انها من صنع واحدة من موظفات الشركة.. .
هاد المصلى بيتناوب على تنظيفو الموظفات بشكل منظم... اسبوعيا مجموعة بتتحمل مسؤوليتو...
بس في مشكلة لهلأ ما حدا قدر يلاقيلها حل... انو معظم الموظفات ( و انا واحدة منهم) بياكلو بهاد المصلى و بالتالي ممكن يصير في ريحة كريهة...يمكن هاد التصرف غلط بس هاد المكان الوحيد الي ممكن نرتاح فيه بعد يوم طويل من التعب
لذلك اعطيت لحالي تصريح انو عادي فيني ضل اكول هون بدون ما حس بأي تئنيب ضمير....
من فترة طويلة... اكتر من 6 شهور بلشت لاحظ صبيه تانيه بتتواجد كتير بالمصلى،، بتنزوي لحالها.... و بتطلع قطعة خبز من شنتتها و بتاكلها!! ... احياناً بحس انو الخبزة فاضيه وما فيها اي محتوى من جبنة او لبنة و غيرو!!
هلأ عادي يمكن البنت بتقرف..
بس المانطو الاسود الي صار يميل للرمادي كتر ما بتلبسو و ما بشوفها غير فيه..
ملامحها المتعب و الشاحبة...
و شرودها الدائم و وحدتها
كتير شغلات خلوني حس انو هالبنت بحاجة مساعدة و يمكن وضعها المادي سيء...
تعزز هاد الشعور لما مره وقفنا سوا بكفتيريا الموظفين ..
وهي سألت عن سعر قطعة شوكلاته...
لما جاوبها سكتت شوي... بعدين انسحبت بهدوء بدون ما تشتريها!!
المشهد صدمني... و ما قدرت الا اخود نفس القطعة الي كانت بايدها و ادفع ثمنها و خبيها معي لتاني يوم... بنفس الموعد شفتها بالمصلى...
و ما عاد عرفت كيف بدي اعطيها قطعة الشوكلاته!!
احترت كتير بعدين قمت لعندها
- مرحبا
+ اهلين
- كيفك
+ تمام
- انتي موظفة بأنو قسم ؟
+ انا بالأرشيف
- ايوه بدي قول لان ما بشوفك كتير، طيب تفضلي هي
+ هههه شو المناسبة؟
- ممممم سمعت خبر حلو كتير اليوم و عم حلي رفقاتي
+ بس انا مو رفيقتك
- ايه بس انا عطول بشوفك هون و بعرفك لهيك اعتبرتك رفيقتي
مدت ايدها و اخدتها... و ما كملت الحديث معي..
احياناً منعمل تصرف و منتمنى نسرق من الزمن فرصه لنعيد التصرف
يمكن كان في مية طريقه افضل من الي عملتو!! يمكن هي فهمت انو انا مراقبتها و فقرها واضح للكل... و سكوتها ما قدر يغطي حاجتها..
يمكن فهمت...
يمكن انجرحت...
يمكن هلأ صارت تكره تشوفني!! ..
ضليت تلات ايام ما فتت المصلى مع انو صدقا هو منفذ راحتي بس كنت خجلانه منها... و بما انو اقسامنا بعيدة تماماً عن بعض و انا بالطابق الرابع و هي بالتاني ف ما شفتها
باليوم الرابع كنت تعبانه كتير و بحاجة لارتاح...
فتت عالمصلى و الموضوع رايح من بالي..
و لما شفتها تكهربت، ما عاد عرفت اطلع او ضل!!!
بس سبقتني و رفعت ايدها بحركة ناعمة و ابتسمتلي...
ابتسمت و فتت لعندا... وقعدت جنبها
- كيييفك؟
+ تمام الحمد لله كيفك انتي؟
- والله منيحة، بس الشمس قوية اليوم و حاسة انو دايخه و تعبانه
+ طيب اكلتي شي؟
- لا والله ما لحقت..
+ شو رأيك تجي اعزمك على سندويش ناكول انا وياكي؟
- تعزميني؟
+ ايه منفطر سوا
تلبكت كتير.... لمدة طويلة و يومياً ما مرة شفتها اشترت شي او طلبت سندويش. كيف هلأ رح خليها تعزمني!! ومو معقول اجرح مشاعرها اكتر و اثبتلها شكوكها باني ملاحظة فقرها!!
