موعد مع الحظ
في احدى المرات
كان لدي موعد مع الحظ
قلت ، لأستحم و أزيل حياتي القديمة
دخلت الحمام ، نزعت ثيابي ، فتحت الحنفية
حككت رأسي فسقطت شوارع و مقاه و مطاعم و أصدقاء و قصائد قديمة و حظائر بناء و حدائق عامة
كلها ذكريات لصقت برأسي كبقعة زيت
و حككت قلبي الذي كان مسكونا من اربعة نساء
كنت أواعدهن تحت سور المقبرة
سقطن وردة تلو الوردة
ثم حككت صدري فسقط ليل و أضواء و أمطار و رجل مخمور و طفل يبكي و رسائل لم تأت و كلام لم أقله و حب من طرف واحد ..
ثم حككت قدماي فسقط طريق طويل و خطوات سريعة و أخرى بطيئة و دزينة أحلام و حذاء بالي و شمعة باهتة
ثم
ارتديت حجما جديدا
و وزنا مناسبا
رششت بعض العطر و خرجت ..
مرت ساعة ، يوم ، أسبوع ، شهر ، سنة ، عشرون سنة
و لم يأت
دخنت آخر سيجارة في علبة صبري
و غادرت الي البيت
عند الباب
اعترضتني أمي حاملة حياتي القديمة
كانت قد جمعتها من الحمام
و جففتها ..
أمي كانت تعلم أني سأعود خائبا
ليس لأن الحظ كاذب
بل لأنها أرضعتني من حظها السئ
حظها السئ أنها أنجبتني ..
خَافِت.