كلّما استبنت معالم هويّتي أجد التحامي بها يزداد، ولهفي عليها يكبر.
لم أمنحها في طفولتي عدا بعض ألحان وأشعار أرددها ولا أفهم معناها، وإلى عمر قريب لا أفرق بين قبة الصخرة والمسجد الأقصى، لكني أعرفها جيّدًا، طالما حدثني عنها أبي أحاديثَ تاريخٍ وعقيدة، لم أكن أعي منها الكثير لكنها ضربت بجذورها داخل روحي وكبرت معي.
كانت أمي تبكي أمام الأخبار وكنت لا أكترث إلا لحزنها، لماذا تبكي؟
أبي هيّن ليّن لم أسمعه يومًا سبّ أحدًا، إلا أني سمعته يصبّ سيلاً من لعائن وسباب على اليهود ومن تخاذل من العرب. لا أنسى اندهاشي حينها، اندهاش أشعل في صدري وأنا طفلة شعلة غضب أبصرت بها أعدائي.
أما أخي أبصرت فيه حمية تدفعه لأن يصدح بكلمة الحق ولو كلّفه ذلك الكثير، هكذا عُجن عمره ألا يكون ذليلا وأن يقول لا بأعلى صوته.
وأنا طفلة أسأله: لم كل هذا العناء؟
جاءت هذه الانتفاضة لتخبرني أني كبرت، وأني أستطيع أن أطلّ من خلف أكتاف والدي وأبصر كل شيء. أخي الذي كان يملّ حديثي أصبحنا نبث لبعضينا ذات الهموم والوقت يمر من بيننا دون أن ندرك.
جراحي المترفة اندملت، الصور التي أراها لأهلنا في فلسطين لم أعد أبكي لأنها أحزنت أمي بل باتت تغتال أضالعي بشعور حارق. كبرت همومي وتبدّلت نظرتي لكل النعم المحيطة بي، بعد أن كان أكبر همي عقدي المكسور.
جاءت هذه الانتفاضة لجيلٍ زعموا أنه غارق في الرفاهية، جيل لا يعوّل عليه، فواجه الحرب بصدره والعدوّ بحجارته.
أما نحن مهما ناءت السبل وقلت الحيل، والله لن ننسى ولن نغفر!
يصبّرنا لطف الله ومعيّته حتى يأتي وعده. يمهل الظالمين لأجل، ويصطفي من عباده الشهداء ليكرمهم، والصابرين ليمنحهم عطاء غير محدود.
أشكو لوالدي في يأس فيقول: مهما استبدّ بنا الأسى.. الله أكبر.
وهو الذي أذّن في أذني منذ ولادتي: الله أكبر.
أكبر من عدونا، وأكبر من الدنيا وما فيها.
لم أمنحها في طفولتي عدا بعض ألحان وأشعار أرددها ولا أفهم معناها، وإلى عمر قريب لا أفرق بين قبة الصخرة والمسجد الأقصى، لكني أعرفها جيّدًا، طالما حدثني عنها أبي أحاديثَ تاريخٍ وعقيدة، لم أكن أعي منها الكثير لكنها ضربت بجذورها داخل روحي وكبرت معي.
كانت أمي تبكي أمام الأخبار وكنت لا أكترث إلا لحزنها، لماذا تبكي؟
أبي هيّن ليّن لم أسمعه يومًا سبّ أحدًا، إلا أني سمعته يصبّ سيلاً من لعائن وسباب على اليهود ومن تخاذل من العرب. لا أنسى اندهاشي حينها، اندهاش أشعل في صدري وأنا طفلة شعلة غضب أبصرت بها أعدائي.
أما أخي أبصرت فيه حمية تدفعه لأن يصدح بكلمة الحق ولو كلّفه ذلك الكثير، هكذا عُجن عمره ألا يكون ذليلا وأن يقول لا بأعلى صوته.
وأنا طفلة أسأله: لم كل هذا العناء؟
جاءت هذه الانتفاضة لتخبرني أني كبرت، وأني أستطيع أن أطلّ من خلف أكتاف والدي وأبصر كل شيء. أخي الذي كان يملّ حديثي أصبحنا نبث لبعضينا ذات الهموم والوقت يمر من بيننا دون أن ندرك.
جراحي المترفة اندملت، الصور التي أراها لأهلنا في فلسطين لم أعد أبكي لأنها أحزنت أمي بل باتت تغتال أضالعي بشعور حارق. كبرت همومي وتبدّلت نظرتي لكل النعم المحيطة بي، بعد أن كان أكبر همي عقدي المكسور.
جاءت هذه الانتفاضة لجيلٍ زعموا أنه غارق في الرفاهية، جيل لا يعوّل عليه، فواجه الحرب بصدره والعدوّ بحجارته.
أما نحن مهما ناءت السبل وقلت الحيل، والله لن ننسى ولن نغفر!
يصبّرنا لطف الله ومعيّته حتى يأتي وعده. يمهل الظالمين لأجل، ويصطفي من عباده الشهداء ليكرمهم، والصابرين ليمنحهم عطاء غير محدود.
أشكو لوالدي في يأس فيقول: مهما استبدّ بنا الأسى.. الله أكبر.
وهو الذي أذّن في أذني منذ ولادتي: الله أكبر.
أكبر من عدونا، وأكبر من الدنيا وما فيها.