+ شو قلتي؟
- اه؟ ايه فكرة حلوة بس مره تانيه هلأ عندي شغل ضروري و لازم روح..
قمت فوراً و طلعت مستعجلة....
يوم عن يوم صار بينا سلام و دردشة بسيطة عن الشغل ....مريم!!
اسمها مريم.... بنت وحيدة على ست اولاد كلهن اصغر منها تركت دراستها بمرحلة الثانوية و عم تشتغل ،، يمكن وضعهن سيء لهاد السبب!!
لانو عيلة كبيرة...
مريم كانت زكية كتير و كلها طاقة و حيوية و اكبر مني بسنة،،، اعطتني كتير نصائح و كانت تحكي بثقة و طلاقة.. شخصيتها متزنة و راقية جداً و قريبة للقلب
فكرة انو ساعدها راحت من بالي نهائياً لان ما بدي اجرحها او خليها تتحسس مني... و ضلت علاقتنا ودودة و مجرد معرفة و احترام متبادل
لوقت ما مرة وقعت بين كل الموظفين و على عيون بعض الادارين.... غابت عن الوعي و اجتمع الكل حواليها و صار تجمع كبير لان الشباب ما قدرو يقربو منها و يحملوها لانها صبيه و محجبة...
سمعنا الضجة و الموظفين تكركبو... لحقناهن و نزلنا لتحت و وقفت عالدرج من بعيد لشوف شو القصة...
دخلو تنتين صبايا و عاملة نظافة بين الشباب و حملو مريم و لمحتها و هن عم يطلعوها...
و لحقتهم عالمستوصف لان ما فهمت شو صارلها...
الممرضة حكت انو معها فقر دم حاد و طلبت حدا يروح يجيبلها عصير...
الجزء الأول
متل العادة... يومياً لازم انطر ساعتين ليجي الباص لأن مواعيد باصات نقل الموظفين سيئة جداً،، عطول بحاول استغل هاد الوقت الطويل بشي مفيد بس بفشل لان بكون بقمة التعب و الارهاق،، بس بهي الشركة في مكان حلو بحب قضي فيه معظم وقتي...
مصلى صغير... مفروش بسجادة لونها قرميدي... و في بزاويتو مكتبة صغيره بتتكون من تلات رفوف خشبية، فيها مصاحف قرآن و كتب فقه و ادب.... و لوحة للغروب مرسومة باتقان و ابداع اشك انها من صنع واحدة من موظفات الشركة.. .
هاد المصلى بيتناوب على تنظيفو الموظفات بشكل منظم... اسبوعيا مجموعة بتتحمل مسؤوليتو...
بس في مشكلة لهلأ ما حدا قدر يلاقيلها حل... انو معظم الموظفات ( و انا واحدة منهم) بياكلو بهاد المصلى و بالتالي ممكن يصير في ريحة كريهة...يمكن هاد التصرف غلط بس هاد المكان الوحيد الي ممكن نرتاح فيه بعد يوم طويل من التعب
لذلك اعطيت لحالي تصريح انو عادي فيني ضل اكول هون بدون ما حس بأي تئنيب ضمير....
من فترة طويلة... اكتر من 6 شهور بلشت لاحظ صبيه تانيه بتتواجد كتير بالمصلى،، بتنزوي لحالها.... و بتطلع قطعة خبز من شنتتها و بتاكلها!! ... احياناً بحس انو الخبزة فاضيه وما فيها اي محتوى من جبنة او لبنة و غيرو!!
هلأ عادي يمكن البنت بتقرف..
بس المانطو الاسود الي صار يميل للرمادي كتر ما بتلبسو و ما بشوفها غير فيه..
ملامحها المتعب و الشاحبة...
و شرودها الدائم و وحدتها
كتير شغلات خلوني حس انو هالبنت بحاجة مساعدة و يمكن وضعها المادي سيء...
تعزز هاد الشعور لما مره وقفنا سوا بكفتيريا الموظفين ..
وهي سألت عن سعر قطعة شوكلاته...
لما جاوبها سكتت شوي... بعدين انسحبت بهدوء بدون ما تشتريها!!
