⚫️في أول خطبة لخليفة رسول الله ﷺ أبي بكر الصديق رضي الله عنه بعد مبايعة الناس له، أكّد على حق الأمة الذي اختارته في مراقبة السلطة ومحاسبتها في الخطاب الراشدي فقال: (أيها الناس، فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله، فلا طاعة لي عليكم).
وقد استنكر هذا الأصل الراشدي الغلاة في منصب الإمامة، وعدّوا ذلك من التنقص والعيب، ومن هؤلاء ابن مطهر الحلي الشيعي، فقال: (كيف يجوز إمامة من يستعين بالرعية على تقويمه، مع أن الرعية تحتاج إليه؟).
وقد ردّ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على الحلي وبيّن منزلة الإمام عند أهل السنة وأنه واحد منهم اختاروه ليس ربًّا ولا معصوما، فقال: (هذا الحديث من أكبر فضائل الصديق - رضي الله عنه - وأدلها على أنه لم يكن {يريد علوا في الأرض ولا فسادا، فلم يكن} طالب رياسة، ولا كان ظالما، وإنه إنما كان يأمر الناس بطاعة الله ورسوله، وقول القائل: كيف تجوز إمامة من يستعين على تقويمه بالرعية؟ كلام جاهل بحقيقة الإمامة، فإن الإمام ليس هو ربا لرعيته حتى يستغني عنهم، ولا هو رسول الله إليهم حتى يكون هو الواسطة بينهم وبين الله. وإنما هو والرعية شركاء يتعاونون هم وهو على مصلحة الدين والدنيا، فلا بد له من إعانتهم، ولا بد لهم من إعانته، كأمير القافلة الذي يسير بهم في الطريق: إن سلك بهم الطريق اتبعوه، وإن أخطأ عن الطريق نبهوه وأرشدوه، وإن خرج عليهم صائل يصول عليهم تعاون هو وهم على دفعه، لكن إذا كان أكملهم علما وقدرة ورحمة كان ذلك أصلح لأحوالهم).
وقد استنكر هذا الأصل الراشدي الغلاة في منصب الإمامة، وعدّوا ذلك من التنقص والعيب، ومن هؤلاء ابن مطهر الحلي الشيعي، فقال: (كيف يجوز إمامة من يستعين بالرعية على تقويمه، مع أن الرعية تحتاج إليه؟).
وقد ردّ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على الحلي وبيّن منزلة الإمام عند أهل السنة وأنه واحد منهم اختاروه ليس ربًّا ولا معصوما، فقال: (هذا الحديث من أكبر فضائل الصديق - رضي الله عنه - وأدلها على أنه لم يكن {يريد علوا في الأرض ولا فسادا، فلم يكن} طالب رياسة، ولا كان ظالما، وإنه إنما كان يأمر الناس بطاعة الله ورسوله، وقول القائل: كيف تجوز إمامة من يستعين على تقويمه بالرعية؟ كلام جاهل بحقيقة الإمامة، فإن الإمام ليس هو ربا لرعيته حتى يستغني عنهم، ولا هو رسول الله إليهم حتى يكون هو الواسطة بينهم وبين الله. وإنما هو والرعية شركاء يتعاونون هم وهو على مصلحة الدين والدنيا، فلا بد له من إعانتهم، ولا بد لهم من إعانته، كأمير القافلة الذي يسير بهم في الطريق: إن سلك بهم الطريق اتبعوه، وإن أخطأ عن الطريق نبهوه وأرشدوه، وإن خرج عليهم صائل يصول عليهم تعاون هو وهم على دفعه، لكن إذا كان أكملهم علما وقدرة ورحمة كان ذلك أصلح لأحوالهم).