المشهد صدمني... و ما قدرت الا اخود نفس القطعة الي كانت بايدها و ادفع ثمنها و خبيها معي لتاني يوم... بنفس الموعد شفتها بالمصلى...
و ما عاد عرفت كيف بدي اعطيها قطعة الشوكلاته!!
احترت كتير بعدين قمت لعندها
- مرحبا
+ اهلين
- كيفك
+ تمام
- انتي موظفة بأنو قسم ؟
+ انا بالأرشيف
- ايوه بدي قول لان ما بشوفك كتير، طيب تفضلي هي
+ هههه شو المناسبة؟
- ممممم سمعت خبر حلو كتير اليوم و عم حلي رفقاتي
+ بس انا مو رفيقتك
- ايه بس انا عطول بشوفك هون و بعرفك لهيك اعتبرتك رفيقتي
مدت ايدها و اخدتها... و ما كملت الحديث معي..
احياناً منعمل تصرف و منتمنى نسرق من الزمن فرصه لنعيد التصرف
يمكن كان في مية طريقه افضل من الي عملتو!! يمكن هي فهمت انو انا مراقبتها و فقرها واضح للكل... و سكوتها ما قدر يغطي حاجتها..
يمكن فهمت...
يمكن انجرحت...
يمكن هلأ صارت تكره تشوفني!! ..
ضليت تلات ايام ما فتت المصلى مع انو صدقا هو منفذ راحتي بس كنت خجلانه منها... و بما انو اقسامنا بعيدة تماماً عن بعض و انا بالطابق الرابع و هي بالتاني ف ما شفتها
باليوم الرابع كنت تعبانه كتير و بحاجة لارتاح...
فتت عالمصلى و الموضوع رايح من بالي..
و لما شفتها تكهربت، ما عاد عرفت اطلع او ضل!!!
بس سبقتني و رفعت ايدها بحركة ناعمة و ابتسمتلي...
ابتسمت و فتت لعندا... وقعدت جنبها
- كيييفك؟
+ تمام الحمد لله كيفك انتي؟
- والله منيحة، بس الشمس قوية اليوم و حاسة انو دايخه و تعبانه
+ طيب اكلتي شي؟
- لا والله ما لحقت..
+ شو رأيك تجي اعزمك على سندويش ناكول انا وياكي؟
- تعزميني؟
+ ايه منفطر سوا
تلبكت كتير.... لمدة طويلة و يومياً ما مرة شفتها اشترت شي او طلبت سندويش. كيف هلأ رح خليها تعزمني!! ومو معقول اجرح مشاعرها اكتر و اثبتلها شكوكها باني ملاحظة فقرها!!
+ شو قلتي؟
- اه؟ ايه فكرة حلوة بس مره تانيه هلأ عندي شغل ضروري و لازم روح..
قمت فوراً و طلعت مستعجلة....
يوم عن يوم صار بينا سلام و دردشة بسيطة عن الشغل ....مريم!!
اسمها مريم.... بنت وحيدة على ست اولاد كلهن اصغر منها تركت دراستها بمرحلة الثانوية و عم تشتغل ،، يمكن وضعهن سيء لهاد السبب!!
لانو عيلة كبيرة...
مريم كانت زكية كتير و كلها طاقة و حيوية و اكبر مني بسنة،،، اعطتني كتير نصائح و كانت تحكي بثقة و طلاقة.. شخصيتها متزنة و راقية جداً و قريبة للقلب
فكرة انو ساعدها راحت من بالي نهائياً لان ما بدي اجرحها او خليها تتحسس مني... و ضلت علاقتنا ودودة و مجرد معرفة و احترام متبادل
لوقت ما مرة وقعت بين كل الموظفين و على عيون بعض الادارين.... غابت عن الوعي و اجتمع الكل حواليها و صار تجمع كبير لان الشباب ما قدرو يقربو منها و يحملوها لانها صبيه و محجبة...
سمعنا الضجة و الموظفين تكركبو... لحقناهن و نزلنا لتحت و وقفت عالدرج من بعيد لشوف شو القصة...
دخلو تنتين صبايا و عاملة نظافة بين الشباب و حملو مريم و لمحتها و هن عم يطلعوها...
و لحقتهم عالمستوصف لان ما فهمت شو صارلها...
الممرضة حكت انو معها فقر دم حاد و طلبت حدا يروح يجيبلها عصير...